کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
ثمّ قال: ربّ ربّ، حتّى انقطع نفسه؛
ثمّ قال: يا اللّه يا اللّه، حتّى انقطع نفسه؛
ثمّ قال: يا حيّ يا حيّ، حتّى انقطع نفسه؛
ثمّ قال: يا رحيم يا رحيم، حتّى انقطع نفسه؛
ثمّ قال: يا أرحم الراحمين- حتّى انقطع نفسه- سبع مرّات؛
ثمّ قال: اللهمّ إنّي أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه، اللهمّ و إنّ برديّ قد أخلقا 12038 .
قال الليث: فو اللّه ما استتمّ كلامه حتّى نظرت إلى سلّة مملوّة عنبا- و ليس على الأرض يومئذ عنب- و بردين جديدين موضوعين، فأراد أن يأكل فقلت له: أنا شريكك.
فقال لي: و لم؟ فقلت: لأنّك كنت تدعو، و أنا أؤمّن؛
فقال لي: تقدّم فكل و لا تخبّأ شيئا. فتقدّمت فأكلت شيئا لم آكل مثله قطّ، و إذا عنب لا عجم 12039 له فأكلت حتّى شبعت، و السلّة لم تنقص.
ثمّ قال لي: خذ أحد البردين إليك. فقلت: أمّا البردان، فإنّي غنيّ عنهما.
فقال لي: توار عنّي حتّى ألبسهما، فتواريت عنه فاتّزر بالواحد، و ارتدى بالآخر، ثمّ أخذ البردين الّذين كانا عليه، فجعلهما على يده و نزل، فاتّبعته، حتّى إذا كان بالمسعى لقيه رجل، فقال: اكسني كساك اللّه. فدفعهما إليه؛ فلحقت الرجل، فقلت: من هذا؟
قال: هذا جعفر بن محمّد. قال الليث: فطلبته لأسمع منه، فلم أجده؛
فيا لهذه الكرامة ما أسناها! و يا لهذه المنقبة ما أعظم صورتها و معناها. 12040
أقول: ثمّ قال عليّ بن عيسى:
حديث الليث مشهور، و قد ذكره جماعة من الرواة و نقلة الحديث؛
و أوّل ما رأيته في كتاب المستغيثين تأليف الفقيه العالم أبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن مسعود بن بشكوال 12041 رحمه اللّه، و هذا الكتاب قرأته على الشيخ العدل رشيد الدين أبي عبد اللّه محمّد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم، و هو قرأه على الشيخ العالم محيي الدين استاذ دار الخلافة أبي محمّد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، و هو يرويه عن مؤلّفه، إجازة و كانت قراءتي في شعبان من سنة ستّ و ثمانين و ستّمائة، بداري المطلّة على دجلة ببغداد، عمّرها اللّه تعالى؛
و قد أورد هذا الحديث جماعة من الأعيان، و ذكره الشيخ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزيّ رحمه اللّه في كتابه صفة الصفوة، و كلّهم يرويه عن الليث، و كان ثقة معتبرا. 12042
3- باب معجزته عليه السّلام في العنب و الرمّان
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب، و الخرائج و الجرائح:
روي أنّ داود بن كثير الرقّي، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام فدخل عليه موسى ابنه، و هو ينتفض [من البرد]؛
فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت في كنف 12043 اللّه، متقلّبا في نعم (رحمة، خ) اللّه، أشتهي عنقود عنب جرشي 12044 و رمّانة [خضراء].
قلت: سبحان اللّه هذا الشتاء!!
فقال: يا داود! إنّ اللّه قادر على كلّ شيء، ادخل البستان.
[فدخلته] فإذا شجرة عليها عنقود من عنب جرشي و رمّانة [خضراء]، فقلت:
آمنت بسرّكم و علانيتكم [فقطعتهما] و أخرجتهما إلى موسى، فقعد يأكل، فقال:
يا داود! و اللّه لهذا أفضل من رزق قديم، خصّ اللّه به مريم بنت عمران من الافق الأعلى. 12045
4- باب معجزته عليه السّلام في العنب و الرطب [باجابته دعائه عليه السّلام]
الأخبار، الأصحاب:
1- المزار الكبير لمحمّد بن المشهدي: بإسناده، عن سفيان الثوري، قال:
سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام و هو بعرفة، يقول:
«اللهمّ اجعل خطواتي هذه الّتي خطوتها في طاعتك، كفّارة لما خطوتها في معصيتك» و ساق الدعاء إلى قوله:
«و أنا ضيفك فاجعل قراي 12046 الجنّة، و أطعمني عنبا و رطبا».
قال سفيان: فو اللّه لقد هممت أن أنزل و أشتري له تمرا و موزا، و أقول له: هذا عوض العنب و الرطب، فإذا أنا بسلّتين مملوءتين قد وضعتا بين يديه و إحداهما رطب، و الاخرى عنب، (تمام الخبر). 12047
3- أبواب معجزاته عليه السّلام في الجبال
1- باب معجزته عليه السّلام في الجبال و إقبالها عليه
الأخبار، الأصحاب:
1- الاختصاص: الحسن بن عليّ الزيتوني، و محمّد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن محبوب، عن الحسن بن عطيّة، قال:
كان أبو عبد اللّه عليه السّلام واقفا على الصفا، فقال له عبّاد البصري 12048 : حديث يروى عنك.
قال: و ما هو؟ قال: قلت: حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنيّة.
قال: قد قلت ذلك، إنّ المؤمن لو قال لهذه الجبال: أقبلي، أقبلت.
قال: فنظرت إلى الجبال قد أقبلت.
فقال لها: على رسلك، إنّي لم اردك. 12049
2- باب آخر [في إطاعة الجبال لأمره عليه السّلام]
الأخبار، الأصحاب:
1- الخرائج و الجرائح: روي أنّ عبد الرحمن بن الحجّاج، قال:
كنت مع أبي عبد اللّه عليه السّلام بين مكّة و المدينة، و هو على بغلة و أنا على حمار، و ليس معنا أحد، فقلت: يا سيّدي! ما علامة الإمام؟
قال: يا عبد الرحمن! لو قال لهذا الجبل: سر، لسار.
فنظرت- و اللّه- إلى الجبل يسير، فنظر إليه، فقال: إنّي لم أعنك. 12050
3- باب آخر، على وجه آخر [في معرفته عليه السّلام بحال الجبال]
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: محمّد بن الفيض، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال أبو جعفر الدوانيقي للصادق عليه السّلام: تدري ما هذا؟ قال: و ما هو؟
قال: جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد، فهو جيّد للبياض يكون في العين، يكحّل به فيذهب بإذن اللّه.
قال: نعم أعرفه، و إن شئت أخبرتك باسمه و حاله، هذا جبل كان عليه نبيّ من أنبياء بني إسرائيل هاربا من قومه، فعبد اللّه عليه، فعلم قومه فقتلوه، فهو يبكي على ذلك النبيّ، و هذه القطرات من بكائه له، و من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل و النهار، و لا يوصل إلى تلك العين. 12051
4- أبواب معجزاته عليه السّلام في البحار و الجبّ و الأنهار
1- باب معجزته عليه السّلام في البحر
الأخبار، الأصحاب:
1- بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ، عن محمّد بن عمّار، عن أبي بصير، قال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام فركض 12052 برجله الأرض، فإذا بحر فيه سفن من فضّة، فركب و ركبت معه، حتّى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضّة، فدخلها ثمّ خرج؛
فقال: رأيت الخيمة الّتي دخلتها أوّلا؟ فقلت: نعم.
قال: تلك خيمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الاخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السّلام، و الثالثة خيمة فاطمة عليها السلام، و الرابعة خيمة خديجة عليها السلام، و الخامسة خيمة الحسن عليه السّلام، و السادسة خيمة الحسين عليه السّلام، و السابعة خيمة عليّ بن الحسين عليه السّلام، و الثامنة خيمة أبي عليه السّلام، و التاسعة خيمتي، و ليس أحد منّا يموت إلّا و له خيمة يسكن فيها. 12053
2- باب آخر، و هو من الأوّل
الأخبار، الأصحاب:
1- عيون المعجزات المنسوب إلى السيّد المرتضى 12054 رضي اللّه عنه: عن عليّ بن مهران، عن داود بن كثير الرقّي، قال:
كنّا في منزل أبي عبد اللّه عليه السّلام و نحن نتذاكر فضائل الأنبياء عليهم السّلام فقال عليه السّلام مجيبا لنا:
و اللّه ما خلق اللّه نبيّا إلّا و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أفضل منه، ثمّ خلع خاتمه، و وضعه على الأرض
و تكلّم بشيء، فانصدعت الأرض و انفرجت بقدرة اللّه عزّ و جلّ؛
فإذا نحن ببحر عجّاج 12055 ، في وسطه سفينة خضراء من زبرجدة خضراء، في وسطها قبّة من درّة بيضاء، حولها دار خضراء، مكتوب عليها «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أمير المؤمنين، بشّر القائم فإنّه يقاتل الأعداء، و يغيث المؤمنين، و ينصره عزّ و جلّ بالملائكة في عدد نجوم السماء».
ثمّ تكلّم صلوات اللّه عليه بكلام، فثار ماء البحر، و ارتفع مع السفينة، فقال:
ادخلوها، فدخلنا القبّة الّتي في السفينة، فإذا فيها أربعة كراسي من ألوان الجواهر، فجلس هو على أحدها، و أجلسني على واحد، و أجلس موسى و إسماعيل عليهما السّلام كلّ واحد منهما على كرسي، ثمّ قال عليه السّلام للسفينة:
سيري بقدرة اللّه تعالى. فسارت في بحر عجّاج بين جبال الدرّ و اليواقيت.
ثمّ أدخل يده في البحر، و أخرج دررا و ياقوتا، فقال:
يا داود! إن كنت تريد الدنيا فخذ حاجتك.
فقلت: يا مولاي! لا حاجة لي في الدنيا. فرمى به في البحر، و غمس يده في البحر و أخرج مسكا و عنبرا، فشمّه و شمّمني، و شمّم موسى و إسماعيل عليهما السّلام؛
ثمّ رمى به في البحر، و سارت السفينة حتّى انتهينا إلى جزيرة عظيمة [فيما] بين ذلك البحر، و إذا فيها قباب من الدرّ الأبيض، مفروشة بالسندس و الاستبرق 12056 ، عليها ستور الارجوان 12057 ، محفوفة بالملائكة؛
فلمّا نظروا إلينا، أقبلوا مذعنين له بالطاعة، مقرّين له بالولاية؛
فقلت: مولاي! لمن هذه القباب؟ فقال: للأئمّة من ذريّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛
كلّما قبض إمام صار إلى هذا الموضع، إلى الوقت المعلوم، الّذي ذكره اللّه تعالى.