کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
يذهب اللّه عنه نحس ليلته [فليفتتح ليلته] بصدقة، يدفع اللّه عنه نحس ليلته».
فقلت: و إنّي افتتحت خروجي بصدقة، فهذا خير لك من علم النجوم. 11666
2- و منه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن شعيب، عن الحسين بن الحسن، عن عاصم، عن يونس، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:
أنّه كان يتصدّق بالسكّر، فقيل له: أ تتصدّق بالسكّر؟
فقال: نعم، إنّه ليس شيء أحبّ إليّ منه، فأنا أحبّ أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ. 11667
استدراك
(37) باب صدقته عليه السّلام على غير المسلم
(1) الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن مرازم، عن مصادف، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام بين مكّة و المدينة، فمررنا على رجل في أصل شجرة و قد ألقى بنفسه، فقال: مل بنا إلى هذا الرجل، فإنّي أخاف أن يكون قد أصابه عطش.
فملنا فإذا رجل من الفراسين 11668 طويل الشعر، فسأله أ عطشان أنت؟
فقال: نعم. فقال لي: انزل يا مصادف فاسقه. فنزلت فسقيته؛
ثمّ ركبت و سرنا، فقلت: هذا نصرانيّ! فتتصدّق على نصرانيّ؟
فقال: نعم، إذا كانوا في مثل هذا الحال. 11669
38- باب سيرته عليه السّلام في صلة الرحم
الأخبار، الأصحاب:
1- أمالي الطوسي: روي عن أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمّد بن الزبير، عن عليّ بن [الحسن بن] فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن أبي جعفر الخثعمي- قريب إسماعيل ابن جابر- قال: أعطاني أبو عبد اللّه عليه السّلام خمسين دينارا في صرّة، فقال [لي]:
ادفعها إلى رجل من بني هاشم و لا تعلمه أنّي أعطيتك شيئا، قال: فأتيته؛
فقال: من أين هذا؟ جزاه اللّه خيرا. فما يزال كلّ حين يبعث بها فنكون ممّا يعيش فيه إلى قابل، و لكن لا يصلني جعفر بدرهم، في كثرة ماله! 11670
2- تنبيه الخواطر: الفضل بن أبي قرّة 11671 ، قال: كان أبو عبد اللّه عليه السّلام يبسط رداءه و فيه صرر الدنانير، فيقول للرسول: اذهب بها إلى فلان و فلان- من أهل بيته- و قل لهم: هذه بعث بها إليكم من العراق.
قال: فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال، فيقولون: أمّا أنت فجزاك اللّه خيرا بصلتك قرابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أمّا جعفر فحكم اللّه بيننا و بينه!
قال: فخرّ أبو عبد اللّه عليه السّلام ساجدا، و يقول: اللهمّ أذلّ رقبتي لولد أبي. 11672
39- باب سيرته عليه السّلام مع أصحابه
الأخبار، الأصحاب، عنه عليه السّلام:
1- أمالي الطوسي: الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن أحمد ابن إبراهيم، عن الحسن بن عليّ الزعفراني، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:
لوددت أنّي و أصحابي في فلاة من الأرض حتّى نموت، أو يأتي اللّه بالفرج. 11673
2- [العدد القويّة]: قال الثوري لجعفر بن محمّد عليهما السّلام:
يا ابن رسول اللّه! اعتزلت الناس؟
فقال: يا سفيان! فسد الزمان، و تغيّر الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد، ثمّ قال:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب
و الناس بين مخاتل و موارب 11674
يفشون بينهم المودّة و الصفا
و قلوبهم محشوّة بعقارب
[و قال الواقدي:
جعفر بن محمّد من الطبقة الخامسة من التابعين من أهل المدينة]. 11675
استدراك
(40) باب سيرته عليه السّلام مع صديقه
(1) الكافي: أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن سلام، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن النعمان الجعفي، قال:
كان لأبي عبد اللّه عليه السّلام صديق لا يكاد يفارقه إذا ذهب مكانا؛
فبينما هو يمشي معه في الحذّائين، و معه غلام له سندي يمشي خلفهما إذ التفت الرجل يريد غلامه- ثلاث مرّات- فلم يره، فلمّا نظر في الرابعة قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟
قال: فرفع أبو عبد اللّه عليه السّلام يده فصكّ بها جبهة نفسه، ثمّ قال:
سبحان اللّه تقذف امّه، قد كنت أرى أنّ لك ورعا، فإذا ليس لك ورع؛
فقال: جعلت فداك، إنّ امّه سنديّة مشركة؛
فقال: أ ما علمت أنّ لكلّ أمّة نكاحها، تنحّ عنّي.
قال: فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق الموت بينهما.
و في رواية اخرى: إنّ لكلّ أمّة نكاحا يحتجزون به عن الزنا. 11676
*** 41- باب سيرته عليه السّلام مع الغالية 11677
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن بعض أصحاب أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:
خرج إلينا أبو عبد اللّه عليه السّلام و هو مغضب، فقال: إنّي خرجت آنفا في حاجة، فتعرّض لي [بعض] سودان المدينة، فهتف بي: لبّيك يا جعفر بن محمّد، لبّيك!
فرجعت عودي على بدئي 11678 إلى منزلي خائفا ذعرا ممّا قال [حتّى] سجدت في مسجدي لربّي، و عفّرت له وجهي، و ذلّلت له نفسي، و برئت إليه ممّا هتف بي؛
و لو أنّ عيسى بن مريم عدا ما قال اللّه فيه إذا لصمّ صمّا لا يسمع بعده أبدا، و عمي عمى، لا يبصر بعده أبدا، و خرس خرسا لا يتكلّم بعده أبدا.
ثمّ قال: لعن اللّه أبا الخطّاب 11679 ، و قتله بالحديد. 11680
استدراك (1) أصل زيد النرسي: قال: لمّا لبّى 11681 أبو الخطّاب بالكوفة، و ادّعى في أبي عبد اللّه عليه السّلام ما ادّعاه، دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام مع عبيدة بن زرارة، فقلت له:
جعلت فداك، لقد ادّعى أبو الخطّاب و أصحابه فيك أمرا عظيما؛
إنّه لبّى بلبّيك جعفر، لبّيك معراج! و زعم أصحابه أنّ أبا الخطّاب اسري به إليك، فلمّا هبط إلى الأرض (من ذلك) دعا إليك، و لذا لبّى بك.
قال: فرأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام قد أرسل دمعته من حماليق 11682 عينيه، و هو يقول:
يا ربّ برئت 11683 إليك ممّا ادّعى فيّ الأجدع 11684 عبد بني أسد:
خشع لك شعري و بشري، عبد لك، ابن عبد لك، خاضع ذليل.
ثمّ أطرق ساعة في الأرض كأنّه يناجي شيئا، ثمّ رفع رأسه و هو يقول:
أجل، أجل! عبد خاضع خاشع ذليل لربّه، صاغر راغم من ربّه، خائف و جل؛
لي و اللّه ربّ أعبده لا اشرك به شيئا، ماله؟ أخزاه اللّه و أرعبه، و لا آمن روعته يوم القيامة.
ما كانت تلبية الأنبياء هكذا و لا تلبية الرسل، إنّما لبّيت «بلبّيك اللهمّ لبّيك، [لبّيك] لا شريك لك» ثمّ قمنا من عنده؛
فقال: يا زيد! إنّما قلت لك هذا لأستقرّ في قبري، يا زيد! استر ذلك عن الأعداء. 11685
(2) تأريخ جرجان: أخبرني محمّد بن عبد الرحمن بن وهب السقطي بالبصرة، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي الرجال الصلحي، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا محمّد بن جعفر المدائني، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عيسى الجرجاني، قال:
قلت لجعفر بن محمّد: إن شئت أخبرتك بما سمعت القوم يقولون، قال: فهات. قال:
قلت: فإنّ طائفة منهم عبدوك، اتّخذوك إلها من دون اللّه، و طائفة اخرى والوا لك بالنبوّة! قال: فبكى حتّى ابتلّت لحيته، ثمّ قال:
إن أمكنني اللّه من هؤلاء و لم أسفك دماءهم، سفك اللّه دم ولدي على يدي. 11686
*** 42- باب سيرته عليه السّلام مع مماليكه
الأخبار، الأصحاب:
1- كتاب الحسين بن سعيد: ابن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن الصيقل، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام جالسا، فبعث غلاما له أعجميّا في حاجة إلى رجل، فانطلق ثمّ رجع، فجعل أبو عبد اللّه عليه السّلام يستفهمه الجواب، و جعل الغلام لا يفهمه مرارا، قال:
فلمّا رأيته لا يتغيّر لسانه و لا يفهمه ظننت أنّه عليه السّلام سيغضب عليه، قال:
و أحدّ عليه السّلام النظر إليه، ثمّ قال: أما و اللّه لئن كنت عييّ اللسان فما أنت بعييّ القلب.
ثمّ قال: إنّ الحياء و العفاف و العيّ- عيّ اللسان، لا عيّ القلب- من الإيمان؛
و الفحش و البذاء و السلاطة من النفاق. 11687
2- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد اللّه الحجّال، عن حفص بن أبي عائشة، قال: بعث أبو عبد اللّه عليه السّلام غلاما له في حاجة فأبطأ؛
فخرج أبو عبد اللّه عليه السّلام على أثره لمّا أبطأ [عليه] فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروّحه 11688 حتّى انتبه [فلمّا انتبه] قال له أبو عبد اللّه عليه السّلام:
يا فلان! و اللّه ما ذلك لك، تنام الليل و النهار؟ لك الليل، و لنا منك النهار.
المناقب لابن شهرآشوب: عن حفص 11689 بن أبي عائشة (مثله). 11690
43- باب سيرته عليه السّلام في عتقه مواليه
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن سنان، عن غلام أعتقه أبو عبد اللّه عليه السّلام: 11691