کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
* استدراك
1- دلائل الإمامة: قال أبو جعفر: حدّثنا أبو محمد سفيان، قال: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، قال: رأيت كاظم الغيظ عليه السّلام عند الرشيد، و قد خضع له، فقال له عيسى بن أبان:
يا أمير المؤمنين لم تخضع له؟ قال: رأيت من ورائي أفعى تضرب بنابها و تقول:
«أجبه بالطاعة و إلّا بلعتك» ففزعت منها فأجبته. 16221
13- أبواب ما جرى بينه عليه السّلام و بين خدم الرشيد و حشمه و مواليه و سائر المعاندين و مناظراته معهم
1- باب ما جرى بينه عليه السّلام و بين نفيع الأنصاري
الأخبار: الأصحاب:
1- غرر الدرر للشريف المرتضى و أعلام الدين للديلمي: عن أبي عبد اللّه بإسناده عن أيّوب الهاشمي أنّه حضر باب الرشيد رجل يقال له «نفيع الأنصاري». 16222
حضر موسى بن جعفر عليه السّلام على حمار له، فتلقّاه الحاجب بالإكرام، و عجّل له بالإذن.
فسأل نفيع عبد العزيز بن عمر: من هذا الشيخ؟ قال: شيخ آل أبي طالب، شيخ آل محمد، هذا موسى بن جعفر. قال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما إن خرج لأسوءنّه.
فقال له عبد العزيز: لا تفعل، فإنّ هؤلاء أهل بيت قلّما تعرّض لهم أحد في الخطاب إلّا و سموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر.
قال: و خرج موسى عليه السّلام، و أخذ نفيع بلجام حماره و قال: من أنت يا هذا؟
قال: إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب اللّه ابن إسماعيل ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه.
و إن كنت تريد البلد، فهو الذي فرض اللّه على المسلمين و عليك- إن كنت منهم- الحجّ إليه.
و إن كنت تريد المفاخرة فو اللّه ما رضي مشركوا قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتّى قالوا: يا محمّد اخرج إلينا أكفاءنا من قريش.
و إن كنت تريد الصيت و الاسم فنحن الذين أمر اللّه بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة تقول: «اللّهم صلّ على محمد و آل محمد»
[فنحن آل محمّد]؛ خلّ عن الحمار.
فخلّى عنه و يده ترعد، و انصرف مخزيّا، فقال له عبد العزيز: أ لم أقل لك. 16223
2- باب آخر فيما جرى بينه عليه السّلام و بين عبد الصمد بن علي
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: علي بن إبراهيم- أو غيره- رفعه قال: خرج عبد الصمد بن علي و معه جماعة، فبصر بأبي الحسن عليه السّلام مقبلا راكبا بغلا، فقال لمن معه: مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر. فلمّا دنا منه قال له: ما هذه الدابّة التي لا تدرك عليها الثأر، و لا تصلح عند النزال؟
فقال له أبو الحسن عليه السّلام: تطأطأت عن سموّ الخيل، و تجاوزت قمؤ العير 16224 ، و خير الأمور أوسطها. فأفحم عبد الصمد، فما أحار جوابا. 16225
3- باب آخر فيما جرى بينه عليه السّلام و بين ابن هيّاج
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن محمّد بن يحيى، عن حمّاد بن عثمان قال: بينا موسى بن عيسى في داره- التي في المسعى- يشرف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى عليه السّلام مقبلا من المروة على بغلة. فأمر ابن هيّاج- رجلا من همدان منقطعا إليه- أن يتعلّق بلجامه و يدّعي البغلة، فأتاه فتعلّق باللجام و ادّعى البغلة.
فثنى أبو الحسن عليه السّلام رجله فنزل عنها و قال لغلمانه: خذوا سرجها و ادفعوها إليه. فقال: و السرج أيضا لي.
فقال أبو الحسن عليه السّلام: كذبت، عندنا البيّنة بأنّه سرج محمد بن علي عليه السّلام،
و أمّا البغلة فأنا اشتريتها منذ قريب، و أنت أعلم و ما قلت. 16226
14- أبواب ما أراد الرشيد من قتله عليه السّلام و دفع اللّه تعالى عنه
1- باب إرسال الرشيد الفضل بن الربيع في طلبه لقتله، و ما جرى في ذلك.
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين المدني، عن عبد اللّه بن الفضل، عن أبيه الفضل قال: كنت أحجب الرشيد، فأقبل عليّ يوما غضبانا، و بيده سيف يقلّبه. فقال لي: يا فضل بقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لئن لم تأتني بابن عمّي لآخذنّ الذي فيه عيناك. فقلت: بمن أجيئك؟
فقال: بهذا الحجازي. قلت: و أي الحجازيّين؟
قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قال الفضل: فخفت من اللّه عز و جل إن جئت به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له: أفعل. فقال: ائتني بسوطين و هصارين 16227 و جلّادين.
قال: فأتيته بذلك و مضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام.
فأتيت إلى خربة فيها كوخ 16228 من جرائد النخل، فإذا أنا بغلام أسود فقلت له:
استأذن لي على مولاك يرحمك اللّه، فقال لي: لج 16229 ، ليس له حاجب و لا بوّاب، فولجت إليه، فإذا أنا بغلام أسود بيده مقصّ يأخذ اللحم من جبينه و عرنين أنفه من كثرة سجوده. فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه، أجب الرشيد.
فقال: ما للرشيد و ما لي؟ أ ما تشغله نعمته عنّي؟ ثمّ قام مسرعا، و هو يقول: لو لا أني سمعت في خبر عن جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ طاعة السلطان للتقيّة واجبة» 16230 ، إذن ما جئت.
فقلت له: استعدّ للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك اللّه. فقال عليه السّلام: أ ليس معي من يملك الدنيا و الآخرة، و لن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء اللّه.
قال الفضل بن الربيع: فرأيته و قد أدار يده يلوّح 16231 بها على رأسه ثلاث مرّات.
فدخلت إلى الرشيد، فإذا هو كأنّه امرأة ثكلى قائم حيران.
فلمّا رآني قال لي: يا فضل. فقلت: لبّيك. فقال: جئتني بابن عمّي. قلت: نعم.
قال: لا تكون أزعجته؟ فقلت: لا. قال: لا تكون أعلمته أني عليه غضبان؟ فإنّي قد هيّجت على نفسي ما لم ارده، ائذن له بالدخول. فأذنت له.
فلمّا رآه وثب إليه قائما و عانقه، و قال له: مرحبا بابن عمّي و أخي، و وارث نعمتي. ثمّ أجلسه على فخذه و قال له: ما الذي قطعك عن زيارتنا؟ فقال: سعة ملكك و حبّك للدنيا.
فقال: ائتوني بحقة الغالية 16232 ، فاتي بها فغلّفه بيده، ثمّ أمر أن يحمل بين يديه
خلع و بدرتان دنانير.
فقال موسى بن جعفر عليه السّلام: و اللّه لو لا أنّي أرى من أزوّجه بها من عزّاب بني أبي طالب لئلّا ينقطع نسله أبدا، ما قبلتها. ثمّ تولّى عليه السّلام و هو يقول: الحمد للّه رب العالمين.
فقال الفضل: يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه، فخلعت عليه و أكرمته!
فقال لي: يا فضل، إنّك لمّا مضيت لتجيئني به، رأيت أقواما قد أحدقوا بداري، بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون: إن آذى ابن رسول اللّه خسفنا به، و إن أحسن إليه انصرفنا عنه و تركناه. فتبعته عليه السّلام فقلت له: ما الذي قلت حتّى كفيت أمر الرشيد؟
فقال: دعاء جدّي علي بن أبي طالب عليه السّلام كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلّا هزمه، و لا إلى فارس إلّا قهره، و هو دعاء كفاية البلاء. قلت: و ما هو؟ قال: قلت:
«اللّهمّ بك اساور، و بك احاول، [و بك احاور]، و بك أصول، و بك أنتصر، و بك أموت، و بك أحيا، أسلمت نفسي إليك، و فوّضت أمري إليك، لا حول و لا قوة إلّا باللّه العلي العظيم.