کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
11- أبواب إخبار اللّه تعالى نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله بشهادته
1- باب إخبار اللّه تعالى نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله بشهادته وقت حمله بواسطة جبرئيل عليه السّلام
الأخبار: الأئمّة: الصادق عليهم السّلام
1- كامل الزيارات: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن سالم بن مكرّم، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: لمّا حملت فاطمة بالحسين عليهما السّلام جاء جبرئيل عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: إنّ فاطمة ستلد ولدا 4381 تقتله أمّتك من بعدك، فلمّا حملت فاطمة الحسين عليهما السّلام كرهت حمله و حين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: هل رأيتم في الدنيا امّا تلد غلاما فتكرهه، و لكنّها كرهته لأنّها علمت أنه 4382 سيقتل، قال: و فيه نزلت هذه الآية: وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً» 4383
توضيح: قوله: لمّا حملت، لعلّ المعنى قرب حملها أو المراد بقوله: جاء جبرئيل
عليه السّلام مجيئه قبل ذلك أو بقوله: حملت ثانيا شعرت به، و لعلّه على هذا التأويل الباء في قوله:
بوالديه للسببية، و حسنا مفعول وصّينا.
و في بعض القراءات حسنا بالتحريك فهو صفة لمصدر محذوف أي إيصاء حسنا، فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بقوله: وصّينا، جعلناه وصيّا.
قال في مجمع البيان: قرأ أهل الكوفة إحسانا و الباقون حسنا 4384
و روي عن عليّ و أبي عبد الرحمن حسنا بفتح الحاء و السين، انتهى. 4385 و الوالدان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام كما في سائر الأخبار و يحتمل الظاهر أيضا.
2- كامل الزيارات: محمّد بن جعفر الرزاز بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، إنّ جبرئيل عليه السّلام نزل على محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فقال: يا محمّد إنّ اللّه يقرأ عليك السلام و يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمّتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل و على ربّي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أمّتي من بعدي قال: فعرج جبرئيل (إلى السماء) ثم هبط، فقال له: مثل ذلك فقال (له): يا جبرئيل و على ربّي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمّتي من بعدي فعرج جبرئيل إلى السماء ثمّ هبط، فقال له: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام، و يبشّرك أنّه جاعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصيّة، فقال: قد رضيت.
ثم أرسل إلى فاطمة أنّ اللّه يبشّرني بمولود يولد منك تقتله أمّتي من بعدي، فأرسلت إليه أن لا حاجة لي في مولود يولد منّي تقتله أمّتك من بعدك، فأرسل إليها أنّ اللّه جاعل في ذرّيته الإمامة و الولاية و الوصيّة، فأرسلت إليه: إنّي قد رضيت «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي» 4386 فلو أنّه قال: أصالح لي ذريّتي لكانت ذرّيتهم كلّهم أئمّة.
و لم يرضع الحسين عليه السّلام من فاطمة و لا من انثى 4387 و لكنّه كان يؤتى به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين و الثلاثة، فينبت لحم الحسين من لحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و دمه [من دمه] و لم يولد مولود لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم و الحسين ابن عليّ عليهما السّلام.
كامل الزيارات: أبي، عن سعد، عن عليّ بن إسماعيل بن عيسى، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، بإسناده، مثله 4388 .
3- كامل الزيارات: أبي، عن سعد، عن محمّد بن حمّاد، عن أخيه أحمد، عن محمّد بن عبد اللّه، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: أتى جبرئيل (إلى) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال له: السلام عليك يا محمّد أ لا ابشّرك بغلام تقتله أمّتك من بعدك؟. فقال:
لا حاجة لي فيه، قال: فانتهض 4389 إلى السماء ثم عاد إليه الثانية، فقال [له]: مثل ذلك فقال:
لا حاجة لي فيه فانعرج إلى السماء، ثم انقضّ عليه 4390 الثالثة فقال له: مثل ذلك، فقال:
لا حاجة لي فيه، فقال: إنّ ربّك جاعل الوصيّة في عقبه، فقال: نعم [أو قال: ذلك]، ثم قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فدخل على فاطمة، فقال لها: إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله أمّتي من بعدي، فقالت: لا حاجة لي فيه، فقال لها: إنّ ربّي جاعل الوصيّة في عقبه، فقالت: نعم، إذن.
قال: فأنزل اللّه تبارك و تعالى عند ذلك هذه الآية فيه «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً» لموضع إعلام جبرئيل إيّاها بقتله فحملته كرها بأنّه مقتول و وضعته كرها لأنّه مقتول 4391 .
2- باب عموم إخبار اللّه تعالى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بشهادته خصوصا بعد مولده بواسطة جبرئيل و غيره
الأخبار: الصحابة و التابعين
1- مثير الأحزان: باسناده عن زوجة العباس بن عبد المطّلب و هي أمّ الفضل لبابة بنت الحارث، قالت: رأيت في النوم قبل مولد الحسين عليه السّلام كأنّ قطعة من لحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قطعت و وضعت في حجري، فقصصت الرؤيا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال: إن صدقت رؤياك فإنّ فاطمة ستلد غلاما و أدفعه إليك لترضعيه، فجرى الأمر على ذلك، فجئت به يوما فوضعته في حجره فبال، فقطرت منه قطرة على ثوبه، فقرصته 4392 فبكى.
فقال كالمغضب: مهلا يا أمّ الفضل، فهذا ثوبي يغسل و قد أوجعت ابني، قالت:
فتركته و مضيت لآتيه بماء، فجئت فوجدته يبكي، فقلت: ما بكاؤك يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟، فقال: إنّ جبرئيل أتاني و أخبرني أنّ أمّتي تقتل ولدي هذا 4393 .
قال: و قال أصحاب الحديث: فلمّا أتت على الحسين عليه السّلام سنة كاملة هبط على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله اثنا عشر ملكا على صور مختلفة، أحدهم على صورة بني آدم يعزّونه و يقولون:
إنّه سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من (قبل) قابيل و سيعطى مثل أجر هابيل، و يحمل على قاتله مثل وزر قابيل، و لم يبق ملك إلّا نزل إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يعزّونه، و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، يقول: اللّهمّ اخذل خاذله و اقتل قاتله و لا تمتّعه بما طلبه.
و عن أشعث بن عثمان، عن أبيه، عن أنس بن أبي سحيم، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، يقول: إنّ ابني هذا يقتل بأرض العراق، فمن أدركه منكم فلينصره، فحضر أنس مع الحسين عليه السّلام كربلا و قتل معه.
و رويت عن عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش، عن شيخه أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزيّ، عن رجاله، عن عائشة، قالت: دخل الحسين عليه السّلام على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هو غلام يدرج، فقال: أي عائشة أ لا اعجّبك لقد دخل عليّ آنفا ملك ما دخل عليّ قطّ، فقال: إنّ ابنك هذا مقتول و إن شئت أريتك من تربته التي يقتل بها، فتناول ترابا أحمر فأخذته أمّ سلمة فخزنته في قارورة، فأخرجته يوم قتل و هو دم.
و روى: مثل هذا عن زينب بنت جحش.
و عن عبد اللّه بن يحيى قال: دخلنا مع عليّ إلى صفّين، فلمّا حاذى نينوى نادى صبرا يا أبا عبد اللّه، فقال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عيناه تفيضان، فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه، ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟ قال: لا، بل كان عندي جبرئيل، فأخبرني أنّ الحسين عليه السّلام يقتل بشاطئ الفرات، و قال: هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت: نعم، فمدّ يده و أخذ قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا، و اسم الأرض كربلا.
فلمّا أتت عليه سنتان خرج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى سفر فوقف في بعض الطريق و استرجع و دمعت عيناه، فسئل عن ذلك، فقال صلّى اللّه عليه و آله: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلا يقتل فيها ولدي الحسين عليه السّلام و كأنّي أنظر إليه و إلى مصرعه و مدفنه بها، و كأنّي أنظر إلى 4394 السبايا على أقتاب 4395 المطايا، و قد اهدي رأس ولدي الحسين إلى يزيد لعنه اللّه، فو اللّه ما ينظر أحد إلى رأس الحسين عليه السّلام و يفرح إلّا خالف اللّه بين قلبه و لسانه، و عذّبه اللّه عذابا أليما.
ثمّ رجع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله من سفره مغموما مهموما كئيبا حزينا فصعد المنبر و أصعد معه الحسن و الحسين عليهما السّلام و خطب و وعظ الناس فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن و اليسرى على رأس الحسين عليهما السّلام، و قال: اللّهمّ إنّ محمدا عبدك و رسولك
و هذان أطائب عترتي، و خيار ارومتي 4396 ، و أفضل ذريّتي و من اخلّفهما في أمّتي، و قد أخبرني جبرئيل عليه السّلام أنّ ولدي هذا مقتول بالسمّ و الآخر شهيد مضرّج بالدّم، اللّهمّ فبارك له في قتله و اجعله من سادات الشهداء، اللّهمّ و لا تبارك في قاتله و خاذله و أصله حرّ نارك، و احشره في أسفل درك الجحيم.
قال: فضجّ الناس بالبكاء و العويل، فقال لهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: أيّها الناس أ تبكونه و لا تنصرونه، اللّهمّ فكن أنت له وليّا و ناصرا، ثم قال: يا قوم إنّي مخلّف فيكم الثقلين:
كتاب اللّه و عترتي و ارومتي و مزاج مائي، و ثمرة فؤادي، و مهجتي، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ألا و إنّي لا أسألكم في ذلك إلّا ما أمرني ربّي أن أسألكم عنه، أسألكم عن المودّة في القربى، و احذروا أن تلقوني غدا على الحوض و قد آذيتم عترتي، و قتلتم أهل بيتي و ظلمتموهم.
ألا إنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الامّة: الاولى راية سوداء مظلمة قد فزعت منها الملائكة، فتقف عليّ، فأقول لهم: من أنتم؟ فينسون ذكري، و يقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول لهم: أنا أحمد نبيّ العرب و العجم، فيقولون: نحن من أمّتك، فأقول: كيف خلّفتموني من بعدي في أهل بيتي و عترتي و كتاب ربّي؟ فيقولون:
أمّا الكتاب فضيّعناه، و أمّا العترة فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض، فلمّا أسمع ذلك منهم أعرض عنهم وجهي، فيصدرون عطاشى مسودّة وجوههم.
ثم ترد عليّ راية اخرى أشدّ سوادا من الاولى، فأقول لهم: كيف خلّفتموني من بعدي في الثقلين كتاب اللّه و عترتي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه و أمّا الأصغر فمزّقناهم كلّ ممزّق، فأقول: إليكم عنّي فيصدرون عطاشى مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد عليّ راية تلمع وجوههم نورا، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد و التّقوى من أمّة محمّد المصطفى و نحن بقيّة أهل الحقّ، حملنا كتاب ربّنا و حلّلنا حلاله و حرّمنا حرامه و أحببنا ذريّة نبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و نصرناهم من كلّ ما نصرنا
به أنفسنا، و قاتلنا معهم من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيّكم محمّد، و لقد كنتم في الدنيا كما قلتم، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون مرويّين مستبشرين، ثمّ يدخلون الجنّة خالدين فيها أبد الآبدين 4397 .
3- باب آخر و هو ما أخبر اللّه نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله بشهادته و شهادة أخيه الحسن عموما بواسطة جبرئيل عليه السّلام خصوصا
الأخبار: الصحابة و التابعين
1- روي في بعض مؤلّفات الأصحاب: عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:
دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذات يوم و دخل في أثره 4398 الحسن و الحسين عليهما السّلام و جلسا إلى جانبيه، فأخذ الحسن على ركبته اليمنى و الحسين عليهما السّلام على ركبته اليسرى و جعل يقبّل هذا تارة و هذا اخرى، و إذا بجبرئيل عليه السّلام قد نزل و قال: يا رسول اللّه إنّك لتحبّ الحسن و الحسين، فقال: و كيف لا احبّهما و هما ريحانتاي من الدنيا و قرّتا عينيّ.
فقال جبرئيل عليه السّلام: يا نبيّ اللّه، إنّ اللّه قد حكم عليهما بأمر فاصبر له، فقال: و ما هو يا أخي؟ قال: قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموما و على هذا الحسين أن يموت مذبوحا و إنّ لكلّ نبيّ دعوة مستجابة، فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن و الحسين، فادع اللّه أن يسلّمهما من السمّ و القتل، و إن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمّتك يوم القيامة.
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: يا جبرئيل أنا راض بحكم ربّي لا اريد إلّا ما يريده، و قد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمّتي و يقضي اللّه في ولديّ ما يشاء 4399 .