کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
الصادق، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عليهم السّلام
2- المناقب القديم: عن عليّ بن أحمد العاصميّ، عن إسماعيل بن أحمد البيهقيّ، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه الحافظ، عن يحيى بن محمّد العلويّ، عن الحسين بن محمّد العلويّ، عن أبي عليّ الطرسوسيّ، عن الحسن بن عليّ الحلوانيّ، عن عليّ بن يعمر، عن إسحاق بن عبّاد، عن المفضّل بن عمر الجعفيّ، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال: لمّا قتل الحسين عليه السّلام جاء غراب فوقع في دمه، ثمّ تمرّغ ثمّ طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن عليّ و هي الصغرى فرفعت رأسها فنظرت إليه فبكت بكاء شديدا و أنشأت تقول:
نعب الغراب فقلت: من
تنعاه ويلك يا غراب
قال الإمام بدلا من: فقلت: من؟
قال: الموفّق للصواب
إنّ الحسين بكربلاء
بين الأسنّة و الضراب
فابكي الحسين بعبرة
ترجي الإله مع الثواب
قلت: الحسين؟ فقال لي: حقّا لقد سكن الترابثمّ استقلّ به الجناح
فلم يطق ردّ الجواب
فبكيت ممّا حلّ بي
بعد الدعاء المستجاب
قال محمّد بن عليّ: فنعته 6025 لأهل المدينة، فقالوا: قد جاءتنا بسحر عبد المطّلب، فما كان بأسرع أن جاءهم الخبر بقتل الحسين بن عليّ عليهما السّلام 6026 .
توضيح: «نعب الغراب» أي صاح.
وحده 3- الكافي: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن أحمد، عن الحسن بن عليّ 6027 ، عن يونس، عن مصقلة الطحّان، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: لمّا قتل الحسين عليه السّلام أقامت امرأته الكلبيّة عليه مأتما و بكت (عليه) و بكين النساء
و الخدم حتّى جفّت دموعهنّ و ذهبت، فبينا هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي و دموعها تسيل، فدعتها، فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت:
إنّي لمّا أصابني الجاهد شربت شربة سويق، قال [أبو عبد اللّه]: فأمرت [زوجته] بالطعام و الأسوقة فأكلت و شربت و أطعمت و سقت و قالت: إنّما نريد بذلك أن نتقوّى على البكاء على الحسين عليه السّلام.
قال: و اهدي إلى الكلبيّة جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسين عليه السّلام، فلمّا رأت الجؤن قالت: ما هذه؟ قالوا: هديّة أهداها فلان لتستعيني بها على مأتم الحسين عليه السّلام، فقالت: لسنا في عرس فما نصنع بها؟ ثمّ أمرت بهنّ فاخرجن من الدار، فلمّا اخرجن من الدار لم يحسّ لها حسّ كأنّما طرن بين السماء و الأرض، و لم ير لهنّ بعد خروجهنّ من الدار أثر. 6028
توضيح: «الجونيّ» بالضمّ ضرب من القطا سود البطون و الأجنحة، ذكره الجوهريّ و كأنّ الجون بالضمّ أو كصرد جمعه و إن لم يذكره اللغويّون، و قوله:
«و أهدى» أي رجل و الظاهر اهدي على بناء المجهول، و رفع جون، و لعلّ فقد هنّ على سبيل الإعجاز ذهب بهنّ إلى الجنّة، و يحتمل أن يكون الآتي بهنّ من الملائكة أيضا.
4- كامل الزيارات: أبي و عليّ بن الحسين، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: اتّخذوا الحمام الراعبيّة في بيوتكم فإنّها تلعن قتلة الحسين عليه السّلام 6029 .
5- و منه: أبي و أخي و عليّ بن الحسين و محمّد بن الحسن جميعا، عن أحمد ابن إدريس، عن الجامورانيّ، عن ابن البطائنيّ، عن صندل، عن داود بن فرقد قال:
كنت جالسا في بيت أبي عبد اللّه عليه السّلام فنظرت إلى الحمام الراعبي يقرقر طويلا فنظر إليّ أبو عبد اللّه عليه السّلام طويلا، فقال: يا داود [أ] تدري ما يقول هذا الطير؟ قلت:
لا و اللّه جعلت فداك، قال: تدعو على قتلة الحسين صلوات اللّه عليه، فاتّخذوه في منازلكم.
و منه: أبي و جماعة مشايخي، عن سعد، عن الجامورانيّ بإسناده مثله. 6030
6- و منه: ابن الوليد و جماعة مشايخي، عن سعد، عن اليقطينيّ، عن صفوان، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: سمعته يقول في البومة، فقال: هل أحد منكم رآها نهارا؟ قيل له: لا تكاد تظهر بالنهار، و لا تظهر إلّا ليلا، قال: أما إنّها لم تزل تأوي العمران أبدا فلمّا أن قتل الحسين عليه السّلام آلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبدا و لا تأوي إلّا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها الليل، فإذا جنّها الليل فلا تزال ترنّ على الحسين عليه السّلام حتّى تصبح 6031 .
7- و منه: محمّد بن جعفر الرزّاز، عن ابن أبي الخطّاب، عن ابن فضّال، عن رجل، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ البومة لتصوم النهار فإذا أفطرت تدلّهت 6032 على الحسين عليه السّلام حتّى تصبح 6033 .
توضيح: قال الفيروزآباديّ: «الدّله» محرّكة و الدّلوه: ذهاب الفؤاد من همّ و نحوه، و دلّهه العشق تدليها فتدلّه.
8- كامل الزيارات: عليّ بن الحسين، عن سعد، عن موسى بن عمر، عن الحسن بن عليّ الميثمي قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: يا يعقوب 6034 رأيت بومة قطّ تنفس بالنهار؟ فقال: لا، قال: و تدري لم ذلك؟ قال: لا، قال: لأنّها تظلّ يومها صائمة [على ما رزقها اللّه] فإذا جنّها الليل أفطرت على ما رزقت، ثمّ لم تزل ترنّم 6035 على الحسين عليه السّلام حتى تصبح. 6036
توضيح: لعلّ التنفّس كناية عن التصويب أو عن الأكل و الشرب، قال 6037
الفيروزآباديّ: «تنفّس في الإناء» شرب من غير أن يبينه عن فيه انتهى. أو عن التفرّج و التوسّع يقال: «أنت في نفس من عمرك» أي في سعة و فسحة، و قال الجزريّ فيه:
فلو كنت تنفّست أي أطلت الكلام.
الرضا عليه السّلام
9- كامل الزيارات: حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن الحسين بن عليّ بن صاعد البربريّ قيّما لقبر الرضا عليه السّلام قال: حدّثني أبي، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام فقال لي: ترى هذه البومة، ما يقول الناس؟ قال: قلت: جعلت فداك جئنا نسألك، قال: فقال [لي]: هذه البومة كانت على عهد جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تأوي المنازل و القصور و الدور، و كانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم، فيرمى إليها بالطعام و تسقى ثمّ ترجع إلى مكانها، و لمّا قتل الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهما خرجت من العمران إلى الخراب و الجبال و البراري، و قالت: بئس الأمّة أنتم قتلتم ابن نبيّكم و لا آمنكم على نفسي. 6038
الكتب:
10- في بعض مؤلّفات الأصحاب: قال: و روي عن طريق أهل البيت عليهم السلام أنّه لمّا استشهد الحسين عليه السّلام بقي في كربلاء صريعا، و دمه على الأرض مسفوحا، و إذا بطائر أبيض قد أتى و تمسّح بدمه، و جاء و الدم يقطر منه فرأى طيورا تحت الظلال على الغصون و الأشجار، و كلّ منهم يذكر الحبّ و العلف و الماء، فقال لهم ذلك الطير المتلطّخ بالدم: يا ويلكم أ تشتغلون بالملاهي، و ذكر الدنيا و المناهي، و الحسين عليه السّلام في أرض كربلاء في هذا الحرّ ملقى على الرمضاء، ظام مذبوح و دمه مسفوح، فعادت الطيور كلّ منهم قاصدا كربلاء، فرأوا سيّدنا الحسين عليه السّلام ملقى في
الأرض جثّة بلا رأس و لا غسل و لا كفن، قد سفت عليه السوافي، و بدنه مرضوض قد هشمته الخيل بحوافرها، زوّاره وحوش القفار، و ندبته جنّ السهول و الأوعار، (و) قد أضاء التراب من أنواره، و أزهر الجوّ من أزهاره.
فلمّا رأته الطيور، تصايحن و أعلنّ بالبكاء و الثبور، و تواقعن على دمه يتمرّغن فيه، و طار كلّ واحد منهم إلى ناحية يعلم أهلها عن قتل أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام، فمن القضاء و القدر أنّ طيرا من هذه الطيور قصد مدينة الرسول، و جاء يرفرف و الدم يتقاطر من أجنحته و دار حول قبر سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يعلن بالنداء: ألا قتل الحسين عليه السّلام بكربلاء، ألا ذبح الحسين بكربلاء! فاجتمعت الطيور عليه و هم يبكون عليه و ينوحون.
فلمّا نظر أهل المدينة من الطيور ذلك النوح، و شاهدوا الدم يتقاطر من الطير، لم يعلموا ما الخبر حتّى انقضت مدّة من الزمان، و جاء خبر مقتل الحسين عليه السّلام علموا أنّ ذلك الطير كان يخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بقتل ابن فاطمة البتول، و قرّة عين الرسول صلّى اللّه عليه و آله.
و قد نقل أنّه كان في ذلك اليوم الذي جاء فيه الطير إلى المدينة، كان في المدينة رجل يهوديّ له بنت عمياء زمناء طرشاء مشلولة، و الجذام قد أحاط ببدنها، فجاء ذلك الطائر و الدم يتقاطر منه، و وقع على شجرة، يبكي طول ليلته، و كان اليهوديّ قد أخرج ابنته تلك المريضة إلى خارج المدينة إلى بستان و تركها في البستان الذي جاء الطير و وقع فيه، فمن القضاء و القدر أنّ تلك الليلة عرض لليهوديّ عارض فدخل المدينة لقضاء حاجته، فلم يقدر أن يخرج تلك الليلة إلى البستان التي فيها ابنته المعلولة، و البنت لمّا نظرت أباها لم يأت 6039 تلك الليلة لم يأتها نوم لوحدتها، لأنّ أباها كان يحدّثها و يسلّيها حتّى تنام.
فسمعت عند السحر بكاء الطير و حنينه، فبقيت تتقلّب على وجه الأرض إلى أن صارت تحت الشجرة التي عليها الطير، فصارت كلّما حنّ ذلك الطير تجاوبه من قلب
محزون، فبينما هي كذلك، إذ وقعت قطرة من الدم، فوقعت على عينها ففتحت، ثمّ قطرة اخرى على عينها الاخرى فبرأت، ثمّ قطرة على يديها فعوفيت، ثمّ على رجليها فبرأت، و عادت كلّما قطرت قطرة من الدم تلطّخ به جسدها، فعوفيت من جميع مرضها من بركات دم الحسين عليه السّلام.
فلمّا أصبحت أقبل أبوها إلى البستان فرأى بنتا تدور و لم يعلم أنّها ابنته فسألها أنّه كان لي في البستان ابنة عليلة لم تقدر أن تتحرّك، فقالت ابنته: و اللّه أنا ابنتك، فلمّا سمع كلامها وقع مغشيّا عليه، فلمّا أفاق قام على قدميه فأتت به إلى ذلك الطير، فرآه واكرا على الشجرة يئنّ من قلب حزين محترق ممّا رأى ممّا فعل بالحسين عليه السّلام.
فقال له اليهوديّ: أقسمت عليك بالذي خلقك أيّها الطير أن تكلّمني بقدرة اللّه تعالى، فنطق الطير مستعبرا، ثمّ قال: إنّي كنت واكرا على بعض الأشجار مع جملة الطيور عند الظهيرة، و إذا بطير ساقط علينا، و هو يقول: أيّتها الطيور تأكلون و تتنعّمون، و الحسين في أرض كربلاء في هذا الحرّ على الرمضاء طريحا ظامئا و النحر دام، و رأسه مقطوع، على الرمح مرفوع، و نساؤه سبايا، حفاة عرايا، فلمّا سمعن بذلك تطايرن إلى كربلاء، فرأيناه في ذلك الوادي طريحا، الغسل من دمه، و الكفن الرمل السافي عليه، فوقعنا كلّنا عليه ننوح و نتمرّغ بدمه الشريف، و كان كلّ منّا طار إلى ناحية فوقعت أنا في هذا المكان.
فلمّا سمع ذلك اليهوديّ تعجّب، و قال: لو لم يكن الحسين عليه السّلام ذا قدر رفيع عند اللّه ما كان دمه شفاء من كلّ داء، ثمّ أسلم اليهوديّ و أسلمت البنت و أسلم خمسمائة من قومه. 6040
في بعض كتب المناقب المعتبرة: بالإسناد، عن أبي عبد اللّه الحافظ، عن الزبير بن عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه بن وصيف، عن الشطاخ 6041 الورّاق قال: سمعت الفتح بن مثخرف 6042 العابد يقول: أ فتّ 6043 الخبز للعصافير كلّ يوم فكانت تأكل، فلمّا كان
يوم عاشوراء فتّت لها فلم تأكل، فعلمت أنّها امتنعت لقتل الحسين بن عليّ عليهما السّلام. 6044
8- باب حال الشجر و النباتات من قتله عليه السّلام
الأخبار: الصحابة و التابعين
1- في بعض كتب المناقب المعتبرة: إنّه روي عن السيّد الحفّاظ أبي منصور الديلميّ، عن الرئيس أبي الفتح الهمدانيّ، عن أحمد بن الحسين الحنفيّ، عن عبد اللّه بن جعفر الطبريّ، عن عبد اللّه بن محمّد التميميّ، عن محمّد بن الحسن العطّار، عن عبد اللّه بن محمّد الأنصاريّ، عن عمارة بن زيد، عن بكر بن حارثة، عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عمر، عن عبد اللّه بن عمر الخزاعيّ، عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بخيمة خالتها أمّ معبد و معه أصحاب له، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فقال في الخيمة هو و أصحابه حتّى أبرد، و كان يوم قائظ شديد حرّه.
فلمّا قام من رقدته دعا بماء فغسّل يديه فأنقاهما ثمّ مضمض فاه و مجّه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرّات، و استنشق ثلاثا و غسّل وجهه و ذراعيه ثمّ مسح برأسه و رجليه و قال: لهذه العوسجة شأن. ثمّ فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثمّ قام فصلّى ركعتين، فعجبت و فتيات الحيّ من ذلك و ما كان عهدنا و لا رأينا مصلّيا قبله.