کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
قتلونا فإنّا نرد على نبيّنا.
قال عليه السّلام: ثمّ أمكث ما شاء اللّه فأكون أوّل من ينشق الأرض عنه، فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين عليه السّلام، و قيام قائمنا، و حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ لينزلنّ عليّ وفد من السماء من عند اللّه، لم ينزلوا إلى الأرض قطّ، و لينزلنّ إليّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، و جنود من الملائكة، و لينزلنّ محمّد و عليّ و أنا و أخي و جميع من منّ اللّه عليه في حمولات من حمولات الربّ: جمال 5372 من نور لم يركبها مخلوق.
ثمّ ليهزّنّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله لواءه، و ليدفعه إلى قائمنا مع سيفه، ثمّ إنّا نمكث من بعد ذلك ما شاء اللّه، ثمّ إنّ اللّه يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن، و عينا من ماء، و عينا من لبن، ثمّ إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام يدفع إليّ سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يبعثني إلى المشرق و المغرب 5373 ، فلا آتي على عدوّ للّه إلّا أهرقت دمه، و لا أدع صنما إلّا أحرقته، حتّى أقع إلى الهند فأفتحها، و إنّ دانيال و يوشع يخرجان إلى أمير المؤمنين عليه السّلام يقولان: صدق اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله، و يبعث معهما إلى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم، و يبعث بعثا إلى الروم، فيفتح اللّه لهم.
ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرّم اللّه لحمها، حتّى لا يكون على وجه الأرض إلّا الطيّب، و أعرض على اليهود و النصارى و سائر الملل، و لاخيّرنّهم بين الإسلام و السيف، فمن أسلم مننت عليه، و من كره الإسلام أهرق اللّه دمه، و لا يبقى رجل من شيعتنا إلّا أنزل اللّه إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب، و يعرّفه أزواجه و منزلته 5374 في الجنّة، و لا يبقى على وجه الأرض أعمى، و لا مقعد، و لا مبتلى، إلّا كشف اللّه عنه بلاءه بنا أهل البيت، و لينزلنّ البركة من السماء إلى الأرض، حتّى أنّ الشجرة لتقصف بما يزيد اللّه فيها من الثمرة، و لتأكلنّ ثمرة الشتاء في الصيف، و ثمرة الصيف في الشتاء، و ذلك قوله عزّ و جلّ: «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» 5375 .
ثمّ إنّ اللّه ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض و ما كان فيها حتّى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون. 5376
توضيح: «لتقصف» أي تنكسر أغصانها لكثرة ما حملت من الثمرة.
الصادق، عن أبيه عليهما السّلام
3- غيبة النعماني: ابن عقدة، عن جعفر بن عبد اللّه المحمّديّ، عن التفليسيّ، عن السمنديّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السّلام أنّه قال: المؤمنون يبتلون ثمّ يميّزهم اللّه عنده، إنّ اللّه لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا و مرائرها، 5377 و لكن آمنهم من العمى و الشقاء في الآخرة، ثمّ قال: كان الحسين بن عليّ 5378 عليهما السّلام يضع قتلاه بعضهم على بعض ثمّ يقول: قتلانا قتلى النبيّين و آل النبيّين. 5379
وحده 4- كامل الزيارات: أبي، عن سعد، عن عليّ بن إسماعيل، عن صفوان، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ الحسين بن عليّ عليهما السّلام قال لأصحابه يوم اصيبوا: أشهد أنّه قد اذن في قتلكم فاتّقوا اللّه و اصبروا. 5380
الحسن العسكريّ عليه السّلام
5- تفسير الإمام عليه السّلام: قال الإمام عليه السّلام: و لمّا امتحن الحسين عليه السّلام و من معه بالعسكر الذين قتلوه و حملوا رأسه، قال لعسكره: أنتم في حلّ من بيعتي، فالحقوا بعشائركم و مواليكم، و قال لأهل بيته: قد جعلتكم في حلّ من مفارقتي فإنّكم 5381 لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم و قواهم، و ما المقصود غيري، فدعوني و القوم،
فإنّ اللّه عزّ و جلّ يعينني و لا يخلّيني من حسن نظره، كعاداته 5382 في أسلافنا الطيّبين، فأمّا عسكره ففارقوه، و أمّا أهله الأدنون من أقربائه 5383 فأبوا و قالوا: لا نفارقك، [و يحلّ بنا ما يحلّ بك] 5384 و يحزننا ما يحزنك، و يصيبنا ما يصيبك، و إنّا أقرب ما نكون إلى اللّه إذا كنّا معك.
فقال لهم: فإن كنتم قد وطّنتم أنفسكم على ما [قد] وطّنت نفسي عليه، فاعلموا أنّ اللّه إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره، و إنّ اللّه و إن كان خصّني- مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا- من الكرامات بما يسهل عليّ معها احتمال المكروهات، فإنّ لكم شطر ذلك من كرامات اللّه تعالى، و اعلموا أنّ الدنيا حلوها و مرّها حلم، و الانتباه في الآخرة، و الفائز من فاز فيها، و الشقيّ من شقي فيها. 5385
أقول: تمامه في أبواب أحوال آدم عليه السّلام. 5386
6- باب فضل الشهداء معه و علّة عدم مبالاتهم و بيان أنّه عليه السّلام كان فرحا لا يبالي بما يجري عليه
الكتب المتقدّمة:
1- كامل الزيارات: في حديث كعب الأحبار الآتي تمامه في باب ما ورد في كفر قتلة الحسين عليه السّلام و كفر قتلة الأنبياء السابقة في وصيّة عيسى عليه السّلام لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل العنوا قاتله و إن أدركتم أيّامه فلا تجلسوا عنه، فإنّ الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء مقبل غير مدبر 5387 .
الأخبار: الأئمّة: أمير المؤمنين عليهم السّلام.
2- كمال الدين: بإسناده عن ابن نباتة، عن عليّ عليه السّلام في حديث له: و خير الخلق و سيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه، المقتول في أرض كربلاء، ألا إنّه و أصحابه من سادة 5388 الشهداء يوم القيامة 5389 .
عليّ بن الحسين عليهما السّلام
3- علل الشرائع و أمالي الصدوق: في حديث ميثم التمّار: يا جبلة اعلمي أنّ الحسين بن عليّ سيّد الشهداء يوم القيامة، و لأصحابه على سائر الشهداء فضلا و درجة في السماء. 5390
الصادق عليه السّلام
4- كامل الزيارات: محمّد بن جعفر، عن ابن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل عمّن حدّثه، عن عليّ بن أبي حمزة، عن الحسين بن أبي العلاء و أبي المعزاء و عاصم بن حميد جميعا، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ما من شهيد إلّا و هو يحبّ لو أنّ الحسين بن عليّ حيّ [حتى] يدخلون الجنّة معه 5391 .
7- باب فضل العبّاس بن علي بخصوصه على الشهداء الذين معه
1- الخصال و أمالي الصدوق: الهمدانيّ، عن عليّ بن إبراهيم، عن اليقطينيّ، عن يونس، عن ابن أسباط، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن الثماليّ قال:
نظر علي بن الحسين سيّد العابدين إلى عبيد اللّه بن العبّاس بن علي بن أبي طالب عليه السّلام فاستعبر، ثمّ قال: ما من يوم أشدّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من يوم احد، قتل فيه عمّه حمزة
ابن عبد المطّلب أسد اللّه و أسد رسوله، و بعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمّه جعفر بن أبي طالب عليه السّلام.
ثمّ قال عليه السّلام: و لا يوم كيوم الحسين عليه السّلام، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل، يزعمون أنّهم من هذه الامّة، كلّ يتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ بدمه، و هو باللّه يذكّرهم فلا يتّعظون، حتّى قتلوه بغيا و ظلما و عدوانا.
ثمّ قال عليه السّلام: رحم اللّه العبّاس فلقد آثر و أبلى و فدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه فأبدله اللّه عزّ و جلّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليه السّلام، و إنّ للعبّاس عند اللّه تبارك و تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. 5392
8- باب فضل أولاد عقيل بن أبي طالب عليه السّلام بخصوصهم
الأخبار: الأئمّة: أمير المؤمنين عليهم السّلام
1- أمالي الصدوق: ابن إدريس، عن أبيه، عن الفزاريّ، عن محمّد بن الحسين بن زيد، عن محمّد بن زياد، عن أبي الجارود، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال علي عليه السّلام لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا رسول اللّه إنّك لتحبّ عقيلا؟ قال: اي و اللّه إنّي لاحبّه حبّين حبّا له و حبّا لحبّ أبي طالب له، و إنّ ولده [ل] مقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، و تصلّي عليه الملائكة المقرّبون، ثمّ بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتّى جرت دموعه على صدره، ثمّ قال: إلى اللّه أشكو ما تلقى عترتي من بعدي 5393 .
9- باب علّة عدم مبالاتهم بالقتل و أنّهم فرحون مسرورون من القتل
الأخبار: الأئمّة: عليّ بن الحسين عليهم السّلام
1- الخرائج و الجرائح: سعد، عن ابن عيسى، عن الأهوازيّ، عن النضر، عن عاصم بن حميد، عن الثماليّ قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام: كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا اللّيل فاتّخذوه جنّة 5394 ، فإنّ القوم إنّما يريدونني، و لو قتلوني لم يلتفتوا إليكم، و أنتم في حلّ وسعة، فقالوا: و اللّه لا يكون هذا أبدا، فقال عليه السّلام: إنّكم تقتلون غدا كلّكم و لا يفلت 5395 منكم رجل، قالوا: الحمد للّه الّذي شرّفنا بالقتل معك.
ثمّ دعا فقال لهم: ارفعوا رءوسكم و انظروا، فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم و منازلهم من الجنّة، و هو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان [و هذا قصرك يا فلان، و هذه درجتك يا فلان] 5396 ، فكان الرجل يستقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل إلى منزله 5397 في الجنّة 5398 .
الصادق عليه السّلام
2- علل الشرائع: الطالقانيّ، عن الجلوديّ، عن الجوهريّ، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قلت له: أخبرني عن أصحاب الحسين عليه السّلام و إقدامهم على الموت فقال: إنّهم كشف لهم الغطاء 5399 حتّى رأوا منازلهم من الجنّة، فكان الرجل [منهم] يقدم على القتل ليبادر إلى حوراء يعانقها، و إلى مكانه من الجنّة 5400 .
محمّد التقيّ، عن آبائه، عن زين العابدين عليهم السّلام
3- معاني الأخبار: المفسّر، عن أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن
عليّ الناصريّ، عن أبيه، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام: لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم، و ارتعدت فرائصهم، و وجلت قلوبهم، و كان الحسين عليه السّلام و بعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، و تهدأ جوارحهم، و تسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت، فقال لهم الحسين عليه السّلام: صبرا بني الكرام، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس و الضرّاء إلى الجنان الواسعة و النعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ و ما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن و عذاب.