کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
ما يقول العالم عليه السّلام في رجل قال: نذرت للّه لأعتقنّ كل مملوك كان في رقّي قديما، و كان له جماعة من العبيد؟
الجواب بخطه: ليعتقنّ من كان في ملكه من قبل ستة أشهر.
و الدليل على صحة ذلك قوله تعالى ( وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ ) 15930 الآية و الحديث: من ليس له ستة أشهر.
و فككت الخاتم الثاني، فوجدت ما تحته: ما يقول العالم في رجل قال: و اللّه لأتصدّقن بمال كثير؛ فبما يتصدّق؟
الجواب تحته بخطه: إن كان الذي حلف من أرباب شياه فليتصدّق بأربع و ثمانين شاة، و إن كان من أصحاب النعم فليتصدق بأربعة و ثمانين بعيرا، و إن كان من أرباب الدراهم فليتصدق بأربعة و ثمانين درهما.
و الدليل عليه: قوله تعالى (و لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ ) 15931 فعددت مواطن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا.
فكسرت الخاتم الثالث فوجدت تحته مكتوبا:
ما يقول العالم في رجل نبش قبر ميت، و قطع رأس الميت، و أخذ الكفن؟
الجواب بخطه: يقطع السارق لأخذ الكفن من وراء الحرز، و يلزم مائة دينار لقطع رأس الميت لأنّا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه قبل أن تنفخ فيه الروح، فجعلنا في النطفة عشرين دينارا؛ المسألة إلى آخرها.
فلمّا وافى خراسان، وجد الذين ردّ عليهم أموالهم ارتدّوا إلى الفطحية؛ و شطيطة على الحق فبلّغها سلامه و أعطاها صرّته و شقّته، فعاشت كما قال عليه السّلام.
فلمّا توفيت شطيطة جاء الإمام على بعير له، فلمّا فرغ من تجهيزها ركب بعيره و انثنى نحو البريّة، و قال: عرّف أصحابك و اقرأهم مني السلام، و قل لهم: إنّي و من يجري مجراي من الأئمة عليهم السلام لا بد لنا من حضور جنائزكم في أيّ بلد كنتم، فاتّقوا
اللّه في أنفسكم. 15932 *
* استدراك
1- الخرائج و الجرائح: روي عن داود بن كثير الرقّي قال: وفد خراسان وافد يكنّى أبا جعفر، و اجتمع إليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالا و متاعا و مسائلهم في الفتاوى و المشاورة، فورد الكوفة و نزل و زار أمير المؤمنين عليه السّلام، و رأى في ناحية رجلا حوله جماعة.
فلمّا فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ، فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي.
قال: فبينما نحن جلوس إذ أقبل أعرابيّ، فقال: جئت من المدينة و قد مات جعفر بن محمّد عليهما السّلام. فشهق أبو حمزة ثمّ ضرب بيده الأرض، ثمّ سأل الأعرابيّ:
هل سمعت له بوصيّة؟
قال: أوصى إلى ابنه عبد اللّه و إلى ابنه موسى، و إلى المنصور.
فقال: الحمد للّه الّذي لم يضلّنا، دلّ على الصّغير و بيّن على الكبير، و سرّ الأمر العظيم. و وثب إلى قبر أمير المؤمنين عليه السّلام فصلّى و صلّينا.
ثمّ أقبلت عليه و قلت له: فسّر لي ما قلته؟
قال: بيّن أنّ الكبير ذو عاهة و دلّ على الصّغير، أن أدخل يده مع الكبير، و سرّ الأمر العظيم بالمنصور، حتّى إذا سأل المنصور: من وصيّه؟ قيل: أنت.
قال الخراسانيّ: فلم أفهم جواب ما قاله، و وردت المدينة، و معي المال و الثياب و المسائل. و كان فيما معي درهم دفعته إليّ امرأة تسمّى «شطيطة» و منديل.
فقلت لها: أنا أحمل عنك مائة درهم. فقالت: إنّ اللّه لا يستحي من الحقّ فعوجت
الدّرهم، و طرحته في بعض الأكياس.
فلمّا حصلت بالمدينة، سألت عن الوصيّ، فقيل: «عبد اللّه ابنه» فقصدته، فوجدت بابا مرشوشا مكنوسا عليه بوّاب فأنكرت ذلك في نفسي و استأذنت و دخلت بعد الإذن، فإذا هو جالس في منصبه فأنكرت ذلك أيضا.
فقلت: أنت وصيّ الصّادق، الإمام المفترض الطّاعة؟ قال: نعم.
قلت: كم في المائتين من الدّراهم الزكاة؟ قال: خمسة دراهم.
فقلت: و كم في المائة؟ قال: درهمان و نصف.
قلت: و رجل قال لامرأته: «أنت طالق بعدد نجوم السّماء» تطلّق بغير شهود؟.
قال: نعم، و يكفي من النجوم رأس الجوزاء ثلاثا. فتعجّبت من جواباته و مجلسه فقال: احمل إليّ ما معك؟ قلت: ما معي شيء. و جئت إلى قبر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.
فلمّا رجعت إلى بيتي، إذا أنا بغلام أسود واقف، فقال: سلام عليك، فرددت عليه السلام. قال: أجب من تريد. فنهضت معه، فجاء بي إلى باب دار مهجورة، و دخل فأدخلني فرأيت موسى بن جعفر عليه السّلام على حصير الصّلاة.
فقال: إليّ يا أبا جعفر. و أجلسني قريبا، فرأيت دلائله أدبا و علما و منطقا.
و قال لي: احمل ما معك. فحملته إلى حضرته، فأومأ بيده إلى الكيس فقال لي:
افتحه. ففتحته، و قال لي: اقلبه، فقلبته، فظهر درهم شطيطة المعوجّ فأخذه، و قال:
افتح تلك الرّزمة. ففتحتها و أخذ المنديل منها بيده.
و قال و هو مقبل عليّ: إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ؛ يا أبا جعفر اقرأ على شطيطة السّلام منّي و ادفع إليها هذه الصرّة.
و قال لي: أردد ما معك إلى من حمله و ادفعه إلى أهله، و قل: قد قبله و وصلكم به.
و أقمت عنده و حادثني و علّمني. و قال: أ لم يقل لك أبو حمزة الثماليّ بظهر الكوفة و أنتم زوّار أمير المؤمنين عليه السّلام كذا و كذا؟ قلت: نعم.
قال: كذلك يكون المؤمن، إذا نوّر اللّه قلبه كان علمه بالوجه.
ثمّ. قال: قم إلى ثقاة أصحاب الماضي فسلهم عن نصّه.
3- باب آخر
الكتب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: و من معجزاته ما نظم قصيدة ابن الغار البغدادي:
و له معجز القليب فسل عنه
رواة الحديث بالنقل تخبر
ولدى السجن حين أبدى إلى السجّان
قولا في السجن و الأمر مشهر
ثمّ يوم الفصاد حتّى أتى
الآسي 15933 إليه فردّه و هو يذعر
ثمّ نادى آمنت باللّه لا غير
و أنّ الإمام موسى بن جعفر
و اذكر الطائر الّذي جاء بالصك
إليه من الإمام و بشّر
و لقد قدّموا إليه طعاما
فيه مستلمح أباه و أنكر
و تجافى عنه و قال حرام
أكل هذا فكيف يعرف منكر
و اذكر الفتيان أيضا ففيها
فضله أذهل العقول و أبهر
عند ذاك استقال من مذهب
كان يوالي أصحابه و تغيّر . 15934
قال أبو جعفر الخراسانيّ: فلقيت جماعة كثيرة منهم شهدوا بالنصّ على موسى عليه السّلام. ثمّ مضى أبو جعفر إلى خراسان.
قال داود الرقيّ: فكاتبني من خراسان أنّه وجد جماعة ممّن حملوا المال قد صاروا فطحيّة، و أنّه وجد شطيطة على أمرها تتوقّعه يعود.
قال: فلمّا رأيتها عرّفتها سلام مولانا عليها، و قبوله منها دون غيرها و سلّمت إليها الصرّة، ففرحت و قالت لي: امسك الدراهم معك فانّها لكفني.
فأقامت ثلاثة أيّام و توفيّت. 15935
6- أبواب مكارم أخلاقه و محاسن أوصافه عليه السّلام
1- باب جوامع أخلاقه و محاسن أوصافه عليه السّلام
الكتب:
1- إعلام الورى و الإرشاد للمفيد: كان أبو الحسن موسى عليه السّلام، أعبد أهل زمانه، و أفقههم، و أسخاهم كفّا، و أكرمهم نفسا.
و روي أنّه كان يصلّي نوافل الليل و يصلها بصلاة الصبح، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس، و يخرّ للّه ساجدا، فلا يرفع رأسه من السجود و التحميد حتّى يقرب زوال الشمس. و كان يدعو كثيرا فيقول:
«اللّهم إنّي أسألك الراحة عند الموت، و العفو عند الحساب» و يكرر ذلك.
و كان من دعائه عليه السّلام: «عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك».
و كان يبكي من خشية اللّه حتّى تخضلّ لحيته بالدموع؛
و كان أوصل الناس لأهله و رحمه؛
و كان يتفقّد فقراء المدينة في الليل، فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين و الورق و الأدقّة و التمور، فيوصل إليهم ذلك، و لا يعلمون من أيّ جهة هو. 15936
2- باب خصوص علمه عليه السّلام
الأخبار: الأصحاب.
1- قرب الإسناد: محمد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عليّ بن أبي حمزة قال: كنت عند أبي الحسن عليه السّلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، و قد اشتروهم له.
فكلّم غلاما منهم، و كان من الحبش جميل، فكلّمه بكلامه ساعة حتّى أتى على جميع ما يريد، و أعطاه درهما، فقال: أعط اصحابك هؤلاء، كل غلام منهم، كل هلال، ثلاثين درهما. ثمّ خرجوا.
فقلت: جعلت فداك، لقد رأيتك تكلّم هذا الغلام بالحبشيّة فما ذا أمرته؟
قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا و يعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما، و ذلك أنّي لمّا نظرت إليه علمت أنّه غلام عاقل من أبناء ملكهم فأوصيته بجميع ما أحتاج إليه، فقبل وصيّتي، و مع هذا غلام صدق.
ثمّ قال: لعلّك عجبت من كلامي إيّاه بالحبشية؟! لا تعجب. فما خفي عليك من أمر الإمام أعجب. و أكثر، و ما هذا من الإمام في علمه إلّا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء، أ فترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟
قال: فإنّ الإمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده و عجائبه أكثر من ذلك، و الطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا، كذلك العالم لا ينقص علمه شيئا، و لا تنفد عجائبه.
الخرائج و الجرائح: ابن أبي حمزة (مثله) 15937 .
2- المناقب لابن شهرآشوب: هشام بن الحكم قال موسى بن جعفر عليه السّلام لأبرهة النصراني: كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا عالم به و بتأويله.
قال: فابتدأ موسى عليه السّلام يقرأ الإنجيل. فقال أبرهة: و المسيح لقد كان يقرأها هكذا، و ما قرأ هكذا إلّا المسيح، و أنا كنت أطلبه منذ خمسين سنة. فأسلم على يديه. 15938
3- حجّ المهدي فلمّا صار في قبر 15939 العبادي ضجّ الناس من العطش فأمر أن تحفر بئر، فلمّا بلغوا قريبا من القرار، هبّت عليهم ريح من البئر، فوقعت الدلاء 15940 ، و منعت من العمل، فخرجت الفعلة خوفا على أنفسهم.
فأعطى علي بن يقطين لرجلين عطاء كثيرا ليحفرا، فنزلا فأبطآ ثمّ خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما، فسألهما عن الخبر.
فقالا: إنّا رأينا آثارا و أثاثا، و رأينا رجالا و نساء فكلما أومأنا إلى شيء منهم صار هباء. فصار المهدي يسأل عن ذلك و لا يعلمون.
فقال موسى بن جعفر عليهما السّلام: هؤلاء أصحاب الأحقاف غضب اللّه عليهم فساخت بهم ديارهم و أموالهم. 15941