کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
و دخل الأشجع السلمي على الصادق عليه السّلام فوجده عليلا، فجلس و سأل [عن علّة مزاجه] فقال له الصادق عليه السّلام: تعدّ 11394 عن العلّة، و اذكر ما جئت له، فقال:
ألبسك اللّه منه عافية
في نومك المعترى و في أرقك 11395
تخرج من جسمك السقام كما
اخرج ذلّ الفعال من عنقك
فقال: يا غلام! أيّش معك؟ قال: أربع مائة. قال: أعطها للأشجع.
و في عروس النرماشيري: إنّ سائلا سأله حاجة، فأسعفها 11396 ، فجعل السائل يشكره، فقال عليه السّلام:
إذا ما طلبت خصال الندى
و قد عضّك 11397 الدهر من جهده
فلا تطلبنّ إلى كالح 11398
أصاب اليسارة من كدّه
و لكن عليك بأهل العلى
و من ورّث المجد عن جدّه
فذاك إذا جئته طالبا
تحبّ اليسارة من جدّه 11399
استدراك (1) الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: رأيت مسمعا 11400 بالمدينة، و قد كان حمل إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام تلك السنة مالا؛
فردّه أبو عبد اللّه عليه السّلام، فقلت له: لم ردّ عليك أبو عبد اللّه المال الّذي حملته إليه؟
قال: فقال لي: إنّي قلت له حين حملت إليه المال: إنّي كنت ولّيت البحرين الغوص، فأصبت أربعمائة ألف درهم، و قد جئتك بخمسها بثمانين ألف درهم، و كرهت أن أحبسها 11401
عنك، و أن أعرض لها، و هي حقّك الّذي جعله اللّه تبارك و تعالى في أموالنا.
فقال: أو مالنا من الأرض و ما أخرج اللّه منها إلّا الخمس يا أبا سيّار!؟ إنّ الأرض كلّها لنا، فما أخرج اللّه منها من شيء فهو لنا، فقلت له: و أنا أحمل إليك المال كلّه؟
فقال: يا أبا سيّار! قد طيّبناه لك، و أحللناك منه، فضمّ إليك مالك؛
و كلّ ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محلّلون حتّى يقوم قائمنا، فيجبيهم طسق 11402 ما كان في أيديهم و يترك الأرض في أيديهم:
و أمّا ما كان في أيدي غيرهم، فإنّ كسبهم من الأرض حرام عليهم، حتّى يقوم قائمنا، فيأخذ الأرض من أيديهم و يخرجهم صغرة.
قال عمر بن يزيد: فقال لي أبو سيّار: ما أرى أحدا من أصحاب الضياع، و لا ممّن يلي الأعمال يأكل حلالا غيري إلّا من طيّبوا له ذلك.
التهذيب: سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن ابن محبوب (مثله). 11403
*** 16- باب صبره و تسليمه عليه السّلام و رضاه بقضاء اللّه تعالى
الأخبار، الأئمّة: الحسن العسكري، عن آبائه، عن الكاظم عليهم السّلام.
1- عيون أخبار الرضا: المفسّر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ، عن آبائه، عن موسى بن جعفر عليهم السّلام قال: نعي إلى الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام ابنه إسماعيل بن جعفر، و هو أكبر أولاده، و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه، فتبسّم ثمّ دعا بطعامه، و قعد مع ندمائه، و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيّام، و يحثّ ندماءه، و يضع بين أيديهم، و يعجبون منه أن لا يروا للحزن أثرا، فلمّا فرغ، قالوا: يا ابن رسول اللّه! لقد رأينا عجبا، أصبت بمثل هذا الابن و أنت كما ترى!؟
قال: و مالي لا أكون كما ترون، و قد جاء في خبر أصدق الصادقين «أنّي ميّت و إيّاكم» 11404 إنّ قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم، و لم ينكروا من يخطفه 11405 الموت منهم، و سلّموا لأمر خالقهم عزّ و جلّ. 11406
2- دعوات الراوندي: كان للصادق عليه السّلام ابن، فبينا هو يمشي بين يديه إذ غصّ فمات، فبكى و قال: لئن أخذت لقد أبقيت، و لئن ابتليت لقد عافيت؛
ثمّ حمل إلى النساء، فلمّا رأينه صرخن، فأقسم عليهنّ أن لا يصرخن؛
فلمّا أخرجه للدفن، قال: سبحان من يقتل أولادنا و لا نزداد له إلّا حبّا؛
فلمّا دفنه، قال: يا بنيّ! وسّع اللّه في ضريحك، و جمع بينك و بين نبيّك، و قال عليه السّلام:
إنّا قوم نسأل اللّه ما نحبّ فيمن نحبّ فيعطينا، فإذا أحبّ ما نكره فيمن نحبّ رضينا. 11407
استدراك (1) الاصول الستّة عشر: روى عبد الملك بن حكيم في كتابه الّذي رواه هارون بن موسى التلعكبري بإسناده عنه، عن بشير النبّال، قال:
كنت على الصفا و أبو عبد اللّه عليه السّلام قائم عليها إذ انحدر و انحدرت معه، و أقبل أبو الدوانيق على حمارته، و معه جنده على خيل و على إبل، فزحموا أبا عبد اللّه عليه السّلام حتّى خفت عليه من خيلهم، و أقبلت أقيه بنفسي و أكون بينهم و بينه، قال: فقلت في نفسي:
يا ربّ عبدك و خير خلقك في أرضك، و هؤلاء شرّ من الكلاب قد كانوا يفتنونه!
قال: فالتفت إليّ و قال: يا بشير! قلت: لبيك. قال: ارفع طرفك لتنظر.
قال: فإذا- و اللّه- واقية من اللّه أعظم ممّا عسيت أن أصفه.
قال: فقال: يا بشير! إنّا اعطينا ما ترى، و لكنّا امرنا أن نصبر، فصبرنا. 11408
*** 17- باب شكره عليه السّلام
الأخبار، الأصحاب:
1- بصائر الدرجات: الهيثم النهدي، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، قال:
كنت مع أبي عبد اللّه عليه السّلام بالمدينة و هو راكب حماره، فنزل و قد كنّا صرنا إلى السوق أو قريبا من السوق، قال: فنزل و سجد و أطال السجود، و أنا أنتظره، ثمّ رفع رأسه.
قال: قلت: جعلت فداك، رأيتك نزلت فسجدت؟!
قال: إنّي ذكرت نعمة اللّه عليّ.
قال: قلت: قرب السوق، و الناس يجيئون و يذهبون؟! قال: إنّه لم يرني أحد. 11409
18- باب وفائه عليه السّلام
1- الخرائج، و المناقب لابن شهرآشوب: هشام بن الحكم، قال:
كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الصادق عليه السّلام في حجّة كلّ سنة، فينزله أبو عبد اللّه عليه السّلام في دار من دوره في المدينة، و طال حجّه و نزوله؛
فأعطى أبا عبد اللّه عليه السّلام عشرة آلاف درهم ليشتري له دارا، و خرج إلى الحجّ؛
فلمّا انصرف، قال: جعلت فداك، اشتريت لي الدار؟ قال: نعم، و أتى بصكّ فيه:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى جعفر بن محمّد (لفلان بن فلان) الجبلي، اشترى له دارا في الفردوس، حدّها الأوّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الحدّ الثاني أمير المؤمنين عليه السّلام،
و الحدّ الثالث الحسن بن عليّ عليهما السّلام، و الحدّ الرابع الحسين بن عليّ عليهما السّلام»
فلمّا قرأ الرجل ذلك، قال: قد رضيت جعلني اللّه فداك.
قال: فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّي أخذت ذلك المال ففرّقته في ولد الحسن و الحسين عليهما السّلام، و أرجو أن يتقبّل اللّه ذلك، و يثيبك به الجنّة.
قال: فانصرف الرجل إلى منزله، و كان الصكّ معه، ثمّ اعتلّ علّة الموت، فلمّا حضرته الوفاة جمع أهله و حلّفهم أن يجعلوا الصكّ معه، ففعلوا ذلك؛
فلمّا أصبح القوم غدوا إلى قبره، فوجدوا الصكّ على ظهر القبر مكتوب عليه:
وفى وليّ اللّه «جعفر بن محمّد» بما قال. 11410 المناقب لابن شهرآشوب: قرأت في شوق العروس [و انس النفوس] 11411 ، عن أبي عبد اللّه الدامغاني أنّه سمع ليلة المعراج من بطنان العرش قائلا يقول:
من يشتري قبّة في الخلد ثابتة
في ظلّ طوبى رفيعات مبانيها
دلّالها المصطفى و اللّه بائعها
ممّن أراد و جبريل مناديها 11412
2- و منه: عليّ بن أبي حمزة، قال: كان لي صديق من كتّاب 11413 بني اميّة، فقال لي:
استأذن لي على أبي عبد اللّه عليه السّلام، فاستأذنت له، فلمّا دخل سلّم و جلس، ثمّ قال:
جعلت فداك، إنّي كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا، و أغمضت في مطالبه.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: لو لا أنّ بني اميّة وجدوا من يكتب لهم، و يجبي لهم الفيء 11414 ،
و يقاتل عنهم، و يشهد جماعتهم، لما سلبونا حقّنا؛
و لو تركهم الناس و ما في أيديهم، ما وجدوا شيئا إلّا ما وقع في أيديهم.
فقال الفتى: جعلت فداك، فهل لي من مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال:
أفعل، قال: اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، و من لم تعرف تصدّقت به، و أنا أضمن لك على اللّه الجنّة.
قال: فأطرق الفتى طويلا، فقال: قد فعلت جعلت فداك.
قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الأرض إلّا خرج منه حتّى ثيابه الّتي كانت على بدنه؛
قال: فقسمنا له قسمة، و اشترينا له ثيابا، و بعثنا له بنفقة.
قال: فما أتى عليه أشهر قلائل حتّى مرض، فكنّا نعوده، قال: فدخلت عليه يوما و هو في السياق 11415 ففتح عينيه، ثمّ قال: يا عليّ! و فى لي- و اللّه- صاحبك؛
قال: ثمّ مات فولّينا أمره، فخرجت حتّى دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام؛
فلمّا نظر إليّ قال: يا عليّ! و فينا- و اللّه- لصاحبك.
فقلت: صدقت جعلت فداك، هكذا قال لي- و اللّه- عند موته. 11416
3- كشف الغمّة: قال أبو بصير:
كان لي جار يتبع السلطان، فأصاب مالا، فاتّخذ قيانا 11417 و كان يجمع الجموع، و يشرب المسكر، و يؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرّة، فلم ينته، فلمّا ألححت عليه، قال:
يا هذا! أنا رجل مبتلى، و أنت رجل معافى، فلو عرّفتني لصاحبك، رجوت أن يستنقذني اللّه بك، فوقع ذلك في قلبي، فلمّا صرت الى أبي عبد اللّه عليه السّلام ذكرت له حاله، فقال لي:
إذا رجعت إلى الكوفة فإنّه سيأتيك، فقل له: يقول لك جعفر بن محمّد:
دع ما أنت عليه، و أضمن لك على اللّه الجنّة.
قال: فلمّا رجعت إلى الكوفة، أتاني فيمن أتى، فاحتبسته حتّى خلا منزلي، فقلت:
يا هذا! إنّي ذكرتك لأبي عبد اللّه عليه السّلام فقال: اقرأه السلام، و قل له: يترك ما هو عليه، و أضمن له على اللّه الجنّة. فبكى، ثمّ قال: اللّه! قال لك جعفر هذا؟
قال: فحلفت له أنّه قال لي ما قلت لك، فقال لي: حسبك، و مضى؛
فلمّا كان بعد أيّام بعث إليّ و دعاني، فإذا هو خلف باب داره عريان، فقال:
يا أبا بصير! ما بقي في منزلي شيء، إلّا و قد أخرجته، و أنا كما ترى.
فمشيت إلى إخواني فجمعت له ما كسوته [به]، ثمّ لم يأت عليه إلّا أيّام يسيرة، حتّى بعث إليّ: أنّي عليل فاتني، فجعلت أختلف إليه و اعالجه حتّى نزل به الموت؛
فكنت عنده جالسا، و هو يجود بنفسه 11418 ، ثمّ غشي عليه غشية ثمّ أفاق، فقال:
يا أبا بصير! قد وفى صاحبك لنا، ثمّ مات؛
فحججت، فأتيت أبا عبد اللّه عليه السّلام فاستأذنت عليه، فلمّا دخلت، قال لي- ابتداء من داخل البيت، و إحدى رجليّ في الصحن، و الاخرى في دهليز 11419 داره-:
يا أبا بصير! قد وفينا لصاحبك. 11420
19- باب صدقه عليه السّلام
الأخبار، الأئمّة، الباقر عليه السّلام:
1- كفاية الأثر: عن محمّد بن مسلم، عن الباقر عليه السّلام أنّه قال: