کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
زيد بن اسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي فقال (له) عليّ بن الحسين عليهما السلام:
ما يبكيك؟
قال: يبكيني أنّ عليّ خمسة عشر ألف دينار، و لم أترك لها وفاء.
[قال:] فقال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: لا تبك فهي عليّ و أنت بريء منها، فقضاها عنه.
المناقب لابن شهرآشوب: الحلية مرسلا مثله، و فيه محمّد بن اسامة 7600 .
الكتب:
7- المناقب لابن شهرآشوب: و ممّا جاء في صدقته عليه السلام ما روي في الحلية و شرف النبيّ صلى اللّه عليه و آله و الأغاني، عن محمّد بن إسحاق بالإسناد، عن الثماليّ، و عن الباقر عليه السلام أنّه كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدّق به.
قال أبو حمزة الثماليّ و سفيان الثوريّ: كان عليه السلام يقول: إنّ صدقة السرّ تطفئ غضب الرّب.
الحلية و الأغاني: عن محمّد بن إسحاق، أنّه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون (من) أين معاشهم، فلمّا مات عليّ بن الحسين عليهما السلام فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
و في رواية أحمد بن حنبل عن معمّر، عن شيبة 7601 بن نعامة أنّه كان يقوت مائة أهل بيت (بالمدينة) 7602 . و قيل: كان في كل بيت جماعة من الناس.
الحلية: قال: إنّ [ابن أبي] 7603 عائشة [يقول: قال أبي:] 7604 سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السّر حتى مات عليّ بن الحسين عليهما السلام.
و في رواية محمّد بن إسحاق، أنّه كان في المدينة كذا و كذا بيتا يأتيهم رزقهم و ما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيهم، فلمّا مات زين العابدين عليه السلام فقدوا ذلك فصرخوا صرخة واحدة.
و في خبر عن أبي جعفر عليه السلام أنّه كان يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا [بابا] فيقرعه ثمّ يناول من كان يخرج إليه، و كان يغطّي وجهه إذا ناول فقيرا لئلّا يعرفه، الخبر.
و في خبر أنّه كان إذا جنّه 7605 الليل و هدأت العيون قام إلى منزله، فيجمع 7606 ما يبقى فيه من 7607 قوت أهله، و جعله في جراب و رمى به على عاتقه، و خرج إلى دور الفقراء و هو متلثّم، و يفرّق عليهم، و كثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا به، و قالوا: جاء صاحب الجراب 7608 .
8- المناقب لابن شهرآشوب: تاريخ الطبريّ 7609 قال الواقديّ: كان هشام بن إسماعيل يؤذي عليّ بن الحسين عليهما السّلام في إمارته، فلمّا عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس، فقال: ما أخاف إلّا من عليّ بن الحسين (فمرّ به عليّ بن الحسين) 7610 و قد وقف عند دار مروان، و كان عليّ قد تقدم إلى خاصّته ألّا يعرض له أحد منكم بكلمة، فلمّا مرّ ناداه هشام: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته 7611 .
و زاد ابن فيّاض في الرواية في كتابه، أنّ زين العابدين عليه السلام أنفذ إليه و قال:
انظر إلى ما أعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك فطب نفسا منّا، و من كلّ من يطيعنا، فنادى هشام: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته 7612 .
كافي الكلينيّ 7613 ، و نزهة الأبصار: عن أبي مهديّ أنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام مرّ على المجذومين و هو راكب حمار و هم يتغدّون، فدعوه إلى الغداء، فقال: إنّي صائم،
و لو لا أنّي صائم لفعلت، فلمّا صار إلى منزله أمر بطعام فصنع و أمر أن يتنوّقوا فيه 7614 ، ثمّ دعاهم فتغدّوا عنده و تغدّى معهم 7615 .
و في رواية: أنّه عليه السلام تنزّه عن ذلك لأنّه كان كسرا من الصدقة لكونه حراما عليه.
الكافي 7616 : عيسى بن عبد اللّه، قال: احتضر عبد اللّه فاجتمع غرماؤه فطالبوه بدين لهم، فقال: لا مال عندي أعطيكم، و لكن ارضوا بمن شئتم من ابني عمّي عليّ بن الحسين و عبد اللّه بن جعفر، فقال الغرماء: عبد اللّه بن جعفر مليّ مطول، و عليّ بن الحسين عليهما السلام رجل لا مال له صدوق فهو أحبّ إلينا، فأرسل إليه فأخبره الخبر.
فقال عليه السلام: أضمن لكم المال إلى غلّة و لم تكن له غلّة [تجمّلا] 7617 قال: فقال القوم: قد رضينا و ضمنه، فلمّا أتت الغلّة أتاح اللّه له المال فأوفاه.
الحلية 7618 : قال سعيد بن مرجانة عمد 7619 عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى عبد له- كان عبد اللّه بن جعفر أعطاه به عشرة آلاف درهم أو ألف دينار- فأعتقه و خرج زين العابدين و عليه مطرف 7620 خزّ فتعرّض له سائل فتعلّق بالمطرف فمضى و تركه 7621 .
9- كشف الغمّة: و كان له ابن عمّ يأتيه بالليل متنكّرا فيناوله شيئا من الدنانير فيقول: لكنّ عليّ بن الحسين لا يواصلني، لا جزاه اللّه عنّي خيرا، فيسمع ذلك و يتحمّل [ه] و يصبر عليه و لا يعرّفه بنفسه 7622 ، فلمّا مات عليّ عليه السلام فقدها فحينئذ علم أنّه هو كان، فجاء إلى قبره و بكى عليه.
و كان عليه السلام يقول في دعائه «اللّهمّ من أنا حتى تغضب عليّ، فو عزّتك، ما يزيّن ملكك إحساني و لا يقبّحه إساءتي، و لا ينقص من خزائنك 7623 غناي، و لا يزيد فيها
فقري».
و قال ابن الأعرابي: لمّا وجّه يزيد بن معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة ضمّ عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى نفسه أربعمائة منّا 7624 يعولهن إلى أن تفرّق 7625 جيش مسلم ابن عقبة و قد حكي عنه مثل ذلك عند إخراج ابن الزبير بني اميّة من الحجاز 7626 .
10- و منه: عن سفيان قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يحمل معه جرابا فيه خبز فيتصدّق به، و يقول: إنّ الصدقة (ل) تطفئ غضب الربّ 7627 .
9- باب كثرة حلمه و عفوه و كظم غيظه و تواضعه عليه السلام 7628
الأخبار، الأصحاب:
1- أمالي الصدوق: الحسين بن محمّد بن يحيى العلويّ، عن يحيى بن الحسين ابن جعفر، عن شيخ من [أهل] اليمن- يقال له: عبد اللّه بن محمّد- قال: سمعت عبد الرزّاق يقول: جعلت جارية لعليّ بن الحسين عليهما السلام تسكب الماء عليه و هو يتوضّأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجّه، فرفع عليّ بن الحسين عليهما السلام رأسه إليها، فقالت الجارية: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ» فقال لها: قد كظمت غيظي.
قالت: «وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ» قال (لها): قد عفى اللّه عنك. قالت: «وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» 7629
قال: اذهبي فأنت حرّة.
إرشاد المفيد: الحسن بن محمّد العلويّ، عن جدّه، عن شيخ من اليمن قد أتت عليه بضع و تسعون سنة، عن عبد اللّه 7630 بن محمّد، عن عبد الرزّاق مثله.
المناقب لابن شهرآشوب: كانت جارية له تسكب عليه الماء فنعست فسقط الإبريق من يدها، تمام الخبر 7631 .
2- أمالي الصدوق: الهمداني، عن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كان بالمدينة رجل بطّال يضحك الناس منه، فقال: قد أعياني [هذا] الرجل أن اضحكه يعني عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: فمرّ عليّ عليه السلام و خلفه موليان 7632 له، (قال:) فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته، ثمّ مضى فلم يلتفت إليه عليّ عليه السلام، فاتّبعوه و أخذوا الرداء منه فجاءوا به فطرحوه عليه فقال لهم: من هذا؟ فقالوا [له]: هذا رجل بطّال يضحك أهل المدينة، فقال: قولوا له: إنّ للّه يوما يخسر فيه المبطلون.
المناقب لابن شهرآشوب: مرسلا مثله 7633 .
3- اعلام الورى و إرشاد المفيد: أبو محمّد الحسن بن محمّد، عن جدّه، عن محمّد بن جعفر، و غيره قالوا: وقف على عليّ بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه و شتمه، فلم يكلّمه، فلمّا انصرف قال لجلسائه: لقد 7634 سمعتم ما قال هذا الرجل، و أنا احبّ أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا منّي ردّي عليه، (قال:) 7635 فقالوا له: نفعل و لقد 7636 كنّا نحبّ أن تقول له و نقول، [قال:] 7637 فأخذ نعليه و مشى و هو يقول:
«وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 7638 » فعلمنا أنّه لا يقول له شيئا.
قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال: قولوا له: هذا عليّ بن الحسين قال: فخرج إلينا متوثّبا للشرّ و هو لا يشكّ أنّه إنمّا جاء [ه] مكافئا له على بعض ما كان منه.
فقال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: يا أخي إنّك كنت قد وقفت عليّ آنفا فقلت 7639 و قلت، فإن كنت [قد] 7640 قلت ما فيّ فأستغفر 7641 اللّه منه، و إن كنت قلت ما ليس فيّ فغفر اللّه لك، قال: فقبّل الرجل بين عينيه و قال: بل 7642 قلت فيك ما ليس فيك، و أنا أحقّ به.
قال الراوي للحديث: و الرجل هو الحسن بن الحسن رضي اللّه عنه 7643 .
4- إرشاد المفيد: روى الواقديّ، عن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن عليّ عليه السلام قال: كان هشام بن إسماعيل يسيئ جواري 7644 ، فلقي منه عليّ بن الحسين عليهما السلام أذى شديدا، فلمّا عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس قال: فمرّ به عليّ بن الحسين عليهما السلام و قد اوقف 7645 عند دار مروان، قال: فسلّم عليه (قال) و كان عليّ بن الحسين عليهما السلام قد تقدّم إلى خاصّته ألّا يعرض له أحد 7646 .
5- كشف الغمّة: قال سفيان: جاء رجل إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال [له]: إنّ فلانا قد وقع فيك و آذاك، قال: فانطلق بنا إليه، فانطلق معه و هو يرى أنّه سينتصر 7647 لنفسه.
فلمّا أتاه قال له: يا هذا إن كان ما قلت فيّ حقّا، فاللّه 7648 تعالى يغفره لي، و إن كان ما قلت فيّ باطلا، فاللّه يغفره لك. 7649
و كان يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسن في لوامح العيون علانيتي، و تقبّح [عندك] سريرتي، اللّهمّ كما أسأت و أحسنت إليّ فإذا عدت فعد عليّ». 7650
6- الكافي: عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن خلّاد، عن الثماليّ، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال: ما احبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النّعم، و ما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها 7651 .
بيان: أي [لا] احبّ ذلّ نفسي و لا أرضى بدله حمر النّعم، أو لا احبّ ذلّ نفسي و إن حصلت لي به حمر النّعم، فيكون تمهيدا لما بعده فانّ شفاء الغيظ مورث للذلّ.
م:
7- اعلام الورى و إرشاد المفيد و المناقب لابن شهرآشوب: روي أنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام دعا مملوكه مرّتين فلم يجبه، فلمّا 7652 أجابه في الثالثة فقال له: يا بنيّ أ ما سمعت صوتي؟ قال: بلى، قال: فما لك 7653 لم تجبني؟ قال: أمنتك، قال: الحمد للّه الذي جعل مملوكي يأمنني 7654 .
الكتب:
8- المناقب لابن شهرآشوب: في حلمه و تواضعه: شتم بعضهم زين العابدين صلوات اللّه عليه، فقصده غلمانه فقال: دعوه فإنّ ما خفي منّا أكثر ممّا قالوا، ثم قال له: أ لك حاجة يا رجل؟ فخجل الرجل فأعطاه ثوبه و أمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخا (يقول:) أشهد أنك ابن رسول اللّه.