کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
فنطقها لها من بعض كراماتها، فإنّها لم تنطق إلّا لها و لأبيها صلى اللّه عليه و آله و سلم؛
قالت: يا رسول اللّه، كنت لرجل من اليهود، فكنت أخرج أرعى، فينادي النبات:
إليّ إليّ فإنّك لمحمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم؛
و إذا كان الليل نادى السباع بعضهم بعضا: لا تقربوها فإنّها لمحمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم. 825
*** د- [باب معجزتها عليها السّلام مع ثلاث جوار من الجنّة، و كلامها معهنّ، و إتحافهنّ لفاطمة عليها السّلام تمرا من الجنّة]
1- مهج الدعوات: عن الشيخ عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الصمد، عن جدّه، عن الفقيه أبي الحسن، عن أبي البركات عليّ بن الحسين الجوزي، عن الصدوق، عن الحسن ابن محمّد بن سعيد، عن فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد بن بشرويه، عن محمّد بن إدريس بن سعيد الأنصاري، عن داود بن رشيد، و الوليد بن شجاع بن مروان، عن عاصم، عن عبد اللّه بن سلمان الفارسي، عن أبيه.
قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بعشرة أيّام، فلقيني عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام ابن عمّ الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم، فقال لي: يا سلمان! جفوتنا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.
فقلت: حبيبي أبا الحسن! مثلكم لا يجفى، غير أنّ حزني على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم طال، فهو الّذي منعني من زيارتكم.
فقال عليه السّلام لي: يا سلمان! ائت منزل فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فإنّها إليك مشتاقة، تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنّة؛
قلت لعليّ عليه السّلام: قد اتحفت فاطمة عليها السّلام بشيء من الجنّة بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم
قال: نعم، بالأمس.
قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السّلام بنت محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم؛
فإذا هي جالسة و عليها قطعة عباء 826 ، إذا خمّرت رأسها انجلى ساقها، و إذا غطّت ساقها انكشف رأسها، فلمّا نظرت إليّ اعتجرت 827 ثمّ قالت:
يا سلمان! جفوتني بعد وفاة أبي. قلت: حبيبتي أ أجفاكم؟!
قالت: فمه 828 ، اجلس و اعقل ما أقول لك.
إنّي كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس، و باب الدار مغلق، و أنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا، و انصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليّ ثلاث جوار لم ير الراءون بحسنهنّ، و لا كهيئتهنّ و لا نضارة وجوههنّ، و لا أزكى من ريحهنّ، فلمّا رأيتهنّ قمت إليهنّ متنكّرة لهنّ.
فقلت: أنتنّ من أهل مكّة أم من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمّد! لسنا من أهل مكّة، و لا من أهل المدينة، و لا من أهل الأرض جميعا، غير أنّنا جوار من الحور العين من دار السلام، أرسلنا ربّ العزّة إليك، يا بنت محمّد! إنّا إليك مشتاقات؛
فقلت للّتي أظنّ أنّها أكبر سنّا: ما اسمك؟ قالت: اسمي مقدودة، قلت:
و لم سمّيت مقدودة؟ قالت: خلقت للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقلت للثانية: ما اسمك؟
قالت: ذرّة 829 ، قلت: و لم سمّيت ذرّة و أنت في عيني نبيلة؟!
قالت: خلقت لأبي ذرّ الغفاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.
فقلت للثالثة: ما اسمك؟ قالت: سلمى، قلت: و لم سمّيت سلمى؟
قالت: أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.
قالت فاطمة: ثمّ أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج 830 الكبار، أبيض من الثلج، و أزكى ريحا من المسك الأذفر؛
فقالت لي: يا سلمان! أفطر عليه عشيّتك، فإذا كان غدا فجئني بنواه، أو قالت: عجمه قال سلمان: فأخذت الرطب، فما مررت بجمع من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إلّا قالوا: يا سلمان أ معك مسك؟ قلت: نعم.
فلمّا كان وقت الإفطار أفطرت عليه، فلم أجد له عجما و لا نوى.
فمضيت إلى بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم في اليوم الثاني، فقلت لها عليها السّلام:
إنّي أفطرت على ما أتحفتني به، فما وجدت له عجما و لا نوى، قالت: يا سلمان، و لن يكون له عجم و لا نوى، و إنّما هو نخل غرسه اللّه في دار السلام، [أ لا اعلّمك] بكلام علّمنيه أبي محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم كنت أقوله غدوة و عشيّة؟
قال سلمان: قلت: علّميني الكلام يا سيّدتي، فقالت:
إن سرّك أن لا يمسّك أذى الحمّى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه؛
ثمّ قال سلمان: علّمتني هذا الحرز، فقالت:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه النور، بسم اللّه نور النور، بسم اللّه نور على نور، بسم اللّه الّذي هو مدبّر الامور، بسم اللّه الّذي خلق النور من النور، الحمد للّه الّذي خلق النور من النور، و أنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمد للّه الّذي هو بالعزّ مذكور، و بالفخر مشهور، و على السرّاء و الضرّاء مشكور، و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله الطاهرين؛
[الميامين المباركين الأطهار و سلّم تسليما دائما كثيرا].
قال سلمان: فتعلّمتهنّ، فو اللّه لقد علّمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكّة ممّن بهم الحمّى، فكلّ برىء من مرضه بإذن اللّه تعالى؛
الثاقب في المناقب: عن عاصم بن الأحول، عن زرّ بن حبيش، عن سلمان (مثله).
دلائل الإمامة: عن عليّ بن الحسن الشافعي، عن يوسف بن يعقوب، عن محمّد بن الأشعث، عن محمّد بن عون، عن داود بن أبي هند، عن أبان، عن سلمان (مثله). 831
استدراك
(ه) معجزتها عليها السّلام حين احتضارها
(1) مصباح الأنوار: عن زيد بن عليّ عليه السّلام:
أنّ فاطمة عليها السّلام لمّا احتضرت سلّمت على جبرئيل، و على النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم، و سلّمت على ملك الموت؛
و سمعوا حسّ الملائكة، و وجدوا رائحة طيّبة كأطيب ما يكون من الطيب. 832
(2) منه: عن عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه عليه السّلام:
أنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لمّا احتضرت نظرت نظرا حادّا ثمّ قالت:
السلام على جبرئيل، السلام على رسول اللّه؛
اللهمّ مع رسولك، اللّهمّ في رضوانك و جوارك و دارك دار السلام.
ثمّ قالت: أ ترون ما أرى؟ فقيل لها: ما ترين؟
قالت: هذه مواكب أهل السماوات، و هذا جبرئيل، و هذا رسول اللّه؛
و يقول: يا بنيّة، أقدمي، فما أمامك خير لك. 833
11- باب ما ظهر من كراماتها بعد وفاتها صلوات اللّه عليها
الأخبار: م
1- الخرائج و الجرائح: روي أنّ أمّ أيمن لمّا توفّيت فاطمة عليها السّلام، حلفت أن لا تكون بالمدينة، إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها.
فخرجت إلى مكّة، فلمّا كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا، فرفعت يديها، قالت: يا ربّ! أنا خادمة فاطمة، تقتلني عطشا؟!
فأنزل اللّه عليها دلوا من السماء، فشربت، فلم تحتج إلى الطعام و الشراب سبع سنين، و كان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحرّ، فما يصيبها عطش. 834
استدراك (2) مدينة المعاجز: روي عن يوسف بن يحيى، عن أبيه، عن جدّه، قال:
رأيت رجلا بمكّة شديد السواد له بدن، و خلق غابر، و هو ينادي:
أيّها الناس، دلّوني على أولاد محمّد، فاشار [إليه] بعضهم، و قال: ما لك؟
قال: أنا فلان بن فلان. قالوا: كذبت إنّ فلانا كان صحيح البدن صبيح الوجه، و أنت شديد السواد، غابر الخلق.
قال: و حقّ محمّد إنّي لفلان، اسمعوا حديثي.
اعلموا أنّي كنت جمّال الحسين، فلمّا أن صرنا إلى بعض المنازل برز للحاجة و أنا معه، فرأيت تكّة لباسه و كان أهداها له ملك فارس حين تزوّج بنت أخيه شاه زنان بنت يزدجرد، فمنعني هيبة أسأله إيّاها، فدرت حوله لعلّي أسرقها، فلم أقدر عليها.
فلمّا صار القوم بكربلاء، و جرى ما جرى، و صارت أبدانهم ملقاة تحت سنابك الخيل، أقبلنا نحو الكوفة راجعين، فلمّا أن صرت إلى بعض الطريق ذكرت التكّة، فقلت في نفسي: قد خلا ما عنده، فصرت إلى موضع المعركة، فقربت منه.
فإذا هو مرمّل بالدماء، قد حزّ رأسه من قفاه، و عليه جراحات كثيرة من السهام
و الرماح.
فمددت يدي إلى التكّة و هممت أن احلّ عقدها، فرفع يده و ضرب بها يدي، فكادت أوصالي و عروقي تتقطّع، ثمّ أخذ التكّة من يدي، فوضعت رجلي على صدره و جهدت جهدي لأزيل إصبعا من أصابعه، فلم أقدر، فأخرجت سكّينا كان معي، فقطعت أصابعه.
ثمّ مددت يدي إلى التكّة و هممت بحلّها ثانية، فرأيت خيلا أقبلت من نحو الفرات، و شممت رائحة لم أشمّ رائحة أطيب منها، فلمّا رأيتهم قلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون؛
إنّما أقبلوا هؤلاء لينظروا إلى كلّ إنسان به رمق [فيجهّزوا عليه]،
فصرت بين القتلى، و غاب عنّي عقلي من شدّة الجزع.
فإذا رجل يقدمهم- كأنّ وجهه الشمس- و هو ينادي: أنا محمّد رسول اللّه؛
و الثاني ينادي: أنا حمزة أسد اللّه، و الثالث ينادي: أنا جعفر الطيّار؛
و الرابع ينادي: أنا الحسن بن عليّ.
و أقبلت فاطمة و هي تبكي و تقول: حبيبي، و قرّة عيني، أ أبكي على رأسك المقطوع، أم على يديك المقطوعتين، أم على بدنك المطروح، أم على أولادك الاسارى.
ثمّ قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: أين رأس حبيبي و قرّة عيني الحسين؛
فرأيت الرأس في كفّ النبيّ، فوضعه على بدن الحسين، فاستوى جالسا، فاعتنقه النبيّ و بكى- فذكر الحديث إلى أن قال-: فمن قطع أصابعك، فقال الحسين عليه السّلام: هذا الّذي يختبئ يا جدّاه- إلى أن قال-: فقال: يا عدوّ اللّه! ما حملك على قطع أصابع حبيبي و قرّة عيني الحسين- إلى أن قال-:
ثمّ قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: اخسأ يا عدوّ اللّه! غيّر اللّه لونك، فقمت، فإذا أنا بهذه الحالة. 835
(3) دار السلام: عن بعض كتب المناقب المعتبرة مرسلا:
إنّ رجلا كان بلا أيد و لا أرجل، و هو يقول: ربّ نجّني من النار.
فقيل له: لم تبق لك عقوبة و مع ذلك تسأل النجاة من النار.
قال: كنت، فيمن قتل الحسين عليه السّلام بكربلاء، فلمّا قتل، رأيت عليه سراويل و تكّة
حسنة بعد ما سلبه الناس، و اردت أن أنزع منه التكّة، فرفع يده اليمنى و وضعها على التكّة، فلم أقدر على دفعها، فقطعت يمينه ثمّ هممت أن آخذ التكّة، فرفع شماله، فوضعها على تكّته، فقطعت يساره، ثمّ هممت بنزع التكّة من السراويل، فسمعت زلزلة، فخفت و تركته، فألقى اللّه عليّ النوم، فنمت بين القتلى، فرأيت كأنّ محمّدا صلى اللّه عليه و آله و سلم أقبل و معه عليّ و فاطمة عليهما السّلام، فأخذوا رأس الحسين عليه السّلام، فقبّلته فاطمة عليها السّلام، ثمّ قالت: يا ولدي قتلوك قتلهم اللّه، من فعل هذا بك؟ فكان يقول: قتلني شمر، و قطع يدي هذا النائم و أشار إليّ.
فقالت فاطمة عليها السّلام لي: قطع اللّه يديك و رجليك، و أعمى بصرك، و أدخلك النار، فانتبهت، و أنا لا أبصر شيئا، و سقطت منّي يداي و رجلاي، و لم يبق من دعائها إلّا النار. 836
(4) و منه: روي أنّ رجلا كان محبوسا بالشام مدّة طويلة مضيّقا عليه، فرأى في منامه كأنّ الزهراء صلوات اللّه عليها أتته فقالت: ادع بهذا الدعاء، فتعلّمه و دعا به فتخلّص و رجع إلى منزله، و هو: اللهمّ بحقّ العرش و من علاه، و بحقّ الوحي و من أوحاه، و بحقّ النبيّ و من نبّأه، و بحقّ البيت و من بناه، يا سامع كلّ صوت، يا جامع كلّ فوت، يا بارئ النفوس بعد الموت، صلّ على محمّد و أهل بيته، و آتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها فرجا من عندك عاجلا بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا عبدك و رسولك، صلّى اللّه عليه و على ذرّيته الطيّبين الطاهرين و سلّم تسليما. 837
(5) ينابيع المودّة: و في جواهر العقدين للشريف السمهودي المصري من العجائب أنّ أبا المحاسن نصر بن عيين الشاعر توجّه إلى مكّة المعظّمة و معه متاع و مال، فخرج عليه بعض الأشراف من بني داود المقيمين بوادي الصغرى فأخذوا ما كان معه و جرحوه فكتب قصيدة إلى الملك العزيز طغتكين بن أيوب صاحب اليمن، و قد كان أخوه الملك الناصر أرسل رسولا إلى الملك الناصر أن يذهب بالساحل و يفتحه من أيدي الافرنج القصيدة هذه:
أغنت صفاتك ذاك المصقّع اللسنا