کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
17- أبواب احوال زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام 8199
1- باب ولادته
الأخبار، الأئمّة، عليّ بن الحسين عليهما السلام:
1- أمالي الصدوق: النقّاش، عن أحمد الهمدانيّ، عن المذر بن محمّد، عن أحمد بن رشد، عن عمّه سعيد بن خيثم، عن ابي حمزة الثماليّ، قال: حججت فأتيت عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال لي: يا أبا حمزة أ لا احدّثك عن رؤيا رأيتها؟ رأيت كأنّي ادخلت الجنّة، فاتيت بحوراء لم أر احسن منها، فبينا أنا متّكئ على أريكتي إذ سمعت قائلا يقول: يا عليّ بن الحسين ليهنّئك 8200 زيد يا عليّ بن الحسين، ليهنّئك زيد، فيهنئك زيد، قال أبو حمزة: ثمّ حججت بعده، فأتيت عليّ بن الحسين عليهما السلام فقرعت الباب ففتح لي و دخلت، فإذا هو حامل زيدا على يده، أو قال: حامل غلاما على يده، فقال لي: يا أبا حمزة «هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا» 8201 .
2- فرحة الغريّ: قال صفيّ الدين محمّد بن معدّ 8202 الموسويّ: رأيت في بعض
الكتب القديمة الحديثيّة: حدّثنا ابن عقدة، عن حسن بن عبد الرحمن، عن حسين بن عليّ الأزديّ، عن أبيه، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن الثماليّ، قال: كنت أزور عليّ بن الحسين عليهما السّلام في كلّ سنة مرّة في وقت الحجّ فأتيته [سنة] من ذاك، و إذا على فخذيه صبيّ، فقعدت 8203 إليه، و جاء الصبيّ فوقع على عتبة الباب فانشجّ، فوثب إليه عليّ بن الحسين عليهما السلام مهرولا فجعل ينشّف دمه بثوبه و يقول له: يا بنيّ اعيذك باللّه أن تكون المصلوب في الكناسة، قلت: بأبي أنت و امّي أيّ كناسة؟
قال: كناسة الكوفة، قلت: جعلت فداك [أ] و يكون ذلك؟ قال: اي و الّذي بعث محمّدا بالحقّ، إن عشت بعدي لترينّ هذا الغلام في ناحية من نواحي الكوفة مقتولا مدفونا منبوشا مسلوبا مسحوبا مصلوبا في الكناسة، ثمّ ينزل فيحرق و يدقّ و يذرّى في البرّ، قلت: جعلت فداك و ما اسم هذا الغلام؟ قال: هذا ابني زيد، ثمّ دمعت عيناه، ثمّ قال: أ لا احدّثك بحديث 8204 ابني هذا، فبينا 8205 أنا ليلة ساجد و راكع إذ ذهب بي النوم من بعض حالاتي، فرأيت كأنّي في الجنّة و كأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و عليّا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، عليهم السلام قد زوّجوني جارية من حور العين فواقعتها فاغتسلت عند سدرة المنتهى و ولّيت و هاتف بي يهتف ليهنئك 8206 زيد، ليهنئك زيد، ليهنئك زيد، فاستيقظت فأصبت [جنابة] فقمت فتطهّرت 8207 للصلاة و صلّيت صلاة الفجر، فدقّ الباب و قيل لي: على الباب رجل يطلبك، فخرجت فإذا أنا برجل معه جارية ملفوف كمّها على يده، مخمّرة بخمار، فقلت: [ما] حاجتك؟ فقال: أردت عليّ بن الحسين عليهما السلام، قلت: أنا عليّ بن الحسين، فقال: أنا رسول المختار بن أبي عبيدة الثقفي يقرئك السلام، و يقول: وقعت هذه الجارية في ناحيتنا فاشتريتها بستّمائة دينار و هذه ستّمائة دينار، فاستعن بها على دهرك، و دفع إليّ كتابا فأدخلت الرجل و الجارية و كتبت له جواب كتابه «و أتيت به إلى» 8208 الرجل، ثم قلت للجارية:
ما اسمك؟ قالت: حوراء، فهيّئوها لي و بتّ بها عروسا، فعلقت بهذا الغلام فسمّيته 8209
زيدا و هو هذا، [و] سترى ما قلت لك.
قال أبو حمزة: فو اللّه ما لبثت إلّا برهة حتى رأيت زيدا بالكوفة في دار معاوية بن إسحاق فأتيته فسلّمت عليه، ثمّ قلت: جعلت فداك ما أقدمك هذا البلد؟ قال:
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فكنت أختلف إليه 8210 (فجئت إليه ليلة النصف من شعبان فسلّمت عليه) و كان ينتقل 8211 في دور بارق و بني هلال، فلمّا جلست عنده قال: يا أبا حمزة! تقوم حتى نزور (قبر) أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؟ قلت: نعم جعلت فداك.
ثمّ ساق أبو حمزة الحديث حتى قال: أتينا الذكوات البيض، فقال: هذا قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ثم رجعنا، فكان من أمره ما كان، فو اللّه لقد رأيته مقتولا مدفونا (منبوشا) مسلوبا مسحوبا مصلوبا قد احرق و دقّ في الهواوين و ذرّي في العريض من أسفل العاقول 8212 .
توضيح: سحبه كمنعه جرّه على وجه الأرض.
3- مقاتل الطالبيين: بإسناده إلى زياد بن المنذر قال: اشترى المختار بن أبي عبيدة جارية بثلاثين ألفا، فقال لها: أدبري، فأدبرت، ثمّ قال لها: أقبلي، فأقبلت، ثمّ قال: ما أرى 8213 أحدا أحقّ بها من عليّ بن الحسين عليه السلام فبعث بها إليه، و هي أمّ زيد بن علي عليه السلام 8214 .
4- السرائر لابن إدريس: من كتاب أبي القاسم بن قولويه قال: روى بعض أصحابنا قال: كنت عند عليّ بن الحسين عليهما السلام [فكان إذا صلّى الفجر] لم يتكلّم حتى تطلع الشمس فجاءه يوم ولد فيه زيد فبشّروه به بعد صلاة الفجر، قال: فالتفت إلى أصحابه و قال عليه السلام: أيّ شيء ترون أن اسمّي هذا المولود؟ قال: فقال كلّ رجل منهم سمّه كذا (سمّه كذا)، قال: فقال: يا غلام عليّ بالمصحف، قال:
فجاءوا بالمصحف فوضعه على 8215 حجره قال: ثمّ فتحه فنظر إلى أوّل حرف في الورقة و إذا فيه: «وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً» 8216 قال: ثمّ [أ] طبقه ثم فتحه [ثانيا] فنظر فإذا في أوّل (ال) ورقة: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» 8217 ثمّ قال: هو و اللّه زيد، هو و اللّه زيد فسمّي زيدا.
و عن حذيفة بن اليمان قال: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلى زيد بن حارثة فقال:
المقتول في اللّه و المصلوب في أمّتي، و المظلوم من أهل بيتي (سميّ) هذا، و أشار بيده إلى زيد بن حارثة فقال: ادن منّي يا زيد، زادك اسمك عندي حبّا فأنت سميّ الحبيب من أهل بيتي 8218 .
2- باب بعض فضائله و ما يدلّ على مدحه رضي اللّه عنه
الأخبار، الأصحاب:
1- مقاتل الطالبيين: بإسناده عن خصيب الوابشيّ قال: كنت إذا رأيت زيد ابن عليّ عليه السلام رأيت أسارير النور في وجهه.
و بإسناده عن أبي الجارود قال: قدمت المدينة فجعلت كلّما سألت عن زيد بن عليّ عليه السلام قيل لي: [ذاك] حليف القرآن 8219 .
الأئمّة،
الباقر، عن آبائه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:
2- عيون أخبار الرضا و الأمالي للصدوق: الفاميّ، عن محمّد الحميري، عن
أبيه، عن ابن أبي الخطّاب، عن ابن علوان، عن عمرو 8220 بن ثابت، عن داود بن عبد الجبّار، عن جابر الجعفيّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله للحسين عليه السلام: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطّى هو و أصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرّا محجّلين يدخلون الجنّة بلا حساب 8221 .
3- مقاتل الطالبيّين: بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله للحسين عليه السلام: يخرج رجل من صلبك يقال له زيد يتخطّى هو و أصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرّا محجّلين، يدخلون الجنّة بغير حساب 8222 .
توضيح: قال الجزريّ: [و] في الحديث: «غرّ محجّلون من آثار الوضوء» الغرّ جمع الأغرّ من الغرّة: بياض الوجه، و «المحجّل» هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد، و يجاوز الأرساغ و لا يجاوز الركبتين، استعار عليه السلام أثر الوضوء في الوجه و اليدين و الرجلين للإنسان من البياض الّذي يكون في وجه الفرس و يديه و رجليه.
«وحده»:
4- الأمالي للصدوق: ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطّاب، عن ابن علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبي الجارود قال: إنّي لجالس عند أبي جعفر محمّد ابن عليّ الباقر عليهما السلام إذ أقبل زيد بن عليّ عليه السلام فلمّا نظر إليه أبو جعفر عليه السلام و هو مقبل قال: هذا سيّد من أهل بيته، و الطالب بأوتارهم، لقد «أنجبت أمّ» 8223 ولدتك يا زيد 8224 .
5- رجال الكشّي: محمّد بن مسعود، عن أبي عبد اللّه الشاذانيّ، عن الفضل، عن أبيه، عن أبي يعقوب المقري، و كان من كبّار الزيديّة عن عمرو بن خالد، و كان
من رؤساء الزيديّة، عن أبي الجارود، و كان رأس الزيديّة، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ أقبل زيد بن عليّ فلمّا نظر إليه أبو جعفر عليه السلام قال: هذا سيّد أهل بيتي و الطالب بأوتارهم 8225 .
6- عيون أخبار الرضا و الأمالي للصدوق: الحسن 8226 بن عبد اللّه بن سعيد، عن الجلوديّ، عن الأشعث بن محمّد الضبّيّ، عن شعيب بن عمرو 8227 ، عن أبيه، عن جابر الجعفيّ، قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام و عنده زيد أخوه عليه السلام فدخل عليه معروف بن خرّبوذ المكّي فقال 8228 أبو جعفر عليه السلام: يا معروف أنشدني من طرائف ما عندك، فأنشده:
لعمرك ما إن أبو مالك
بوان و لا بضعيف قواه
و لا بألدّ لدى قوله
يعادي الحكيم إذا ما نهاه
و لكنّه سيّد بارع
كريم الطبائع حلو نثاه 8229
إذا سدته سدت مطواعة
و مهما وكلت إليه كفاه
قال: فوضع محمّد بن عليّ عليه السلام يده على كتفي زيد عليه السلام فقال: هذه صفتك يا أبا الحسين 8230 .
توضيح: «الألدّ» الخصم المعاند الذي لا يميل إلى الحقّ، و «النثا» مقصورا لما أخبرت به عن الرجل من حسن أو سيّئ، و قوله «سدت مطواعة» أي إذا صرت له سيّدا وجدته في غاية الإطاعة و التاء للمبالغة.
الصادق عليه السلام:
7- الخرائج و الجرائح: روي عن الحسن بن راشد، قال: ذكرت زيد بن عليّ عليه السلام فتنقّصته عند أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال: لا تفعل، رحم اللّه عمّي
[إنّ عمّي] «أتى أبي» 8231 فقال: إنّي اريد الخروج على هذا الطاغية فقال: لا تفعل [يا زيد] فإنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب «على ظهر» 8232 الكوفة، أ ما علمت يا زيد أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد من السلاطين قبل خروج السفيانيّ إلّا قتل، ثمّ قال [لي]: (ألا) يا حسن إنّ فاطمة [أ] حصنت فرجها فحرّم اللّه ذرّيّتها على النار، و فيهم نزلت: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ» 8233 فإنّ الظالم لنفسه الّذي لا يعرف الإمام، و المقتصد العارف بحقّ الإمام، و السابق بالخيرات هو الإمام، ثمّ قال: يا حسن إنّا أهل بيت لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقرّ لكلّ ذي فضل فضله 8234 .
أقول: سيأتي بعض فضائل زيد عن الصادق عليه السلام في باب شهادته و الأبواب الآتية إن شاء اللّه تعالى.
الرضا، عن أبيه، عن الصادق عليهم السلام:
8- عيون أخبار الرضا: المكتّب، عن محمّد بن يحيى الصوليّ، عن محمّد بن يزيد 8235 النحويّ، عن ابن أبي عبدون، عن أبيه، قال: لمّا حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون و قد كان خرج بالبصرة و أحرق دور ولد العبّاس، وهب المأمون جرمه لأخيه عليّ بن موسى الرضا عليه السلام و قال له: يا أبا الحسن لئن خرج أخوك و فعل ما فعل لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل، و لو لا مكانك منّي لقتلته، فليس ما أتاه بصغير، فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن عليّ عليه السلام فإنّه كان من علماء آل محمّد صلى اللّه عليه و آله، غضب للّه عزّ و جلّ فجاهد أعدائه حتى قتل في سبيله.