کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
يا أبا عبيدة ما من مسلم لقى أخاه المسلم، فصافحه و شبك أصابعه في أصابعه إلّا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق عن الشجر في اليوم الشاتي 9762 . 9763
(2) و منه: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال:
زاملت أبا جعفر عليه السّلام فحططنا الرحل، ثمّ مشى قليلا، ثمّ جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة، فقلت: جعلت فداك أو ما كنت معك في المحمل؟!
فقال: أو ما علمت أنّ المؤمن إذا جال جولة، ثمّ أخذ بيد أخيه، نظر اللّه إليهما بوجهه، فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه، و يقول للذنوب: «تحات عنهما» فتتحاتّ- يا أبا حمزة- كما يتحاتّ الورق عن الشجر، فيفترقان و ما عليهما من ذنب؟! 9764
(3) و منه: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد اللّه، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:
اتي أبي بالخمرة 9765 يوم الفطر، فأمر بردّها، ثمّ قال عليه السّلام: هذا يوم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يحبّ أن ينظر إلى آفاق السماء، و يضع وجهه على الأرض. 9766
(4) تاريخ دمشق: (بالاسناد) إلى ليث بن أبي سليم، قال: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و هو يذكر ذنوبه 9767 و ما يقول الناس فيه 9768 ، فبكى. 9769
7- باب صبره، و تسليمه، و رضاه عليه السّلام
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبّار، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابنا، قال:
كان قوم أتوا أبا جعفر عليه السّلام فوافقوا صبيّا له مريضا، فرأوا منه اهتماما و غمّا و جعل لا يقرّ 9770 ، قال: فقالوا: و اللّه لئن أصابه شيء إنّا لنتخوّف أن نرى منه ما نكره.
قال: فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه، فإذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحالة التي كان عليها، فقالوا له: جعلنا اللّه فداك، لقد كنّا نخاف ممّا نرى منك، أن لو وقع أن نرى منك ما يغمّنا؟ فقال لهم:
إنّا لنحبّ أن نعافى فيمن نحبّ، فإذا جاء أمر اللّه سلّمنا فيما يحبّ 9771 . 9772
2- التهذيب: أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة قال: ثقل ابن لجعفر، و أبو جعفر جالس في ناحية، فكان إذا دنا منه إنسان، قال:
لا تمسّه، فإنّه إنّما يزداد ضعفا، و أضعف ما يكون في هذه الحال، و من مسّه على هذه الحال أعان عليه. فلمّا قضى الغلام، أمر به، فغمّض عيناه، و شدّ لحياه 9773 .
ثمّ قال لنا: إنّا نجزع ما لم ينزل أمر اللّه، فإذا نزل أمر اللّه فليس لنا إلّا التسليم؛ ثمّ دعا بدهن فادّهن و اكتحل، و دعا بطعام، فأكل هو و من معه.
ثمّ قال: هذا هو الصبر الجميل.
ثمّ أمر به فغسّل، و لبس جبّة خزّ و مطرف خزّ و عمامة خزّ، و خرج و صلّى عليه. 9774
8- باب شكره عليه السّلام
الأخبار: الأئمّة: الصادق عليه السّلام:
1- كشف الغمّة: قال جعفر عليه السّلام: فقد أبي بغلة له، فقال:
لئن ردّها اللّه تعالى لأحمدنّه بمحامد يرضاها.
فما لبث أن اتي بها بسرجها و لجامها، فلمّا استوى عليها، و ضمّ إليه ثيابه، رفع رأسه إلى السماء، فقال: «الحمد للّه» فلم يزد؛ ثمّ قال: ما تركت و لا بقيت شيئا جعلت كلّ أنواع المحامد للّه عزّ و جلّ، فما من حمد إلّا و هو داخل فيما قلت. 9775
2- الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن حمّاد ابن عثمان، قال: خرج أبو عبد اللّه عليه السّلام من المسجد و قد ضاعت دابّته، فقال:
لئن ردّها اللّه عليّ لأشكرنّ اللّه حقّ شكره. قال: فما لبث أن أتي بها، فقال:
«الحمد للّه». فقال قائل له: جعلت فداك، أ ليس قلت: لأشكرنّ اللّه حقّ شكره؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: أ لم تسمعني قلت «الحمد للّه» 9776 . 9777
استدراك (1) لآلي الأخبار: نفرت بغلة لأبي جعفر عليه السّلام فيما بين مكّة و المدينة، فقال:
لئن ردّها اللّه عليّ لأشكرنّه حقّ شكره. فلمّا أخذها، قال:
الحمد للّه ربّ العالمين (ثلاث مرّات)، ثمّ قال: (ثلاث مرّات) شكرا للّه. 9778
8- أبواب سيره، و سننه، و آدابه عليه السّلام
1- باب سيرته عليه السّلام في النوافل
الأخبار: الأئمّة: الباقر عليه السّلام:
1- الكافي: علي، عن أبيه [عن حنان بن سدير، عن أبيه]، قال:
قلت لأبي جعفر عليه السّلام: أ تصلّي النوافل و أنت قاعد؟
فقال: ما اصلّيها إلّا و أنا قاعد، منذ حملت هذا اللّحم، و بلغت هذا السنّ. 9779
2- باب سيرته عليه السّلام في الحجّ
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن حمّاد بن عيسى، عن حسين بن المختار، عن أبي عبيدة، قال:
زاملت أبا جعفر عليه السّلام فيما بين مكّة و المدينة فلمّا انتهى إلى الحرم اغتسل و أخذ نعليه بيديه، ثمّ مشى في الحرم ساعة. 9780
استدراك (1) الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الصخر أحمد بن عبد الرحيم، عن الحسن بن علي- رجل كان يكون في جباية، مأمون- قال: دخلت أنا و رجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد اللّه
العلوي 9781 - قال أبو الصخر: و أظنّ أنّه من ولد عمر بن علي عليه السّلام، و كان أبو طاهر نازلا في دار الصيديين- فدخلنا عليه عند العصر، و بين يديه ركوة من ماء، و هو يتمسّح، فسلّمنا عليه، فردّ علينا السّلام، ثمّ ابتدأنا، فقال: معكما أحد؟ فقلنا:
لا. ثمّ التفت يمينا و شمالا هل يرى أحدا، ثمّ قال: أخبرني أبي، عن جدّي أنّه كان مع أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام بمنى و هو يرمي الجمرات، و أنّ أبا جعفر عليه السّلام رمى الجمارات فاستتمها، و بقي في يديه بقيّة، فعدّ خمس حصيّات، فرمى اثنتين في ناحية، و ثلاثا في ناحية، فقلت له: أخبرني جعلت فداك ما هذا، فقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط؟ أنا رأيتك رميت بحصاك، ثمّ رميت بخمس بعد ذلك، ثلاث في ناحية و اثنتين في ناحية. قال: نعم، إنّه إذا كان كلّ موسم اخرج الفاسقان غضّين طريّين فصلبا هاهنا لا يراهما إلّا إمام عدل، فرميت الأول بثنتين، و الآخر بثلاث لأنّ الآخر أخبث من الأوّل. 9782
*** 3- باب سيرته عليه السّلام في الأضاحي
الأخبار: الأئمّة: الصادق عليه السّلام:
1- الكافي: العدّة، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن فضيل، عن الكناني، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن لحوم الأضاحي؛
فقال عليه السّلام: كان عليّ بن الحسين، و أبو جعفر عليه السّلام، يتصدّقان بثلث على جيرانهم 9783 ، و ثلث على السؤال 9784 ، و ثلث يمسكانه 9785 لأهل البيت. 9786
4- باب سيرته عليه السّلام في سيره و ركوبه
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال عن عبيس 9787 بن هشام، عن عبد الكريم بن عمرو، عن الحكم بن محمد بن القاسم أنّه سمع عبد اللّه بن عطاء يقول: قال أبو جعفر عليه السّلام: قم، فأسرج دابّتين: حمارا و بغلا. فأسرجت حمارا و بغلا، فقدّمت إليه البغل، و رأيت أنّه أحبّهما إليه.
فقال: من أمرك أن تقدّم إليّ هذا البغل؟ قلت: اخترته لك.
قال: و أمرتك أن تختار لي؟! ثمّ قال: إنّ أحبّ المطايا إليّ الحمر.
قال: فقدّمت إليه الحمار، و أمسكت له بالركاب، فركب، فقال:
«الحمد للّه الذي هدانا للإسلام 9788 ، و علّمنا القرآن، و منّ علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله.
و الحمد للّه الذي سخّر لنا هذا، و ما كنّا له مقرنين 9789 ، و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون و الحمد للّه ربّ العالمين».
و سار و سرت حتّى إذا بلغنا موضعا آخر، قلت له: الصلاة جعلت فداك.
فقال: هذا وادي النمل، لا يصلّى 9790 فيه. حتى إذا بلغنا موضعا آخر، قلت له مثل
ذلك، فقال: هذه الأرض مالحة لا يصلّى فيها.
قال: حتى نزل هو من قبل نفسه، فقال لي: صلّيت- أو تصلّي 9791 - سبحتك 9792 ؟
قلت: هذه صلاة يسمّيها أهل العراق الزوال 9793 . فقال: أما [إنّ] 9794 هؤلاء الذين يصلّون هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السّلام، هي صلاة الأوّابين.
فصلّى و صلّيت، ثمّ أمسكت له بالركاب، ثمّ قال مثل ما قال في بدايته.
ثمّ قال: اللّهمّ العن المرجئة 9795 فإنّهم أعداؤنا في الدنيا و الآخرة. فقلت له:
ما ذكّرك- جعلت فداك- المرجئة؟ فقال عليه السّلام: خطروا على بالي. 9796
استدراك
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: حدّثنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا يوسف بن المهاجر الحدّاد، قال: