کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
الديكة، و نغانغ 12619 كنغانغ الديكة، و أجنحة كأجنحة الطير، من ألوان أشدّ بياضا من الفضّة المجلوّة.
فقال الخليفة: هلمّ الطشت. فجئت بها، و فيها ذلك الخلق، و إذا هو- و اللّه- كما وصفه جعفر عليه السّلام، فلمّا نظر إليه جعفر، قال: هذا هو الخلق الذي يسكن الموج المكفوف.
فأذن له بالانصراف، فلمّا خرج، قال [الخليفة]:
ويلك يا ربيع! هذا الشجا المعترض في حلقي، من أعلم الناس.
كشف الغمّة: من دلائل الحميريّ (مثله). 12620
3- باب فيما جرى بينه عليه السّلام و بين المنصور في الذباب
الأخبار، الأصحاب:
1- علل الشرائع: ما جيلويه، عن عمّه، عن البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن الربيع حاجب 12621 المنصور، قال: قال المنصور يوما لأبي عبد اللّه عليه السّلام و قد وقع على المنصور ذباب فذبّه عنه، ثمّ وقع عليه، فذبّه عنه [ثمّ وقع عليه، فذبّه عنه]، فقال:
يا أبا عبد اللّه! لأيّ شيء خلق اللّه عزّ و جلّ الذباب؟ قال: ليذلّ به الجبّارين.
المناقب لابن شهرآشوب: حلية الأولياء، عن أحمد بن المقدام الرازي (مثله). 12622
4- باب آخر في إذن المنصور له عليه السّلام في إفشاء العلم
الأخبار، الأصحاب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر:
إنّ المنصور قد كان همّ بقتل أبي عبد اللّه عليه السّلام غير مرّة، فكان إذا بعث إليه و دعاه ليقتله، فإذا نظر إليه هابه و لم يقتله، غير أنّه منع الناس عنه، و منعه من القعود للناس، و استقصى عليه أشدّ الاستقصاء، حتّى أنّه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه، في نكاح أو طلاق أو غير ذلك، فلا يكون علم ذلك عندهم، و لا يصلون إليه، فيعتزل الرجل و أهله؛
فشقّ ذلك على شيعته و صعب عليهم، حتّى ألقى اللّه عزّ و جل في روع 12623 المنصور أن يسأل الصادق عليه السّلام ليتحفه 12624 بشيء من عنده، لا يكون لأحد مثله، فبعث إليه بمخصرة 12625 كانت للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طولها ذراع، ففرح بها فرحا شديدا، و أمر أن تشقّ له أربعة أرباع، و قسّمها في أربعة مواضع.
ثمّ قال له: ما جزاؤك عندي إلّا أن اطلق لك، و تفشي علمك لشيعتك، و لا أتعرّض لك، و لا لهم، فاقعد غير محتشم، و أفت الناس، و لا تكن في بلد أنا فيه.
ففشى العلم عن الصادق عليه السّلام. 12626
16- أبواب سائر ما جرى بينه عليه السّلام و بين المنصور
1- باب [نصائحه و مواعظه عليه السّلام للمنصور]
الأخبار، الأصحاب:
1- أمالي الطوسي: جماعة، عن أبي المفضّل، عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبيه، عن عمّه عبد الوهّاب بن محمّد بن إبراهيم، [عن أبيه] قال:
بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهم السّلام و أمر بفرش فطرحت له إلى جانبه، فأجلسه عليها، ثمّ قال: عليّ بمحمّد، عليّ بالمهدي، يقول ذلك مرارا.
فقيل له: الساعة [الساعة] يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلّا أنّه يتبخّر.
فما لبث أن وافى و قد سبقته رائحته، فأقبل المنصور على جعفر عليه السّلام؛
فقال: يا أبا عبد اللّه! حديث حدّثتنيه في صلة الرحم، اذكره يسمعه المهدي.
قال: نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
إنّ الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيّرها اللّه عزّ و جلّ ثلاثين سنة، و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة، فيصيّرها اللّه ثلاث سنين، ثمّ تلا عليه السّلام
يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ 12627 .
قال: هذا حسن يا أبا عبد اللّه، و ليس إيّاه أردت.
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السّلام قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلة الرحم تعمّر الديار، و تزيد في الأعمار، و إن كان أهلها غير أخيار.
قال: هذا حسن يا أبا عبد اللّه، و ليس هذا أردت.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السّلام قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلة الرحم تهوّن الحساب، و تقي ميتة السوء.
قال المنصور: نعم، إيّاه أردت. 12628
2- باب آخر [في طلبه عليه السّلام عين أبي زياد من المنصور]
الأخبار، الأصحاب:
1- مقاتل الطالبيّين: بإسناده 12629 إلى أيّوب بن عمر، قال: لقي جعفر عليه السّلام أبا جعفر المنصور، فقال: [يا أمير المؤمنين!] أردد عليّ عين أبي زياد آكل من سعفها.
قال: إيّاي تكلّم بهذا الكلام؟! و اللّه لأزهقنّ نفسك.
قال: لا تعجل قد بلغت ثلاثا و ستّين، و فيها مات أبي، و جدّي عليّ بن أبي طالب، فعليّ كذا و كذا إن آذيتك بشيء 12630 أبدا؛
و إن بقيت بعدك إن آذيت الّذي يقوم مقامك. فرقّ له و أعفاه. 12631
3- باب آخر [في إخباره عليه السّلام المنصور بدنوّ أجله]
الأخبار، الأصحاب:
1- كشف الغمّة: من كتاب الحافظ عبد العزيز، قال: حدّث أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ [بن الحسين بن عليّ] بن أبي طالب عليهم السّلام 12632
قال: كتب إليّ عبّاد بن يعقوب يخبرني عن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد عليهما السّلام، عن أبيه، قال:
دخل جعفر بن محمّد عليهما السّلام على أبي جعفر المنصور، فتكلّم، فلمّا خرج من عنده أرسل إلى جعفر بن محمّد فردّه، فلمّا رجع حرّك شفتيه بشيء، فقيل له: ما قلت؟
قال: قلت: اللهمّ إنّك 12633 تكفي من كلّ شيء، و لا يكفي منك شيء، فاكفنيه.
فقال له: ما يقرّك 12634 عندي؟
فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: قد بلغت أشياء 12635 لم يبلغها أحد من آبائي في الإسلام،
و ما أراني أصحبك إلّا قليلا، ما أرى هذه السنة تتمّ لي.
قال: فإن بقيت؟ قال: ما أراني أبقى.
قال: فقال أبو جعفر: احسبوا له. فحسبوا، فمات في شوّال. 12636
4- باب آخر [في مواعظه عليه السّلام للمنصور]
الكتب:
1- كشف الغمّة: و قال الآبيّ 12637 : قال- للصادق عليه السّلام- أبو جعفر المنصور:
إنّي قد عزمت على أن اخرّب المدينة، و لا أدع بها نافخ ضرمة 12638 .
فقال: يا أمير المؤمنين! لا أجد بدّا من النصاحة لك، فاقبلها إن شئت أو لا.
قال: [قل. قال عليه السّلام:] إنّه قد مضى لك ثلاثة أسلاف: أيّوب عليه السّلام ابتلي فصبر، و سليمان عليه السّلام اعطي فشكر، و يوسف عليه السّلام قدر، فغفر؛
فاقتد بأيّهم شئت. قال: قد عفوت.
و قال: وقف أهل مكّة و أهل المدينة بباب المنصور، فأذن الربيع لأهل مكّة قبل أهل
المدينة، فقال جعفر عليه السّلام: أ تأذن لأهل مكّة قبل أهل المدينة؟
فقال الربيع: مكّة العشّ. فقال جعفر: عشّ- و اللّه- صار خياره، و بقي شراره.
و قيل له: إنّ أبا جعفر المنصور لا يلبس منذ صارت الخلافة إليه إلّا الخشن، و لا يأكل إلّا الجشب.
فقال: يا ويحه مع ما قد مكّن اللّه له من السلطان، و جبي إليه من الأموال!
فقيل [له]: الحمد للّه الّذي حرمه من دنياه، ما له ترك دينه؟! 12639
و قال ابن حمدون:
كتب المنصور إلى جعفر بن محمّد عليهما السّلام: لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟
فأجابه عليه السّلام: ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنّئك [بها]، و لا تراها نقمة فنعزّيك بها، فما نصنع عندك!؟
قال: فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا.
فأجابه عليه السّلام: من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك.
فقال المنصور: و اللّه لقد ميّز عندي منازل الناس، من يريد الدنيا ممّن يريد الآخرة؛
و إنّه ممّن يريد الآخرة لا الدنيا. 12640
استدراك (1) محاضرات الادباء: قال له المنصور: نحن و أنتم في رسول اللّه سواء.
قال عليه السّلام: لو خطب إليكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تزوّج منكم لجاز له، و لا يجوز أن يتزوّج منّا؛ فهذا دليل على أنّا منه، و هو منّا. 12641
(2) الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه؛ و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمّد بن أبي حمزة، عن حمران، قال:
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام- و ذكر هؤلاء عنده و سوء حال الشيعة عندهم، فقال-:
إنّي سرت مع أبي جعفر المنصور و هو في موكبه، و هو على فرس، و بين يديه خيل، و من خلفه خيل، و أنا على حمار إلى جانبه، فقال لي:
يا أبا عبد اللّه! قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا اللّه من القوّة، و فتح لنا من العزّ، و لا تخبر الناس أنّك أحقّ بهذا الأمر منّا و أهل بيتك، فتغرينا بك و بهم.
قال: فقلت: و من رفع هذا إليك عنّي فقد كذب.
فقال: لي أ تحلف على ما تقول؟
قال: فقلت: إنّ الناس سحرة- يعني- يحبّون أن يفسدوا قلبك عليّ، فلا تمكّنهم من سمعك، فإنّا إليك أحوج منك إلينا.
فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك، فقلت: نعم طويل عريض شديد، فلا تزالون في مهلة من أمركم و فسحة من دنياكم حتّى تصيبوا منّا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام؟
فعرفت أنّه قد حفظ الحديث، فقلت: لعلّ اللّه عزّ و جلّ أن يكفيك، فإنّي لم أخصّك بهذا، و إنّما هو حديث رويته، ثمّ لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولّى ذلك، فسكت عنّي.
فلمّا رجعت إلى منزلي، أتاني بعض موالينا، فقال:
جعلت فداك، و اللّه لقد رأيتك في موكب أبي جعفر، و أنت على حمار، و هو على فرس، و قد أشرف عليك يكلّمك كأنّك تحته، فقلت- بيني و بين نفسي-:
هذا حجّة اللّه على الخلق، و صاحب هذا الأمر الّذي يقتدى به، و هذا الآخر يعمل بالجور، و يقتل أولاد الأنبياء، و يسفك الدماء في الأرض بما لا يحبّ اللّه، و هو في موكبه و أنت على حمار!
فدخلني من ذلك شكّ حتّى خفت على ديني و نفسي.