کتابخانه روایات شیعه
خفّ على أهل الدّنيا على قدر خفّته في موازينهم يوم القيامة.
و في التّوحيد 26975 ، حديث طويل عن عليّ- عليه السّلام- و قد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: و أمّا قوله: مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ و مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فإنّما يعني:
الحساب، توزن الحسنات و السّيّئات. و الحسنات تثقل 26976 الميزان، و السّيّئا تخفّ 26977 الميزان.
و في كتاب علل الشّرائع 26978 ، بإسناده إلى الحسن بن عبد اللّه، عن آبائه، عن جدّه الحسن 26979 بن عليّ بن أبي طالب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- حديث طويل في تفسير سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر، و فيه قال- صلّى اللّه عليه و آله- و قوله: لا إله إلّا اللّه، يعني: وحدانيّته، لا يقبل اللّه 26980 الأعمال إلّا بها، و هي كلمة التّقوى يثقل 26981 اللّه بها الموازين يوم القيامة.
و في من لا يحضره الفقيه 26982 : و روى محمّد بن أبي عمير، عن عيسى الفرّاء، عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول: قال أبو جعفر الباقر- عليه السّلام-: من كان ظاهره أرجح من باطنه، خفّ ميزانه.
و روى المفضّل 26983 ، عن الصّادق- عليه السّلام- أنّه قال: وقع بين سلمان الفارسي [- رحمة اللّه عليه-] 26984 و بين رجل خصومة.
فقال الرّجل لسلمان: من أنت، و ما أنت؟
فقال سلمان: أمّا أوّلي و أوّلك فنطفة قذرة، و أمّا آخري و آخرك فجيفة منتنة.
فإذا كان يوم القيامة و نصبت الموازين مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فهو الكريم، و مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فهو اللّئيم.
فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9): فمأواه النّار. و «الهاوية» من أسمائها، و لذلك قال:
وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ (11): ذات حمى.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26985 : فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ قال: أمّ رأسه، يقلب في النّار على رأسه. ثمّ قال: وَ ما أَدْراكَ يا محمّد ما هِيَهْ ، يعني: الهاوية. ثمّ قال: نارٌ حامِيَةٌ .
و في شرح الآيات الباهرة 26986 : وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ قال: نزلت في الثّلاثة.
سورة التّكاثر
مكّيّة.
و قيل: مدنيّة.
و آيها ثمان بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في ثواب الأعمال 26987 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ ألهاكم التّكاثر في فريضة، كتب اللّه له ثواب أجر مائة شهيد. و من قرأها في نافلة، كتب اللّه 26988 له ثواب خمسين 26989 شهيدا و صلّى معه في فريضته 26990 أربعون صفّا من الملائكة [إن شاء اللّه] 26991 .
و في مجمع البيان 26992 ، في حديث ابيّ: و من قرأها لم يحاسبه اللّه بالنّعيم الّذي أنعم عليه في دار الدّنيا، و اعطي من الأجر، كأنّما قرأ ألف آية.
و في الكافي 26993 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي جعفر 26994 بن محمّد
بن بشير، عن عبيد اللّه 26995 بن الدّهقان، عن درست، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال:
قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من قرأها ألهاكم التكاثر عند نومه، و في فتنة القبر.
أَلْهاكُمُ [شغلكم. و أصله الصّرف إلى اللّهو، منقول من «لها»: إذا غفل] 26996 التَّكاثُرُ (1) [: التّباهي بالكثرة] 26997 حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2).
[قيل 26998 : إذا استوعبتم عدد الأحياء، صرتم إلى المقابر فتكاثرتم] 26999 بالأموات.
عبّر عن انتقالهم إلى ذكر الموتى 27000 بذكر المقابر.
روى 27001 : أنّ بني عبد مناف و بني سهم تفاخروا بالكثرة، فكثرهم بنو عبد مناف. فقال بنوسهم: إنّ البغي أهلكنا في الجاهلية، فعادّونا بالأحياء و الأموات.
فكثرهم بنوسهم.
و إنّما حذف الملهى عنه و هو ما يعنيهم من أمر الدّين، للتّعظيم و المبالغة 27002 .
و قيل 27003 : معناه: ألهاكم التّكاثر بالأموال 27004 و الأولاد إلى أن متم و قبرتم مضيّعين أعماركم في طلب الدّنيا عمّا هو أهمّ لكم، و هو السّعي لأخراكم 27005 ، فيكون زيارة القبور عبارة عن الموت.
و في نهج البلاغة 27006 : من كلام له قاله بعد تلاوته أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (الآية): يا له مراما 27007 ما أبعده! و زورا 27008 ما أغفله! و خطرا ما أفظعه! لقد استخلوا منهم أيّ مدّكر 27009 ، و تناوشوهم 27010 من مكان بعيد! أ فبمصارع آبائهم يفتخرون! أم بعديد الهلكى يتكاثرون! يرتجعون منهم أجسادا خوت 27011 ، و حركات سكنت. و لأن يكونوا عبرا أحقّ من أن يكونوا
مفتخرا، و لأن يهبطوا بهم جناب ذلّة أحجى 27012 من أن يقوموا بهم مقام عزّة. لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة 27013 ، و ضربوا منهم في غمرة جهالة، و لو استنطقوا عنهم عرصات تلك الدّيار الخاوية و الرّبوع الخالية [لقالت] 27014 ذهبوا في الأرض ضلّالا و ذهبتم في أعقابهم جهّالا، تطؤون في هامهم، و تستنبتون في أجسادهم 27015 ، و ترتعون فيما لفظوا 27016 : و تسكنون فيما خرّبوا.
و في مجمع البيان 27017 : و روى قتادة، عن مطرف بن عبد اللّه بن الشّخير، عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول اللّه و هو يقول: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (السّورة).
قال: يقول ابن آدم: مالي 27018 و مالك، من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأمضيت أو تصدّقت فأمضيت. أورده مسلم في الصّحيح.
و في الخصال 27019 : عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه: و التكاثر لهو و شغل، و استبدال الّذي هو أدنى بالّذي هو خير.
كَلَّا : ردع و تنبيه. على أنّ العاقل ينبغي له أن لا يكون جميع همّه و معظم سعيه للدّنيا، فإنّ عاقبة ذلك و بال و حسرة.
سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3): خطاياكم إذا عاينتم ما وراءكم. و هو إنذار ليخافوا و ينتبهوا من غفلتهم.
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4): تكرير للتّأكيد. و في «ثمّ» دلالة على أنّ الثّاني أبلغ من الأوّل. أو الأوّل عند الموت أو في القبر، و الثّاني عند النّشور.
و في مجمع البيان 27020 : كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، الآية قال الحسن و مقاتل: هو وعيد بعد وعيد.
و قيل 27021 : معناه: سوف تعلمون في القبر، ثمّ سوف تعلمون في الحشر. رواه زرّ بن
حبيش، عن عليّ- عليه السّلام- قال: ما زلنا نشكّ في عذاب القبر حتّى نزلت أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ إلى قوله: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، [يريد في القبر ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ] 27022 بعد البعث.
و في شرح الآيات الباهرة 27023 ، في تفسير أهل البيت قال: حدّثنا بعض أصحابنا، عن محمّد بن عليّ، عن عمرو بن عبد اللّه 27024 ، عن عبد اللّه بن 27025 نجيح اليمانيّ قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام- قوله: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ .
قال: يعني: مرّة في الكرّة، و مرّة أخرى يوم القيامة.
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)، أي: لو تعلمون ما بين أيديكم علم الأمر اليقين، أي: كعلمكم ما تستيقنونه لشغلكم ذلك عن غيره. أو لفعلتم ما لا يوصف و لا يكتنه، فحذف الجواب لتفخيم 27026 .
و لا يجوز أن يكون قوله: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) جوابا، لأنّه محقّق الوقوع، بل هو جواب قسم محذوف أكدّ به الوعيد و أوضح به ما أنذرهم منه بعد إبهامه تفخيما.
و قرأ 27027 ابن عامر و الكسائيّ، بضمّ التّاء. و روي 27028 ذلك عن عليّ- عليه السّلام-.
و الباقون بالفتح.