کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
و الرحى تدور من برّ، ما عندها أنيس.
قال: فعدت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و قلت: يا رسول اللّه! رأيت أمرا عظيما.
فقال: و ما هو يا سلمان؟ تكلّم بما رأيت.
قلت: وقفت بباب ابنتك يا رسول اللّه! فسمعت فاطمة عليها السّلام تقرأ القرآن من خفاء، و الرحى تدور من برّ، و ما عندها أنيس!
فتبسّم صلى اللّه عليه و آله و سلم و قال: يا سلمان! إن ابنتي فاطمة عليها السّلام ملأ اللّه قلبها و جوارحها إيمانا و يقينا إلى ما شاء، ففزعت لطاعة ربّها، فبعث اللّه ملكا اسمه روفائيل- و في موضع آخر: رحمة- فأدار لها الرحى، فكفاها اللّه مؤونة الدنيا و الآخرة. 734
الكتب
(11) رأيت في بعض مؤلّفات أصحابنا: أنّ أمّ أيمن قالت:
مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي فاطمة الزهراء عليها السّلام لأزورها في منزلها، و كان يوما حارّا من أيّام الصيف، فأتيت إلى باب دارها، و إذا بالباب مغلق، فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء عليها السّلام نائمة عند الرحى؛
و رأيت الرحى تطحن البرّ، و هي تدور من غير يد تديرها.
و المهد أيضا إلى جانبها، و الحسين عليه السّلام نائم فيه، و المهد يهتزّ و لم أر من يهزّه.
و رأيت كفّا يسبّح اللّه تعالى قريبا من كفّ فاطمة الزهراء عليها السّلام، قالت أمّ أيمن:
فتعجّبت من ذلك فتركتها، و مضيت إلى سيّدي رسول اللّه و سلّمت عليه، و قلت له:
يا رسول اللّه! إنّي رأيت عجبا ما رأيت مثله أبدا، فقال لي: ما رأيت يا أمّ أيمن؟!
فقلت: إنّي قصدت منزل سيّدتي فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقا، و إذا أنا بالرحى تطحن البرّ و هي تدور من غير يد تديرها؛
و رأيت مهد الحسين يهتزّ من غير يد تهزّه؛
و رأيت كفّا يسبّح اللّه تعالى قريبا من كفّ فاطمة عليها السّلام و لم أر شخصه؛
فتعجّبت من ذلك يا سيّدي، فقال: يا أمّ أيمن! اعلمي أنّ فاطمة الزهراء صائمة، و هي
متعبة، جائعة، و الزمان قيّظ 735 فألقى اللّه تعالى عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا ينام؛ فوكّل اللّه ملكا يطحن عنها قوت عيالها.
و أرسل اللّه ملكا آخر يهزّ مهد ولدها الحسين عليه السّلام لئلا يزعجها من نومها.
و وكّل اللّه ملكا آخر يسبّح اللّه عزّ و جلّ قريبا من كفّ فاطمة عليها السّلام يكون ثواب تسبيحه لها، لأنّ فاطمة لم تفتر عن ذكر اللّه، فإذا نامت جعل اللّه ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة.
فقلت: يا رسول اللّه! أخبرني من يكون الطحّان؟
و من الّذي يهزّ مهد الحسين عليه السّلام و يناغيه 736 ؟ و من المسبّح؟
فتبسّم النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم ضاحكا و قال: أمّا الطحّان: فجبرئيل؛
و أمّا الّذي يهزّ مهد الحسين عليه السّلام: فهو ميكائيل.
و أمّا الملك المسبّح: فهو إسرافيل. 737
(2) باب معجزتها عليها السّلام في القدر و النار
(1) الثاقب في المناقب: عن زاذان، عن سلمان (رض) قال:
أتيت ذات يوم منزل فاطمة عليها السّلام بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فوجدتها نائمة قد تغطّت بعباءة، و نظرت إلى قدر منصوبة بين يديها تغلي من غير نار؛
فانصرفت مبادرا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، فلمّا بصر بي ضحك ثمّ قال:
يا عبد اللّه، أعجبك ما رأيت من حال ابنتي فاطمة؟ قلت: نعم يا رسول اللّه.
[قال]: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أتعجب من أمر اللّه تبارك و تعالى، علم اللّه ضعف ابنتي فاطمة، فأيّدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته. 738
(2) منه: عن حمّاد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس، قال:
سألني الحجّاج بن يوسف عن حديث عائشة، و حديث القدر الّتي رأت [في بيت] فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هي تحرّكها بيدها، قلت: نعم، أصلح اللّه الأمير.
دخلت عائشة على فاطمة عليها السّلام و هي تعمل للحسن و الحسين عليهما السّلام حريرة بدقيق و لبن و شحم، في قدر، و القدر على النار يغلي (و فاطمة صلوات اللّه عليها) تحرّك ما في القدر بإصبعها، و القدر على النار يبقبق 739 .
فخرجت عائشة فزعة مذعورة، حتّى دخلت على أبيها، فقالت:
يا أبه، إنّي رأيت من فاطمة الزهراء أمرا عجيبا [عجبا]، رأيتها و هي تعمل في القدر، و القدر على النار يغلي، و هي تحرّك ما في القدر بيدها!
فقال لها: يا بنيّة! اكتمي، فإنّ هذا أمر عظيم.
فبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، فصعد المنبر، و حمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال:
إنّ الناس (يستعظمون و يستكثرون) 740 ما رأوا من القدر و النار؛
و الّذي بعثني بالرسالة، و اصطفاني بالنبوّة، لقد حرّم اللّه تعالى النار على لحم فاطمة، و دمها، و شعرها، و عصبها، [و عظمها] و فطم من النار ذريّتها و شيعتها.
إنّ من نسل فاطمة من تطيعه النار، و الشمس، و القمر، و النجوم، و الجبال، و تضرب الجنّ بين يديه بالسيف، و توافي إليه الأنبياء بعهودها، و تسلّم إليه الأرض كنوزها، و تنزّل عليه من السماء بركات ما فيها.
الويل لمن شكّ في فضل فاطمة.
[لعن اللّه من يبغضها] لعن اللّه من يبغض بعلها، و لم يرض بإمامة ولدها.
إنّ لفاطمة يوم القيامة موقفا، و لشيعتها موقفا.
و إنّ فاطمة تدعى فتكسى 741 ، و تشفع فتشفّع، على رغم كلّ راغم. 742
[3- باب معجزتها عليها السّلام في نزول خاتم لها من الجنّة و رجوعه إلى الجنّة]
1- [مناقب ابن شهر اشوب]: و سألت عليها السّلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم خاتما؛
فقال: أ لا اعلّمك ما هو خير من الخاتم؟! إذا صلّيت صلاة الليل فاطلبي من اللّه عزّ و جلّ خاتما فإنّك تنالين حاجتك.
قال: فدعت ربّها تعالى، فإذا بهاتف يهتف: يا فاطمة! الّذي طلبت منّي تحت المصلّى، فرفعت المصلّى فإذا الخاتم ياقوت لا قيمة له، فجعلته في إصبعها و فرحت؛
فلمّا نامت من ليلتها رأت في منامها كأنّها في الجنّة، فرأت ثلاثة قصور لم تر في الجنّة مثلها، قالت: لمن هذه القصور؟! قالوا: لفاطمة بنت محمّد، قالت: فكأنّها دخلت قصرا من ذلك، و دارت فيه، فرأت سريرا قد مال على ثلاث قوائم.
فقالت عليها السّلام: ما لهذا السرير قد مال على ثلاث قوائم؟ قالوا: لأنّ صاحبته طلبت من اللّه تعالى خاتما، فنزع أحد القوائم و صيغ لها خاتم و بقي السرير على ثلاث قوائم.
فلمّا أصبحت دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و قصّت القصّة؛
فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: معاشر آل عبد المطّلب، ليس لكم الدنيا، إنّما لكم الآخرة، و ميعادكم الجنّة، ما تصنعون بالدنيا فإنّها زائلة غرّارة.
فأمرها النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم أن تردّ الخاتم تحت المصلّى، فردّت، ثمّ نامت على المصلّى فرأت [في المنام] أنّها دخلت الجنّة، فدخلت ذلك القصر، و رأت السرير على أربع قوائم، فسألت عن حاله فقالوا: ردّت الخاتم، و رجع السرير إلى هيئته. 743
استدراك
(4) باب معجزتها عليها السّلام في نزول الطيب من خازن الجنان إليها ليلة زواجها
(1) دلائل الإمامة: (بإسناده) عن محمّد بن عمّار بن ياسر، قال:
سمعت أبي يقول:- في حديث- قال عمّار:
فلمّا كان من الغد جئت إلى منزل فاطمة عليها السّلام و معي الطيب، فقالت: يا أبا اليقظان، ما هذا الطيب؟ قلت: طيب أمرني به أبوك صلى اللّه عليه و آله و سلم أن أهديه لك؛
فقالت: و- اللّه- لقد أتاني من السماء طيب مع جوار من الحور العين، و أنّ فيهنّ جارية حسناء، كأنّها القمر ليلة البدر، فقلت من بعث بهذا الطيب؟
فقالت: بعثه رضوان خازن الجنان و أمر هؤلاء الجواري أن ينحدرن معي، و مع كلّ واحدة منهنّ ثمرة من ثمار الجنان في اليد اليمنى، و في اليسرى طاقة من رياحين الجنّة، و نظرت إلى الجواري و إلى حسنهنّ فقلت: لمن أنتنّ؟
فقلن: لك و لأهل بيتك، و لشيعتك من المؤمنين. 744
(5) باب معجزتها عليها السّلام في نزول لباس و زينة من الجنّة للحسنين عليهما السّلام في يوم العيد
(1) أمالي النيسابوري: قال: قال الرضا عليه السّلام:
عرى الحسن و الحسين عليهما السّلام و قد أدركهما العيد، فقالا لامّهما فاطمة عليها السّلام: يا امّاه! قد تزيّن صبيان المدينة، إلّا نحن، فمالك لا تزيّنيننا بشيء من الثياب، فها نحن عرايا كما ترين.
فقالت لهما: يا قرّة عينيّ، أنّ ثيابكما عند الخيّاط، فإذا خاطهما و أتاني بهما زيّنتكما بها يوم العيد- تريد بذلك تطييب قلوبهما-؛
فلمّا كان ليلة العيد أعادا القول على امّهما و قالا: يا امّاه، الليلة ليلة العيد.
فبكت فاطمة رحمة لهما و قالت:
يا قرّتا عيني! طيبا نفسا، إذا أتاني الخيّاط زيّنتكما إن شاء اللّه تعالى.
قال: فلمّا مضى و هن من الليل 745 ، و كان ليلة العيد إذ قرع الباب قارع.
فقالت فاطمة: من هذا؟ فناداها: يا بنت رسول اللّه! افتحي الباب، أنا الخيّاط قد جئت
بثياب الحسن و الحسين، فقامت فاطمة، ففتحت الباب، فإذا هو رجل لم تر أهيب منه شيمة، و أطيب منه رائحة، فناولها منديلا مشدودا، ثمّ انصرف لشأنه.
فدخلت فاطمة، و فتحت المنديل، فإذا فيه قميصان، و درّاعتان و سروالان، و رداءان، و عمامتان، و خفّان، فسرّت فاطمة بذلك سرورا عظيما.
فلمّا استيقظ الحسنان ألبستهما، و زيّنتهما بأحسن زينة، فدخل النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم عليهما يوم العيد و هما مزيّنان، فقبّلهما، و هنّأهما بالعيد، و حملهما على كتفيه و مشى بهما إلى امّهما؛
ثمّ قال: يا فاطمة! رأيت الخيّاط الّذي أعطاك الثياب؟ هل تعرفينه؟
قالت: لا- و اللّه- لست اعرفه، و لست أعلم أنّ لي ثيابا عند الخيّاط، و اللّه و رسوله أعلم بذلك.
فقال: يا فاطمة! ليس هو خيّاط، و إنّما هو رضوان خازن الجنان، و الثياب من الجنّة أخبرني بذلك جبرائيل عن ربّ العالمين. 746
*** 3- من بعض كتب المناقب: روي في المراسيل: أنّ الحسن و الحسين عليهما السّلام كان عليهما ثياب خلق، و قد قرب العيد، فقالا لامّهما فاطمة عليها السّلام:
إنّ بني فلان خيطت لهم الثياب الفاخرة، أ فلا تخيطين لنا ثيابا للعيد يا امّاه؟!
فقالت: يخاط لكما إن شاء اللّه؛
فلمّا أن جاء العيد جاء جبرئيل بقميصين من حلل الجنّة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ...؛
فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ما هذا يا أخي جبرئيل؟!
فأخبره بقول الحسن و الحسين لفاطمة، و بقول فاطمة: يخاط لكما إن شاء اللّه؛
[ثمّ قال جبرئيل: قال اللّه تعالى: لمّا سمع قولها لا نستحسن أن نكذّب فاطمة بقولها: يخاط لكما إن شاء اللّه]. 747
6- باب معجزاتها عليها السّلام في إطعام النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و الوصيّ و الحسنين عليهم الصلاة و السلام، و غيرهم
الأخبار: الصحابة و التابعين
1- الخرائج و الجرائح: روي عن جابر بن عبد اللّه قال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أقام أيّاما و لم يطعم طعاما حتّى شقّ ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهنّ شيئا، فأتى فاطمة فقال: يا بنيّة! هل عندك شيء آكله، فإنّي جائع؟
قالت: لا- و اللّه- بنفسي و امّي.
فلمّا خرج عنها، بعثت جارية لها رغيفين و بضعة لحم، فأخذته و وضعته في جفنة و غطّت عليها، و قالت: لاؤثرنّ بها بهذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم على نفسي و غيري، و كانوا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، فرجع إليها.
فقالت: قد أتانا اللّه بشيء فخبّأته لك، فقال: هلمّي عليّ يا بنيّة، فكشفت الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزا و لحما، فلمّا نظرت إليه بهتت و عرفت أنّه من عند اللّه، فحمدت اللّه، و صلّت على نبيّه أبيها، و قدّمته إليه فلمّا رآه حمد اللّه. و قال: من أين لك هذا؟
قالت: هو من عند اللّه، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ 748 .
فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى عليّ، فدعاه و أحضره، و أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين، و جميع أزواج النبيّ حتّى شبعوا.