کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
فحملناه، و تجهّزنا إلى المدينة، و حللنا بمسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فصلّينا ركعتين، و سألنا:
من القائم بأمور الناس، و المستخلف فيها؟
فقالوا لنا: زيد بن عليّ، و ابن أخيه جعفر بن محمّد عليهما السّلام.
فقصدنا زيدا في مسجده، و سلّمنا عليه، فردّ علينا السلام و قال: من أين أقبلتم؟ قلنا:
أقبلنا من أرض خراسان لنعرف إمامنا، و من نقلّده امورنا. فقال: قوموا.
و مشى بين أيدينا حتّى دخل داره، فأخرج إلينا طعاما، فأكلنا، ثمّ قال: ما تريدون؟
فقلنا له: نريد أن ترينا ذا الفقار و القضيب و الخاتم و البرد و اللوح الّذي فيه تثبيت الأئمّة عليهم السّلام، فإنّ ذلك لا يكون إلّا عند الإمام.
قال: فدعا بجارية له، [فدعا سفطا] فأخرجت إليه سفطا، فاستخرج منه سيفا في أديم أحمر، عليه سجف أخضر، فقال: هذا ذو الفقار. و أخرج إلينا قضيبا، و دعا بدرع 12356 من فضّة، و استخرج منه خاتما و بردا، و لم يخرج اللوح الّذي فيه تثبيت الأئمّة عليهم السّلام؛
فقام أبو لبابة من عنده [و قال:] قوموا بنا حتّى نرجع إلى مولانا غدا، فنستوفي ما نحتاج إليه، و نوفّيه ما عندنا و معنا.
[قال:] فمضينا نريد جعفر بن محمّد عليهما السّلام، فقيل لنا:
إنّه مضى إلى حائط له، فما لبثنا إلّا ساعة حتّى أقبل و قال: يا موسى بن عطيّة النيسابوري! و يا أبا لبابة! و يا طهمان! و يا أيّها الوافدون من أرض خراسان! إليّ فأقبلوا.
ثم قال: يا موسى! ما أسوأ ظنّك بربّك و بإمامك، لم جعلت في الفضّة الّتي معك فضّة غيرها، و في الذهب ذهبا غيره؟ أردت أن تمتحن إمامك، و تعلم ما عنده في ذلك، و جملة المال مائة ألف درهم.
ثمّ قال: يا موسى بن عطيّة! إنّ الأرض و من عليها للّه و لرسوله و للإمام من بعد رسوله، أتيت عمّي زيدا، فأخرج إليكم من السفط ما رأيتم، و قمتم من عنده قاصدين إليّ.
ثمّ قال: يا موسى بن عطيّة! و يا أيّها الوافدون من خراسان! أرسلكم أهل بلدكم لتعرفوا الإمام و تطالبوه بسيف [اللّه] ذي الفقار الّذي فضّل به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نصر به أمير المؤمنين
عليه السّلام و أيّده، فأخرج إليكم زيد ما رأيتموه.
قال: ثمّ أومأ بيده إلى فصّ خاتم له، فقلعه، ثمّ قال:
سبحان اللّه، الّذي أودع الذخائر وليّه و النائب عنه في خليقته، ليريهم قدرته، و يكون الحجّة عليهم حتّى إذا عرضوا على النار بعد المخالفة لأمره، قال: أ ليس هذا بالحقّ؟
قالُوا بَلى وَ رَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* 12357 .
قال: ثمّ أخرج لنا من وسط الخاتم البردة و القضيب و اللوح الّذي فيه تثبيت الأئمّة عليه السّلام؛
ثمّ قال: سبحان الّذي سخّر للإمام كلّ شيء، و جعل له مقاليد السماوات و الأرض لينوب عن اللّه في خلقه، و يقيم فيهم حدوده [كما تقدّم إليه ليثبت حجّة اللّه على خلقه] فإنّ الإمام حجّة اللّه تعالى في خلقه.
ثمّ قال: ادخل الدار أنت و من معك بإخلاص و إيقان و إيمان.
قال: فدخلت أنا و من معي، فقال: يا موسى! ترى التور الّذي في زاوية البيت؟
فقلت: نعم. قال: ائتني به، فأتيته [به] و وضعته بين يديه؛
و جئت بمروحة و نقربها على التور، و تكلّم بكلام خفيّ؛
قال: فلم تزل الدنانير تخرج منه حتّى حالت بيني و بينه؛
ثمّ قال: يا موسى بن عطيّة! اقرأ: بسم اللّه الرحمن الرحيم
- لقد كفر- الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ 12358 لم نرد مالكم، لأنّا فقراء، و ما أردنا إلّا لنفرّقه على أوليائنا من الفقراء و ننتزع حقّ اللّه من الأغنياء، فإنّها عقدة فرضها اللّه عليكم، قال اللّه عزّ و جلّ:
و قال عزّ و جلّ: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ 12360 .
قال: ثمّ رمق الدنانير بعينه، فتبادرت إلى كوّ 12361 كان في المجلس.
ثمّ قال: أحسنوا إلى إخوانكم المؤمنين، وصلوهم و لا تقطعوهم؛
فإنّكم إن وصلتموهم كنتم منّا و معنا، و لنا، لا علينا، و إن قطعتموهم انقطعت العصمة بيننا و بينكم، لا موصلين و لا مفصلين 12362 .
فردّ المال إلى أصحابه، و أخذ الفضّة الّتي وضعت في الفضّة، و الذهب الّذي وضع في الذهب، و أمرهم أن يصلوا بذلك أولياءنا و شيعتنا الفقراء، فإنّه الواصل إلينا، و نحن المكافئون عليه.
قال: ثمّ قال: يا موسى بن عطيّة! أراك أصلع، ادن منّي.
فدنوت منه، فأمرّ يده على رأسي، فرجع الشعر قططا 12363 ، فقال: يكون معك ذا حجّة.
فقال: ادن منّي يا أبا لبابة! و كان في عينه كوكب 12364 ، فتفل في عينه، فسقط ذلك الكوكب.
و قال: هاتان حجّتان إذا سألكما سائل فقولا: إمامنا فعل ذلك بنا.
و ودّعنا و ودّعناه، و هو إمامنا إلى يوم البعث، و رجعنا إلى بلدنا بالذهب و الفضّة. 12365
9- أبواب جمل تواريخه و أحواله عليه السّلام مع خلفاء زمانه
1- باب جمل تواريخه و أحواله عليه السّلام معهم
الكتب:
1- المناقب لابن شهرآشوب:
ولد الصادق عليه السّلام بالمدينة، يوم الجمعة، عند طلوع الفجر.
و يقال: يوم الإثنين، لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل، سنة ثلاث و ثمانين.
و قالوا: سنة ستّ و ثمانين. فأقام مع جدّه اثنتي عشرة سنة، و مع أبيه تسع عشرة سنة، و بعد أبيه أيّام إمامته أربعا و ثلاثين سنة.
فكان في سنيّ إمامته، ملك إبراهيم بن الوليد 12366 ، و مروان الحمار 12367 .
ثمّ صارت المسوّدة 12368 من أرض خراسان مع أبي مسلم، سنة اثنتين و ثلاثين و مائة؛
و انتزعوا الملك من بني اميّة، و قتلوا مروان الحمار.
ثمّ ملك أبو العبّاس السفّاح 12369 أربع سنين و ستّة أشهر و أيّاما، ثمّ ملك أخوه أبو جعفر
المنصور 12370 احدى و عشرين سنة و أحد عشر شهرا و أيّاما، و بعد مضيّ سنتين من ملكه، قبض عليه السّلام في شوّال سنة ثمان و أربعين و مائة، و قيل: يوم الإثنين النصف من رجب. 12371
2- باب آخر، و هو من الأوّل
الكتب:
1- إعلام الورى: ولد عليه السّلام بالمدينة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث و ثمانين من الهجرة، و مضى عليه السّلام في النصف من رجب.
و يقال: في شوّال سنة ثمان و أربعين و مائة، و له خمس و ستّون سنة.
أقام فيها مع جدّه و أبيه اثنتي عشرة سنة، و مع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة، و بعد أبيه أيّام إمامته أربعا و ثلاثين سنة.
و كان في أيّام إمامته بقيّة ملك هشام بن عبد الملك 12372 ؛
و ملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك 12373 ؛
و ملك يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقّب بالناقص 12374 ؛
و ملك إبراهيم بن الوليد؛
و ملك مروان بن محمّد الحمار.
ثمّ صارت المسوّدة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.
فملك أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس الملقّب بالسفّاح، أربع سنين و ثمانية أشهر؛
ثمّ ملك أخوه أبو جعفر عبد اللّه الملقّب بالمنصور، إحدى و عشرين سنة و أحد عشر شهرا.
و توفّي الصادق عليه السّلام بعد عشر سنين من ملكه 12375 ؛
و دفن بالبقيع، مع أبيه و جدّه و عمّه الحسن عليهم السّلام. 12376
3- باب آخر [في حاله عليه السّلام مع الدوانيقي]
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: بإسناده الآتي في أبواب أحواله عليه السّلام مع المنصور الدوانيقي 12377 ، عن معاوية بن عمّار، و العلاء بن سيّابة، و ظريف بن ناصح، قال:
لمّا بعث أبو الدوانيق إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام، و ساق إلى إحضاره و جرى الكلام بينهما- إلى أن قال عليه السّلام-:
يا أمير المؤمنين! إنّه لم ينل منّا أهل البيت أحد دما إلّا سلبه اللّه ملكه.
فغضب لذلك و استشاط 12378 ، فقال: على رسلك 12379 يا أمير المؤمنين، إنّ هذا الملك كان في
آل أبي سفيان؛
فلمّا قتل يزيد حسينا عليه السّلام سلبه اللّه ملكه، فورثه آل مروان؛
فلمّا قتل هشام زيدا 12380 سلبه اللّه ملكه، فورثه مروان بن محمّد؛