کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
أبو خالد الكابلي، أتيت عليّ بن الحسين عليهما السّلام على أن أسأله هل عندك سلاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله؟ فلمّا بصر بي قال:
يا أبا خالد أ تريد أن اريك سلاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله؟ قلت: و اللّه يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ما أتيت إلّا لأسألك عن ذلك، و لقد أخبرتني بما في نفسي.
قال: نعم. فدعا بحقّ كبير و سفط، فأخرج لي خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، ثم أخرج لي 7189 درعه و قال: هذا درع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و أخرج إليّ سيفه و قال:
هذا و اللّه ذو الفقار، و أخرج عمامته و قال: هذه السّحاب، و أخرج رايته و قال: هذه العقاب، و أخرج قضيبه و قال: هذا السكب، و أخرج نعليه و قال: هذان نعلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أخرج رداءه و قال: هذا كان يرتدي به رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يخطب أصحابه فيه يوم الجمعة.
و أخرج لي شيئا كثيرا، قلت: حسبي جعلني اللّه فداك 7190 .
3- باب تختّمه عليه السّلام بالحصا
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: العامريّ في الشيصبان، و أبو عليّ الطبرسيّ في إعلام الورى: عبد اللّه بن سليمان الحضرميّ- في خبر طويل- أنّ غانم بن أمّ غانم دخل المدينة و معه امّه، و سأل: هل تحسنون 7191 رجلا من بني هاشم اسمه عليّ؟
قالوا: نعم هو ذاك [قال:] فدلّوني على عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس، فقلت له:
معي حصاة ختم عليها عليّ و الحسن و الحسين عليهم السّلام و سمعت انّه يختم عليه رجل اسمه عليّ.
فقال عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس: يا عدوّ اللّه كذبت على عليّ بن أبي طالب و على الحسن و الحسين، و صار بنو هاشم يضربونني حتى أرجع عن مقالتي، ثمّ سلبوا منّي الحصاة، فرأيت في ليلتي في منامي الحسين عليه السّلام و هو يقول لي: هاك 7192 الحصاة
يا غانم و امض (إلى) عليّ ابني فهو صاحبك.
فانتبهت و الحصاة في يدي، فأتيت (إلى) عليّ بن الحسين عليهما السّلام فختمها و قال لي: إنّ في أمرك لعبرة فلا تخبر به أحدا.
فقال في ذلك غانم بن أمّ غانم:
أتيت عليّا أبتغي الحقّ عنده
و عند عليّ عبرة لا احاول
فشدّ 7193 وثاقي ثمّ قال لي اصطبر
كأنّي مخبول عراني 7194 خابل
فقلت لحاك اللّه و اللّه لم أكن
لأكذب في قولي الّذي أنا قائل
و خلّي سبيلي بعد ضنك فأصبحت
مخلّأة 7195 نفسي و سربي سابل 7196
( فأقبلت يا خير الأنام مؤمّما
لك اليوم عند العالمين اسائل )
و قلت و خير القول ما كان صادقا
و لا يستوي في الدّين حقّ و باطل
و لا يستوي من كان بالحقّ عالما
كآخر يمسي و هو للحقّ 7197 جاهل
و أنت 7198 الإمام الحقّ يعرف فضله
و إن قصرت عنه النّهى و الفضائل
و أنت وصيّ الأوصياء محمّد
أبوك و من نيطت إليه الوسائل 7199 .
بيان: ثمّ قال لي: أي قائل أو عليّ بن عبد اللّه و «الخبل» فساد العقل و الجنّ، و قال الجوهريّ: «لحاه اللّه» أي قبّحه و لعنه انتهى.
و «الضنك»: الضيق، و «السرب»- بالفتح و الكسر- الطريق- و بالكسر- البال و القلب و النفس، و في البيت يحتمل الطريق و النفس.
و قوله «سابل» إمّا بالباء الموحّدة، قال الفيروزآبادي: «السّابلة من الطرق» المسلوكة و القوم المختلفة عليها، أو بالياء المثنّاة من تحت.
4- باب تكلّم الحجر الاسود بإمامته عليه السّلام
الأخبار، الأصحاب:
1- وفاء الثأر في أحوال المختار لابن نما: عن أبي بجير عالم الأهواز، و كان يقول بإمامة ابن الحنفيّة، قال: حججت فلقيت إمامي و كنت يوما عنده فمرّ به غلام شابّ فسلّم عليه، فقام فتلقّاه و قبّل ما بين عينيه و خاطبه بالسيادة، و مضى الغلام، و عاد محمّد إلى مكانه.
فقلت له: عند اللّه أحتسب عناي، فقال: و كيف ذاك؟ (و) قلت: لأنّا نعتقد أنك الإمام المفترض الطاعة تقوم تتلقّى هذا الغلام و تقول له: يا سيّدي؟ فقال: نعم، هو و اللّه إمامي، فقلت: و من هذا؟
قال: عليّ ابن أخي الحسين عليه السّلام، اعلم أنّي نازعته (ب) الإمامة و نازعني، فقال لي: أ ترضى بالحجر الأسود حكما بيني و بينك؟ فقلت: و كيف نحتكم إلى حجر جماد؟ فقال: إنّ إماما لا يكلّمه الجماد فليس بإمام، فاستحييت من ذلك، و قلت:
بيني و بينك الحجر الأسود، فقصدنا الحجر و صلّى و صلّيت، و تقدّم إليه و قال: أسألك بالّذي أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلّا أخبرتنا من الإمام منّا؟ فنطق و اللّه الحجر.
و قال: يا محمّد سلّم الأمر إلى ابن أخيك، [ف] هو أحقّ به منك و هو إمامك و تحلحل حتّى ظننته يسقط فأذعنت بإمامته، و دنت له بفرض طاعته.
قال أبو بجير: فانصرفت من عنده و قد دنت بإمامة عليّ بن الحسين عليهما السلام، و تركت القول بالكيسانيّة 7200 .
5- باب اتيان الملائكة إليه عليه السّلام
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن مالك ابن عطيّة، عن الثمالي، قال: دخلت على عليّ بن الحسين عليهما السّلام فاحتبست 7201 في الدار ساعة، ثمّ دخلت [البيت] و هو يلتقط شيئا و أدخل يده من 7202 وراء الستر فناوله من كان في البيت.
فقلت: جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط [ه] أيّ شيء هو؟ قال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا لأولادنا. فقلت: جعلت فداك و إنّهم ليأتونكم؟ فقال: يا أبا حمزة إنّهم ليزاحمونا على تكأتنا 7203 .
2- المناقب لابن شهرآشوب: كافي الكلينيّ 7204 : أبو حمزة الثماليّ، قال: دخلت على عليّ بن الحسين عليهما السّلام فاحتبست في الدار ساعة،- و ذكر الخبر إلى آخره- ليزاحمونا على متّكائنا 7205 .
توضيح: «السيح» عباءة، و منهم من قرأ «سبحا» بالباء الموحّدة: جمع السبحة.
6- باب إتيان الجنّ إليه عليه السّلام
الأخبار، الأئمّة: الباقر عليه السّلام:
1- أمان الأخطار للسيد ابن طاوس: من كتاب الدلائل لمحمّد بن جرير الطبري بإسناده إلى جابر الجعفي، عن أبي جعفر [محمّد بن عليّ] الباقر عليهما السّلام قال: خرج أبو محمّد عليّ بن الحسين عليهما السّلام إلى مكّة في جماعة من مواليه و ناس من سواهم فلمّا بلغ عسفان 7206 ضرب مواليه فسطاطه 7207 في موضع منها فلمّا دنا عليّ بن
الحسين عليهما السّلام (من ذلك الموضع) 7208 قال لمواليه: كيف ضربتم في هذا الموضع (و هذا موضع قوم من الجنّ هم لنا أولياء و لنا شيعة و ذلك يضرّ بهم و يضيّق عليهم؟ فقلنا:) 7209 ما علمنا ذلك، و عمدوا إلى 7210 قلع الفسطاط 7211 و إذا [ب] هاتف نسمع صوته و لا نرى 7212 شخصه، (و هو) 7213 يقول:
يا ابن رسول اللّه لا تحوّل فسطاطك (من موضعه) 7214 فإنّا نحتمل (لك) 7215 ذلك و هذا اللطف 7216 قد أهديناه إليك و نحبّ أن تنال منه (لنسرّ بذلك) 7217 فإذا [في] جانب الفسطاط طبق عظيم و أطباق معه فيها عنب و رمّان و موز و فاكهة كثيرة، فدعا أبو محمّد عليه السّلام من كان معه (فأكل) 7218 و أكلوا [معه] من تلك الفاكهة.
الخرائج و الجرائح: مرسلا مثله 7219 .
7- باب إتيان الخضر إليه عليه السّلام
الأخبار، الأئمّة: عليّ بن الحسين عليهما السّلام: 7220
المناقب لابن شهرآشوب: حلية أبي نعيم 7221 و فضائل أبي السعادات:
روى أبو حمزة الثماليّ، و منذر الثوريّ، عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام
قال: خرجت حتّى انتهيت إلى هذا الحائط فاتّكيت عليه، فاذا رجل عليه ثوبان
أبيضان ينظر في اتجاه وجهي.
ثمّ قال: يا عليّ بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا 7222 حزنك؟
فرزق اللّه حاضر للبرّ و الفاجر. قلت: ما على هذا حزني و إنّه لكما تقول. قال: فعلى الآخرة؟ فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر، فعلام حزنك؟ قال: قلت: أتخوّف 7223 من فتنة ابن الزبير.
قال: [فضحك] ثم قال 7224 : يا عليّ بن الحسين، هل رأيت أحدا توكّل على اللّه فلم يكفه؟ قلت: لا. قال: يا عليّ بن الحسين، هل رأيت أحدا خاف اللّه فلم ينجه؟
قلت: لا. فقال: يا عليّ بن الحسين، هل رأيت احدا سأل اللّه فلم يعطه؟ قلت: لا.
ثم نظرت فإذا ليس قدّامي أحد، و كان الخضر عليه السّلام.
إبراهيم بن أدهم و فتح الموصلي قال كلّ واحد منهما: كنت أسيح في البادية مع القافلة، فعرضت لي حاجة فتنحّيت عن القافلة، فإذا أنا بصبيّ يمشي، فقلت:
سبحان اللّه بادية بيداء و صبيّ يمشي، فدنوت منه و سلّمت عليه فردّ عليّ السلام.
فقلت له: إلى أين؟ قال: أريد بيت ربّي. فقلت: حبيبي إنّك صغير ليس عليك فرض و لا سنّة. فقال: يا شيخ ما رأيت من هو أصغر سنّا منّي مات؟!! فقلت: أين الزاد و الراحلة؟ فقال: زادي تقواي و راحلتي رجلاي و قصدي مولاي. فقلت: ما أرى شيئا من الطعام معك؟
فقال: يا شيخ هل يستحسن أن يدعوك إنسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟ قلت: لا. قال: الذي دعاني إلى بيته هو يطعمني و يسقيني، فقلت: ارفع رجلك حتّى تدرك. فقال: عليّ الجهاد و عليه الإبلاغ، أ ما سمعت قوله تعالى:
« وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» 7225 .
قال: فبينا نحن كذلك إذ أقبل شابّ حسن الوجه عليه ثياب بيض حسنة فعانق الصبيّ و سلّم عليه، فأقبلت على الشابّ و قلت له: أسألك بالذي حسّن خلقك من هذا الصبيّ؟
فقال: أ ما تعرفه؟ هذا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، فتركت الشابّ و أقبلت على الصبيّ و قلت: أسألك بآبائك من هذا الشابّ؟
فقال: أ ما تعرفه؟ هذا أخي الخضر يأتينا كلّ يوم فيسلّم علينا.
فقلت: أسألك بحقّ آبائك لمّا أخبرتني بما تجوز المفاوز بلا زاد؟ قال: بل 7226 أجوز بزاد، و زادي فيها أربعة أشياء، قلت: و ما هي؟ قال: أرى الدّنيا كلّها بحذافيرها مملكة اللّه و أرى الخلق كلّهم عبيد اللّه و إماءه و عياله، و أرى الأسباب و الأرزاق بيد اللّه و أرى قضاء اللّه نافذا في كلّ أرض اللّه.
فقلت: نعم الزّاد زادك يا زين العابدين، و أنت تجوز بها مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا 7227 .
8- باب تسبيح الشجر و المدر لتسبيحه عليه السّلام و عظمة كلماته عليه السّلام
الأخبار، التابعين:
1- المناقب لابن شهرآشوب: كتاب الإرشاد، الزهري: قال سعيد بن المسيّب: كان الناس لا يخرجون من مكّة حتى يخرج عليّ بن الحسين عليهما السّلام فخرج و خرجت معه فنزل في بعض المنازل، فصلّى ركعتين و سبّح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر إلّا سبّحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه، فقال: يا سعيد أ فزعت 7228 ؟ قلت: نعم يا ابن رسول اللّه، قال: هذا التسبيح الاعظم.