کتابخانه روایات شیعه
لَيُنْبَذَنَ : ليطرحنّ 27154 .
فِي الْحُطَمَةِ (4): في النّار، الّتي من شأنها أن تحطّم كلّ ما يطرح فيها.
وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (5): ما النّار، الّتي لها هذه الخاصّيّة.
نارُ اللَّهِ : تفسير لها.
الْمُوقَدَةُ (6): الّتي أوقدها اللّه، و ما أوقده لا يقدر غيره أن يطفئه.
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7): تعلو أوساط القلوب، و تشتمل عليها.
و تخصيصها بالذّكر، لأنّ الفؤاد 27155 ألطف ما في البدن و أشدّه تألّما. أو لأنّه محلّ العقائد الزائفة 27156 ، و منشأ الأعمال القبيحة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 27157 : يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ [قال: يحسب أنّ ماله يخلده] 27158 و يبقيه. ثمّ قال: كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ و الْحُطَمَةِ النّار الّتي تحطم كلّ شيء. ثمّ قال: وَ ما أَدْراكَ 27159 مَا الْحُطَمَةُ، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ قال:
تلتهب على الفؤاد.
قال أبو ذرّ- رحمه اللّه-: بشّر المتكبّرين بكيّ في الصّدور [و سحب على الظهور] 27160 .
إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8): مطبقة. من أوصدت الباب: إذا أطبقته.
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)، أي: موثقين في اعمدة ممدّودة، مثل المقاطر 27161 الّتي تقطر فيها اللّصوص.
و قرأ 27162 أبو عمرو 27163 حمزة و الكسائيّ «عمد» بضمّتين.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 27164 : قوله: مُؤْصَدَةٌ قال: مطبقة. فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ قال: إذا مدّت العمد عليهم أكلت، و اللّه، الجلود.
و في مجمع البيان 27165 : و روى العيّاشيّ، بإسناده: عن محمّد بن النّعمان الأحول، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: إنّ الكفّار و المشركين يعيّرون أهل التّوحيد في النّار، و يقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا، و ما نحن و أنتم إلّا سواء.
قال: فيأنف لهم الرّبّ، فيقول للملائكة: اشفعوا، فيشفعون لمن شاء اللّه. ثمّ يقول للنّبيّين: اشفعوا، فيشفعون لمن شاء اللّه. [ثمّ يقول للمؤمنين: اشفعوا، فيشفعون لمن شاء اللّه] 27166 و يقول اللّه: أنا أرحم الرّاحمين، اخرجوا برحمتي. فيخرجون كما يخرج الفراش.
قال: ثمّ قال أبو جعفر- عليه السّلام-: ثمّ مدّت العمد و أوصدت عليهم و كان، و اللّه، الخلود.
سورة الفيل
مكّيّة.
و هي خمس [آيات] 27167 بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في ثواب الأعمال 27168 ، بإسناده، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ في فرائضه أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ 27169 شهد له يوم القيامة كلّ سهل و جبل و مدر بأنّه كان من المصلّين، و ينادي له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدي، قبلت شهادتكم [له و] 27170 عليه، أدخلوه الجنّة و لا تحاسبوه فإنّه ممّن أحبّه اللّه و أحبّ عمله.
و في مجمع البيان 27171 : في حديث ابيّ: من قرأها، عافاه اللّه أيّام حياته [في الدنيا] 27172 من المسخ و القذف.
و روى العيّاشي 27173 ، بإسناده: عن المفضّل بن صالح، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة، إلّا الضّحى و ألم نشرح، و ألم تر كيف و لإيلاف قريش 27174 .
عن أبي العبّاس 27175 ، عن أحدهما- عليهما السّلام- قال: ألم تر كيف [فعل ربك] 27176 و لإيلاف [قريش] 27177 سورة واحدة.
أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1).
الخطاب للرّسول. و هو إنّ لم يشهد تلك الواقعة لكن شاهد آثارها أو سمع بالتّواتر أخبارها، فكأنّه رآها.
و إنّما قال: «كيف» و لم يقل: «ما» لأنّ المراد تذكير ما فيها من وجوه الدّلالة على كمال علم اللّه و قدرته و عزّة بيته و شرف رسوله 27178 ، فإنّها من الإرهاصات. إذ
روي 27179 : أنّها وقعت في السّنة الّتي تولّد فيها الرّسول. و قصّتها: أنّ أبرهة بن الصّباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصحمة النّجاشي بنى كنيسة بصنعاء، و سمّاها القليس، و أراد أن يصرف الحاجّ إليها. فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا، فأغضبه ذلك، فحلف ليهدمنّ الكعبة، فخرج بجيشه و معه فيل قويّ اسمه محمود و فيلة أخرى. فلمّا تهيّأ للدّخول [و عبّأ جيشه] 27180 قدّم الفيل، فكان كلّما وجّوه إلى الحرم برك و لم يبرح و إذا وجهوه إلى اليمن أو إلى جهة أخرى هرول. فأرسل اللّه طيرا، كلّ [واحد] 27181 في منقاره حجر و في رجليه حجران أكبر من العدسة و أصغر من الحمصة، فترميهم فيقع الحجر في رأس الرّجل فيخرج من دبره، فهلكوا جميعا.
و قرئ 27182 : أَ لَمْ تَرَ جدّا في إظهار أثر الجازم 27183 . و «كيف» نصب بفعل لابتر لما فيه من معنى الاستفهام 27184 .
و في الخصال 27185 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- عن أبيه، عن جدّه، قال: المسوخ
من بني آدم ثلاثة عشر [- إلى أن قال-: و أمّا الفيل فكان [رجلا] 27186 ينكح البهائم فمسخه [اللّه] 27187 فيلا.
و فيه 27188 - أيضا- عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن عليّ بن أبي طالب- عليهم السّلام- قال: سألت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- عن المسوخ.
فقال: هي ثلاثة عشر] 27189 الفيل- إلى أن قال- صلّى اللّه عليه و آله-: أمّا الفيل فكان رجلا لوطيّا، لا يدع رطبا و لا يابسا.
و في علل الشّرائع 27190 ، بإسناده إلى محمّد بن الحسن بن علان 27191 : عن أبي الحسن- عليه السّلام- حديث طويل. يقول فيه: أمّا الفيل فإنّه كان ملكا زنّاء لوطيّا.
و في الكافي 27192 : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: لمّا أن وجّه صاحب الحبشة بالخيل و معهم الفيل ليهدم البيت، مرّوا بإبل لعبد المطّلب فساقوها. فبلغ ذلك عبد المطّلب، فأتى صاحب الحبشة، فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطّلب بن هاشم.
قال: و ما يشاء؟
قال التّرجمان: جاء في إبل له ساقوها، يسألك ردّها.
فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم و زعيمهم، جئت إلى بيته الّذي يعبده لأهدمه و هو يسألني إطلاق إبله، أما لو سألني الإمساك عن هدمه لفعلت، ردّوا عليه إبله.
فقال عبد المطّلب لترجمانه: ما قال [لك] 27193 الملك؟
فأخبره.
فقال عبد المطّلب: أنا ربّ الإبل، و لهذا البيت ربّ يمنعه. فردّت عليه 27194 إبله.
و انصرف عبد المطّلب نحو منزله، فمرّ بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود، فحرّك الفيل رأسه. فقال له: أ تدري لم جاؤوا بك؟
فقال الفيل برأسه: لا.
فقال عبد المطّلب: جاؤوا بك لتهدم بيت ربّك، أ فتراك فاعل ذلك؟
فقال برأسه: لا.
فانصرف عبد المطّلب إلى منزله. فلمّا أصبحوا غدوا به لدخول الحرم، فأبى و امتنع عليهم.
فقال عبد المطّلب لبعض مواليه [عند ذلك] 27195 : اعل 27196 اعدّ الجبل فانظر ترى شيئا؟
فقال: أرى سوادا من قبل البحر.
فقال له: يصيبه بصرك أجمع؟
فقال له: لا، و لأوشك أن يصيب. فلمّا أن قرب قال: هو طير كثير و لا أعرفه، يحمل كل طير في منقاره حصاة، مثل حصاة الحذف 27197 ، أو دون حصاة الخذف.
فقال عبد المطّلب: و ربّ عبد المطّلب، ما تريد إلّا القوم. حتّى لمّا صار 27198 فوق رؤوسهم أجمع، ألقت الحصاة، فوقعت كلّ حصاة على هامة رجل فخرجت من دبره فقتلته. فلما انفلت منهم إلّا رجل منهم 27199 يخبر النّاس، فلمّا أن أخبرهم ألقت عليه الحصاة فقتلته 27200 .