کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
من في السماوات و الأرضين ما شفّعوا فيه، و هم المخلّدون في النار.
قالت: يا أبه فيقتل؟ قال: نعم يا بنتاه، و ما قتل قتلته 4502 أحد كان قبله و تبكيه (أهل) السماوات و الأرضين، و الملائكة، و الوحش، (و الحيتان)، و النباتات، 4503 و البحار و الجبال، و لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفّس، و يأتيه قوم من محبّينا ليس في الأرض أعلم باللّه و لا أقوم بحقّنا منهم، و ليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم اولئك مصابيح في ظلمات الجور، و هم الشفعاء و هم واردون حوضي غدا 4504 أعرفهم إذا وردوا عليّ بسيماهم و كلّ أهل دين يطلبون أئمّتهم، و هم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا، و هم قوّام الأرض، و بهم ينزل الغيث.
فقالت فاطمة الزهراء عليها السّلام: يا أبه إنّا للّه و بكت، فقال لها: يا بنتاه «إنّ أفضل أهل الجنان» 4505 هم الشهداء في الدنيا بذلوا أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقّا 4506 ، فما عند اللّه خير من الدنيا و ما فيها 4507 قتلة أهون من ميتة، [و] من كتب عليه القتل، خرج إلى مضجعه، و من لم يقتل فسوف يموت.
يا فاطمة بنت محمّد أ ما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟ أ ما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أ ما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟ أ ما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه؟ أ ما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار 4508 ؛ يأمر النار فتطيعه، يخرج منها من 4509 يشاء و يترك من يشاء؟
أ ما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء [و] ينظرون إليك و إلى ما تأمرين به، و ينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق و هو يخاصمهم عند اللّه فما ترين اللّه صانع بقاتل ولدك و قاتليك و قاتل بعلك إذا أفلجت 4510 حجّته على الخلائق، و امرت النار أن تطيعه؟.
أ ما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك و يأسف 4511 عليه كلّ شيء؟ أ ما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان اللّه، و يكون من أتاه بمنزلة من حجّ إلى بيت اللّه [الحرام] و اعتمر، و لم يخل من الرحمة طرفة عين، و اذا مات مات شهيدا و إن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي، و لم يزل في حفظ اللّه و أمنه حتّى يفارق الدنيا.
قالت: يا أبه سلّمت و رضيت و توكلت على اللّه، فمسح على قلبها و مسح عينها، و قال: إنّي و بعلك و أنت و ابنيك 4512 في مكان تقرّ عيناك و يفرح قلبك.
كامل الزيارات: محمّد الحميريّ، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد البصريّ، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثله إلى قوله: بهم ينزل الغيث، ثمّ قال: و ذكر [هذا] الحديث بطوله 4513 .
توضيح: قوله: «يتهادون إلى القتل» إمّا من الهدية كأنّه يهدي بعضهم بعضا إلى القتل، أو من قولهم: «تهادت المرأة» تمايلت في مشيتها، أو من قولهم: هداه أي يتقدّمه أي يتسابقون، و على التقديرات كناية عن فرحهم و سرورهم بذلك، و الذّود: الطرد و الدفع.
الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عليهم السّلام، عن أسماء بنت عميس
12- أمالي الطوسي: بإسناد أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام، قال: حدّثتني أسماء بنت عميس الخثعميّة قالت: (أ) قبلت 4514 جدّتك فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالحسن و الحسين عليهما السّلام قالت: فلمّا ولدت الحسن عليه السّلام جاء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال: يا أسماء هاتي ابني، قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها و قال: أ لم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء، و دعا بخرقة بيضاء فلفّه بها 4515 ،
ثمّ أذّن في اذنه اليمنى و أقام في اذنه اليسرى، و قال لعليّ: بما سمّيت ابني 4516 هذا؟ قال:
ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه، قال صلّى اللّه عليه و آله: و أنا ما كنت لأسبق ربّي عزّ و جلّ، قال: فهبط جبرئيل عليه السّلام و قال: إنّ اللّه يقرأ عليك السلام و يقول لك: يا محمّد عليّ منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدك، فسمّ ابنك باسم ابن هارون، قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: [يا جبرائيل] و ما اسم ابن هارون؟ قال جبرئيل عليه السّلام: شبّر، قال: و ما شبّر؟
قال: الحسن قالت أسماء: فسمّاه الحسن.
قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين عليهما السّلام نفستها به فجاءني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال: هلمّي ابني يا أسماء، فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن عليه السّلام، قالت: و بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث، اللّهمّ العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك.
قالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال: هلمّي ابني فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن و عقّ عنه كما عقّ عن الحسن عليه السّلام كبشا أملح و أعطى القابلة الورك و رجلا و حلق رأسه و تصدّق بوزن الشعر ورقا، و خلّق رأسه بالخلوق 4517 ، و قال: إنّ الدّم من فعل الجاهليّة.
قالت: ثمّ وضعه في حجره ثمّ قال: يا أبا عبد اللّه عزيز عليّ، ثمّ بكى، فقلت:
بأبي أنت و امّي فعلت في هذا اليوم و في اليوم الأوّل فما هو؟ قال: أبكي على ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني اميّة لا أنا لهم اللّه شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين و يكفر باللّه العظيم، ثمّ قال: اللّهمّ [و] إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم عليه السّلام في ذرّيّته، اللّهمّ أحبّهما و أحبّ من يحبّهما، و العن من يبغضهما ملء السماوات و الأرض. 4518
توضيح: نفستها به: لعلّ المعنى كنت قابلتها و إن لم يرد بهذا المعنى فيما عندنا من اللّغة و يحتمل أن يكون من نفس به بالكسر بمعنى ظنّ، أي ظننت به و أخذته منها، و خلّقه
تخليقا طيّبه.
قوله صلّى اللّه عليه و آله: «عزيز عليّ» أي قتلك، قال الجزريّ: عزّ عليّ يعزّ أن أراك بحال سيّئة أي يشتدّ و يشقّ عليّ.
2- باب إخبار أمير المؤمنين عليه السّلام بشهادته عليه السّلام
الأخبار: الصحابة و التابعين، عن أمير المؤمنين عليه السلام
1- أمالي الصدوق: أبي، عن الكميدانيّ، عن ابن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ، عن عبد السمين 4519 ، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: بينا أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب الناس و هو يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فو اللّه لا تسألوني عن شيء مضى و لا عن شيء يكون إلّا نبّأتكم 4520 به، فقام إليه سعد بن أبي وقّاص 4521 فقال: يا أمير المؤمنين [عليك السلام] أخبرني كم في رأسي و لحيتي من شعرة، فقال له: أما و اللّه لقد سألتني عن مسألة حدّثني خليلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّك ستسألني 4522 عنها، و ما في رأسك [و لحيتك] من شعرة إلّا و في أصلها شيطان جالس، و إنّ في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني و عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.
كامل الزيارات: أبي، عن سعد، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن أبي نجران، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن عبد 4523 السمين يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب الناس و ذكر مثله 4524 .
2- أمالي الصدوق: السنانيّ، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن
بهلول، عن ابن عاصم، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام في خرجته إلى صفّين، فلمّا نزل بنينوى و هو بشطّ الفرات، قال بأعلى صوته: يا ابن عبّاس أ تعرف هذا الموضع؟ قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال عليه السّلام: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبكائي.
قال: فبكى طويلا حتّى اخضلّت 4525 لحيته، و سالت الدموع على صدره، و بكينا معا و هو يقول: أوّه أوّه مالي و لآل أبي سفيان؟ مالي و لآل حرب حزب الشيطان و أولياء الكفر (و الطغيان)؟ صبرا يا أبا عبد اللّه فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم.
ثمّ دعا بماء فتوضّأ وضوء الصلاة 4526 فصلّى ما شاء اللّه أن يصلّي ثمّ ذكر نحو كلامه الأوّل إلّا أنّه نعس عند انقضاء صلاته و كلامه ساعة، ثمّ انتبه فقال: يا ابن عباس، فقلت: ها أنا ذا فقال: أ لا احدّثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي، فقلت: نامت عيناك و رأيت خيرا يا أمير المؤمنين.
قال: رأيت كأنّي برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض قد تقلّدوا سيوفهم و هي بيض تلمع، و قد خطّوا حول هذه الأرض خطّة ثمّ رأيت كأنّ هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض تضطرب بدم عبيط، و كأنّي بالحسين عليه السّلام سخلي 4527 و فرخي و مضغتي و مخّي قد غرق فيه يستغيث فيه فلا يغاث، و كأنّ الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه و يقولون: صبرا آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله فإنّكم تقتلون على أيدي شرار الناس، و هذه الجنّة يا أبا عبد اللّه إليك مشتاقة ثمّ يعزّونني و يقولون: يا أبا الحسن أبشر، فقد أقرّ اللّه به عينك [يوم القيامة] يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
ثمّ انتبهت [و] هكذا و الّذي نفس عليّ بيده، لقد حدّثني الصادق المصدّق أبو القاسم أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا، و هذه أرض كرب و بلاء يدفن فيها الحسين عليه السّلام و سبعة عشر رجلا من ولدي و ولد فاطمة عليها السّلام و إنّها لفي السماوات
معروفة تذكر أرض كرب و بلاء، كما تذكر بقعة الحرمين و بقعة بيت المقدس.
ثمّ قال لي: يا ابن عبّاس اطلب في حولها بعر الظباء فو اللّه ما كذبت و لا كذّبت و هي مصفرّة، لونها لون الزعفران، قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي، فقال عليّ عليه السّلام: صدق اللّه و رسوله.
ثمّ قام يهرول إليها فحملها و شمّها، و قال: هي هي بعينها، أتعلم يا بن عباس ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمّها عيسى بن مريم عليه السّلام، و ذلك إنّه مرّ بها و معه الحواريّون فرأى هاهنا الظباء مجتمعة و هي تبكي، فجلس عيسى عليه السّلام و جلس الحواريّون معه فبكى و بكى الحواريّون، و هم لا يدرون لم جلس و لم بكى.
فقالوا: يا روح 4528 اللّه و كلمته ما يبكيك؟ قال: أ تعلمون أيّ أرض هذه؟ قالوا: لا.
قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد صلّى اللّه عليه و آله و فرخ الحرّة الطاهرة البتول، شبيهة امّي و يلحد فيها طينة أطيب من المسك لأنّها طينة الفرخ المستشهد، و هكذا يكون طينة الأنبياء و أولاد الأنبياء، فهذه الظباء تكلّمني و تقول: إنّها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك و زعمت أنّها آمنة في هذه الأرض.
ثمّ ضرب بيده إلى هذه الصيران 4529 فشمّها و قال: هذه بعر الظباء على هذه الطيب لمكان حشيشها، اللّهمّ فابقها أبدا حتّى يشمّها أبوه فيكون له عزاء و سلوة، قال: فبقيت إلى يوم الناس هذا و قد اصفرّت لطول زمنها و هذه أرض كرب و بلاء، ثمّ قال بأعلى صوته: يا ربّ عيسى بن مريم لا تبارك في قتلته، و المعين عليه، و الخاذل له.
ثمّ بكى بكاء طويلا و بكينا معه، حتّى سقط لوجهه و غشي عليه طويلا، ثمّ أفاق فأخذ البعر فصرّه في ردائه و أمرني أن أصرّها كذلك، ثمّ قال: يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا و يسيل منها دم عبيط، فاعلم إنّ أبا عبد اللّه قد قتل بها و دفن.
قال ابن عباس: فو اللّه لقد كنت أحفظها أشدّ من حفظي لبعض ما افترض اللّه
عليّ و أنا لا احلّها من طرف كمي، فبينما أنا نائم في البيت إذا انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا، و كان كمي قد امتلأ دما عبيطا، فجلست و أنا باك و قلت: قد قتل و اللّه الحسين، و اللّه ما كذّبني عليّ قط في حديث حدّثني، و لا أخبرني بشيء قطّ أنّه يكون إلّا كان كذلك، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره.
ففزعت و خرجت، و ذلك عند الفجر فرأيت و اللّه المدينة كأنّها ضباب لا يستبين منها أثر عين، ثمّ طلعت الشمس و رأيت كأنّها منكسفة، و رأيت كأنّ حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست و أنا باك فقلت: قد قتل و اللّه الحسين عليه السّلام و سمعت صوتا من ناحية البيت و هو يقول:
اصبروا آل الرسول
قتل الفرخ النحول
نزل الروح الأمين
ببكاء و عويل
ثمّ بكى بأعلى صوته و بكيت فأثبتّ عندي تلك الساعة، و كان شهر المحرّم يوم عاشورا لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره و تأريخه كذلك فحدّثت هذا الحديث اولئك الذين كانوا معه، فقالوا: و اللّه لقد سمعنا ما سمعت و نحن في المعركة و لا ندري ما هو، فكنّا نرى أنّه الخضر.
كمال الدين: أحمد بن محمّد بن الحسن القطّان و كان شيخا لأصحاب الحديث ببلد الري يعرف بأبي عليّ بن عبد ربّه، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا بالاسناد المتقدّم مثله سواء 4530 .
توضيح: قال الجوهريّ: قولهم عند الشكاية أوه من كذا ساكنة الواو إنّما هو توجّع، و ربّما قلبوا الواو ألفا فقالوا: آه من كذا، و ربّما شدّدوا الواو و كسروها و سكّنوا الهاء فقالوا:
أوّه من كذا و قال: «المضغة» قطعة لحم، و قلب الإنسان مضغة من جسده.