کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
أولج 7401 قلبي فرح الإقبال عليك، و ألحقني بميدان المطيعين لك».
قال: ثم دخل (في) الصلاة، فلمّا أن رأيته قد هدأت أعضاؤه، و سكنت حركاته، قمت إلى الموضع الذي تهيّأ للصلاة فإذا بعين تفيض 7402 بماء أبيض فتهيّأت للصلاة، ثم قمت خلفه، فإذا أنا بمحراب كأنّه مثّل في ذلك الوقت 7403 ، فرأيته كلّما مرّ بآية فيها ذكر الوعد و الوعيد يردّدها بأشجان الحنين.
فلمّا أن تقشّع الظلام وثب قائما و هو يقول: «يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشدا، و أمّه الخائفون فوجدوه متفضّلا، [و لجأ إليه العابدون] 7404 فوجدوه نوالا 7405 - إلى آخر الدعاء-».
فخفت أن يفوتني شخصه، و أن يخفى عليّ أثره فتعلّقت به، فقلت له: بالذي أسقط عنك ملال التعب، و منحك شدّة شوق لذيذ الرعب إلّا ألحقتني منك جناح رحمة، و كنف رقّة؟ فانّي ضالّ، و بغيتي 7406 كلّما صنعت، و مناي 7407 كلّما نطقت.
فقال: لو صدق توكّلك ما كنت ضالّا، و لكن اتّبعني واقف أثرى.
فلمّا أن صار تحت 7408 الشجرة أخذ بيدي فخيّل إليّ أنّ الأرض تمدّ من تحت قدميّ.
فلمّا انفجر عمود الصبح قال لي: أبشر فهذه مكّة.
قال: فسمعت الضجّة و رأيت المحجّة، فقلت: بالذي ترجوه يوم الآزفة و يوم الفاقة، من أنت؟ فقال لي: أمّا إذ أقسمت [عليّ] فأنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام 7409 .
أقول: قد مضى مثله بأسانيد في باب جوامع فضائله 7410 .
2- باب آخر
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: قال عبد اللّه بن المبارك: حججت بعض السنين إلى مكّة فبينما أنا سائر في عرض الحاجّ و إذا صبيّ سباعيّ أو ثمانيّ، و هو يسير (في) ناحية من الحاجّ بلا زاد و لا راحلة فتقدّمت إليه و سلّمت عليه، و قلت له: مع من قطعت البرّ؟
قال: مع البارّ، فكبر في عيني.
فقلت: يا ولدي أين زادك و راحلتك؟
فقال: زادي تقواي، و راحلتي رجلاي، و قصدي مولاي، فعظم في نفسي.
فقلت: يا ولدي ممّن تكون؟
فقال: مطّلبيّ.
فقلت: أبن لي؟
فقال: هاشميّ.
فقلت: أبن لي؟
فقال: علويّ فاطميّ.
فقلت: يا سيديّ هل قلت شيئا من الشعر؟
فقال: نعم.
فقلت: أنشدني [شيئا من شعرك]، فأنشد:
لنحن على الحوض روّاده 7411
نذود 7412 و نسقي ورّاده
و ما فاز من فاز إلّا بنا
و ما خاب من حبّنا زاده
و من سرّنا نال منّا السرور
و من ساءنا ساء ميلاده
و من كان غاصبنا حقّنا
فيوم القيامة ميعاده
ثم غاب عن عيني إلى أن أتيت مكّة فقضيت حجّتي و رجعت، فأتيت الأبطح 7413 فاذا بحلقة مستديرة، فاطّلعت لأنظر من بها فإذا هو صاحبي، فسألت عنه فقيل: هذا زين العابدين عليه السّلام 7414 .
3- باب آخر و هو من الأوّل على وجه آخر
الأخبار، الأصحاب:
1- الاختصاص و بصائر الدرجات: محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الرازي، عن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن (عمّه) 7415 عبد الصمد بن عليّ، قال:
دخل رجل على عليّ بن الحسين عليهما السّلام.
فقال له عليّ بن الحسين عليهما السّلام: من أنت؟
قال: أنا [رجل] منجّم «قائف» 7416 عرّاف.
قال: فنظر إليه ثم قال: هل أدلّك على رجل قد مرّ مذ 7417 دخلت علينا في أربعة عشر عالما، كلّ عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرّات لم يتحرّك من 7418 مكانه؟
قال: من هو؟ قال: أنا و إن شئت أنبأتك بما أكلت و ما ادّخرت في بيتك 7419 .
4- باب آخر
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: أبو عبد اللّه بن عيّاش في «المقتضب» 7420 ، عن سعيد بن المسيّب- في خبر طويل- عن أمّ سليم صاحبة الحصى قال لي: يا أمّ سليم ائتيني بحصاة، فدفعت إليه الحصاة من الأرض فأخذها فجعلها كهيئة الدقيق السحيق، ثم عجنها [فجعلها] ياقوتة حمراء.
ثمّ قالت بعد كلام: ثمّ ناداني يا أمّ سليم، قلت: لبّيك. قال: ارجعي فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطا فمدّ يده اليمنى فانخرقت الدور و الحيطان و سكك المدينة و غابت يده عنّي.
ثم قال: خذي يا أمّ سليم فناولني و اللّه كيسا فيه دنانير و قرط من ذهب و فصوص كانت لي من جزع في حقّ لي في منزلي فإذا الحقّ حقّي 7421 .
توضيح: الصرح: القصر و كلّ بناء عال 7422 .
5- باب آخر
الكتب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: كتاب الأنوار: إنّه عليه السّلام كان قائما يصلّي حتى وقف ابنه محمّد عليهما السّلام و هو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه امّه فصرخت و أقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر و تستغيث و تقول:
يا ابن رسول اللّه غرق ولدك محمّد، و هو لا ينثني عن صلاته، و هو يسمع اضطراب ابنه
في قعر البئر.
فلمّا طال عليها ذلك، قالت:- حزنا على ولدها- ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول اللّه؟ فأقبل على صلاته و لم يخرج عنها إلّا عن كمالها و إتمامها.
ثم أقبل عليها و جلس على أرجاء البئر و مدّ يده إلى قعرها، و كانت لا تنال إلّا برشاء 7423 طويل فأخرج ابنه محمّدا عليه السّلام على يديه يناغي و يضحك، لم يبتل له ثوب و لا جسد بالماء.
فقال: هاك يا ضعيفة اليقين باللّه، فضحكت لسلامة ولدها، و بكت لقوله عليه السّلام يا ضعيفة اليقين باللّه.
فقال: لا تثريب 7424 عليك اليوم لو علمت أنّي كنت بين يدي جبّار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عنّي أ فمن يرى راحما بعده.
العدد القويّة: مثله، و في آخره: أ فمن ترى أرحم لعبده منه 7425 .
أقول: روى الحسين بن حمدان في هدايته الخبر 7426 .
إيضاح: الأرجاء جمع الرجاء و هو ناحية البئر، و يقال: ناغت الامّ صبيّها، أي:
لاطفته و شاغلته بالمحادثة و الملاعبة. 7427
5- أبواب معجزاته عليه السّلام في الحجر الأسود
1- باب معجزته عليه السّلام في إنطاق اللّه تعالى الحجر بإمامته عليه السّلام
الأخبار، الأصحاب:
1- الخرائج و الجرائح: روي عن أبي خالد الكابلي قال: دعاني محمّد بن الحنفيّة بعد قتل الحسين عليه السّلام [و رجوع عليّ بن الحسين عليهما السّلام] إلى المدينة و كنّا بمكّة، فقال: صر إلى عليّ بن الحسين عليهما السّلام و قل له: إنّي (أنا) أكبر ولد أمير المؤمنين بعد أخويّ الحسن و الحسين عليهما السّلام و أنا أحقّ بهذا الأمر منك، فينبغي أن تسلّمه إليّ، و إن شئت فاختر حكما نتحاكم إليه.
فصرت إليه و أدّيت [إليه] رسالته، فقال: ارجع إليه و قل له: يا عمّ اتّق اللّه و لا تدّع ما لم يجعله اللّه لك، فإن أبيت فبيني و بينك الحجر الأسود [فأيّنا يشهد له الحجر الأسود] 7428 فهو الإمام.
فرجعت إليه بهذا الجواب، فقال: [قل] له: قد أجبتك.
قال أبو خالد: فدخلا جميعا و أنا معهما حتى وافيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين عليهما السّلام: تقدّم يا عمّ فانّك أسنّ فسله الشهادة لك، فتقدّم محمّد فصلّى
ركعتين، و دعا بدعوات، ثم سأل الحجر بالشهادة إن كانت الإمامة له، فلم يجبه بشيء.
ثم قام عليّ بن الحسين عليهما السّلام فصلّى ركعتين، ثم قال: أيّها الحجر الذي جعله اللّه شاهدا لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده إن كنت تعلم أنّي صاحب الأمر و أنّي الإمام المفترض الطاعة على جميع عباد اللّه فاشهد 7429 لي [بذلك] ليعلم عمّي أنّه لا حقّ له في الإمامة.
فأنطق اللّه الحجر بلسان عربيّ مبين، فقال: يا محمّد بن عليّ! سلّم الأمر إلى عليّ بن الحسين عليهما السّلام فإنّه الإمام المفترض الطاعة عليك و على جميع عباد اللّه دونك و دون الخلق أجمعين [في زمانه]، فقبّل 7430 محمّد بن الحنفيّة رجله و قال: الأمر لك.
و قيل: إنّ ابن الحنفيّة إنّما فعل ذلك إزاحة لشكوك الناس في ذلك 7431 .
و في رواية اخرى: إنّ اللّه أنطق الحجر: يا محمّد بن علي إنّ عليّ بن الحسين حجة اللّه عليك و على جميع من في الأرض و من في السماء [و] مفترض الطاعة فاسمع له و أطع، فقال محمد: سمعا و طاعة 7432 يا حجّة اللّه في أرضه و سمائه 7433 .
2- باب آخر فى معجزته عليه السّلام في وضع الحجر مكانه
الأخبار، م: