کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
إليك، و لكنت بها ضنينا 14625 و لكنّي أعلم أنّ قوله حقّ، أخذه عن آبائه عليهم السّلام، و أنّه سيصحّ، فخفت أن يقع مثل هذا العلم إلى بني اميّة فيكتموه، و يدّخروه في خزائنهم لأنفسهم، فاقبضها و اكفنيها و تربّص بها، فإذا قضى اللّه من أمري و أمر هؤلاء القوم ما هو قاض، فهي أمانة لي عندك حتّى توصلها إلى ابني عمّي محمّد، و إبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن ابن الحسن بن عليّ عليهما السّلام فإنّهما القائمان في هذا الأمر بعدي.
قال المتوكّل: فقبضت الصحيفة، فلمّا قتل يحيى بن زيد صرت إلى المدينة؛
فلقيت أبا عبد اللّه عليه السّلام فحدّثته الحديث عن يحيى، فبكى و اشتدّ و جده به، و قال:
رحم اللّه ابن عمّي و ألحقه بآبائه و أجداده، و اللّه يا متوكّل، ما منعني من دفع الدعاء إليه إلّا الّذي خافه على صحيفة أبيه، و أين الصحيفة؟ فقلت: ها هي.
ففتحها، و قال: هذا- و اللّه- خطّ عمّي زيد، و دعاء جدّي عليّ بن الحسين عليهما السّلام.
ثمّ قال لابنه: قم يا إسماعيل، فأتني بالدعاء الّذي أمرتك بحفظه و صونه.
فقام إسماعيل، فأخرج صحيفة كأنّها الصحيفة الّتي دفعها إليّ يحيى بن زيد؛
فقبّلها أبو عبد اللّه عليه السّلام و وضعها على عينه، و قال:
هذا خطّ أبي، و إملاء جدّي عليهما السّلام بمشهد منّي.
فقلت: يا بن رسول اللّه، إن رأيت أن أعرضها مع صحيفة زيد و يحيى؟
فأذن لي في ذلك، و قال: قد رأيتك لذلك أهلا. فنظرت و إذا هما أمر واحد، و لم أجد حرفا منها يخالف ما في الصحيفة الاخرى.
ثمّ استأذنت أبا عبد اللّه عليه السّلام في دفع الصحيفة إلى ابني عبد اللّه بن الحسن؛
فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها 14626 نعم، ادفعها إليهما.
فلمّا نهضت للقائهما، قال لي: مكانك. ثمّ وجّه إلى محمّد و إبراهيم فجاءا؛
فقال: هذا ميراث ابن عمّكما يحيى من أبيه، قد خصّكما به دون إخوته، و نحن مشترطون عليكم فيه شرطا. فقالا: رحمك اللّه، قل، فقولك المقبول.
فقال: لا تخرجا بهذه الصحيفة من المدينة. قالا: و لم ذاك؟
قال: إنّ ابن عمّكما خاف عليها أمرا، أخافه أنا عليكما.
قالا: إنّما خاف عليها حين علم أنّه يقتل.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: و أنتما فلا تأمنا، فو اللّه إنّي لأعلم أنّكما ستخرجان كما خرج، و ستقتلان كما قتل. فقاما و هما يقولان: لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.
فلمّا خرجا، قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: [يا متوكّل، كيف] قال لك يحيى: إنّ عمّي محمّد بن عليّ و ابنه جعفرا دعوا الناس إلى الحياة، و دعوناهم إلى الموت؟
قلت: نعم أصلحك اللّه، قد قال لي ابن عمّك يحيى ذلك.
فقال: يرحم اللّه يحيى، إنّ أبي حدّثني، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السّلام:
إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أخذته نعسة و هو على منبره، فرأى في منامه رجالا ينزون 14627 على منبره نزو القردة، يردّون الناس على أعقابهم القهقرى، فاستوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالسا و الحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية:
وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً 14628 يعني بني اميّة.
فقال: يا جبرئيل، أعلى عهدي يكونون، و في زمني؟
قال: لا، و لكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك، فتلبث بذلك عشرا، ثمّ تدور رحى الإسلام على رأس خمس و ثلاثين من مهاجرك، فتلبث بذلك خمسا.
ثمّ لا بدّ من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها، ثمّ ملك الفراعنة.
قال: و أنزل اللّه تعالى في ذلك: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ 14629 تملكها بنو اميّة ليس فيها ليلة القدر.
[قال:] فأطلع اللّه عزّ و جلّ نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أنّ بني اميّة تملك سلطان هذه الأمّة، و ملكها طول هذه المدّة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها، حتّى يأذن اللّه عزّ و جلّ بزوال ملكهم، و هم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت و بغضنا، أخبر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم بما يلقى أهل بيت محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و أهل مودّتهم و شيعتهم منهم في أيّامهم و ملكهم.
قال: و أنزل اللّه تعالى فيهم: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ 14630 ، و نعمة اللّه: «محمّد و أهل بيته»
حبّهم إيمان يدخل الجنّة، و بغضهم كفر و نفاق يدخل النار.
فأسرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذلك إلى عليّ و أهل بيته عليهم السّلام 14631 [قال] ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:
ما خرج و لا يخرج منّا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد، ليدفع ظلما أو ينعش حقّا إلّا اصطلمته البليّة، و كان قيامه زيادة في مكروهنا و شيعتنا.
قال المتوكّل بن هارون: ثمّ أملى عليّ أبو عبد اللّه عليه السّلام الأدعية، و هي خمسة و سبعون بابا، سقط عنّي منها أحد عشر بابا، و حفظت منها نيّفا و ستّين بابا.
و حدّثنا أبو المفضّل، قال: و حدّثني محمّد بن الحسن بن روزبه أبو بكر المدائني الكاتب نزيل الرحبة في داره، قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن مسلم المطهّري، قال:
حدّثني أبي، عن عمير بن متوكّل البلخي، عن أبيه متوكّل بن هارون، قال:
لقيت يحيى بن زيد بن عليّ عليه السّلام، فذكر الحديث بتمامه إلى رؤيا النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم الّتي ذكرها جعفر بن محمّد، عن آبائه صلوات اللّه عليهم. 14632
2- ثواب الأعمال: بإسناده عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: إنّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليه فنزع اللّه ملكهم، و قتل هشام زيد بن عليّ عليه السّلام فنزع اللّه ملكه، و قتل الوليد يحيى بن زيد رحمه اللّه فنزع اللّه ملكه. 14633
الكتب
3- قال في القاموس: و سورين، نهر بالريّ، و أهلها يتطيّرون منه، لأنّ السيف الّذي قتل به يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السّلام غسل فيه. 14634
5- باب حال الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السّلام من بني أعمامه
الأخبار: الأصحاب
1- مقاتل الطالبيّين: روى (بإسناده)، عن محول 14635 بن إبراهيم، قال: شهد الحسين ابن زيد حرب محمّد، و إبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عليه السّلام، ثمّ توارى، و كان مقيما في منزل جعفر بن محمّد عليهما السّلام، و كان جعفر ربّاه، و نشأ في حجره منذ قتل أبوه، و أخذه عنه علما كثيرا.
(و بإسناده) عن عبّاد بن يعقوب، قال:
كان الحسين بن زيد يلقّب ذا الدمعة، لكثرة بكائه 14636 14637
ب- أبواب أحواله عليه السّلام مع بني أعمامه من بني الحسن عليه السّلام
1- باب حاله عليه السّلام مع ولد الحسن عموما
الأخبار: الأصحاب
1- بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد، عن الأهوازي، عن القاسم بن محمّد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل [بن] سكرة، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام
فقال: يا فضيل، أ تدري في أيّ شيء كنت أنظر قبل؟ قال: قلت: لا.
قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السّلام، فليس ملك يملك إلّا و فيه مكتوب اسمه و اسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن 14638 فيه شيئا. 14639
2- الاحتجاج: روي عنه عليه السّلام أنّه قال: ليس منّا [أحد] إلّا و له عدوّ من أهل بيته.
فقيل له: بنو الحسن لا يعرفون لمن الحقّ؟
قال: بلى، و لكن يحملهم 14640 الحسد. 14641
3- بصائر الدرجات: ابن يزيد، و محمّد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن عليّ بن سعيد 14642 قال: كنت قاعدا عند أبي عبد اللّه عليه السّلام و عنده أناس من أصحابنا، فقال له معلّى بن خنيس: جعلت فداك ما لقيت من الحسن بن الحسن؟
ثمّ قال له الطيّار 14643 : جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمّد ابن عبد اللّه بن الحسن على حمار، حوله أناس من الزيديّة، فقال لي:
أيّها الرجل: إليّ [إليّ] فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
من صلّى صلاتنا، و استقبل قبلتنا، و أكل ذبيحتنا، فذاك المسلم الّذي له ذمّة اللّه و ذمّة رسوله، من شاء أقام، و من شاء ظعن.
فقلت له: اتّق اللّه، و لا يغرّنّك هؤلاء الّذين حولك.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام للطيّار: فلم تقل له غير هذا؟ قال: لا.
قال: فهلّا قلت [له]: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ذلك، و المسلمون مقرّون له بالطاعة؛
فلمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و وقع الاختلاف انقطع ذلك؟!
فقال محمّد بن عبد اللّه بن عليّ: العجب لعبد اللّه بن الحسن أنّه يهزأ و يقول:
هذا في جفركم الّذي تدّعون.
فغضب أبو عبد اللّه عليه السّلام، فقال: العجب لعبد اللّه بن الحسن، يقول:
ليس فينا إمام صدق، ما هو بإمام، و لا كان أبوه إماما؛
و يزعم أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لم يكن إماما، و يردّد ذلك.
و أمّا قوله: في الجفر، فإنّما هو جلد ثور مذبوح 14644 كالجراب، فيه كتب، و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة، من حلال و حرام، [و إنّه ل] 14645 إملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و خطّه عليّ عليه السّلام بيده؛
و فيه مصحف فاطمة عليها السّلام ما فيه آية من القرآن، و إنّ عندي خاتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و درعه، و سيفه، و لواءه، و عندي الجفر على رغم أنف من زعم. 14646
2- باب خصوص حال عبد اللّه بن الحسن، و ما جرى بينه عليه السّلام و بينه
الأخبار: الأصحاب
1- بصائر الدرجات: محمّد بن الحسين، عن البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن عليّ بن سعيد، قال: كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه السّلام [و عنده محمّد بن عبد اللّه بن علي إلى جنبه جالسا، و في المجلس عبد الملك بن أعين، و محمّد الطيّار، و شهاب بن
عبد ربّه] فقال رجل [من أصحابنا]:
جعلت فداك، إنّ عبد اللّه بن الحسن يقول: لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا؛
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:- بعد كلام- أ ما تعجبون من عبد اللّه يزعم أنّ أباه عليّا لم يكن إماما، و يقول: إنّه ليس عندنا علم، و صدق؟! و اللّه ما عنده علم.
و لكن و اللّه- و أهوى بيده إلى صدره-:
إنّ عندنا سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سيفه، و درعه، و عندنا- و اللّه- مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب اللّه، و إنّه لإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و خطّه عليّ عليه السّلام بيده؛
و [عندنا و اللّه] الجفر و ما يدرون ما هو أمسك 14647 شاة أو مسك بعير؟
[ثمّ أقبل إلينا و قال: أبشروا، أ ما ترضون أنّكم تجيئون يوم القيامة آخذين بحجزة عليّ، و عليّ آخذ بحجزة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم]؟ 14648
2- الكافي: أحمد بن محمّد بن أحمد الكوفي: عن عليّ بن الحسن التيمي، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن جعفر، قال: حدّثني معتّب، أو غيره، قال:
بعث عبد اللّه بن الحسن إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام: يقول لك أبو محمّد:
أنا أشجع منك، و أنا أسخى منك، و أنا أعلم منك، فقال لرسوله:
أمّا الشجاعة: فو اللّه ما كان لك موقف يعرف فيه جبنك من شجاعتك؛
و أمّا السخاء: فهو الّذي يأخذ الشيء [من جهته] فيضعه في حقّه؛
و أمّا العلم: فقد أعتق أبوك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ألف مملوك، فسمّ لنا خمسة منهم، و أنت عالم، فعاد إليه فأعلمه، ثمّ عاد إليه، فقال له:
يقول لك: أنت رجل صحفيّ! فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: قل [له]:
إي و اللّه، صحف إبراهيم و موسى و عيسى، ورثتها، عن آبائي عليه السّلام. 14649