کتابخانه روایات شیعه
و أشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر.
و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى.
و أشهد على عليّ بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.
و أشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر علي بن محمد.
و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يسمّى و لا يكنّى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا، إنّه القائم بأمر الحسن بن علي، و السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته. ثم قام و مضى.
فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتّبعه فانظر أين يقصد. فخرج الحسن بن علي عليه السّلام في أثره، قال: فما كان إلّا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه عزّ و جلّ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته، فقال: يا أبا محمد أ تعرفه؟
فقلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم. فقال: هو الخضر عليه السّلام.
غيبة الطوسي: جماعة، عن عدّة من أصحابنا، عن الكليني، عن عدّة من أصحابه، عن البرقي (مثله).
علل الشرائع: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن داود بن القاسم (مثله).
الاحتجاج: داود بن القاسم (مثله).
المحاسن: أبي، عن داود بن القاسم (مثله).
غيبة النعماني: عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي، عن محمد بن جعفر، عن البرقي (مثله).
تفسير علي بن إبراهيم: مرسلا (مثله) بأدنى تغيير 1208 .
و قد أوردته في باب النفس و أحوالها مع شرحه.
16- باب نص الهاتف من بعض الجبال عليهم عليهم السّلام
الكتاب:
1- كتاب المقتضب لابن عياش: عن علي بن السريّ، عن عمّه، عن إبراهيم بن أبي سمال، قال: و سمعته يحدّث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم:
جعفر بن بشير البجلي، و محمد بن سنان الزاهري و غيرهم، قال:
كنت أسير بين الغابة و دومة الجندل مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة 1209 بين جبال و رمال فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال و هو يقول:
نادمن طيبة مثواه و في طيبة حلّا
أحمد المبعوث بالحقّ عليه اللّه صلّى
و على التالي له في الفضل و المخصوص فضلا
و على سبطيهما المسموم و المقتول قتلا
و على التسعة منهم محتدا 1210 طابوا و أصلا
هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلّا
نادهم يا حجج اللّه على العالم كلّا
كلمات اللّه تمت بكم صدقا و عدلا 1211
17- باب نادر في ذكر مذاهب الذين خالفوا الفرقة المحقة في القول بالأئمة الاثنا عشر صلوات اللّه عليهم إلى يوم المحشر
الكتاب:
قال السيّد المرتضى رضي اللّه عنه في كتاب الفصول ناقلا عن الشيخ المفيد قدس اللّه سره:
الإمامية: هم القائلون بوجوب الإمامة و العصمة و وجوب النصّ، و إنّما حصل لها هذا الاسم في الأصل لجمعها في المقالة هذه الاصول.
فكلّ من جمعها [فهو] إماميّ، و إن ضمّ إليها حقّا في المذهب كان أم باطلا، ثم إنّ من شمله هذا الاسم و استحقّه لمعناه قد افترقت كلمتهم في أعيان الأئمة، و في فروع ترجع إلى هذه الاصول و غير ذلك.
فأوّل من شذّ عن الحق من فرق الإمامية «الكيسانية» و هم أصحاب المختار، و إنّما سميّت بهذا الاسم لأن المختار كان اسمه أوّلا «كيسان»، و قيل: إنّما سمّي بهذا الاسم لأن أباه حمله و هو صغير، فوضعه بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام قالوا: فمسح يده على رأسه و قال: كيس كيس. فلزمه هذا الاسم.
و زعمت فرقة منهم أن محمّد بن علي استعمل المختار على العراقين بعد قتل الحسين عليه السّلام و أمره بالطلب بثاراته، و سمّاه كيسان لما عرف من قيامه و مذهبه، و هذه الحكايات في معنى اسمه في الكيسانية خاصّة، فأما نحن فلا نعرف (له إلّا أنه) 1212 سمّي بهذا [الاسم] و لا نتحقق معناه.
و قالت هذه الطائفة بإمامة أبي القاسم محمد بن أمير المؤمنين عليه السّلام ابن خولة الحنفية، و زعموا أنّه هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و أنّه حيّ لم يمت و لا يموت حتى يظهر بالحقّ 1213 .
و تعلّقت في إمامته بقول أمير المؤمنين عليه السّلام له يوم البصرة: «أنت ابني حقّا». و أنّه
كان صاحب رايته كما كان أمير المؤمنين عليه السّلام صاحب راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كان ذلك [عندهم] دليلا على أنه أولى الناس بمقامه.
و اعتلّوا في أنه المهدي بقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله «لن تنقضي الأيام و الليالي حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي اسمه اسمى، و كنيته كنيتي، و اسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا».
قالوا: و كان من أسماء أمير المؤمنين عليه السّلام عبد اللّه بقوله «أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه، و أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب مفتر».
و تعلّقوا في حياته أنه إذا ثبتت إمامته و أنه القائم بطل أن يكون الإمام غيره، و ليس يجوز أن يموت قبل ظهوره فتخلو الأرض من حجّة، فلا بدّ على صحة هذه الاصول من حياته.
و هذه الفرقة بأجمعها تذهب إلى أن محمدا رحمة اللّه عليه كان الإمام بعد الحسن و الحسين عليهما السّلام.
و قد حكي عن بعض الكيسانية أنه كان يقول: إنّ محمدا كان الإمام بعد أمير المؤمنين عليه السّلام، و يبطل إمامة الحسن و الحسين عليهما السّلام، و يقول:
إنّ الحسن [إنّما] دعا في باطن الدعوة إلى محمّد بأمره! و إنّ الحسين ظهر بالسيف باذنه، و إنّهما كانا داعيين إليه و أميرين من قبله! و حكي عن بعضهم أن محمدا رحمة اللّه عليه مات و حصلت الإمامة من بعده في ولده، و أنّها انتقلت من ولده إلى ولد العباس بن عبد المطلب!
و قد حكي أيضا أن منهم من يقول: إنّ عبد اللّه بن محمد حيّ لم يمت 1214 ، و أنّه القائم.
و هذه حكاية شاذّة.
و قيل: إن منهم من يقول: أنّ محمدا قد مات، و أنّه يقوم بعد الموت، و هو المهدي و ينكر حياته، و هذا أيضا قول شاذ، و جميع ما حكيناه بعد الأوّل من الأقوال فهو حادث ألجأ القوم إليه الاضطرار عند الحيرة و فراقهم الحقّ.
و الأصل المشهور ما حكيناه من قول الجماعة المعروفة بإمامة أبي القاسم بعد أخويه عليهما السّلام و القطع على حياته، و أنه القائم، مع أنّه لا بقيّة للكيسانية جملة، و قد انقرضوا حتى لا يعرف منهم في هذا الزمان أحد إلّا ما يحكى و لا يعرف صحّته.
و كان من الكيسانية أبو هاشم إسماعيل بن محمد الحميري [الشاعر] رحمة اللّه عليه، و له في مذهبهم أشعار كثيرة، ثم رجع عن القول بالكيسانية، و تبرّأ منهم، و دان بالحق لأن أبا عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام دعاه إلى إمامته، و أبان له عن فرض طاعته، فاستجاب له و قال بنظام الإمامة، و فارق ما كان عليه من الضلالة 1215 .
و له في ذلك أيضا شعر معروف.
فمن بعض قوله في إمامة محمد رحمة اللّه عليه و مذهب الكيسانيّة قوله:
ألا حيّ المقيم بشعب رضوى 1216
و اهد له 1217 بمنزله السلاما
[ و قل يا ابن الوصيّ فدتك نفسي
أطلت بذلك الجبل المقاما ] 1218
أضرّ بمعشر و الوك منّا
و سمّوك الخليفة و الإماما
و عادوا فيك أهل الأرض طرّا
مقامك عندهم سبعين عاما
لقد أضحى 1219 بمورق شعب رضوى
تراجعه الملائكة الكلاما
و ما ذاق ابن خولة طعم موت
و لا وارت له أرض عظاما
و إنّ له بها لمقيل 1220 صدق
و أندية تحدّثه الكراما 1221
و له أيضا- و قد روى عبد اللّه بن عطاء، عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام أنّه قال: أنا دفنت عمي محمد بن الحنفية، و نفضت يدي من تراب قبره فقال-:
نبّئت 1222 أنّ ابن عطا روى
و ربما صرّح بالمنكر
لما روى أن أبا جعفر
قال و لم يصدق و لم يبرر
دفنت عمي ثم (غادرته
صفيح ) 1223 لبن و تراب ثرى
ما قاله قطّ و لو قاله
قلت اتقاء من أبي جعفر
و له عند رجوعه إلى الحق [و فراقه الكيسانيّة]:
تجعفرت باسم اللّه و اللّه أكبر
و أيقنت أن اللّه يعفو و يغفر
و دنت بدين غير ما كنت داينا
به و نهاني سيد الناس جعفر
فقلت له هبني تهودت برهة
و إلّا فديني دين من يتنصر
فلست بغال 1224 ما حييت و راجعا
إلى ما عليه كنت اخفي و أضمر
و لا قائلا قولا لكيسان بعدها
و إن عاب جهّال مقالي و أكبروا 1225
و لكنه ممّن 1226 مضى لسبيله
على أحسن الحالات يقفى 1227 و يؤثر
و كان كثير عزّة كيسانيا، و مات على ذلك.
و له في مذهب الكيسانية قوله:
ألا إن الأئمة من قريش
ولاة الحق أربعة سواء
علي و الثلاثة من بنيه
هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان و برّ
و سبط غيّبته كربلاء
و سبط لا يذوق الموت حتى
يقود الخيل يقدمها اللواء
يغيب فلا يرى فيهم زمانا
برضوى عنده عسل و ماء
و قال الشيخ أدام اللّه عزّه: و أنا أعترض على هذه الطائفة مع اختلافها في مذاهبها بما أدلّ به على فساد أقوالها بمختصر من القول، و إشارة إلى معاني الحجاج دون استيعاب ذلك و بلوغ الغاية فيه إذ ليس غرضي القصد لنقض المذاهب الشاذّة النظام عن الإمامة في هذا الكتاب، و إنما غرضي حكايتها فأحببت أن لا اخليها من رسم (يبلغ من الحجج) 1228 ما ذكرت و باللّه التوفيق.