کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
المسلمون و لا بأمانيّ أهل الكتاب، و إنّما ينال بالإيمان و العمل الصالح، و قيل: ليس الإيمان بالتمنّي، و لكن ما وقر في القلب، و صدّقه العمل.
روي أنّ المسلمين و أهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيّكم، و كتابنا قبل كتابكم، و نحن أولى باللّه منكم، فقال المسلمون: [و] نحن أولى منكم، نبيّنا خاتم النبيّين و كتابنا يقضي على الكتب المتقدّمة فنزلت.
و قيل: الخطاب مع المشركين و يدلّ عليه تقدّم ذكرهم 8496 ، أي ليس الأمر بأمانيّ المشركين، و هو قولهم لا جنّة و لا نار، و قولهم إن كان الأمر [كما] يزعم 8497 هؤلاء لنكوننّ خيرا منهم و أحسن حالا «وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ» و هو قولهم «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى» 8498 و قولهم «لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً» 8499 ثم قرّر ذلك بقوله 8500 : «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» عاجلا [أ] و آجلا 8501 .
وحده:
15- عيون أخبار الرضا عليه السلام: الدقّاق، عن الأسديّ، عن صالح بن أبي حمّاد، عن الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا عليه السلام و عنده زيد بن موسى أخوه و هو يقول: يا زيد اتّق اللّه فانّا 8502 بلغنا ما بلغنا بالتقوى، فمن لم يتّق [اللّه] و لم يراقبه فليس منّا و لسنا منه.
يا زيد إيّاك أن «تعين على» 8503 من به تصول من شيعتنا، فيذهب نورك.
يا زيد إنّ شيعتنا إنّما أبغضهم الناس و عادوهم، و استحلّوا دماءهم و أموالهم، لمحبّتهم لنا، و اعتقادهم لولايتنا، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك، و أبطلت 8504 حقّك.
قال الحسن بن الجهم: ثمّ التفت عليه السلام [إليّ] فقال لي: يا ابن الجهم من خالف دين اللّه فابرأ منه كائنا من كان، من أيّ قبيلة كان، و من عادى اللّه فلا تواله 8505 كائنا من كان، من أيّ قبيلة كان، فقلت له: يا ابن رسول اللّه و من الّذي يعادي اللّه تعالى؟ قال: من يعصيه 8506 .
16- و منه: الورّاق، عن سعد، عن الحسين بن أبي قتادة، عن محمد بن سنان قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: إنّا أهل بيت وجب حقّنا برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فمن أخذ برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حقا و لم يعط الناس من نفسه مثله فلا حقّ له 8507 .
بيان: أي من طلب الناس 8508 أن يرعوا حقّه [ب] سبب انتسابه بالرسول صلى اللّه عليه و آله فيجب عليه أن يراعي للناس ما يجب من حقوقهم، و إلّا يفعل فلا يجب رعاية حقّه.
17- عيون أخبار الرضا عليه السلام: البيهقيّ، عن الصوليّ، عن محمّد بن موسى بن نصر الرازيّ قال: سمعت أبي يقول: قال رجل للرضا عليه السلام: و اللّه ما على وجه الأرض أشرف منك أبا، فقال: التقوى شرّفتهم، و طاعة اللّه أحظتهم، فقال له آخر: أنت و اللّه خير الناس، فقال [له]: لا تحلف يا هذا! خير منّي من كان أتقى للّه عزّ و جلّ، و أطوع له، و اللّه ما نسخت هذه الآية (آية): «وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ» 8509 .
أقول: سنورد الأخبار الدالّة على أحوال كل من خرج من أولاد الأئمة عليهم السلام عند ذكر أحوالهم لا سيّما في أبواب أحوال الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام. و سيأتي في كتاب أحوال الصادق عليه السلام بعض أخبار زيد و غيره و سنورد الأخبار في أحوالهم مجملا في كتاب الخمس إن شاء اللّه تعالى و أوردنا بعض ما يتعلّق بهم في كتاب أحوال فاطمة صلوات اللّه عليها.
ثمّ اعلم أنّ الأخبار اختلفت و تعارضت في أحوال زيد و أمثاله و أضرابه كما عرفت، لكن الأخبار الدالّة على جلالة زيد و مدحه، و عدم كونه مدّعيا لغير الحقّ أكثر.
و قد حكم أكثر الأصحاب بعلوّ شأنه، فالمناسب حسن الظنّ به، و عدم القدح فيه، بل عدم التعرّض لأمثاله من أولاد المعصومين عليهم السلام إلّا من ثبت من قبل الأئمّة عليهم السلام الحكم بكفرهم و لزوم التبرّي عنهم.
و سأتي القول في كل منهم عند ذكر أحوالهم مفصّلا إن شاء اللّه تعالى.
22- أبواب أحوال أعمامه و بني أعمامه و سائر أقاربه و عشائره صلّى اللّه عليه و بعض ما جرى بينه و بينهم
1- باب بعض ما جرى بينه و بين عمه محمّد بن الحنفيّة
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: المبرّد في الكامل قال: أبو خالد الكابليّ لمحمّد ابن الحنفيّة: أ تخاطب ابن أخيك بما لا يخاطبك بمثله؟ فقال: إنّه حاكمني إلى الحجر الأسود و زعم أنّه ينطقه فصرت معه إلى الحجر فسمعت الحجر يقول: سلّم الأمر إلى ابن أخيك فإنّه أحقّ به منك، فصار أبو خالد إماميّا 8510 .
الأئمّة، الباقر عليه السلام: 8511
الاحتجاج: روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام أرسل محمّد بن الحنفيّة إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام و خلا به، ثمّ قال:
يا ابن أخي قد علمت أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كان جعل الوصيّة و الإمامة من بعده لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ثمّ إلى الحسن ثمّ (إلى) الحسين و قد قتل أبوك رضي اللّه
عنه و صلّى [اللّه] عليه و لم يوص، و أنا عمّك، و صنو أبيك، و أنا في سنّي و قدمتي أحقّ بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصيّة و الإمامة، و لا تخالفني.
فقال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: (يا عمّ) اتّق اللّه و لا تدّع ما ليس لك بحقّ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين، يا عمّ إنّ أبي صلوات اللّه عليه أوصى إليّ قبل أن يتوجّه إلى العراق، و عهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، و هذا سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عندي، فلا تعرّض لهذا فإنّي أخاف عليك [ب] نقص العمر، و تشتّت الحال، و إنّ اللّه تبارك و تعالى «آلى أن لا يجعل» 8512 الوصيّة و الإمامة إلّا في عقب الحسين عليه السلام فإن أردت أن تعلم فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم 8513 إليه و نسأله عن ذلك.
قال الباقر عليه السلام: و كان الكلام بينهما، و هما يومئذ بمكّة فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود، فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام لمحمّد: ابدأ 8514 ، فابتهل إلى اللّه و اسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ اسأله 8515 ، فابتهل محمّد في الدّعاء، و سأل اللّه، ثمّ دعا الحجر، فلم يجبه، فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: أما إنّك يا عمّ لو كنت وصيّا و إماما لأجابك! فقال له محمّد: فادع أنت يا ابن أخي (و اسأله)، فدعا اللّه عليّ بن الحسين عليهما السلام بما أراد.
ثمّ قال: «اسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لمّا أخبرتنا بلسان عربيّ مبين: من الوصيّ و الإمام بعد الحسين بن عليّ؟» فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثمّ أنطقه اللّه بلسان عربيّ مبين، فقال:
اللّهمّ إنّ الوصيّة و الإمامة بعد الحسين بن عليّ إلى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فانصرف محمّد و هو يتولّى عليّ ابن الحسين عليهما السّلام.
مختصر بصائر الدرجات 8516 و بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد و محمّد بن
الحسين معا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد اللّه 8517 ؛ و زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
إعلام الورى و المناقب لابن شهرآشوب: نوادر الحكمة، عن محمّد بن أحمد بن يحيى 8518 بالإسناد، عن جابر، و عن الباقر عليه السلام مثله 8519 .
أقول: قد مرّ مثله في أبواب فضائله، و أبواب معجزاته عليه السلام.
2- باب ما جرى بينه و بين عمّه عمر بن علي عليه السلام
الأخبار، م:
1- إعلام الورى و المناقب لابن شهرآشوب: و يروى أنّ عمر بن عليّ خاصم عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى عبد الملك في صدقات النبيّ و أمير المؤمنين عليهما السلام فقال: يا أمير المؤمنين أنا ابن المصدّق، و هذا ابن ابن، فأنا أولى بها [منه] فتمثّل عبد الملك بقول [ابن] أبي الحقيق:
لا تجعل الباطل حقا و لا
تلطّ دون الحقّ بالباطل