کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
الجزء الحادي و العشرون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
التقديم:
إلى مفتاح الندى، و قطب رحى الهدى، خاتم صحيفة النبوّة، محمّد المصطفى
إلى عنوان الحزن و الشجى، الممدوحة في «هل أتى»: فاطمة الزهراء
إلى أعلام التقى، و مصابيح الدجى؛ الأئمة الأمناء، لا سيّما خاتم الأوصياء
إلى من وضعت عليه أعباء النبوّة، و امتحن بالاضطلاع بها في حديث اللوح.
نبعة النبوة، على لسان الصادق عليه السّلام.
صاحب الدموع الغزيرة، و حليف السجدة الطويلة.
كاظم الغيظ، و صائم القيظ
الإمام المظلوم، المسموم، المعذّب في قعر السجون و ظلم المطامير
«موسى بن جعفر» عليهما السّلام إلى بضعته سميّة امها «فاطمة» ربيبة مهد العصمة و الولاية، و مشعل أنوار الحكمة و الهداية صلوات اللّه عليها و عليهم أجمعين.
من المتفيّئين بظلال آلائها، و اللائذين بحرمها: حرم أهل البيت، و عشّ آل محمّد «قم المقدّسة»
بشذرات من الأحاديث القدسيّة و النبويّة الحديث القدسي «حديث اللوح» برواية المحدّثة فاطمة الزهراء عليها السّلام:
«يا محمّد ... ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي «موسى» و حبيبي و خيرتي.
إنّ المكذّب به كالمكذّب بكلّ أوليائي، و هو وليّي و ناصري، و من أضع عليه أعباء النبوّة، و أمتحنه بالاضطلاع بها» 15486 .
الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله:
«من أحبّ أن يلقى اللّه تعالى طاهرا مطهّرا، فليتولّ موسى الكاظم» 15487 .
«... و أمّا موسى بن جعفر فالتمس به العافية من اللّه عزّ و جل» 15488 .
الإمام الصادق عليه السّلام: «إنّه نبعة نبوة» 15489 .
هذه الموسوعة الكبرى:
ينبوع من ينابيع علوم أهل بيت الوحي و الرسالة عليهم السّلام، و منهل من مناهل حكمهم الزاخرة، و قبس من منار فضائلهم، و تعدّ أكبر جامع ديني يطفح بالفضيلة، و يمتاز عمّا سواه من التآليف القيّمة بغزارة العلم، و جودة السرد، و حسن التبويب و رصانة البيان، و طول باع مؤلّفه قدس سره في التحقيق و التدقيق و التثبّت و حسن الاطّلاع. الذي لم ينسج على منواله، و لم يجمع على شاكلته.
و هي ترتيب و تتميم للموسوعة الجليلة العظيمة الموسومة ب «بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار» لمؤلفها المولى العلامة البحّاثة شيخ الإسلام ذي الفيض القدسي محمد باقر المجلسي أعلى اللّه مقامه، حيث كان في نيّته أن يستدرك ما فاته من مصادر لم تكن بين يديه، أو ممّا لم ينقل منه لدى تأليفه حيث قال في البحار: 1/ 46:
«ثمّ اعلم أنّا سنذكر بعض أخبار الكتب المتقدّمة الّتي لم نأخذ منها كثيرا لبعض الجهات، مع ما سيتجدّد من الكتب في كتاب مفرد، سمّيناه ب «مستدرك البحار» إن شاء اللّه الكريم الغفّار، إذ الإلحاق في هذا الكتاب يصير سببا لتغيير كثير من النسخ المتفرقة في البلاد، و اللّه الموفّق للخير و الرشد و السداد».
غير أن محتوم الأجل حال بينه و بين تحقيق هذا الأمل.
حتى قيّض اللّه الشيخ العلّامة المحقّق المدقق المتتبّع «عبد اللّه البحراني الأصفهاني» من فضلاء تلامذة شيخ الإسلام المجلسي- ليحقق شطرا من تلك الأمنية الرائعة الثمينة التي كانت لشيخه و أستاذه، فجمع الفرائد و ألّف الفوائد و نظّم العوائد، و أبدع في التنظيم، و ابتكر في العناوين، حتّى جاء كلّ مجلّد كتابا حافلا بموضوعه، حاويا نوادره، جامعا شوارده، فجزاه اللّه عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء.
و من خلال مراحل التحقيق المنجزة على هاتين الموسوعتين، خرجنا بحصيلة مجموعة كبيرة من الأحاديث و الروايات و التعليقات المهمّة و الضرورية إمّا لم تكن موجودة في مظانّها، أو لم تنقل أصلا.
ففرقناها على ما يناسبها من أبواب و عناوين، و ذلك لأجل أن يكون الكتاب جامعا في موضوعه، غنيّا بتعليقاته، حاويا في عناوينه مغنيا عن مثيله، كافيا عمّا سواه، يجد فيه المحقق رغبته، و الباحث بغيته، و القارئ مأربه، و العالم مقصده، و الطالب ضالّته.
منهج التحقيق
بعد استنساخ الكتاب و مقابلته مع أصله و مصادره و البحار، اتّبعنا- كما هو دأبنا- طريقة التلفيق بين العوالم، و البحار، و المصادر، لإثبات متن صحيح سليم للكتاب، مشيرين في الهامش إلى الاختلافات اللفظية الضرورية باستعمال الرموز التالية:
«ع» للعوالم* «ب» للبحار* «م» للمصدر* «خ ل» لأحد نسخ المصدر.
و من ثمّ أشرنا في نهاية كل حديث إلى مصادره و اتحاداته بصورة مفصّلة و مبوّبة.
مع الإشارة إلى الأحاديث التي تقدّمت أو يأتي في طيّات أبواب الكتاب نقلها ثانية بعينها أو ما يشابهها.
كما و قمنا بشرح بعض الألفاظ اللغويّة الصعبة نسبيّا شرحا مبسّطا موجزا. مع إثبات ترجمة لبعض الأعلام الواردة في أسانيد و متون الروايات، خاصة تلك التي صحّفت و حرّفت بصورة شديدة، معتمدين في ذلك على أمهات كتب تراجم الرجال.
و كذا الحال بالنسبة لأسماء القبائل و الأقوام و الفرق و الأماكن و البقاع.
علما أنّ كلّ ما بين المعقوفين [] بدون إشارة فهو ممّا لم يكن في نسختي العوالم المعتمدتين في التحقيق، و إنّما أثبتناه من المصدر و البحار، أو من أحدهما.
و وضعنا الاختلافات اللفظية الطويلة نسبيا، أو التي تبهم الإشارة إليها في الهامش، بين قوسين ().
و حصرنا النصوص الواردة في المتن بين قوسي التنصيص الصغيرين «».
و استعملناهما في الهامش لحصر شروح و تعليقات المصنّف على الأحاديث، معلّمة في آخرها ب «منه قدس سره».
نسخ الكتاب
1- النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة سماحة آية اللّه العظمى شهاب الدين المرعشي النجفي- دام ظله الوارف-، في قم المقدسة، برقم «353» كتبت بخط النسخ، و تضم بين دفتيها خمسة أجزاء من العوالم هي: 18، 19، 20، 21، 22. و تقع في «589» صفحة.
تمّ استنساخها في يوم الأربعاء ثاني عشر ذي القعدة الحرام سنة ثلاث و ستين و مائتين بعد الألف، على يد محمّد مهدي بن محمّد باقر.
2- النسخة المحفوظة في مكتبة شخصية لبيت علم الحجة الحاج ميرزا علي محمّد الإژهي في أصفهان.
تقدير و عرفان
اسجّل شكري لكلّ الطاقات الشابّة المخلصة العاملة في مؤسسة الإمام المهدي عجّل اللّه فرجه الشريف، التي لم تدّخر وسعها في مقابلة و تحقيق و تصحيح و تدقيق هذا الكتاب إحياء لتراث أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السلام سيّما الاخوة الأفاضل:
شاكر شبع، إبراهيم لا له علي، أمجد عبد الملك الساعاتي، نجم عبد البدري، السيّد فلاح الشريفي، و مسئول المونتاج: فارس حسون، و كان اللّه شاكرا عليما، فلهم من اللّه الأجر و الثواب.
خادم علوم اهل بيت الرسالة راجي رحمة ربّه «السيد محمد باقر» نجل العلامة الحجة الآية «السيد المرتضى» الموحد الأبطحي الاصفهاني قم المقدسة
الكتاب الحادي و العشرون من كتاب عوالم العلوم و المعارف و الأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال في أحوال الإمام العالم المحيط بجميع العوالم مولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم صلوات اللّه عليه و على آبائه و أبنائه الأكارم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه القائم الدائم الذي وفّقنا لمنهاج «موسى الكاظم» عليه السّلام.
و الصلاة و السلام على محمد سيّد الأنام، و آله الّذين هم مصابيح الدّجى و الظلام.
و بعد: فيقول الراجي لشفاعة «موسى الكاظم» من الأكابر و الأعاظم
«عبد اللّه بن نور اللّه» نوّر اللّه قلبهما بمحبته و محبّة آبائه و أبنائه الأفاخم:
هذا هو المجلّد الحادي و العشرون من كتاب عوالم العلوم و المعارف و الأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال الذي جمعه و ألّفه و صنّفه هذا الأحقر في أحوال سابع أئمّة البشر، و الشافع يوم المحشر، الإمام المنصور المظفّر «أبي إبراهيم موسى بن جعفر» صلوات اللّه عليه و على آبائه و أبنائه أجمعين أبدا إلى يوم الدين.
1- أبواب نسبه و حال امّه و ولادته عليه السّلام
1- باب نسبه عليه السّلام و اسم امّه عليها السّلام.
الأخبار: الأصحاب:
1- إرشاد المفيد و إعلام الورى: قالوا: و لمّا دخل هارون الرشيد المدينة توجّه لزيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و معه الناس، فتقدّم الرشيد إلى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال: «السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا ابن عمّ» مفتخرا بذلك على غيره.
فتقدّم أبو الحسن عليه السّلام فقال: «السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا أبة 15490 ».