کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
كذلك فكيف يصحّ البيع و الشراء عليهم 16216 ، و نحن نشتري عبيدا و جواري و نعتقهم، و نقعد معهم، و نأكل معهم، و نشتري المملوك، و نقول له: «يا بنيّ» و للجارية «يا ابتي» و نقعدهم يأكلون معنا تقرّبا إلى اللّه سبحانه.
فلو أنّهم عبيدنا و جوارينا ما صحّ البيع و الشراء
و قد قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لمّا حضرته الوفاة: «اللّه اللّه في الصلاة و ما ملكت أيمانكم» يعني صلّوا، و اكرموا مماليككم، و جواريكم، و نحن نعتقهم.
و هذا الذي سمعته غلط من قائله، و دعوى باطلة، و لكن نحن ندّعي أنّ ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، و هؤلاء الجهّال يظنّونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك.
و نحن ندّعي ذلك لقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» 16217 . و ما كان يطلب بذلك إلّا ولاء الدين، و الذي يوصلونه إلينا من الزكاة و الصدقة، فهو حرام علينا مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير.
و أمّا الغنائم و الخمس من بعد موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقد منعونا ذلك و نحن محتاجون إلى ما في يد بني آدم، الذين لنا ولاؤهم بولاء الدين ليس بولاء الملك، فإن نفذ إلينا أحد هديّة، و لا يقول أنّها صدقة، نقبلها، لقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «لو دعيت إلى كراع لأجبت، و لو اهدي لي كراع لقبلت» 16218 - و الكراع اسم قرية، و الكراع يد الشاة- و ذلك سنّة إلى يوم القيامة.
و لو حملوا إلينا زكاة و علمنا أنّها زكاة رددناها، و إن كانت هديّة قبلناها.
ثمّ إنّ هارون أذن له في الانصراف، فتوجّه إلى الرقّة، ثمّ تقوّلوا عليه أشياء
فاستعاده هارون و أطعمه السمّ فتوفّي صلوات اللّه عليه. 16219
9- باب آخر فيما ظهر من معجزته عليه السّلام في مجلس الرشيد
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا و الأمالي للصدوق: ابن الوليد، عن الصفّار و سعد معا، عن ابن عيسى، عن الحسن، عن أخيه، عن أبيه علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام و يقطعه و يخجله في المجلس، فانتدب إليه رجل معزم.
فلمّا احضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز، فكان كلّما رام خادم أبي الحسن عليه السّلام تناول رغيف من الخبز، طار من بين يديه و استفزّ هارون الفرح و الضحك لذلك. فلم يلبث أبو الحسن عليه السّلام أن رفع رأسه إلى أسد مصوّر على بعض الستور فقال له: يا أسد اللّه خذ عدوّ اللّه.
قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم، فخرّ هارون و ندماؤه على وجوههم مغشيّا عليهم، و طارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه. فلمّا أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون لأبي الحسن عليه السّلام: أسألك بحقّي عليك لما سألت الصورة أن تردّ الرجل.
فقال: إن كانت عصى موسى ردّت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيّهم، فإنّ هذه الصورة تردّ ما ابتلعته من هذا الرجل. فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه.
المناقب لابن شهرآشوب: علي بن يقطين (مثله). 16220 *
* استدراك
1- دلائل الإمامة: قال أبو جعفر: حدّثنا أبو محمد سفيان، قال: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، قال: رأيت كاظم الغيظ عليه السّلام عند الرشيد، و قد خضع له، فقال له عيسى بن أبان:
يا أمير المؤمنين لم تخضع له؟ قال: رأيت من ورائي أفعى تضرب بنابها و تقول:
«أجبه بالطاعة و إلّا بلعتك» ففزعت منها فأجبته. 16221
13- أبواب ما جرى بينه عليه السّلام و بين خدم الرشيد و حشمه و مواليه و سائر المعاندين و مناظراته معهم
1- باب ما جرى بينه عليه السّلام و بين نفيع الأنصاري
الأخبار: الأصحاب:
1- غرر الدرر للشريف المرتضى و أعلام الدين للديلمي: عن أبي عبد اللّه بإسناده عن أيّوب الهاشمي أنّه حضر باب الرشيد رجل يقال له «نفيع الأنصاري». 16222
حضر موسى بن جعفر عليه السّلام على حمار له، فتلقّاه الحاجب بالإكرام، و عجّل له بالإذن.
فسأل نفيع عبد العزيز بن عمر: من هذا الشيخ؟ قال: شيخ آل أبي طالب، شيخ آل محمد، هذا موسى بن جعفر. قال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما إن خرج لأسوءنّه.
فقال له عبد العزيز: لا تفعل، فإنّ هؤلاء أهل بيت قلّما تعرّض لهم أحد في الخطاب إلّا و سموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر.
قال: و خرج موسى عليه السّلام، و أخذ نفيع بلجام حماره و قال: من أنت يا هذا؟
قال: إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب اللّه ابن إسماعيل ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه.
و إن كنت تريد البلد، فهو الذي فرض اللّه على المسلمين و عليك- إن كنت منهم- الحجّ إليه.
و إن كنت تريد المفاخرة فو اللّه ما رضي مشركوا قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتّى قالوا: يا محمّد اخرج إلينا أكفاءنا من قريش.
و إن كنت تريد الصيت و الاسم فنحن الذين أمر اللّه بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة تقول: «اللّهم صلّ على محمد و آل محمد»
[فنحن آل محمّد]؛ خلّ عن الحمار.
فخلّى عنه و يده ترعد، و انصرف مخزيّا، فقال له عبد العزيز: أ لم أقل لك. 16223
2- باب آخر فيما جرى بينه عليه السّلام و بين عبد الصمد بن علي
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: علي بن إبراهيم- أو غيره- رفعه قال: خرج عبد الصمد بن علي و معه جماعة، فبصر بأبي الحسن عليه السّلام مقبلا راكبا بغلا، فقال لمن معه: مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر. فلمّا دنا منه قال له: ما هذه الدابّة التي لا تدرك عليها الثأر، و لا تصلح عند النزال؟
فقال له أبو الحسن عليه السّلام: تطأطأت عن سموّ الخيل، و تجاوزت قمؤ العير 16224 ، و خير الأمور أوسطها. فأفحم عبد الصمد، فما أحار جوابا. 16225
3- باب آخر فيما جرى بينه عليه السّلام و بين ابن هيّاج
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن محمّد بن يحيى، عن حمّاد بن عثمان قال: بينا موسى بن عيسى في داره- التي في المسعى- يشرف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى عليه السّلام مقبلا من المروة على بغلة. فأمر ابن هيّاج- رجلا من همدان منقطعا إليه- أن يتعلّق بلجامه و يدّعي البغلة، فأتاه فتعلّق باللجام و ادّعى البغلة.
فثنى أبو الحسن عليه السّلام رجله فنزل عنها و قال لغلمانه: خذوا سرجها و ادفعوها إليه. فقال: و السرج أيضا لي.
فقال أبو الحسن عليه السّلام: كذبت، عندنا البيّنة بأنّه سرج محمد بن علي عليه السّلام،
و أمّا البغلة فأنا اشتريتها منذ قريب، و أنت أعلم و ما قلت. 16226
14- أبواب ما أراد الرشيد من قتله عليه السّلام و دفع اللّه تعالى عنه
1- باب إرسال الرشيد الفضل بن الربيع في طلبه لقتله، و ما جرى في ذلك.
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين المدني، عن عبد اللّه بن الفضل، عن أبيه الفضل قال: كنت أحجب الرشيد، فأقبل عليّ يوما غضبانا، و بيده سيف يقلّبه. فقال لي: يا فضل بقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لئن لم تأتني بابن عمّي لآخذنّ الذي فيه عيناك. فقلت: بمن أجيئك؟
فقال: بهذا الحجازي. قلت: و أي الحجازيّين؟
قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قال الفضل: فخفت من اللّه عز و جل إن جئت به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له: أفعل. فقال: ائتني بسوطين و هصارين 16227 و جلّادين.
قال: فأتيته بذلك و مضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام.