کتابخانه روایات شیعه
محمد التقي، عن أمير المؤمنين عليه السّلام:
2- كمال الدين، و عيون أخبار الرضا عليه السّلام: أبي و ابن الوليد معا، عن سعد و الحميري، و محمد العطار، و أحمد بن إدريس جميعا، عن البرقي، عن داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر [محمّد] بن علي الثاني 1204 قال:
أقبل أمير المؤمنين ذات يوم و معه الحسن بن علي عليهما السّلام و سلمان الفارسي رحمه اللّه، و أمير المؤمنين متّكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام [فردّ عليه السّلام] فجلس.
ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم، و إن تكن الاخرى علمت أنّك و هم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: سلني عمّا بدا لك.
فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام فقال: يا ابا محمد أجبه.
فقال عليه السّلام: أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه: فإنّ روحه متعلّقة بالريح، و الريح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة فإن أذن
اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح 1205 الريح، و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح 1206 فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن اللّه عز و جلّ بردّ [تلك] الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم تردّ على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
و أمّا ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان: فإنّ قلب الرجل في حقّ 1207 ، و على الحقّ طبق، فإن صلّى الرجل عند ذلك على محمّد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي، و إن هو لم يصلّ على محمّد و آل محمّد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب، و نسي الرجل ما كان ذكره.
و أمّا ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله: فإنّ الرجل إذا أتى [أهله] فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة، و بدن غير مضطرب، فاستكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و امّه، و إن أتاها بقلب غير ساكن، و عروق غير هادئة، و بدن مضطرب اضطربت النطفة، فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول اللّه و لم أزل أشهد بذلك، و أشهد أنّك وصيّ رسوله و القائم بحجته- و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السّلام- و لم أزل أشهد بها.
و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته- و أشار إلى الحسن عليه السّلام-، و أشهد أنّ الحسين ابن علي وصيّ أبيك و القائم بحجّته بعدك.
و أشهد على علي بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده.
و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن الحسين.
و أشهد على جعفر بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.
و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد.
و أشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر.
و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى.
و أشهد على عليّ بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.
و أشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر علي بن محمد.
و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يسمّى و لا يكنّى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا، إنّه القائم بأمر الحسن بن علي، و السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته. ثم قام و مضى.
فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتّبعه فانظر أين يقصد. فخرج الحسن بن علي عليه السّلام في أثره، قال: فما كان إلّا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه عزّ و جلّ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته، فقال: يا أبا محمد أ تعرفه؟
فقلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم. فقال: هو الخضر عليه السّلام.
غيبة الطوسي: جماعة، عن عدّة من أصحابنا، عن الكليني، عن عدّة من أصحابه، عن البرقي (مثله).
علل الشرائع: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن داود بن القاسم (مثله).
الاحتجاج: داود بن القاسم (مثله).
المحاسن: أبي، عن داود بن القاسم (مثله).
غيبة النعماني: عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي، عن محمد بن جعفر، عن البرقي (مثله).
تفسير علي بن إبراهيم: مرسلا (مثله) بأدنى تغيير 1208 .
و قد أوردته في باب النفس و أحوالها مع شرحه.
16- باب نص الهاتف من بعض الجبال عليهم عليهم السّلام
الكتاب:
1- كتاب المقتضب لابن عياش: عن علي بن السريّ، عن عمّه، عن إبراهيم بن أبي سمال، قال: و سمعته يحدّث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم:
جعفر بن بشير البجلي، و محمد بن سنان الزاهري و غيرهم، قال:
كنت أسير بين الغابة و دومة الجندل مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة 1209 بين جبال و رمال فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال و هو يقول:
نادمن طيبة مثواه و في طيبة حلّا
أحمد المبعوث بالحقّ عليه اللّه صلّى
و على التالي له في الفضل و المخصوص فضلا
و على سبطيهما المسموم و المقتول قتلا
و على التسعة منهم محتدا 1210 طابوا و أصلا
هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلّا
نادهم يا حجج اللّه على العالم كلّا
كلمات اللّه تمت بكم صدقا و عدلا 1211
17- باب نادر في ذكر مذاهب الذين خالفوا الفرقة المحقة في القول بالأئمة الاثنا عشر صلوات اللّه عليهم إلى يوم المحشر
الكتاب:
قال السيّد المرتضى رضي اللّه عنه في كتاب الفصول ناقلا عن الشيخ المفيد قدس اللّه سره:
الإمامية: هم القائلون بوجوب الإمامة و العصمة و وجوب النصّ، و إنّما حصل لها هذا الاسم في الأصل لجمعها في المقالة هذه الاصول.
فكلّ من جمعها [فهو] إماميّ، و إن ضمّ إليها حقّا في المذهب كان أم باطلا، ثم إنّ من شمله هذا الاسم و استحقّه لمعناه قد افترقت كلمتهم في أعيان الأئمة، و في فروع ترجع إلى هذه الاصول و غير ذلك.
فأوّل من شذّ عن الحق من فرق الإمامية «الكيسانية» و هم أصحاب المختار، و إنّما سميّت بهذا الاسم لأن المختار كان اسمه أوّلا «كيسان»، و قيل: إنّما سمّي بهذا الاسم لأن أباه حمله و هو صغير، فوضعه بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام قالوا: فمسح يده على رأسه و قال: كيس كيس. فلزمه هذا الاسم.
و زعمت فرقة منهم أن محمّد بن علي استعمل المختار على العراقين بعد قتل الحسين عليه السّلام و أمره بالطلب بثاراته، و سمّاه كيسان لما عرف من قيامه و مذهبه، و هذه الحكايات في معنى اسمه في الكيسانية خاصّة، فأما نحن فلا نعرف (له إلّا أنه) 1212 سمّي بهذا [الاسم] و لا نتحقق معناه.
و قالت هذه الطائفة بإمامة أبي القاسم محمد بن أمير المؤمنين عليه السّلام ابن خولة الحنفية، و زعموا أنّه هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و أنّه حيّ لم يمت و لا يموت حتى يظهر بالحقّ 1213 .
و تعلّقت في إمامته بقول أمير المؤمنين عليه السّلام له يوم البصرة: «أنت ابني حقّا». و أنّه
كان صاحب رايته كما كان أمير المؤمنين عليه السّلام صاحب راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كان ذلك [عندهم] دليلا على أنه أولى الناس بمقامه.
و اعتلّوا في أنه المهدي بقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله «لن تنقضي الأيام و الليالي حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي اسمه اسمى، و كنيته كنيتي، و اسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا».
قالوا: و كان من أسماء أمير المؤمنين عليه السّلام عبد اللّه بقوله «أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه، و أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب مفتر».
و تعلّقوا في حياته أنه إذا ثبتت إمامته و أنه القائم بطل أن يكون الإمام غيره، و ليس يجوز أن يموت قبل ظهوره فتخلو الأرض من حجّة، فلا بدّ على صحة هذه الاصول من حياته.
و هذه الفرقة بأجمعها تذهب إلى أن محمدا رحمة اللّه عليه كان الإمام بعد الحسن و الحسين عليهما السّلام.
و قد حكي عن بعض الكيسانية أنه كان يقول: إنّ محمدا كان الإمام بعد أمير المؤمنين عليه السّلام، و يبطل إمامة الحسن و الحسين عليهما السّلام، و يقول:
إنّ الحسن [إنّما] دعا في باطن الدعوة إلى محمّد بأمره! و إنّ الحسين ظهر بالسيف باذنه، و إنّهما كانا داعيين إليه و أميرين من قبله! و حكي عن بعضهم أن محمدا رحمة اللّه عليه مات و حصلت الإمامة من بعده في ولده، و أنّها انتقلت من ولده إلى ولد العباس بن عبد المطلب!
و قد حكي أيضا أن منهم من يقول: إنّ عبد اللّه بن محمد حيّ لم يمت 1214 ، و أنّه القائم.
و هذه حكاية شاذّة.
و قيل: إن منهم من يقول: أنّ محمدا قد مات، و أنّه يقوم بعد الموت، و هو المهدي و ينكر حياته، و هذا أيضا قول شاذ، و جميع ما حكيناه بعد الأوّل من الأقوال فهو حادث ألجأ القوم إليه الاضطرار عند الحيرة و فراقهم الحقّ.