کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
فتوضأت و أخذ بيدي فأخرجني من باب داري، فكان باب الدار مغلق ما أدري من أين أخرجني! فإذا أنا بناقة معقلة له، فحلّ عقالها و أردفني خلفه و سار بي غير بعيد، فأنزلي موضعا، فصلّى بي أربعا و عشرين ركعة.
ثمّ قال: يا أحمد تدري في أي موضع أنت؟ قلت: اللّه و رسوله و وليه و ابن رسوله أعلم. قال: هذا قبر جدّي الحسين بن علي عليه السّلام ثمّ سار غير بعيد حتّى أتى الكوفة، و إنّ الكلاب و الحرس لقيام، ما من كلب و لا حرس يبصر شيئا.
فأدخلني المسجد، و إني لأعرفه و أنكره فصلّى بي سبعة عشر ركعة.
ثمّ قال: يا أحمد، تدري أين أنت؟ قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم.
قال: هذا مسجد الكوفة، و هذه الطست. ثمّ سار غير بعيد و أنزلني، فصلّى بي أربعا و عشرين ركعة. ثمّ قال: يا أحمد، أ تدري أين أنت؟ قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم. قال هذا قبر الخليل إبراهيم. ثمّ سار بي غير بعيد، فأدخلني مكّة و إنّي لأعرف البيت، و بئر زمزم، و بيت الشراب.
فقال لي: يا أحمد، أ تدري أين أنت؟ قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم.
قال: هذه مكّة، و هذا البيت، و هذه زمزم، و هذا بيت الشراب. ثمّ سار بي غير بعيد، فأدخلني مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و قبره فصلّى بي أربعا و عشرين ركعة.
ثمّ قال لي: أ تدري أين أنت؟ قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم. قال: هذا مسجد جدّي، و قبر رسول اللّه.
ثمّ سار بي غير بعيد، فأتى بي الشعب،- شعب أبي جبير-
فقال لي: يا أحمد، أ تريد أريك من دلالات الإمام؟ قلت: نعم.
قال: يا ليل أدبر، فأدبر الليل عنا، ثمّ قال: يا نهار أقبل. فأقبل النهار إلينا بالنور العظيم و بالشمس حتّى رجعت بيضاء نقية. فصلّينا الزوال، ثمّ قال: يا نهار أدبر، يا ليل أقبل. فأقبل علينا الليل، حتّى صلينا المغرب.
قال: يا أحمد، أ رأيت؟ قلت: حسبي هذا يا ابن رسول اللّه. فسار حتّى أتى بي جبلا محيطا بالدنيا، ما الدنيا عنده إلا مثل سكرجة.
فقال: أ تدري أين أنت؟ قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم. قال: هذا جبل محيط بالدنيا. و إذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض.
فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسى فسلّم عليهم. فسلّمت عليهم، فردّوا علينا السلام.
قلت: يا ابن رسول اللّه قد نعست. قال: تريد أن تنام على فراشك؟ قلت: نعم.
فركض برجله ركضة، ثمّ قال: نم.
فإذا أنا في منزلي نائم، و توضأت، و صليت الغداة في منزلي. 15842
2- باب آخر
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون المعجزات: عن محمد بن علي الصوفي، قال: استأذن إبراهيم الجمّال رضي اللّه عنه على أبي الحسن علي بن يقطين [الوزير، فحجبه، فحجّ عليّ بن يقطين] في تلك السنة، فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر عليه السّلام فحجبه، فرآه ثاني يومه، فقال علي بن يقطين: يا سيّدي ما ذنبي؟
فقال: حجبتك لأنّك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال، و قد أبى اللّه أن يشكر سعيك، أو يغفر لك إبراهيم الجمّال.
فقلت: سيّدي و مولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت و أنا بالمدينة و هو بالكوفة؟ فقال: إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك و غلمانك و اركب نجيبا هناك مسرجا.
قال: فوافى البقيع و ركب النجيب، و لم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمّال بالكوفة، فقرع الباب و قال: أنا عليّ بن يقطين.
فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدار: و ما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي؟
فقال علي بن يقطين: يا هذا إنّ أمري عظيم. و آلى عليه أن يأذن له.
فلمّا دخل قال: يا إبراهيم إنّ المولى عليه السّلام أبى أن يقبلني أو تغفر لي. قال: يغفر اللّه لك.
فآلى عليّ بن يقطين على إبراهيم الجمّال أن يطأ خدّه، فامتنع إبراهيم من ذلك، فآلى عليه ثانيا، ففعل، فلم يزل إبراهيم يطأ خدّه و علي بن يقطين يقول: «اللهم اشهد». ثمّ انصرف و ركب النجيب، و أناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليه السّلام بالمدينة فأذن له و دخل عليه، فقبله. 15843
3- باب آخر
الأخبار: الأصحاب:
1- مشارق الأنوار: عن صفوان بن مهران، قال: أمرني سيّدي أبو عبد اللّه عليه السّلام يوما أن اقدّم ناقته إلى باب الدار، فجئت بها، فخرج أبو الحسن موسى عليه السّلام مسرعا و هو ابن ست سنين، فاستوى على ظهر الناقة و أثارها، و غاب عن بصري.
قال: فقلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و ما أقول لمولاي إذا خرج يريد الناقة؟
قال: فلمّا مضى من النهار ساعة إذا الناقة قد انقضّت كأنّها شهاب، و هي ترفض 15844 عرقا، فنزل عنها، و دخل الدار فخرج الخادم و قال:
أعد الناقة مكانها و أجب مولاك.
قال: ففعلت ما أمرني، فدخلت عليه، فقال: يا صفوان، إنّما أمرتك باحضار الناقة ليركبها مولاك أبو الحسن، فقلت في نفسك كذا و كذا، فهل علمت يا صفوان أين بلغ عليها في هذه الساعة؟ إنّه بلغ ما بلغه ذو القرنين و جاوزه أضعافا مضاعفة، و أبلغ كلّ مؤمن و مؤمنة سلامي. 15845 *
* استدراك
1- الهداية الكبرى للخصيبي: حدّثني عليّ بن بشر، عن محمد بن زيد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن و الحسين ابني العلاء جميعا، عن صفوان بن مهران- جمّال أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام- قال: أمرني الصادق عليه السّلام أن اقدّم له ناقته «الشعلاء» إلى باب الدار، و أضع عليها رحلها ففعلت. و وقفت أفتقد
أمره، فإذا أنا بأبي الحسن موسى صلوات اللّه عليه قد خرج مسرعا، و له في ذلك الوقت ست سنين، مشتملا ببردته اليمانية، و ذوائبه تضرب على كتفيه، حتّى استوى في ظهر الناقة و أثارها، فلم أجسر على منعه من ركوبها، و ذهبت به، فغاب عن نظري.
فقلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و ما الذي أقول لسيدي أبي عبد اللّه إن خرج ليركب الناقة؟ و بقيت متململا حتّى نمت ساعة، فإذا أنا بالناقة قد انحنت كأنها كانت في السماء، و انقضّت إلى الأرض، و هي ترفض عرقا جاريا، و نزل عنها و لم يعرق له جبين، و دخل الدار، فخرج مغيث الخادم إليّ، و قال لي:
يا صفوان: إنّ مولاك يأمرك أن تحطّ عن الناقة رحلها و تردّها إلى مربطها.
فقلت: الحمد للّه، أرجو أنّ الإمام ندم على ركوبه إيّاها، و قلت ذلك، و وقفت في الباب، فأذن لي بالدخول على سيدي أبي عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه.
فقال: يا صفوان لا لوم عليك فيما أمرتك به من إحضارك الناقة، و إصلاح رحلها عليها، و ما ذاك إلّا ليركبها أبو الحسن موسى عليه السّلام، فهل علمت أين بلغ عليها في مقدار هذه الساعة؟
قلت: و اللّه إنّه لا علم لي بذلك. قال: بلغ ما بلغه ذو القرنين، و جازه أضعافا مضاعفة، فشاهد كلّ مؤمن و مؤمنة، و عرّفه نفسه و بلّغه سلامي و عاد، فادخل عليه فإنّه يخبرك بما كان في نفسك، و ما قلت لك.
قال صفوان: فدخلت على موسى صلوات اللّه عليه و هو جالس، و بين يديه فاكهة ليست من فاكهة الزمان و الوقت.
فقال لي: يا صفوان لمّا ركبت الناقة، قلت في نفسك: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ما ذا أقول لسيدي أبي عبد اللّه إذا خرج ليركب فلا يجدها. و أردت منعي من الركوب فلم تجسر، فوقفت متململا حتّى نزلت، فخرج الأمر إليك بالحطّ عن الراحلة.
فقلت: الحمد للّه أرجو أن لا الام على ركوبه إيّاها؛ و خرج إليك مغيث الخادم فأذن لك بالدخول.
فقال لك أبي: يا صفوان، لا لوم عليك هل علمت أين بلغ موسى في مقدار هذه
الساعة؟ فقلت: اللّه و أنت يا مولاي أعلم.
فقال لك: إنّي بلغت ما بلغه ذو القرنين و جاوزته أضعافا مضاعفة، و شاهدت كلّ مؤمن و مؤمنة، و عرّفته نفسي، و بلّغته سلام أبي، ثمّ قال: ادخل عليه فإنّه يخبرك بما كان في نفسك، و ما قلت لك.
قال صفوان: فسجدت للّه شكرا، و قلت له: يا مولاي هذه الفاكهة التي بين يديك في غير أوانها، يأكلها مثلي؟ قال: نعم إذا أكل منها من هو مثلك، بعد أبي و بعدي، أتاك منها رزقك.
فخرجت من عنده فقال لي مولاي أبو عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه: يا صفوان ما زادك كلمة و لا نقصك كلمة. فقلت: لا و اللّه يا مولاي.
فقال: كن في دارك، فإنّي آكل من الفاكهة، و اطعمه و اطعم إخوانك، و يأتيك رزقك منها كما وعدك موسى.
فقلت: «ذريّة بعضها من بعض و اللّه سميع عليم». و مضيت إلى منزلي، و حضرت الصلاتان الظهر و العصر، فصلّيتهما، و إذا بطبق من تلك الفاكهة بعينها، و قال لي الرسول: يقول لك مولاك: كل فما تركنا لنا وليّا مثلك إلّا أطعمناه على قدر استحقاقه. 15846
باب صعوده عليه السّلام إلى السماء و نزوله بالحربة.
1- دلائل الإمامة: قال أبو جعفر: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا وكيع، عن ابراهيم بن الأسود، قال:
رأيت موسى بن جعفر عليه السّلام صعد إلى السماء و نزل، و معه حربة من نور فقال:
أ تخوفونني بهذا- يعني الرشيد-، لو شئت للطمته بهذه الحربة.
فابلغ ذلك الرشيد، فاغمي ثلاثا، و أطلقه. 15847
5- أبواب معجزاته عليه السّلام في الحيوانات
1- باب علمه عليه السّلام بمنطق الطير، و معجزته عليه السّلام في الحمام
الأخبار: الأصحاب:
1- بصائر الدرجات: عبد اللّه [بن] محمد، عن محمد بن إبراهيم [عن عمر]، عن بشير، عن علي بن أبي حمزة، قال: دخل رجل من موالي أبي الحسن عليه السّلام، فقال:
جعلت فداك احبّ أن تتغدّى عندي.
فقام أبو الحسن عليه السّلام حتّى مضى معه فدخل البيت، فإذا في البيت سرير، فقعد على السرير، و تحت السرير زوج حمام فهدر الذكر على الانثى، و ذهب الرجل ليحمل الطعام، فرجع و أبو الحسن عليه السّلام يضحك، فقال: أضحك اللّه سنّك بم ضحكت؟
فقال: إنّ هذا الحمام هدر على هذه الحمامة، فقال لها: يا سكني و عرسي و اللّه ما على وجه الأرض أحد أحبّ إليّ منك ما خلا هذا القاعد على السرير.
قال: قلت: جعلت فداك و تفهم كلام الطير؟
فقال: نعم، علّمنا منطق الطير، و اوتينا من كل شيء. 15848 *
* استدراك