کتابخانه روایات شیعه
مَرْضِيَّةً (28): عند اللّه.
فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29): في جملة عبادي الصالحين.
وَ ادْخُلِي جَنَّتِي (30): معهم. أو في زمرة المقرّبين فتستضيء بنورهم، فإنّ الجواهر القدسيّة كالمرايا المتقابلة. أو ادخلي في أجساد عبادي الّتي فارقت عنها. أو ادخلي دار ثوابي الّتي أعددت لك.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25970 : قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند اللّه: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي بولاية عليّ- عليه السّلام-. مَرْضِيَّةً بالثّواب.
فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي فلا يكون له همّة إلّا اللّحوق بالنّداء.
حدّثنا 25971 جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد اللّه بن موسى 25972 ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الآية)، يعني: الحسين بن عليّ- عليهما السّلام-.
و في الكافي 25973 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير الصّيرفيّ قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: جعلت فداك يا ابن رسول اللّه، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟
قال: لا، و اللّه، إنّه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه، جزع عند ذلك.
فيقول له ملك الموت: يا وليّ اللّه، لا تجزع، فو الّذي بعث محمّدا، لأنا أبرّ بك و أشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر.
قال: و هو يمثّل له رسول اللّه و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة من ذرّيّتهم- عليهم السّلام-. فيقال له: هذا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة رفقاؤك.
قال: فيفتح عينه فينظر، فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزّة فيقول: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إلى محمّد و أهل بيته ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً بالولاية 25974 مَرْضِيَّةً بالثّواب فَادْخُلِي فِي عِبادِي ، يعني: محمّدا و أهل بيته وَ ادْخُلِي جَنَّتِي فما من شيء
أحبّ إليه من استلال 25975 روحه و اللّحوق بالمنادي.
و في محاسن البرقيّ 25976 : عنه، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن مسلم، عن الخطّاب الكوفيّ و مصعب الكوفيّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه قال لسدير: و الّذي بعث محمّدا بالنّبوّة و عجّل روحه إلى الجنّة، ما بين أحدكم و بين أن يغتبط و يرى السّرور أو تبين 25977 له النّدامة [و الحسرة] 25978 إلّا أن يعاين ما قال اللّه 25979 في كتابه: عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ و أتاه ملك الموت يقبض روحه، [فينادي روحه] 25980 فتخرج من جسده.
فأمّا المؤمن فلا يحسّ بخروجها، و ذلك قول اللّه- تبارك و تعالى-: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي .
ثمّ قال: ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم، و إن كان غير ورع و لا وصول لإخوانه قيل له: ما منعك عن الورع و المواساة لإخوانك؟ أنت ممّن انتحل 25981 المحبّة بلسانه و لم يصدّق ذلك بفعله. و إذا لقى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و أمير المؤمنين- عليه السّلام- لقيهما معرضين مغضبين 25982 في وجهه غير شافعين له.
قال سدير: من جدع 25983 [اللّه] 25984 أنفه 25985 .
قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: فهو ذلك.
و في شرح الآيات الباهرة 25986 : قال محمّد بن العبّاس: حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، [عن يونس بن يعقوب،] 25987 عن عبد الرّحمن بن سالم، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي
. قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-.
و روى 25988 عن الحسن بن محبوب، بإسناده، عن صندل، عن داود بن فرقد قال:
قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم و نوافلكم، فإنّها سورة الحسين- عليه السّلام- و ارغبوا فيها، رحمكم اللّه.
فقال له أبو أسامة، و كان حاضرا المجلس: كيف صارت هذه السّورة للحسين- عليه السّلام- خاصّة؟ فقال: ألا تسمع إلى قوله: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي إنّما يعني بها: الحسين بن عليّ- عليهما السّلام- فهو ذو النّفس المطمئنّة الرّاضية المرضيّة، و أصحابه من آل محمّد- صلوات اللّه عليهم- الرّاضون عن اللّه يوم القيامة، و هو راض عنهم، و هذه السّورة [نزلت] 25989 في الحسين بن عليّ- عليهما السّلام- و شيعته و شيعة آل محمّد 25990 خاصّة. من أدمن قراءة الفجر، كان مع الحسين- عليه السّلام- في درجته في الجنّة، إنّ اللّه عزيز حكيم.
و روى 25991 أبو جعفر محمّد بن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن عبّاد بن سليمان، عن سدير الصّيرفيّ قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: جعلت فداك يا ابن رسول اللّه، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟
قال: لا، إذا أتاه ملك الموت بقبض روحه جزع لذلك.
فيقول له ملك الموت: يا وليّ اللّه لا تجزع، فو الّذي بعث محمّدا بالحقّ، لأنا أبرّ بك و أشفق عليك من الوالد البرّ الرّحيم بولده، افتح عينيك و انظر.
قال: فيتمثّل له رسول اللّه و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين- عليهم السّلام- و الأئمّة، فيقول (له) 25992 : هؤلاء رفقاؤك. فيفتح عينيه و ينظر إليهم، ثمّ تنادى نفسه: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً بالولاية مَرْضِيَّةً بالثّواب فَادْخُلِي فِي عِبادِي ، يعني: محمّدا و أهل بيته وَ ادْخُلِي جَنَّتِي فما من شيء أحبّ إليه من انسلال روحه و اللّحوق بالمنادي.
سورة البلد
مكّيّة.
و آيها عشرون بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 25993 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من كان قراءته في الفريضة لا أقسم بهذا البلد كان في الدّنيا معروفا [أنّه (كان) 25994 من الصّالحين، و كان في الآخرة معروفا أنّ له] 25995 من اللّه مكانا، و كان يوم القيامة من رفقاء النّبيّين و الشّهداء و الصّالحين.
و في مجمع البيان 25996 : ابيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من قرأها، أعطاه اللّه الأمن من غضبه يوم القيامة.
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) قيل 25997 : أقسم- سبحانه- بالبلد الحرام، و قيّده 25998 بحلول الرّسول فيه، إظهارا لمزيد فضله و إشعارا بأنّ شرف المكان بشرف أهله.
و قيل 25999 : «حلّ» مستحلّ تعرّضك فيه، كما يستحلّ تعرّض الصّيد في غيره. أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النّهار، فهو وعد لما أحلّ له عام الفتح.
و في الكافي 26000 : عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: كانت الجاهليّة يعظّمون المحرّم، و لا يقسمون به، و لا بشهر رجب، و لا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا و إن كان قتل أباه، و لا لشيء يخرج من الحرام دابّة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك، فقال اللّه لنبيّه- صلّى اللّه عليه و آله-: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ .
قال: فبلغ من جهلهم أنّهم استحلّوا قتل النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و عظّموا أيّام الشّهر حيث يقسمون به [فيفون] 26001 .
و فيه 26002 - أيضا-: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار 26003 ، عن يونس، عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللّه 26004 : فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ .
قال: أعظم إثم من يحلف بها.
قال: و كان أهل الجاهليّة يعظّمون الحرم و لا يقسمون به و 26005 يستحلّون حرمة اللّه فيه، و لا يعرضون لمن كان فيه، و لا يخرجون منه دابّة، فقال اللّه- تبارك و تعالى-:
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ .
قال: يعظّمون البلد أن يحلفوا به، و يستحلّون فيه حرمة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
و في مجمع البيان 26006 : لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ . أجمع المفسّرون على أنّ هذا قسم بالبلد الحرام، و هو مكّة. وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ، أي: و أنت، يا محمّد، مقيم به و هو محلّك. و هذا تنبيه على شرف البلد بشرف من حلّ به من الرّسول الدّاعي إلى توحيده و إخلاص عبادته.
... إلى قوله: و قيل: معناه: و أنت حلّ بهذا البلد، و هو ضدّ المحرّم، و المراد:
و أنت حلال لك قتل من رأيت به من الكفّار، و لك حين امر بالقتال يوم فتح مكّة فأحلّها اللّه له حتّى قاتل و قتل.
و قد قال- صلّى اللّه عليه و آله-: لم 26007 يحلّ لأحد قبلي، و لا يحلّ لأحد بعدي، و لم يحلّ لي إلّا ساعة من نهار. عن ابن عبّاس و مجاهد و قتادة و عطاء. و هذا وعد من اللّه لنبيّه- صلّى اللّه عليه و آله- أن يحلّ له مكّة حتّى يقاتل فيها و يفتحها على يده، و يكون بها حلّا يصنع بها ما يريد من القتل و الأسر، و قد فعل- تعالى- ذلك، فدخلها- عليه السّلام- [غلبة] 26008 كرها و قتل ابن أخطل، و هو متعلّق بأستار الكعبة، و مقيس بن صبابة 26009 و غيرهما.
و قيل 26010 : معناه: لا أقسم بهذا البلد و أنت حلّ 26011 فيه، منتهك الحرمة، مستباح العرض لا تحترم، فلم يبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك. عن أبي مسلم،
و هو المرويّ عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: كانت قريش تعظّم البلد و تستحلّ محمّدا- صلّى اللّه عليه و آله- فيه، فقال: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ يريد: أنّهم استحلّوك فيه [و كذّبوك] 26012 و شتموك، و كانوا لا يأخذ الرّجل منهم فيه قاتل أبيه، و يتقلّدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه، فاستحلّوا من رسول اللّه ما لم يستحلّوا من غيره، فعاب اللّه ذلك عليهم.
وَ والِدٍ : عطف على بِهذَا الْبَلَدِ .
قيل 26013 : و الوالد آدم 26014 ، أو إبراهيم.
وَ ما وَلَدَ (3): ذرّيّته، أو محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
و التّنكير للتّعظيم. و إيثار «ما» على «من» لمعنى التّعجّب، كما في قوله:
وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ .
و في أصول الكافي 26015 : الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد
ابن عبد اللّه، رفعه في قوله- تعالى-: لا أُقْسِمُ إلى: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ قال: أمير المؤمنين- عليه السّلام- و ما ولد من الأئمّة.
و في مجمع البيان 26016 : وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ ، يعني: آدم و ذرّيّته.
... إلى قوله: و قيل: آدم و ما ولد من الأنبياء و الأوصياء و أتباعهم. عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-.
و في شرح الآيات الباهرة 26017 : قال محمّد بن العبّاس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن حضيرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ .
قال: يعني: عليّا- عليه السّلام- و ما ولد من الأئمّة.
و روى 26018 - أيضا-، عن عليّ بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمّد، عن 26019 إبراهيم بن صالح الأنماطيّ، عن منصور، عن رجل، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله: وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قال: يعني: رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
قلت: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ .
قال: عليّ و ما ولد 26020 .
و روى 26021 - أيضا-، عن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن عبد اللّه بن محمّد، عن أبي بكر الحضرميّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قال لي: يا أبا بكر، قول اللّه- تعالى-: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ هو عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-. و ما ولد 26022 الحسن و الحسين.