کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
مسكنه بالرملة، و كان له جنينة 9213 يتخلّى فيها بنفسه، فلمّا مات طلبت المال، فلم أظفر به، و لا أشكّ أنّه دفنه و أخفاه منّي.
قال أبو جعفر عليه السّلام: أ فتحبّ أن تراه و تسأله أين موضع ماله؟
قال: إي و اللّه إنّي لفقير محتاج. فكتب أبو جعفر عليه السّلام كتابا، و ختمه بخاتمه.
ثمّ قال: انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتّى تتوسّطه، ثمّ تنادي:
يا درجان! يا درجان! فإنّه يأتيك رجل معتمّ 9214 ، فادفع إليه كتابي، و قل:
أنا رسول محمد بن عليّ بن الحسين، فإنّه يأتيك، فاسأله عمّا بدا لك.
فأخذ الرجل الكتاب فانطلق.
قال أبو عيينة: فلمّا كان من الغد، أتيت أبا جعفر عليه السّلام لأنظر ما حال الرجل فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له، فاذن له، فدخلنا جميعا.
فقال الرجل: اللّه يعلم عند من يضع العلم، قد انطلقت البارحة، و فعلت ما أمرت، فأتاني الرجل، فقال: لا تبرح من موضعك حتّى آتيك به.
فأتاني برجل أسود، فقال: هذا أبوك؟ قلت: ما هو أبي! قال: غيّره اللّهب و دخان الجحيم، و العذاب الأليم. قلت: أنت أبي؟ قال: نعم.
قلت: فما غيّرك عن صورتك و هيئتك؟ قال: يا بني كنت أتولّى بني اميّة و افضّلهم على أهل بيت النبيّ بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فعذّبني اللّه بذلك، و كنت أنت تتولاهم، و كنت أبغضتك على ذلك، و حرمتك مالي، فزويته عنك، و أنا اليوم على
ذلك من النادمين، فانطلق يا بنيّ إلى جنّتي 9215 فاحفر تحت الزيتونة، و خذ المال مائة ألف درهم، فادفع إلى محمد بن عليّ عليهما السّلام خمسين ألفا، و الباقي لك؛
ثمّ قال: و أنا منطلق حتّى آخذ المال و أتاك بمالك.
قال أبو عيينة: فلمّا كان من قابل، سألت أبا جعفر عليه السّلام ما فعل الرجل صاحب المال؟ قال: قد أتاني بخمسين ألف درهم، فقضيت بها دينا عليّ، و ابتعت بها أرضا بناحية خيبر، و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي. 9216
3- المناقب لابن شهرآشوب: أبو عيينة 9217 و أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّ موحّدا أتى الباقر عليه السّلام و شكى عن أبيه، و نصبه و فسقه، و إنّه أخفى ماله عند موته؛
فقال له أبو جعفر عليه السّلام: أ فتحبّ أن تراه، و تسأله عن ماله؟
فقال الرجل: نعم، و إنّي لمحتاج فقير.
فكتب إليه أبو جعفر عليه السّلام كتابا بيده في رقّ أبيض و ختمه بخاتمه، ثمّ قال:
اذهب بهذا الكتاب اللّيلة إلى البقيع حتّى تتوسّطه، ثمّ تنادي: يا درجان!
ففعل ذلك، فجاءه شخص، فدفع إليه الكتاب، فلمّا قرأه، قال: أ تحبّ أن ترى أباك؟ فلا تبرح حتى آتيك به، فإنّه بضجنان 9218 .
فانطلق، فلم يلبث إلّا قليلا حتى أتاني رجل أسود في عنقه حبل أسود، مدلع لسانه، يلهث، و عليه سربال أسود، فقال لي: هذا أبوك و لكن غيّره اللهب، و دخان الجحيم، و جرع الحميم. فسألته عن حاله؛ قال:
إنّي كنت أتوالى 9219 بني اميّة، و كنت أنت تتوالى أهل البيت، و كنت أبغضك على ذلك، و أحرمتك مالي، و دفنته عنك، فأنا اليوم على ذلك من النادمين، فانطلق إلى جنّتي 9220 ، فاحتفر تحت الزيتونة، فخذ المال و هو مائة و خمسون ألفا، و ادفع إلى محمد ابن عليّ خمسين ألفا، و لك الباقي.
قال: ففعل الرجل كذلك، فقضى أبو جعفر عليه السّلام بها دينا، و ابتاع بها أرضا؛ ثمّ قال: أما إنّه سينفع الميّت الندم على ما فرّط من حبّنا، و ضيّع من حقّنا بما أدخل علينا من الرفق و السرور. 9221
4- المناقب لابن شهرآشوب: المفضّل بن عمر:
بينما أبو جعفر عليه السّلام بين مكّة و المدينة، إذ انتهى إلى جماعة على الطريق، و إذا رجل من الحجّاج نفق 9222 حماره و قد بدّد 9223 متاعه، و هو يبكي؛
فلمّا رأى أبو جعفر عليه السّلام أقبل إليه، فقال له: يا ابن رسول اللّه! نفق حماري و بقيت منقطعا، فادع اللّه تعالى أن يحيي لي حماري.
قال: فدعا أبو جعفر عليه السّلام فأحيا اللّه له حماره. 9224
ج- أبواب معجزاته عليه السّلام في الشجر
1- باب معجزته عليه السّلام في النخلة في إطعامهم الرطب
الأخبار: الأئمّة: الصادق عليه السّلام:
1- بصائر الدرجات: عبد اللّه، عن أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:
نزل أبو جعفر عليه السّلام بواد، فضرب خباءه 9225 ، ثمّ خرج أبو جعفر عليه السّلام بشيء حتى انتهى إلى نخلة 9226 ، فحمد اللّه عندها بمحامد لم أسمع بمثلها، ثمّ قال:
أيّتها النخلة أطعمينا ممّا جعل اللّه فيك. قال:
فتساقط رطب أحمر و أصفر، فأكل، و معه أبو اميّة الأنصاري فأكل منه، و قال 9227 :
هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزّت إليها بجذع النخلة فتساقط رطبا جنيّا. 9228
المناقب لابن شهرآشوب: عن عبد الرحمن 9229 (مثله). 9230
2- باب آخر و هو من الأوّل على وجه آخر
الأخبار: الأصحاب:
1- الخرائج و الجرائح: في حديث لجابر الجعفي- الآتي تمامه في باب جوامع معجزاته عليه السّلام إن شاء اللّه تعالى 9231 - أنّه قال:
ثمّ ارتحلنا فأصبحنا دون قرية و نخل، فعمد أبو جعفر عليه السّلام إلى نخلة يابسة فيها، فدنا منها و قال:
أيّتها النخلة أطعمينا ممّا خلق اللّه فيك.
فلقد رأيت النخلة تنحني حتى جعلنا نتناول من ثمرها و نأكل، و إذا أعرابيّ يقول: ما رأيت ساحرا كاليوم!
فقال أبو جعفر عليه السّلام: يا أعرابيّ لا تكذبنّ علينا أهل البيت، فإنّه ليس منّا ساحر و لا كاهن، و لكن علّمنا أسماء من أسماء اللّه تعالى نسأل بها فنعطى، و ندعو فنجاب.
3- باب آخر على وجه آخر
الأخبار: الأصحاب:
1- الخرائج و الجرائح: روي عن عبّاد بن كثير البصري، قال:
قلت للباقر عليه السّلام: ما حقّ المؤمن على اللّه؟
فصرف وجهه، فسألته عنه ثلاثا.
فقال: من حقّ المؤمن على اللّه أن لو قال لتلك النخلة: أقبلي، لأقبلت.
قال عبّاد: فنظرت- و اللّه- إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرّكت مقبلة، فأشار إليها: قرّي 9232 فلم اعنك. 9233
د- أبواب معجزاته في طيّ الأرض و نحوه
1- باب معجزته عليه السّلام في طيّ الأرض و رؤيته قابيل
الأخبار: الأئمّة: الباقر عليه السّلام:
1- بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: إنّ بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم، فرآه معقولا 9234 ، معه عشرة موكّلين به، يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف [و] يوقدون حوله النار، فإذا كان الشتاء صبّوا عليه الماء البارد، كلّما هلك رجل من العشرة، أقام أهل القرية رجلا، فيجعلونه مكانه.
فقال: يا عبد اللّه! ما قصّتك؟ و لأيّ شيء ابتليت بهذا؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك! إنّك لأحمق الناس، أو أكيس الناس 9235 .
قال: فقلت لأبي جعفر: أ يعذّب في الآخرة؟
قال: فقال: و يجمع اللّه عليه عذاب الدنيا، و عذاب الآخرة.
الاختصاص: ابن عيسى و أحمد بن الحسن بن فضّال، عن ابن فضّال، عن ابن كثير (مثله). 9236
2- منتخب البصائر 9237 ، و بصائر الدرجات: محمّد بن الحسين، عن البزنطي، عن عبد الكريم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السّلام قال:
جاء أعرابيّ حتّى قام على باب المسجد يتوسّم 9238 الناس، فرأى أبا جعفر عليه السّلام فعقل ناقته، و دخل و جثى على ركبتيه، و عليه شملة 9239 .
فقال أبو جعفر عليه السّلام: من أين جئت يا أعرابيّ؟
قال: جئت من أقصى البلدان.
قال أبو جعفر عليه السّلام: البلدان أوسع من ذاك 9240 فمن أين جئت؟
قال: جئت من الأحقاف.
[قال:] 9241 أحقاف عاد؟ قال: نعم.
[قال:] 9242 فرأيت ثمّة سدرة إذا مرّ التجّار بها استظلّوا بفيئها؟
قال: و ما علمك جعلني اللّه فداك؟
قال: هو عندنا في كتاب، و أيّ شيء رأيت أيضا؟
قال: رأيت واديا مظلما فيه الهام 9243 و البوم، لا يبصر قعره.