کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
اللهمّ فإنّ بني اسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء، فأنزلتها عليهم و كفروا، اللهمّ فإنّ آل محمّد لا يكفرون بها.
ثمّ التفتت مسلّمة، فإذا هي بصحفة مملوءة من ثريد و عراق، فاحتملتها و وضعتها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فأهوى بيده إلى الصحفة، فسبّحت الصحفة و الثريد و العراق؛
فتلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ 802 .
ثمّ قال: يا عليّ! كل من جوانب القصعة و لا تهدموا ذروتها فإنّ فيها البركة.
فأكل النبيّ و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام، و يأكل النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و ينظر إلى عليّ متبسّما، و عليّ عليه السّلام يأكل و ينظر إلى فاطمة عليها السّلام متعجّبا.
فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: كل يا عليّ، و لا تسأل فاطمة الزهراء عن شيء؛
الحمد للّه الّذي جعل مثلك و مثلها مثل مريم بنت عمران و زكريّا؛
قالت: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ 803 .
يا عليّ! هذا بالدينار الّذي أقرضته.
لقد أعطاك الليلة خمسا و عشرين جزءا من المعروف فأمّا جزء واحد، فجعل لك في دنياك أن أطعمك من جنّته، و أمّا أربعة و عشرون جزءا فذخرها لك لآخرتك. 804
(21) السيرة النبويّة: روى ابن سعد، عن جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن عليّ زين العابدين عليهم السّلام: أنّ فاطمة الزهراء عليها السّلام طبخت قدرا لغدائهما و وجّهت عليّا عليه السّلام إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم ليتغذّى معهما، فأمرها صلى اللّه عليه و آله و سلم فغرفت لجميع نسائه صحفة صحفة، ثمّ له و لعليّ عليه السّلام ثمّ لها، ثمّ رفعت القدر و أنّها تفيض- أي لكثرة ما فيها من الطعام- حتّى كأنّ يسيل من جوانبها ببركته صلى اللّه عليه و آله و سلم، فأكلت فاطمة عليها السّلام منها ما شاء اللّه. 805
وحده عليه السّلام
(22) تأويل الآيات: عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، في قوله تعالى:
وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ 806 قال: بينما عليّ عليه السّلام عند فاطمة عليها السّلام إذ قالت له: يا عليّ! اذهب إلى أبي فابغنا 807 منه شيئا، فقال: نعم.
فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فأعطاه دينارا، و قال له: يا عليّ! اذهب فابتع به لأهلك طعاما؛
فخرج من عنده، فلقيه المقداد بن الأسود فقاما ما شاء اللّه أن يقوما، و ذكر له حاجته؛ فأعطاه الدينار، و انطلق إلى المسجد، فوضع رأسه فنام، فانتظره رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم؛
فلم يأت، ثمّ انتظره فلم يأت، فخرج يدور في المسجد فإذا هو بعليّ عليه السّلام نائم في المسجد، فحرّكه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقعده، فقال: يا عليّ! ما صنعت؟
فقال يا رسول اللّه! خرجت من عندك فلقيت المقداد بن الأسود، فذكر لي ما شاء اللّه أن يذكر فأعطيته الدينار.
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أما أنّ جبرئيل قد أنبأني بذلك، و قد أنزل اللّه فيك كتابا:
وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ... الآية. 808
الكتب
(23) في بعض مؤلّفات أصحابنا: أنّه روي مرسلا، عن جماعة من الصحابة قالوا:
دخل النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم دار فاطمة عليها السّلام، فقال: يا فاطمة! إنّ أباك اليوم ضيفك، فقالت:
يا أبة! إنّ الحسن و الحسين يطالباني بشيء من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به.
ثمّ إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم دخل و جلس مع عليّ و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام؛
و فاطمة متحيّرة ما تدري كيف تصنع.
ثمّ إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم نظر إلى السماء ساعة و إذا بجبرئيل قد نزل، و قال:
يا محمّد! العليّ الأعلى يقرئك السلام، و يخصّك بالتحيّة و الإكرام و الإكرام و يقول لك:
قل لعليّ و فاطمة و الحسن و الحسين: أيّ شيء يشتهون من فواكه الجنّة؟
فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: يا عليّ، و يا فاطمة، و يا حسن، و يا حسين، إنّ ربّ العزّة علم أنّكم جياع، فأيّ شيء تشتهون من فواكه الجنّة؟
فأمسكوا عن الكلام، و لم يردّوا جوابا حياء من النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم.
فقال الحسين عليه السّلام: عن اذنك يا أباه يا أمير المؤمنين، و عن اذنك يا امّاه يا سيّدة نساء العالمين، و عن إذنك يا أخاه الحسن الزكيّ، أختار لكم شيئا من فواكه الجنّة؟
فقالوا جميعا: قل يا حسين ما شئت، فقد رضينا بما تختاره لنا.
فقال: يا رسول اللّه! قل لجبرئيل: إنّا نشتهي رطبا جنيّا.
فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: قد علم اللّه ذلك؛
ثمّ قال: يا فاطمة! قومي و ادخلي البيت و احضري إلينا ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور، مغطّى بمنديل من السندس الأخضر، و فيه رطب جنيّ في غير أوانه؛
فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: يا فاطمة! أنّى لك هذا؟ قالت:
هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ - كما قالت مريم بنت عمران-.
فقام النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و تناوله، و قدّمه بين أيديهم، ثمّ قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، ثمّ أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين عليه السّلام، فقال: هنيئا مريئا لك يا حسين.
ثمّ أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن عليه السّلام، و قال: هنيئا مريئا [لك] يا حسن.
ثمّ أخذ رطبة ثالثة، فوضعها في فم فاطمة الزهراء عليها السّلام، و قال لها:
هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء.
ثمّ أخذ رطبة رابعة، فوضعها في فم عليّ عليه السّلام و قال: هنيئا مريئا لك يا عليّ.
ثمّ ناول عليّا رطبة اخرى و النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول له: هنيئا مريئا لك يا عليّ؛
ثمّ وثب النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم قائما، ثمّ جلس، ثمّ أكلوا جميعا من ذلك الرطب؛
فلمّا اكتفوا و شبعوا ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن اللّه تعالى.
فقالت فاطمة عليها السّلام: يا أبت! لقد رأيت اليوم منك عجبا؟!
فقال: يا فاطمة! أمّا الرطبة الاولى الّتي وضعتها في فم الحسين، و قلت له: هنيئا لك يا
حسين، فإنّي سمعت ميكائيل و إسرافيل يقولان: هنيئا لك يا حسين.
فقلت أيضا موافقا لهما في القول.
ثمّ أخذت الثانية، فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل و ميكائيل يقولان:
هنيئا لك يا حسن. فقلت: أنا موافقا لهما في القول.
ثمّ أخذت الثالثة، فوضعتها في فمك يا فاطمة، فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان و هنّ يقلن: هنيئا لك يا فاطمة، فقلت: موافقا لهنّ بالقول.
و لمّا أخذت الرابعة، فوضعتها في فم عليّ سمعت النداء من قبل الحقّ سبحانه و تعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا عليّ، فقلت: موافقا لقول اللّه عزّ و جلّ.
ثمّ ناولت عليّا رطبة اخرى، ثمّ اخرى و أنا أسمع صوت الحقّ سبحانه و تعالى يقول:
هنيئا مريئا لك يا عليّ.
ثمّ قمت إجلالا لربّ العزّة جلّ جلاله فسمعته يقول: يا محمّد- و عزّتي و جلالي- لو ناولت عليّا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنيئا مريئا بغير انقطاع. 809
*** 7- باب معجزاتها صلوات اللّه عليها لليهود
الأخبار: م
1- المناقب لابن شهر اشوب، و الخرائج و الجرائح: روي أنّ عليّا عليه السّلام استقرض من يهودي شعيرا، فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة 810 فاطمة عليها السّلام رهنا، و كانت من الصوف، فأدخلها اليهوديّ إلى داره و وضعها في بيت.
فلمّا كانت الليلة دخلت زوجته البيت الّذي فيه الملاءة بشغل، فرأت نورا ساطعا في البيت أضاء به كلّه، فانصرفت إلى زوجها، فأخبرته بأنّها رأت في ذلك البيت ضوءا عظيما، فتعجّب اليهودي من ذلك 811 ، و قد نسي أنّ في بيته ملاءة فاطمة.
فنهض مسرعا و دخل البيت، فإذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنّه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب، فتعجّب من ذلك، فأنعم النظر في موضع الملاءة، فعلم أنّ ذلك النور من ملاءة فاطمة لا، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه، و زوجته تعدو إلى أقربائها، (فاجتمع ثمانون) 812 من اليهود فرأوا ذلك، فأسلموا كلّهم. 813
2- المناقب لابن شهر اشوب: و رهنت عليها السّلام كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة، و استقرضت الشعير.
فلمّا دخل زيد داره قال: ما هذه الأنوار في دارنا؟! قالت: لكسوة فاطمة.
فأسلم في الحال، و أسلمت امرأته و جيرانه، حتّى أسلم ثمانون نفسا. 814
3- الخرائج و الجرائح: روي أنّ اليهود كان لهم عرس، فجاءوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و قالوا: لنا حقّ الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنا حتّى يزدان 815 عرسنا بها، و ألحّوا عليه، فقال:
إنّها زوجة عليّ بن أبي طالب، و هي بحكمه، و سألوه أن يشفع إلى عليّ عليه السّلام في ذلك.
و قد جمع اليهود الطمّ و الرمّ 816 من الحليّ و الحلل، و ظنّ اليهود أنّ فاطمة عليها السّلام تدخل في بذلتها 817 و أرادوا استهانة بها.
فجاء جبرئيل بثياب من الجنّة، و حليّ و حلل لم ير الراءون مثلها فلبستها فاطمة و تحلّت بها، فتعجّب الناس من زينتها و ألوانها و طيبها.
فلمّا دخلت فاطمة عليها السّلام دار اليهود سجدت لها نساؤهم يقبّلن الأرض بين يديها؛
و أسلم- بسبب ما رأوا- خلق كثير من اليهود. 818
استدراك
(8) باب كرامتها عليها السّلام للكفّار
(1) نزهة المجالس: ذكر ابن الجوزي: أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم صنع لها قميصا جديدا ليلة عرسها و زفافها، و كان لها قميص مرقوع، و إذا بسائل على الباب، يقول:
أطلب من بيت النبوّة قميصا خلقا، فأرادت أن تدفع إليه القميص المرقوع، فتذكّرت قوله تعالى: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 819 فدفعت له الجديد.
فلمّا قرب الزفاف، نزل جبريل، و قال:
يا محمّد! إنّ اللّه يقرؤك السلام، و أمرني أن اسلّم على فاطمة، و قد أرسل لها معي هديّة من ثياب الجنّة من السندس الأخضر.
فلمّا بلّغها السلام، و ألبسها القميص الّذي جاء به، لفّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بالعباءة، و لفّها جبريل بأجنحته، حتّى لا يأخذ نور القميص بالأبصار.
(9) باب كرامتها عليها السّلام لنسوة قريش
(1) كتاب فاطمة الزهراء عليها السّلام: إنّ جبرئيل أتى بحلّة قيمتها الدنيا، فلمّا لبستها [أي:
سيّدتنا فاطمة عليها السّلام] تحيّرت نسوة قريش منها، و قلن: من أين لك هذا؟!
قالت: هذا من عند اللّه. 820
*** 10- باب ما ظهر من معجزاتها و كراماتها عليها السّلام بعد وفاة النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم
و فيه أبواب:
(أ) [معجزتها عليها السّلام في رفع حيطان مسجد النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم]
الأخبار: الصحابة و التابعين
1- المناقب لابن شهر اشوب: أبو جعفر الطوسي في «اختيار الرجال»
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام؛ و عن سلمان الفارسي:
أنّه لمّا استخرج أمير المؤمنين عليه السّلام من منزله، خرجت فاطمة حتّى انتهت إلى القبر، فقالت: خلّوا عن ابن عمّي، فو الّذي بعث محمّدا بالحقّ لئن لم تخلّوا عنه لأنشرنّ شعري، و لأضعنّ قميص رسول الله صلى اللّه عليه و آله و سلم على رأسي، و لأصرخنّ إلى اللّه، فما ناقة صالح بأكرم على اللّه من ولدي.
قال سلمان: فرأيت و اللّه أساس حيطان المسجد تقلّعت من أسفلها، حتّى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها، و قلت:
يا سيّدتي و مولاتي! إنّ اللّه تبارك و تعالى، بعث أباك رحمة، فلا تكوني نقمة؛