کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
و الحجّة البالغة عنده، بعترته أثيب و أعاقب،
و أوّلهم عليّ سيّد العابدين، و زين أوليائي الماضين، و ابنه شبيه جدّه المحمود، محمّد الباقر لعلمي، و المعدن لحكمتي،
سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرادّ عليّ.
حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر، و لأسرّنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه، و انتجبت بعده موسى، فتنة، و انتجبت بعده عمياء حندس، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع و حجّتي لا تخفى، و أنّ أوليائي لا يشقون أبدا.
ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي؛
ألا إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي.
و عليّ وليّي و ناصري، و من أضع عليه أعباء النبوّة، و أمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة الّتي بناها العبد الصالح [ذو القرنين]، إلى جنب شرّ خلقي؛
حقّ القول منّي لأقرّنّ عينه بمحمّد ابنه و خليفته من بعده، فهو وارث علمي، و معدن حكمتي، و موضع سرّي، و حجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مثواه، و شفّعته في سبعين [ألفا] من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار؛
و أختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي و ناصري، و الشاهد في خلقي، و أميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي، و الخازن لعلمي الحسن؛
ثمّ أكمل ذلك بابنه، رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، و بهاء عيسى، و صبر أيّوب، ستذلّ أوليائي في زمانه، و يتهادون برءوسهم كما تهادى رءوس الترك و الديلم، فيقتلون و يحرقون، و يكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض من دمائهم، و يفشو الويل و الرنين في نسائهم؛
أولئك أوليائي حقّا، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس، و بهم أكشف الزلازل، و أرفع عنهم الآصار و الأغلال
أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ .
قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير:
لو لم تسمع في دهرك إلّا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلّا عن أهله.
الاحتجاج: عن أبي بصير (مثله).
الاختصاص: محمّد بن معقل القرمسيني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن بكر بن صالح (مثله).
غيبة الطوسي: جماعة، عن محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس و الحميري معا، عن صالح بن أبي حمّاد و الحسن بن ظريف معا، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير (مثله).
غيبة النعماني: موسى بن محمّد القمّي، أبو القاسم، عن سعد بن عبد اللّه، عن بكر ابن صالح (مثله).
إكمال الدين و عيون أخبار الرضا: الحسن بن حمزة العلوي، عن محمّد بن الحسين ابن درست، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن عمران الكوفي، عن ابن أبي نجران و صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال:
يا إسحاق، أ لا أبشّرك؟
قلت: بلى جعلني اللّه فداك يا بن رسول اللّه.
قال: وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و خطّ أمير المؤمنين عليه السّلام، فيها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هذا كتاب من اللّه العزيز العليم.
و ذكر الحديث (مثله سواء)؛
إلّا أنّه قال في آخره: ثمّ قال الصادق عليه السّلام: يا إسحاق؛
هذا دين الملائكة و الرسل فصنه عن غير أهله يصنك اللّه و يصلح بالك.
ثمّ قال عليه السّلام: من دان بهذا [أمن عقاب اللّه عزّ و جلّ]. 2732
(7) إكمال الدين و عيون أخبار الرضا: الطالقاني، عن الحسن بن إسماعيل، عن
سعيد بن محمّد القطّان، عن الروياني، عن عبد العظيم الحسني، عن عليّ بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب قال: حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن جعفر [بن محمّد] عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام:
إنّ محمّد بن عليّ باقر العلم جمع ولده و فيهم عمّهم زيد بن عليّ عليه السّلام،
ثمّ أخرج إليهم كتابا بخط عليّ عليه السّلام و إملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، مكتوب فيه:
هذا كتاب من اللّه العزيز العليم [و ذكر]- حديث اللوح إلى الموضع الّذي يقول فيه-: «و أولئك هم المهتدون».
ثمّ قال في آخره: قال عبد العظيم: العجب كلّ العجب لمحمّد بن جعفر و خروجه و قد سمع أباه يقول هذا و يحكيه! ثمّ قال:
هذا سرّ اللّه و دينه و دين ملائكته، فصنه إلّا عن أهله و أوليائه. 2733
(3) باب خطبها عليها السّلام
من الواضح الجليّ أنّ خطب فاطمة الزهراء عليها السّلام من ذخائر بيت الوحي و العصمة، و حجج دامغة تثبت ظلامة العترة الطاهرة صلوات اللّه عليهم عند مناوئيهم، و مبلغ أعدائهم من القساوة؛ و دءوبهم على الباطل و تهالكهم دون التافهات.
و أنّ درر كلامها شاهد فذّ على إثبات نسبها إلى ابنة الرسالة لما فيها من إلماعة منبثق أنوار النبوّة و الرسالة، و ينبوع من معدن عبق و علم العصمة و الوصاية و الإمامة.
و عبقة من أريج الرسالة، و نفحة من نفس الهاشميّين، مدارة الكلام، و أمراء البلاغة، تطفح عليها البلاغة و البراعة.
و أنّ خطبها عليها السّلام نتف من عقود ذهبيّة، و طرف من جواهر الكلم الطيّب، يقصر عنها الإدراك البشري، و يدقّ خفاه عن فهم الذكيّ، و هي روحي فداها أمّ أبيها صلى اللّه عليه و آله و سلم صاحبة المصحف و اللوح، و حجّة اللّه تعالى على الأئمّة عليهم السّلام، و صاحبة يوم المحشر؛
و حذرا من التكرار و الإطالة نشير إلى خطبها صلوات اللّه عليها في طيّات هذا الكتاب فراجع:
1- خطبتها عليها السّلام في مسجد النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: ص 652.
2- خطبتها عليها السّلام بعد رجوعها من مسجد النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و شكايتها إلى أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام: ص 742.
3- خطبتها عليها السّلام لنساء أهل المدينة: ص 814.
4- خطبتها عليها السّلام لعائشة بنت طلحة: ص 825.
5- خطبتها عليها السّلام لأمّ سلمة: ص 829.
6- خطبها عليها السّلام عند قبر النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: ص 831، و غيرها من خطبها الشريفة المقدّسة.
(4) باب مسندها عليها السّلام
ارتأينا أن نلحق بهذا الكتاب أيضا ما أسند إليها من أخبار رائعة، و أحاديث نافعة، مأثورة عنها، كانت سلام اللّه عليها قد أنشأتها، أو قالتها بفمها الشريف، حديثا قدسيّا،
أو نبويّا، أو علويّا، طافحا بالحكمة و الموعظة السديدة، و مفعما بالأخلاق العالية الحميدة، و متوّجا بجمال و نموذجيّة السيرة الفريدة؛
و جعلناها تحت عنوان: الأحاديث الغرّاء من مسند فاطمة الزهراء عليها السّلام و لمّا كان المسند في اللغة يعني ما أسند إلى قائله- رواية أو بيان حال- فبديهيّ أنّ ما روي عنها- و لم تقله- ممّا يتعلّق بسيرتها و حياتها و مناقبها، خارج عن موضوعنا هذا، كما أنّ ما أنشأته عليها السّلام مسألة من اللّه تعالى و دعاء كان له بابا مستقلا في متن العوالم.
و نحن لا ندّعي هنا استقصاء تامّا لأحاديثها عليها السّلام بقدر ما هو محاولة جادّة في هذا الطريق، الّذي يتطلّب جهودا إضافيّة لسبرغور بطون الكتب و المخطوطات؛
كيف و هي المحدّثة العليمة صاحبة المصحف 2734 المعروف باسمها و المودّع عند ولدها المعصومين عليهم السّلام فلم يخرج منهم إلّا إليهم.
و قد زيّنت أحاديثها الجمّة المصنّفات، رغم أنّ عمرها عليها السّلام لم يقارب عقده الثاني، و أنّها عليها السّلام كانت رهينة بيتها و سريعة اللحاق بأبيها، أولى مظلومة شهيدة، بإسقاط جنينها و ضرب عضدها عند الهجوم على دارها، و هضم بعلها و بنيها.
نرجو أن يوفّقنا اللّه تعالى لذلك، فيأخذ المسند موقعه ضمن موسوعتنا:
«جامع الأخبار و الآثار عن النبيّ و الأئمّة الأطهار عليهم السّلام».
و اللّه هو الموفّق للصواب، و إليه المرجع و المآب.
و الحمد للّه أوّلا و أخيرا، و الصلاة و السلام على محمّد و آله الأطياب.
الأحاديث الغرّاء من مسند فاطمة الزهراء عليها السّلام
(1) كلامها عليها السّلام مع أمّها و هي حامل بها
(1) الروض الفائق: قالت خديجة: وا خيبة من كذّب محمّدا صلى اللّه عليه و آله و سلم و هو خير رسول و نبيّ، فنادت فاطمة عليها السّلام من بطنها: يا أمّاه، لا تحزني و لا ترهبي، فإنّ اللّه مع أبي. 2735
(2) مناقب الطاهرين: إنّ خديجة عليها السّلام كانت تصلّي يوما فقصدت أن تسلّم في الثالثة، فنادتها فاطمة عليها السّلام من بطنها: قومي يا أمّاه، فإنّك في الثالثة. 2736
(2) كلامها عليها السّلام حين ولادتها بالتوحيد، و النبوّة، و الولاية
(3) أمالي الصدوق:- في كيفيّة ولادة فاطمة عليها السّلام- فنطقت فاطمة عليها السّلام بالشهادتين، و قالت: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ أبي رسول اللّه سيّد الأنبياء، و أنّ بعلي سيّد الأوصياء، و ولدي سادة الأسباط. 2737
(3) كلامها عليها السّلام في وصف اللّه تعالى بالسلام
(4) الخرائج و الجرائح: قالت فاطمة عليها السّلام:
إنّ اللّه هو السلام، و منه السلام، و إليه السلام. 2738
(4) حديثها عليها السّلام في عمر عيسى بن مريم عليهما السّلام، و مدّة رسالته
(5) مسند فاطمة عليها السّلام للسيوطي: عن فاطمة عليها السّلام، عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال:
إنّه لم يكن نبيّ كان بعده نبيّ إلّا عاش نصف عمر الّذي كان قبله، و إنّ عيسى بن مريم عاش عشرين و مائة، و إنّي لا أراني إلّا ذاهبا على رأس الستّين .... 2739
(6) و منه: يا فاطمة، إنّه لم يبعث نبيّ إلّا عمر الّذي بعده نصف عمره؛
و إنّ عيسى بن مريم بعث رسولا لأربعين، و إنّي بعثت لعشرين. 2740
(7) منه: قالت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:
إنّ عيسى بن مريم مكث في إسرائيل أربعين سنة .... 2741
(5) إخبارها عليها السّلام النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم بمكيدة قريش
(8) الدلائل للبيهقي: عن فاطمة عليها السّلام، قالت:
اجتمعت مشركو قريش في الحجر فقالوا: إذا مرّ محمّد علينا ضربه كلّ واحد منّا ضربة فسمعته عليها السّلام فدخلت على أبيها فذكرت ذلك له- الخبر-. 2742
(9) مستدرك الصحيحين: (بإسناده) عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن فاطمة عليها السّلام قالت:
اجتمع مشركو قريش في الحجر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: يا بنيّة، اسكني؛
ثمّ خرج فدخل عليهم المسجد فرفعوا رءوسهم ثمّ نكسوا، فأخذ قبضة من تراب فرمى بها نحوهم، ثمّ قال: شاهت الوجوه، فما أصاب رجلا منهم إلّا قتل يوم بدر.
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. 2743
(10) المناقب لابن شهر اشوب: عن ابن عبّاس: إنّ قريشا اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات و العزّى و مناة لو رأينا محمّدا (صلى اللّه عليه و آله و سلم) لقمنا مقام رجل واحد و لنقتلنّه؛
فدخلت فاطمة عليها السّلام على النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم باكية و حكت مقالتهم، فقال:
يا بنيّة، أحضري لي وضوء. فتوضّأ، ثمّ خرج إلى المسجد، فلمّا رأوه، قالوا:
هو ذا و خفضت رءوسهم، و سقطت أذقانهم في صدورهم فلم يصل إليه رجل منهم.
فأخذ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم قبضة من التراب فحصبهم بها، و قال: