کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
فدخلني من ذلك ما شاء اللّه، حتّى كأنّ قلبي يشرّح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة 11440 بالشام لا يخطئ في الواو و شبهه، و جئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كلّه!
فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر، فسأله عن تلك الآية، فأخبره بخلاف ما أخبرني و أخبر صاحبي 11441 ، فسكنت نفسي، فعلمت أنّ ذلك منه تقيّة.
قال: ثمّ التفت إليّ، فقال: يا ابن أشيم! إنّ اللّه عزّ و جلّ فوّض إلى سليمان بن داود عليهما السّلام، فقال: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ 11442 و فوّض إلى نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 11443
فما فوّض إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد فوّضه إلينا. 11444
2- المناقب لابن شهرآشوب: عبد الغفّار الجازي، و أبو الصباح الكناني، قال عليه السّلام:
إنّي أتكلّم على سبعين وجها، لي من كلّها المخرج. 11445
3- باب سيرته عليه السّلام في الصلاة
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: الحسين بن محمّد، عن عبد اللّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن ابن فضّال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام و هو يصلّي، فعددت له في الركوع و السجود ستّين تسبيحة. 11446
2- و منه، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن حمزة بن حمران، و الحسن بن زياد، قالا:
دخلنا على أبي عبد اللّه عليه السّلام و عنده قوم، فصلّى بهم العصر- و قد كنّا صلّينا- فعددنا له في ركوعه «سبحان ربّي العظيم و بحمده» أربعا- أو ثلاثا- و ثلاثين مرّة.
و قال أحدهما في حديثه: «و بحمده» في الركوع و السجود سواء. 11447
4- باب سيرته عليه السّلام في قراءته
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن النعمان، عن يعقوب بن شعيب، عن حسين بن خالد، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قلت له: في كم أقرأ القرآن؟ فقال: اقرأه أخماسا، اقرأه أسباعا، أما إنّ عندي مصحف مجزّأ أربعة عشر جزء. 11448
2- فلاح السائل: روي أنّ مولانا [جعفر بن محمّد] الصادق عليهما السّلام كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه، فلمّا أفاق سئل ما الّذي أوجب ما انتهت حالك إليه؟
فقال ما معناه: ما زلت اكرّر آيات القرآن حتّى بلغت إلى حال كأنّني 11449 سمعتها مشافهة
ممّن أنزلها. 11450
5- باب سيرته عليه السّلام في القراءة ليلة الجمعة
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن عليّ بن أسباط، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن زيد الشحّام، قال:
قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام- و نحن في الطريق في ليلة الجمعة-:
اقرأ فإنّها ليلة الجمعة قرآنا، فقرأت: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ* يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ 11451 ؛
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: نحن- و اللّه- الّذي رحم اللّه، و نحن- و اللّه- الّذي استثنى اللّه، [و] لكنّا 11452 نغني عنهم. 11453
6- باب سيرته عليه السّلام في دعائه
استدراك
الأخبار: الأئمّة: الرضا، عن أبيه، عن الصادق عليه السّلام:
(1) أمالي الطوسي: الحسن بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن الطوسي، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه عليّ بن عليّ- أخي دعبل
الخزاعي- عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال:
سمعت أبي «جعفر بن محمّد» يقول إذا أمسى: أمسينا و أمسى الملك للّه الواحد القهّار، و الحمد للّه ربّ العالمين، الحمد للّه الّذي أذهب بالنهار، و جاء بالليل، و نحن في عافية منه؛
اللهمّ هذا خلق جديد قد غشّانا، فما علمت فيه من خير فسهّله و قيّضه و اكتبه أضعافا مضاعفة، و ما علمت فيه من شرّ فتجاوز عنه برحمتك؛
أمسيت لا أملك ما أرجو، و لا أدفع شرّ ما أخشى، أمسى الأمر لغيري، و أمسيت مرتهنا بكسبي، و أمسيت لا فقير أفقر منّي، فسع- لفقري- من سعتك- ممّا كتبت على نفسك- التقوى ما أبقيتني، و الكرامة إذا توفّيتني، و الصبر على ما ابتليتني، و البركة فيما رزقتني، و العزم على طاعتك فيما بقي من عمري، و الشكر لك فيما أنعمت به عليّ. 11454
(2) و منه: بهذا الإسناد: و كان يقول إذا خرج إلى الصلاة:
اللهمّ إنّي أسألك بحقّ السائلين لك، و بحقّ مخرجي هذا، فإنّي لم أخرج أشرا و لا بطرا، و لا رياء و لا سمعة، و لكن خرجت ابتغاء رضوانك، و اجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار. 11455
*** الأخبار:
1- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن سحيم 11456 ، عن ابن أبي يعفور، قال:
سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول- و هو رافع يده إلى السماء-:
ربّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، لا أقلّ من ذلك، و لا أكثر.
قال: فما كان بأسرع من أن تحدّر الدموع من جوانب لحيته؛
ثمّ أقبل عليّ، فقال: يا ابن أبي يعفور! إنّ يونس بن متّى عليه السّلام وكّله اللّه عزّ و جلّ إلى نفسه أقلّ من طرفة عين، فأحدث ذلك الذنب. قلت: فبلغ به كفرا؟ أصلحك اللّه.
قال: لا، و لكنّ الموت على تلك الحال هلاك 11457 . 11458
2- قرب الإسناد: أحمد و عبد اللّه ابنا محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول- و هو ساجد-:
اللّهمّ اغفر لي و لأصحاب أبي، فإنّي أعلم أنّ فيهم من ينتقصني. 11459
استدراك (3) تفسير القمّي: حدّثني أبي، عن الفضل بن أبي قرّة، قال:
رأيت أبا عبد اللّه يطوف من أوّل الليل إلى آخره و هو يقول: اللهمّ وقني شحّ نفسي.
فقلت: جعلت فداك، ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء!
فقال: و أيّ شيء أشدّ من شحّ النفس! إنّ اللّه يقول:
وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* 11460 . 11461
(4) الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، قال: كان أبو عبد اللّه عليه السّلام إذا خرج يقول:
«اللهمّ بك خرجت، و لك أسلمت، و بك آمنت، و عليك توكّلت؛
اللهمّ بارك لي في يومي هذا، و ارزقني فوزه و فتحه و نصره و طهوره و هداه و بركته، و اصرف عنّي شرّه و شرّ ما فيه، بسم اللّه و باللّه، و اللّه أكبر، و الحمد للّه ربّ العالمين.
اللهمّ إنّي قد خرجت فبارك لي في خروجي، و انفعني به.
قال: و إذا دخل في منزله قال ذلك.
المحاسن: محمّد بن عليّ (مثله). 11462
(5) الكافي: محمّد بن يحيى و غيره، عن محمّد بن أحمد، و محمّد بن الحسين جميعا، عن موسى بن عمر، عن غسّان البصري، عن معاوية بن وهب؛
و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد اللّه عليه السّلام فقيل لي: ادخل. فدخلت، فوجدته في مصلّاه في بيته، فجلست حتّى قضى صلاته، فسمعته و هو يناجي ربّه و يقول:
يا من خصّنا بالكرامة و خصّنا بالوصيّة، و وعدنا الشفاعة، و أعطانا علم ما مضى و ما بقي، و جعل أفئدة من الناس تهوي إلينا 11463 ؛
اغفر لي و لإخواني و لزوّار قبر أبي [عبد اللّه] الحسين عليه السّلام، الّذين أنفقوا أموالهم و أشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، رجاء لما عندك في صلتنا، و سرورا أدخلوه على نبيّك صلواتك عليه و آله، و إجابة منهم لأمرنا، و غيظا أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضاك.
فكافهم عنّا بالرضوان، و اكلأهم بالليل و النهار، و اخلف على أهاليهم و أولادهم الّذين خلّفوا بأحسن الخلف، و أصحبهم و اكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، و كلّ ضعيف من خلقك أو شديد، و شرّ شياطين الإنس و الجنّ، و أعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غربتهم عن أوطانهم، و ما آثرونا به على أبنائهم و أهاليهم و قرباتهم، اللهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، و خلافا منهم على من خالفنا؛
فارحم تلك الوجوه الّتي قد غيّرتها الشمس، و ارحم تلك الخدود الّتي تقلّبت على حفرة أبي عبد اللّه عليه السّلام، و ارحم تلك الأعين الّتي جرت دموعها رحمة لنا.