کتابخانه روایات شیعه
و قوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية.
ثمّ قال: وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً 2192 .
فقال الناس: يا رسول اللّه! أ خاصّ لبعض المؤمنين، أم عامّ لجميعهم؟
فأمر اللّه جلّ و عزّ رسوله أن يعلّمهم، و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و صيامهم و زكاتهم و حجّهم، فنصبني بغدير خمّ، و قال:
إنّ اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري، و ظننت أنّ الناس مكذّبوني، فأوعدني لابلّغنّها أو يعذّبني، قم يا عليّ.
ثمّ نادى بالصلاة جامعة، فصلّى بهم الظهر، ثمّ قال:
«أيّها الناس! إنّ اللّه مولاي و أنا مولى المؤمنين و أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله».
فقام إليه سلمان الفارسي، فقال: يا رسول اللّه! ولاؤه كماذا؟ فقال:
ولاؤه كولائي 2193 ، من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه، و أنزل اللّه:
- إلى أن قال-: فقام اثنا عشر رجلا من البدريّين، فقالوا:
نشهد أنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه كما قلت ....
الحديث، و هو طويل، و فيه فوائد جمّة 2194 .
7- [باب مناشدة شابّ لأبي هريرة بحديث الغدير في مسجد الكوفة]
372- شرح نهج البلاغة: روى سفيان الثوريّ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر ابن عبد الغفّار: إنّ أبا هريرة لمّا قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيّات بباب كندة و يجلس إليه، فجاء شابّ من الكوفة فجلس إليه؛ فقال: يا أبا هريرة! انشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب: «اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؟ قال: اللّهمّ نعم.
قال: فأشهد باللّه، أن قد واليت عدوّه، و عاديت وليّه! ثمّ قام عنه 2195 .
استدراك (373) أبو يعلى الموصلي في كتابه: عن إدريس و أخيه داود، عن أبيهما يزيد الأودي، قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شابّ، فقال:
انشدك باللّه، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه، و عاد من عاداه»؟
قال: فقال: إنّي أشهد أنّي سمعت رسول اللّه يقول:
«من كنت مولاه، فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه» 2196 .
(374) فضائل الصحابة للسمعاني: روى بسنده أنّه قال:
قدم أبو هريرة و دخل المسجد، فاجتمعنا حوله و قام رجل، و قال:
انشدك أن أسألك حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؟ قال: نعم.
قال: فإنّي رأيتك واليت أعداءه، و عاديت أولياءه 2197 .
(8) باب مناشدة رجل لزيد بن أرقم بحديث الغدير
(375) ينابيع المودّة: عن أبي عبد اللّه الشيباني، قال:
بينما أنا جالس عند زيد بن أرقم في مسجد أرقم، إذ جاء رجل فقال:
أيّكم زيد بن أرقم؟ فقال القوم: هذا زيد.
قال: انشدك بالّذي لا إله إلّا هو، أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؟ قال: نعم 2198 .
(9) باب مناشدة رجل عراقيّ لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ بحديث الغدير
(376) فرائد السمطين: (بإسناده) عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، قال:
كنت عند جابر بن عبد اللّه في بيته، و عليّ بن الحسين عليهما السلام، و محمّد بن الحنفيّة، و أبو جعفر عليه السلام، فدخل رجل من أهل العراق، فقال:
انشدك اللّه، إلّا حدّثتني بما رأيت و ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
فقال: كنّا بالجحفة بغدير خمّ، و ثمّ ناس كثير من جهينة و مزينة و غفار، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من خباء أو فسطاط، فأشار بيده ثلاثا، فأخذ بيد عليّ عليه السلام فقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» 2199 .
(3) أبواب الاحتجاجات بحديث الغدير
(1) باب احتجاج فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها
(377) كفاية الأثر: (بإسناده) عن محمود بن لبيد، قال:
لمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كانت فاطمة عليها السلام تأتي قبور الشهداء، و تأتي قبر حمزة و تبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيّام أتيت قبر حمزة فوجدتها صلوات اللّه عليها تبكي هناك، فأمهلتها حتّى سكنت، فأتيتها و سلّمت عليها، و قلت:
يا سيّدة النسوان! قد و اللّه قطّعت أنياط 2200 قلبي من بكائك.
فقالت: يا أبا عمر! لحقّ لي البكاء، فلقد اصبت بخير الآباء، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وا شوقاه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. ثمّ أنشأت تقول:
إذا مات يوما ميّت قلّ ذكره
و ذكر أبي مذ مات و اللّه أكثر
قلت: يا سيّدتي! إنّي أسألك عن مسألة تتلجلج في صدري؟ قالت: سل.
قلت: هل نصّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبل وفاته على عليّ عليه السلام بالإمامة؟
قالت: وا عجباه! أنسيتم يوم غدير خمّ 2201 ؟!
قلت: قد كان ذلك، و لكن أخبريني بما أسرّ إليك.
قالت: اشهد اللّه تعالى لقد سمعته يقول:
عليّ خير من اخلّفه فيكم، و هو الإمام و الخليفة بعدي، و سبطاي و تسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار، لئن اتّبعتموهم وجدتموهم هادين مهديّين، و لئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة.
قلت: يا سيّدتي! فما باله قعد عن حقّه؟! قالت: يا أبا عمر! لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: مثل الإمام مثل الكعبة، إذ تؤتى و لا تأتي- أو قالت: مثل عليّ-.
ثمّ قالت: أما و اللّه لو تركوا الحقّ على أهله، و اتّبعوا عترة نبيّه لما اختلف في اللّه اثنان، و لورثها سلف عن سلف، و خلف بعد خلف، حتّى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين، و لكن قدّموا من أخّره اللّه، و أخّروا من قدّمه اللّه، حتّى إذا ألحدوا المبعوث و أودعوه الجدث المجدوث 2202 ، اختاروا بشهوتهم، و عملوا بآرائهم، تبّا لهم، أو لم يسمعوا اللّه يقول: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ 2203 بل سمعوا و لكنّهم كما قال اللّه سبحانه: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ 2204 ، هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم، و نسوا آجالهم، فتعسا لهم و أضلّ أعمالهم، أعوذ بك يا ربّ من الحور بعد الكور 2205 2206 .
(2) باب احتجاج الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام
(378) أخرج الحافظ أبو العبّاس بن عقدة:
إنّ الحسن بن عليّ عليهما السلام لمّا أجمع على صلح معاوية، قام خطيبا و حمد اللّه و أثنى عليه، و ذكر جدّه المصطفى بالرسالة و النبوّة، ثمّ قال:
إنّا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام، و اختارنا و اصطفانا و أذهب عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا، لم تفترق الناس فرقتين إلّا جعلنا اللّه في خيرهما من آدم إلى جدّي محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فلمّا بعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله للنبوّة، و اختاره للرسالة، و أنزل عليه كتابه، ثمّ أمره بالدعاء إلى اللّه عزّ و جلّ، فكان أبي أوّل من استجاب للّه و لرسوله، و أوّل من آمن و صدّق اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله؛ و قد قال اللّه في كتابه المنزل على نبيّه المرسل:
أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ 2207 فجدّي الّذي على بيّنة من ربّه، و أبي الّذي يتلوه و هو شاهد منه- إلى أن قال-:
و قد سمعت هذه الامّة جدّي صلّى اللّه عليه و آله يقول:
ما ولّت أمّة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه، إلّا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوه؛ و سمعوه يقول لأبي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
و قد رأوه و سمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خمّ، و قال لهم:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؛ ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشاهد الغائب 2208 . 2209
379) أمالي الطوسي: جماعة، عن أبي المفضّل، عن ابن عقدة، عن محمّد
ابن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري، عن عليّ بن حسان، عن عبد الرحمن ابن كثير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين عليهم السلام، قال:
لمّا أجمع الحسن بن عليّ عليهما السلام على صلح معاوية، خرج حتى لقيه، فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر، و أمر الحسن عليه السلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثمّ تكلّم معاوية .... فقام الحسن عليه السلام فخطب- إلى أن قال-:
«... قد تركت بنو إسرائيل- و كانوا أصحاب موسى- هارون أخاه و خليفته و وزيره، و عكفوا على العجل و أطاعوا فيه سامريّهم، و هم يعلمون أنّه خليفة موسى، و قد سمعت هذه الامّة رسول اللّه يقول ذلك لأبي.
إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؛ و قد رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين نصبه لهم بغدير خمّ و سمعوه، و نادى له بالولاية، ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب؛ و قد خرج رسول اللّه حذرا من قومه إلى الغار لمّا أجمعوا [على] أنّ يمكروا به، و هو يدعوهم لمّا لم يجد عليهم أعوانا، و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم؛ و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه، فلم يغث و لم ينصر، و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم، و قد جعل في سعة كما جعل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في سعة؛ و قد خذلتني الامّة، و بايعتك يا ابن حرب ... الخبر 2210 .
(380) الاحتجاج: و في احتجاج آخر للإمام المجتبى عليه السلام على معاوية: