کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
عن أكل و شرب؟
قال: أمّا الصلاة المفروضة فالصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله؛
و أمّا الصوم فقوله: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا 10292 .
قال: فأخبرني عن شيء احلّ للخلق جميعا، و حرّم على شخص واحد؟
قال: تلك المراضع احلّت للخلق، و حرّمت على شخص واحد، و هو موسى عليه السّلام لقوله تعالى: وَ حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ 10293 .
قال: فأخبرني عن رجل مسلم محصن اخذ مع امرأة محصنة مسلمة، فوجب على الرجل الرجم، و لم يجب على المرأة شيئا؟ قال: هذا رجل أشهد على طلاق امرأته و هو غائب، ثمّ قدم فجامعها و لم تشعر بطلاقها، فرجم و تركت.
قال: فأخبرني عن رجل حرمت عليه امرأته من غير طلاق و لا خلع و لا طمث ثمّ حلّت له بعد ذلك؟ قال: ذاك رجل كان و امرأته محرمين، فلم يدركا الحجّ، فتربّصا إلى قابل حتّى فرغا من حجّهما.
قال: فأخبرني عن رجلين خطبا امرأة فحلّت لأحدهما، و لم تحلّ للآخر من غير معرفة و لا رحم و لا رضاع؟ قال: الذي حرمت عليه كان له أربع نسوة.
قال: فأخبرني عن رجل كان له غلامان طرق أحدهما الباب على مولاه، فقال له مولاه: اذهب فأنت حرّ. فادّعيا كلاهما العتق؟
قال: يسعى كلّ واحد منهما في نصف قيمته.
قال: فأخبرني عن رجلين كانا على سطح، فسقط أحدهما فمات، فحرّم على الآخر امرأته. قال: كانت امرأة الحيّ أمة للميّت، فصارت ميراثا.
فقال طاوس 10294 هذا- و اللّه- العلم، و اللّه يجعل رسالاته حيث شاء. 10295
4- المناقب لابن شهرآشوب: قال الأبرش الكلبي لهشام- مشيرا إلى الباقر عليه السّلام 10296 - من هذا الذي احتوشه 10297 أهل العراق [و] يسألونه؟
قال: هذا نبيّ الكوفة، و هو يزعم أنّه ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و باقر العلم و مفسّر القرآن، فاسأله مسألة لا يعرفها.
فأتاه، و قال: يا ابن عليّ، قرأت التوراة و الإنجيل، و الزبور و الفرقان؟
قال: نعم. قال: فإنّي، سائلك عن مسائل. قال: سل، فإن كنت مسترشدا فستنفع 10298 بما تسأل عنه، و إن كنت متعنّتا فتضلّ بما تسأل عنه.
قال: كم الفترة التي كانت بين محمّد و عيسى عليهما السّلام؟
قال: أمّا في قولنا فخمسمائة 10299 سنة، و أمّا في قولك فستّمائة سنة.
قال: فأخبرني عن قوله تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ 10300 ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟
قال: يحشر الناس على مثل قرصة النقّي 10301 ، فيها أنهار متفجّرة، يأكلون و يشربون حتّى يفرغ من الحساب. فقال هشام: قل له: ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ؟! قال: هم في النار أشغل، و لم يشغلوا عن أن قالوا:
أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ 10302 .
قال: فنهض الأبرش، و هو يقول: أنت ابن بنت رسول اللّه حقّا؛
ثمّ صار إلى هشام، فقال: دعونا منكم يا بنيّ اميّة، فإنّ هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء و الأرض، فهذا ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
و قد روى الكليني هذه الحكاية عن نافع غلام ابن عمر، و زاد فيه:
أنّه قال له الباقر عليه السّلام: ما تقول في أصحاب النهروان؟ فإن قلت: إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قتلهم بحقّ فقد ارتددت، و إن قلت: إنّه قتلهم باطلا فقد كفرت.
قال: فولّى من عنده و هو يقول: أنت- و اللّه- أعلم الناس حقا.
فأتى هشاما، الخبر. 10303
7- باب مناظرته عليه السّلام مع أبي حنيفة
الكتب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: أبو القاسم الطبري اللالكائي 10304 في شرح حجج أهل السنّة، أنّه قال أبو حنيفة لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السّلام: أجلس؟
و أبو جعفر عليه السّلام قاعد في المسجد؛
فقال أبو جعفر: أنت رجل مشهور، و لا أحبّ أن تجلس إليّ. قال: فلم يلتفت إلى أبي جعفر و جلس، فقال لأبي جعفر عليه السّلام: أنت الإمام؟ قال: لا.
قال: فإنّ قوما بالكوفة يزعمون أنّك إمام. قال: فما أصنع بهم.
قال: تكتب إليهم تخبرهم.
قال: لا يطيعوني، إنما نستدلّ على من غاب عنّا بمن حضرنا، قد أمرتك أن لا تجلس فلم تطعني، و كذلك 10305 لو كتبت إليهم ما أطاعوني.
فلم يقدر أبو حنيفة أن يدخل في الكلام. 10306
8- باب مناظرته عليه السّلام مع عبد اللّه بن معمّر الليثي
الأخبار: م
1- كشف الغمّة: قال الآبي في كتاب نثر الدرر: روي أنّ عبد اللّه بن معمّر الليثي 10307 قال لأبي جعفر عليه السّلام: بلغني أنّك تفتي في المتعة.
فقال: أحلّها اللّه في كتابه، و سنّها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عمل بها أصحابه.
فقال عبد اللّه: فقد نهى عنها عمر! قال: فأنت على قول صاحبك، و أنا على قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. قال عبد اللّه: فيسرّك أنّ نساءك فعلن ذلك؟
قال أبو جعفر عليه السّلام: و ما ذكر النساء هاهنا يا أنوك 10308 ؟ إنّ الذي أحلّها في كتابه و أباحها لعباده أغير منك و ممّن نهى عنها تكلّفا، بل يسرّك أنّ [بعض] حرمك تحت حائك من حاكة يثرب نكاحا؟ قال: لا. قال: فلم تحرّم ما أحلّ اللّه؟
قال: لا احرّم، و لكنّ الحائك ما هو لي بكفء. قال: فإنّ اللّه ارتضى عمله و رغّب فيه، و زوّجه حورا، أ فترغب عمّن رغّب اللّه فيه، و تستنكف ممّن هو كفو لحور الجنان كبرا و عتوّا؟
قال: فضحك عبد اللّه، و قال: ما أحسب صدوركم إلّا منابت أشجار العلم فصار لكم ثمره، و للناس ورقه. 10309
9- باب مناظرته عليه السّلام مع عاصم بن عمر
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: عليّ، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة، قال:
كنت قاعدا إلى جنب أبي جعفر عليه السّلام و هو محتب 10310 مستقبل الكعبة 10311 ، فقال:
أما إنّ النظر إليها عبادة. فجاء رجل من بجيلة يقال له: «عاصم بن عمر» 10312 فقال لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ كعب الأحبار كان يقول: إنّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كلّ غداة. فقال له أبو جعفر عليه السّلام: فما تقول فيما قال كعب؟
فقال: صدق القول ما قال كعب. فقال له أبو جعفر عليه السّلام: كذبت، و كذب كعب الأحبار معك. و غضب- قال زرارة: ما رأيته استقبل أحدا يقول كذبت غيره-
ثمّ قال: ما خلق اللّه عزّ و جلّ بقعة في الأرض أحبّ إليه منها- ثمّ أومأ بيده نحو الكعبة- و لا أكرم على اللّه عزّ و جلّ منها، لها حرّم اللّه عزّ و جلّ الأشهر الحرم في كتابه، يوم خلق السماوات و الأرض، ثلاثة متوالية للحجّ:
شوّال، و ذو العقدة، و ذو الحجّة، و شهر مفرد للعمرة، و هو رجب. 10313
10- باب مناظرته عليه السّلام مع عبد اللّه بن قيس الماصر و مع من أرسله
الأخبار: الأئمة: الصادق عليه السّلام:
1- الكافي: عليّ بن محمّد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن
سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:
دخل عبد اللّه بن قيس الماصر 10314 على أبي جعفر عليه السّلام فقال:
أخبرني عن الميّت لم يغسّل غسل الجنابة؟ فقال أبو جعفر عليه السّلام: لا أخبرك.
فخرج من عنده، فلقى بعض الشيعة، فقال له: العجب لكم يا معشر الشيعة تولّيتم هذا الرجل، و أطعتموه، فلو دعاكم إلى عبادته لأجبتموه! و قد سألته عن مسألة فما كان عنده فيها شيء.
فلمّا كان من قابل دخل عليه أيضا، فسأله عنها، فقال: لا اخبرك بها.
فقال عبد اللّه بن قيس لرجل من أصحابه: انطلق إلى الشيعة فأصحبهم، و أظهر عندهم موالاتك إيّاهم، و لعنتي و التبرّي منّي، فإذا كان وقت الحجّ، فأتني حتّى أدفع إليك ما تحجّ 10315 به، و اسألهم أن يدخلوك على محمّد بن عليّ، فإذا صرت إليه، فاسأله عن الميّت لم يغسّل غسل الجنابة؟
فانطلق الرجل إلى الشيعة، فكان معهم إلى وقت الموسم، فنظر إلى دين القوم فقبّله بقبوله، و كتم ابن قيس أمره مخافة أن يحرم الحجّ؛
فلمّا كان وقت الحجّ أتاه فأعطاه حجّة، و خرج، فلمّا صار بالمدينة، قال له أصحابه: تخلّف في المنزل حتّى نذكرك له، و نسأله ليأذن لك؛
فلمّا صاروا إلى أبي جعفر عليه السّلام قال لهم: أين صاحبكم؟ ما أنصفتموه.
قالوا: لم نعلم ما يوافقك 10316 من ذلك. فأمر بعض من [حضر أن] يأتيه به؛
فلمّا دخل على أبي جعفر عليه السّلام قال له: مرحبا، كيف رأيت ما أنت فيه اليوم ممّا كنت فيه قبل؟ فقال: يا ابن رسول اللّه لم أكن في شيء.
فقال: صدقت أما إنّ عبادتك يومئذ كانت أخفّ عليك من عبادتك اليوم، لأنّ الحقّ ثقيل، و الشيطان موكّل بشيعتنا، لأنّ سائر الناس قد كفوه أنفسهم 10317 ، إنّي
سأخبرك بما قال لك ابن قيس الماصر قبل أن تسألني عنه، و اصيّر الأمر في تعريفه إيّاه إليك، إن شئت أخبرته، و إن شئت لم تخبره؛