کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
[ف] قال: هذا ماء، قال عليه السّلام: بل هذا درّ أبيض، فنظر الرجل إليه فإذا هو درّ أبيض، فامتلأ الطست من ثلاثة ألوان: درّ و ياقوت و زمرّد فتعجّب الرجل و انكبّ على يديه عليه السّلام يقبّلهما.
فقال عليه السّلام: يا شيخ لم يكن عندنا شيء نكافيك على هداياك إلينا، فخذ هذه الجواهر عوضا عن هديّتك و اعتذر لنا عند زوجتك لأنّها عتبت علينا، فأطرق الرجل رأسه و قال: يا سيّدي من أنبأك بكلام زوجتي؟ فلا أشكّ أنّك من [أهل] بيت النبوّة.
ثمّ إنّ الرجل ودّع الإمام عليه السّلام و أخذ الجواهر و سار بها إلى زوجته، و حدّثها بالقصّة فسجدت للّه شكرا و أقسمت على بعلها باللّه العظيم أن يحملها معه إليه عليه السّلام فلمّا تجهّز بعلها للحجّ في السنة القابلة أخذها معه، فمرضت في الطريق و ماتت قريبا من المدينة، فأتى الرجل الإمام عليه السّلام باكيا و أخبره بموتها.
فقام الإمام عليه السّلام و صلّى ركعتين و دعا اللّه سبحانه بدعوات، ثمّ التفت إلى الرجل و قال له: ارجع إلى زوجتك فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد أحياها بقدرته و حكمته و هو يحيي العظام و هي رميم.
فقام الرجل مسرعا فلمّا دخل خيمته وجد زوجته جالسة على حال صحّتها، فقال لها: كيف أحياك اللّه؟
قالت: و اللّه لقد جاءني ملك الموت و قبض روحي و همّ أن يصعد بها، فإذا أنا برجل صفته كذا و كذا- و جعلت تعدّ أوصافه عليه السّلام- و بعلها يقول: نعم صدقت هذه صفة سيّدي و مولاي عليّ بن الحسين عليهما السّلام.
قالت: فلمّا رآه ملك الموت مقبلا انكبّ على قدميه يقبّلهما و يقول: السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه، السلام عليك يا زين العابدين، فردّ عليه السّلام و قال له: يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة إلى جسدها، فإنّها كانت قاصدة إلينا و إنّي قد سألت ربّي أن يبقيها ثلاثين سنة اخرى و يحييها حياة طيّبة لقدومها إلينا زائرة لنا. فقال الملك:
سمعا و طاعة لك يا وليّ اللّه، ثمّ أعاد روحي إلى جسدي، و أنا أنظر إلى ملك الموت قد قبّل يده عليه السّلام و خرج عنّي.
فأخذ الرجل بيد زوجته و أدخلها إليه عليه السّلام و هو [ما] بين أصحابه، فانكبّت
على ركبتيه تقبّلهما و هي تقول: هذا و اللّه سيّدي و مولاي، [و] هذا هو الذي أحياني اللّه ببركة دعائه، قال: فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الإمام عليه السّلام بقيّة أعمارهما إلى أن ماتا رحمة اللّه عليهما 7359 .
3- أبواب إخباره عليه السّلام بالمغيبات
1- باب إخباره عليه السّلام بالمغيبات الماضية
الأخبار، الأئمّة،
الباقر عليه السّلام:
1- رجال الكشي: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران، عن محمّد بن عليّ، (عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه،) 7360 عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمّد بن الحنفيّة دهرا، و ما كان يشكّ [في] أنّه إمام حتى أتاه ذات يوم، فقال له: جعلت فداك أنّ لي حرمة و مودّة و انقطاعا فأسألك بحرمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام إلّا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض اللّه طاعته على خلقه؟
قال: فقال: يا أبا خالد حلّفتني بالعظيم، الإمام عليّ بن الحسين عليهما السّلام عليّ و عليك و على كل مسلم، فأقبل أبو خالد لمّا أن سمع ما قاله محمّد بن الحنفيّة (و) جاء إلى عليّ بن الحسين عليهما السّلام.
فلمّا استأذن عليه [ف] اخبر أنّ أبا خالد بالباب، فأذن له، فلمّا دخل عليه (و) دنا منه، قال: مرحبا [بك] يا كنكر، ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا؟ فخرّ أبو خالد ساجدا شاكرا للّه تعالى ممّا سمع من عليّ بن الحسين عليهما السّلام فقال: الحمد للّه الذي
لم يمتني حتى عرفت إمامي.
فقال له عليّ عليه السّلام: و كيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟
قال: إنّك دعوتني باسمي الذي سمّتني (به) امّي التي ولدتني، و قد كنت في عمياء من أمري و لقد خدمت محمّد بن الحنفيّة عمرا من عمري و لا أشكّ أنّه الامام 7361 ، حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة اللّه تعالى و [ب] حرمة رسوله صلى اللّه عليه و آله و بحرمة أمير المؤمنين عليه السّلام فأرشدني إليك، و قال: هو الإمام عليّ و عليك و على (جميع) خلق اللّه كلّهم، ثمّ أذنت لي فجئت فدنوت منك (و) سمّيتني باسمي الذي سمّتني امّي، فعلمت أنّك الإمام الذي فرض اللّه طاعته عليّ و على كلّ مسلم.
الخرائج و الجرائح: مرسلا مثله و فيه و قال: ولدتني امّي فسمّتني «وردان» فدخل عليها والدي فقال: سمّيه «كنكر» و و اللّه ما سمّاني به أحد من الناس إلى يومي هذا غيرك فأشهد أنّك إمام من في الأرض و [إمام] من في السماء.
أقول: روى الشيخ أبو جعفر بن نما في كتاب شرح الثأر مثله 7362 .
و قد مرّ في أحوال المختار 7363 .
الصادق عليه السّلام:
2- كشف الغمّة: عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لمّا ولّي عبد الملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجّاج بن يوسف: بسم اللّه الرّحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجّاج بن يوسف.
أمّا بعد: «فانظر دماء بني عبد المطّلب فاحقنها 7364 و اجتنبها، فانّي 7365 رأيت آل أبي سفيان لمّا ولعوا 7366 فيها لم يلبثوا إلّا قليلا و السلام» قال: و بعث بالكتاب سرّا.
و ورد الخبر على عليّ بن الحسين عليهما السّلام ساعة كتب الكتاب و بعث به إلى الحجّاج، فقيل له: إنّ عبد الملك قد كتب إلى الحجّاج كذا و كذا و إنّ اللّه قد شكر له ذلك،
و ثبّت ملكه و زاده برهة.
قال: فكتب عليّ بن الحسين عليهما السّلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من عليّ بن الحسين [بن عليّ].
أمّا بعد: «فانّك كتبت يوم كذا و كذا من ساعة كذا و كذا من شهر كذا و كذا بكذا و كذا، و إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنبأني و خبّرني، و إنّ اللّه قد شكر لك [ذلك] و ثبّت ملكك و زادك [فيه] برهة» و طوى الكتاب و ختمه و أرسل به مع غلام له على بعيره و أمره أن يوصله إلى عبد الملك ساعة يقدم عليه.
فلمّا قدم الغلام أوصل الكتاب إلى عبد الملك، فلمّا نظر في تاريخ الكتاب وجده موافقا لتلك الساعة التي كتب فيها إلى الحجّاج، فلم يشكّ في صدق عليّ بن الحسين عليهما السّلام و فرح فرحا شديدا، و بعث إلى عليّ بن الحسين عليهما السّلام بوقر راحلته دراهم ثوابا لما سرّه من الكتاب 7367 .
3- كتاب النجوم للسيّد ابن طاوس: ذكر محمّد بن عليّ مؤلّف كتاب الأنبياء و الأوصياء من آدم عليه السّلام الى المهدي عليه السّلام في حديث (عليّ بن الحسين عليهما السّلام) ما هذا لفظه (أو معناه) و روي أنّ رجلا أتى عليّ بن الحسين عليهما السّلام و عنده أصحابه، فقال (له) عليه السّلام: من 7368 الرجل؟ قال: أنا منجّم قائف عرّاف 7369 ، فنظر إليه.
ثم قال: هل أدلّك على رجل قد مرّ منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم؟ قال: من هو؟ قال: أمّا الرجل فلا أذكره و لكن إن شئت أخبرتك بما أكلت و ادّخرت في بيتك، قال: نبّئني 7370 .
[ف] قال عليه السّلام: أكلت في [بيتك] هذا اليوم جبنا 7371 ، (فأمّا في بيتك
فعشرون) 7372 دينارا منها ثلاثة دنانير وازنة، فقال (له) الرجل: أشهد أنّك الحجّة العظمى و المثل الأعلى و كلمة التقوى.
فقال له عليه السّلام: و أنت صدّيق امتحن اللّه قلبك بالإيمان و أثبت 7373 .
بيان: «وازنة» أي صحيحة الوزن بها يوزن غيرها.
2- باب إخباره عليه السّلام بما في الضمير و المغيبات التي في الحال
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب:- في خبر طويل- عن سعيد بن جبير قال أبو خالد الكابليّ: أتيت عليّ بن الحسين عليهما السّلام على أن أسأله هل عندك سلاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله؟ فلمّا بصر بي قال: يا أبا خالد أ تريد أن اريك سلاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله؟
قلت: و اللّه يا ابن رسول اللّه ما أتيت 7374 إلّا لأسألك عن ذلك و لقد أخبرتني بما في نفسي، إلى آخر ما مرّ في باب أنّ سلاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عنده 7375 .
2- كتاب النجوم لابن طاوس: بإسنادنا إلى محمّد بن جرير الطبري في كتاب الإمامة قال: حضر عليّ بن الحسين عليهما السّلام الموت فقال [لولده]: يا محمّد أيّ ليلة هذه؟ قال: (ليلة كذا و) كذا. قال: و كم مضى من الشهر؟ قال: كذا و كذا.