کتابخانه روایات شیعه
و قرأ 26833 هشام بإسكان الهاء.
قيل 26834 : و لعلّ حسنة الكافر [و سيّئة] 26835 المجتنب عن الكبائر تؤثّران في نقص الثّواب و العقاب.
و قيل 26836 : الآية مشروطة بعدم الإحباط و المغفرة. أو «من» الأولى مخصوصة بالسّعداء، و الثّانية بالأشقياء 26837 ، لقوله: «أشتاتا».
و «الذّرّة» النّملة الصّغيرة، أو الهباء.
و في توحيد المفضل بن عمر 26838 : عن جعفر بن محمّد في الرّدّ على منكري الصّانع:
الحمد للّه مدبر الأدوار و معيد الأكوار، طبقا عن طبق و عالما بعد عالم لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى 26839 عدلا منه- تقدّست أسماؤه، و جلّت آلاؤه- و لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ، يشهد بذلك قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ في نظائر لها في كتابه.
و في مجمع البيان 26840 : في بعض الرّوايات، عن الكسائيّ خيرا يره و شرا يره بضمّ الياء فيهما، و هو رواية أبان بن عاصم، أيضا، و هي قراءة عليّ- عليه السّلام-.
و عن أبي عثمان المازنيّ 26841 ، عن أبي عبيدة قال: قدم صعصعة بن ناجية، جدّ الفرزدق على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في وفد بني تميم، فقال: بأبي أنت و أمّي، يا رسول اللّه، أوصني خيرا.
قال: أوصيك بأمّك و أبيك و ادانيك 26842 .
قال: زدني، يا رسول اللّه.
قال: احفظ ما بين لحييك و رجليك. ثمّ قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: ما شيء بلغني عنك فعلته؟
فقال: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- رأيت النّاس يموجون على غير وجه و لم
أدر أين الصّواب، غير أنّي علمت أنّهم ليسوا عليه، فرأيتهم يئدون بناتهم، فعرفت أنّ اللّه لم يأمرهم بذلك، فلم أتركهم يئدون و فديت ما قدرت.
و في رواية أخرى: أنّه سمع فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فقال: حسبي، ما أبالي أن [لا] 26843 أسمع من القرآن غير هذا.
و قال عبد اللّه بن مسعود 26844 : أحكم آية في القرآن فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ليسمّيها:
الجامعة.
و في روضة الكافي 26845 ، كلام لعليّ بن الحسين- عليه السّلام- في الوعظ و الزّهد في الدّنيا، يقول فيه: و اعلم يا ابن آدم، أنّ وراء هذا أعظم و أفظع و أوجع للقلوب يوم القيامة، يوم لا تقال فيه عثرة، و لا يؤخذ من أحد فدية، و لا تقبل من أحد معذرة، و لا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالإحسان و الجزاء بالسّيّئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرّة من خير وجده، و من كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26846 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [يقول: إن كان من أهل النّار، و قد كان عمل في الدّنيا مثقال ذرة خيرا، يره] 26847 يوم القيامة حسرة أنّه كان عمله لغير اللّه.
وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ يقول: إن كان من أهل الجنّة، رأى ذلك الشرّ يوم القيامة ثمّ غفر [اللّه- تعالى-] 26848 له.
و في الكافي 26849 : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد 26850 ، [عن محمّد] 26851 بن عليّ، عن محمّد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرّضا- عليه السّلام- أنّي أصبت بابنين و بقي لي بنيّ صغير.
فقال: تصدّق عنه، ثمّ قال حين حضر قيامي: مر الصبيّ فليتصدّق بيده بالكسرة و القبضة و الشيء و إن قلّ، فإنّ كلّ شيء يراد به اللّه و إن قلّ بعد أن تصدق النيّة فيه عظيم. إن اللّه- تعالى- يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ .
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
و في أصول الكافي 26852 ، بإسناده إلى مسمع بن عبد الملك: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال رسول اللّه: إنّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام، و أنّه لينظر إلى أزواجه في الجنّة يتنعّمن.
سورة و العاديات
مكّيّة.
و آيها إحدى عشرة بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 26853 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة العاديات و أدمن قراءتها، بعثه اللّه مع أمير المؤمنين يوم القيامة خاصّة، و كان في حجره و رفقائه.
و في مجمع البيان 26854 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأها، أعطي، من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة و شهد جمعا 26855 .
قيل 26856 : أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحا، و هو صوت أنفاسها عند العدو.
و نصبه بفعله المحذوف، أو بالعاديات، فإنّها تدلّ بالالتزام على الضّابحات. أو ضبحا حال، بمعنى: ضابحة.
فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2): فالّتي توري النّار قدحا. و «الإيراء» إخراج النّار، يقال: قدح الزّند فأورى.
فَالْمُغِيراتِ : يغير أهلها على العدوّ.
صُبْحاً (3)، أي: في وقته.
فَأَثَرْنَ بِهِ : فهيّجن بذلك الوقت.
نَقْعاً (4): غبارا. أو صياحا.
و في مجمع البيان 26857 : وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً قيل: هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل اللّه- إلى قوله-: هي الإبل حين ذهبت 26858 إلى غزوة بدر تمدّ أعناقها في السّير، فهي تضبح، [أي تضبع 26859 ] 26860 روي 26861 ذلك عن عليّ- عليه السّلام-.
و روي 26862 - أيضا- أنّها إبل الحاجّ تعدو من عرفة إلى المزدلفة، و من المزدلفة إلى منى.
اختلفت الرّوايات فيه، فروي عن أبي صالح أنّه قال: قاولت فيه عكرمة.
فقال [عكرمة] 26863 : قال ابن عبّاس: هي الخيل في القتال.
فقلت أنا: قال عليّ- عليه السّلام-: هي الإبل في الحجّ. و قلت: مولاي أعلم من مولاك.
و في رواية أخرى 26864 ، أنّ ابن عبّاس قال: هي الخيل. ألا تراه قال: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً . فهل تثيره 26865 إلّا بحوافرها، و هل تضبح الإبل؟ إنّما تضبح الخيل.
فقال عليّ 26866 - عليه السّلام-: ليس كما قلت، لقد رأيتنا يوم بدر و ما معنا إلّا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.
و في رواية أخرى 26867 لمرثد بن أبي مرثد الغنويّ: و روي عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أنّه قال: بينما أنا في الحجر 26868 جالس، إذ أتاني رجل فسأل عن العاديات ضبحا.
فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، ثمّ تأوي إلى اللّيل فيصنعون طعامهم
و يورون نارهم.
فانفتل 26869 عنّي و ذهب إلى عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- و هو تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات ضبحا.
فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟
قال: نعم، سألت عنها ابن عبّاس، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه.
قال: فاذهب، فادعه لي.
فلمّا وقف على رأسه قال: تفتي النّاس بما لا علم لك به، و اللّه، إن كانت لأوّل غزوة في الإسلام بدر، و ما كان 26870 معنا إلّا فرسان: فرس للزّبير و فرس للمقداد بن الأسود، فكيف تكون العاديات الخيل؟! [بل] 26871 العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى مزدلفة، [و من مزدلفة] 26872 إلى منى.
قال ابن عبّاس 26873 : فنزعت 26874 عن قولي و رجعت إلى الّذي قاله عليّ- عليه السّلام-.
فَوَسَطْنَ بِهِ : فتوسّطن 26875 بذلك الوقت. أو بالعدوّ. أو بالنّقع، أي: متلبّسات به.
جَمْعاً (5): من جموع الأعداء.
و قيل 26876 : يحتمل أن يكون القسم بالنّفوس العاديات 26877 أثر كما لهنّ، الموريات بأفكارهنّ أنوار المعارف، و المغيرات على الهوى و العادات إذا ظهر لهنّ مثل أنوار القدس 26878 ، فأثرن به شوقا، فوسطن به جمعا [من جموع العلّييّن] 26879 .
و في شرح الآيات الباهرة 26880 : روى محمّد بن العبّاس، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن دينار، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أقرع بين أهل الصّفّة، فبعث منهم ثمانين رجلا إلى بني سليم و أمّر عليهم أبا بكر، فسار إليهم فلقيهم قريبا من الحرّة، و كانت أرضهم أسنة 26881 كثيرة 26882 الحجارة و الشّجر 26883 ببطن الوادي، و المنحدر إليهم صعب، فهزموه و قتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة. فلمّا قدموا على النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- عقد لعمر بن الخطّاب و بعثه، فكمن له بنو سليم بن الحجارة و تحت الشّجر 26884 ، فلمّا ذهب ليهبط خرجوا عليه ليلا فهزموه حتّى بلغ جنده سيف البحر، فرجع عمر منهزما.
فقام عمرو بن العاص إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقال: أنا لهم، يا رسول اللّه، ابعثني إليهم. فقال له خذ في شأنك. فخرج إليهم، فهزموه 26885 و قتل من أصحابه [ما شاء اللّه] 26886 .
قال: و مكث رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أيّاما يدعو عليهم 26887 . ثمّ أرسل بلالا، و قال: ائتني ببردي النّجرانيّ و قبائي الخطّيّة. ثمّ دعا عليّا- عليه السّلام- فعقد له. ثمّ قال: أرسلته كرّارا غير فرّار. ثمّ قال: اللّهمّ، إن كنت تعلم أنّي رسولك فاحفظني فيه، و افعل به و افعل، فقال له من ذلك ما شاء اللّه.
قال أبو جعفر- عليه السّلام-: و كأنّي أنظر إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- [شيّع عليّا- عليه السّلام-] 26888 عند مسجد الأحزاب، و عليّ- عليه السّلام- على فرس أشقر مهلوب 26889 ، و هو يوصيه.