کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
حنّان، عن شعيب، قال:
تكارينا لأبي عبد اللّه عليه السّلام قوما يعملون في بستان له، و كان أجلهم إلى العصر؛
فلمّا فرغوا، قال لمعتّب: أعطهم أجورهم قبل أن يجفّ عرقهم. 11703
48- باب سيرته عليه السّلام في أمواله
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمّر بن خلّاد، قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول:
إنّ رجلا أتى جعفرا عليه السّلام شبيها بالمستنصح له، فقال له:
يا أبا عبد اللّه! كيف صرت، اتّخذت الأموال قطعا متفرّقة؟! و لو كانت في موضع واحد كان أيسر لمؤونتها، و أعظم لمنفعتها.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: اتّخذتها متفرّقة، فإن أصاب هذا المال شيء سلم هذا، و الصرّة تجمع هذا كلّه. 11704
49- باب سيرته عليه السّلام في أملاكه
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: أحمد بن إدريس؛ و غيره، عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن الريّان، عن أبيه، عن يونس، أو غيره، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:
قلت له: جعلت فداك، بلغني أنّك كنت تفعل في غلّة 11705 عين زياد شيئا، و أنا احبّ أن أسمعه منك. قال: فقال لي: نعم؛
كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم، ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر
في كلّ يوم أن يوضع عشر بنيّات 11706 ، يعقد على كلّ بنيّة عشرة، كلّما أكل عشرة جاء عشرة اخرى، يلقى لكلّ نفس منهم مد من رطب.
و كنت آمر لجيران الضيعة كلّهم: الشيخ، و العجوز، و الصبيّ، و المريض، و المرأة، و من لا يقدر أن يجيء فيأكل منها، لكلّ إنسان منهم مدّ، فإذا كان الجذاذ 11707 أوفيت القوّام، و الوكلاء، و الرجال اجرتهم، و أحمل الباقي إلى المدينة، ففرّقت في أهل البيوتات، و المستحقّين، و الراحلتين و الثلاثة و الأقلّ و الأكثر على قدر استحقاقهم؛
و حصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار، و كان غلّتها أربعة آلاف دينار. 11708
50- باب سيرته عليه السّلام في معيشته، و طلب الرزق
الأخبار، الأصحاب:
(1) الكافي: العدّة، عن سهل، عن الدهقان، عن درست، عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال:
استقبلت أبا عبد اللّه عليه السّلام في بعض طرف المدينة في يوم صائف شديد الحرّ؛
فقلت: جعلت فداك، حالك عند اللّه عزّ و جلّ، و قرابتك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنت تجهد نفسك 11709 في مثل هذا اليوم!
فقال: يا عبد الأعلى! خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك. 11710
استدراك (1) الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال:
سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: إنّي لأعمل في بعض ضياعي حتّى أعرق- و إنّ لي من يكفيني- ليعلم اللّه عزّ و جلّ أنّي أطلب الرزق الحلال. 11711
*** 51- باب سيرته عليه السّلام في الكيل
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: العدّة، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن داود بن سرحان، قال:
رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام يكيل تمرا بيده، فقلت:
جعلت فداك، لو أمرت بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك؛
[فقال: يا داود إنّه لا يصلح المرء المسلم إلّا ثلاثة:
التفقّه في الدين، و الصبر على النائبة، و حسن التقدير في المعيشة]. 11712
52- باب سيرته عليه السّلام في الزراعة و السقي
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن سنان، عن إسماعيل بن جابر، قال: أتيت أبا عبد اللّه عليه السّلام و إذا هو في حائط له، بيده مسحاة، و هو يفتح بها الماء، و عليه قميص شبه الكرابيس 11713 ، كأنّه مخيّط عليه من ضيقه. 11714
2- و منه: العدّة، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم ابن سليمان، قال: حدّثني جميل بن صالح، عن أبي عمرو الشيباني، قال:
رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام و بيده مسحاة، و عليه إزار غليظ يعمل في حائط له، و العرق يتصابّ عن ظهره، فقلت: جعلت فداك، أعطني أكفك.
فقال لي: إنّي احبّ أن يتأذّى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة. 11715
53- باب سيرته عليه السّلام في التجارة
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: العدّة، عن سهل، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن عذافر، عن أبيه، قال: أعطى أبو عبد اللّه عليه السّلام أبي ألفا و سبعمائة دينار، فقال له:
اتّجر لي بها، ثمّ قال: أما إنّه ليس لي رغبة في ربحها، و إن كان الربح مرغوبا فيه؛
و لكنّي أحببت أن يراني اللّه عزّ و جلّ متعرّضا لفوائده؛
قال: فربحت له فيها مائة دينار، ثمّ لقيته، فقلت له: قد ربحت لك فيها مائة دينار.
قال: ففرح أبو عبد اللّه عليه السّلام بذلك فرحا شديدا، فقال لي: أثبتها في رأس مالي.
قال: فمات أبي و المال عنده، فأرسل إليّ أبو عبد اللّه عليه السّلام فكتب:
عافانا اللّه و إيّاك، إنّ لي عند أبي محمّد ألفا و ثمان مائة دينار، أعطيته يتّجر بها، فادفعها إلى عمر بن يزيد.
قال: فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه: «لأبي موسى عليه السّلام عندي ألف و سبعمائة دينار، و أتّجر له، فيها مائة دينار، عبد اللّه بن سنان، و عمر بن يزيد يعرفانه»
و منه 11716 : عليّ بن محمّد، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن عذافر، عن أبيه (مثله اختصارا). 11717
2- و منه: أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أحمد بن النضر، عن أبي جعفر الفزاري، قال: دعا أبو عبد اللّه عليه السّلام مولى له، يقال له: مصادف؛
فأعطاه ألف دينار و قال له: تجهّز حتّى تخرج إلى مصر، فإنّ عيالي قد كثروا.
قال: فتجهّز بمتاع، و خرج مع التجّار إلى مصر، فلمّا دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر، فسألوهم عن المتاع الّذي معهم ما حاله في المدينة، و كان متاع العامّة 11718 ؛
فأخبروهم أنّه ليس بمصر منه شيء، فتحالفوا و تعاقدوا على أن لا ينقّصوا متاعهم من ربح الدينار دينارا، فلمّا قبضوا أموالهم و انصرفوا إلى المدينة، فدخل مصادف على أبي عبد اللّه عليه السّلام و معه كيسان في كلّ واحد ألف دينار، فقال: جعلت فداك، هذا رأس المال، و هذا الآخر ربح. فقال: إنّ هذا الربح كثير، و لكن ما صنعتم 11719 في المتاع؟ فحدّثه كيف صنعوا، و كيف تحالفوا، فقال: سبحان اللّه تحلفون على قوم مسلمين ألّا تبيعوهم إلّا بربح الدينار دينارا؟ ثمّ أخذ أحد الكيسين، فقال: هذا رأس مالي، و لا حاجة لنا في هذا الربح؛
ثمّ قال: يا مصادف! مجالدة 11720 السيوف أهون من طلب الحلال. 11721
54- باب سيرته عليه السّلام في المعيشة في الغلاء
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: محمّد بن يحيى، عن عليّ بن إسماعيل، عن عليّ بن الحكم، عن جهم ابن أبي جهم 11722 ، عن معتّب، قال:
قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام- و قد تزيّد السعر بالمدينة-: كم عندنا من طعام؟
قال: قلت: عندنا ما يكفينا أشهرا كثيرة.
قال: أخرجه و بعه، قال: قلت له: و ليس بالمدينة طعام! قال: بعه.
فلمّا بعته، قال: اشتر مع الناس يوما بيوم، و قال:
يا معتّب! اجعل قوت عيالي نصفا شعيرا، و نصفا حنطة، فإنّ اللّه يعلم أنّي واجد 11723 أن اطعمهم الحنطة على وجهها، و لكنّي احبّ أن يراني اللّه قد أحسنت تقدير المعيشة. 11724
استدراك (1) الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن حمّاد بن عثمان، قال: أصاب أهل المدينة غلاء و قحط حتّى أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير و يأكله، و يشتري ببعض الطعام؛
و كان عند أبي عبد اللّه عليه السّلام طعام جيّد قد اشتراه أوّل السنة، فقال لبعض مواليه:
اشتر لنا شعيرا فاخلط بهذا الطعام أو بعه، فإنّا نكره أن نأكل جيّدا، و يأكل الناس ردّيا. 11725
55- باب سيرته عليه السّلام في المعيشة في الرخص
الأخبار، الأصحاب:
1- المحاسن للبرقي: عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن بعض أصحابه، قال:
كان أبو عبد اللّه عليه السّلام ربما أطعمنا الفرانيّ و الأخبصة، ثمّ يطعم الخبز و الزيت؛
فقيل له: لو دبّرت أمرك حتّى يعتدل؛
فقال: إنّما تدبيرنا من اللّه، إذا وسّع علينا وسّعنا، و إذا قتّر قتّرنا. 11726
56- باب سيرته عليه السّلام في السقم
الأخبار، الأصحاب:
1- أمالي الطوسي: أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمّد بن الزبير، عن عليّ بن [الحسن بن] فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن أحمد بن رزق، عن يحيى بن العلاء، قال:
كان أبو عبد اللّه عليه السّلام مريضا مدنفا 11727 ، فأمر، فاخرج إلى مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فكان فيه، حتّى أصبح ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان. 11728
استدراك (1) الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن فضالة ابن أيّوب، عن عمر بن أبان، و سيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار، قال:
دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام في مرضة مرضها لم يبق منه إلّا رأسه 11729 ، فقال: