کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
بعض: هذا من دم الحيض. و قال بعض: هو من دم العذرة.
فسألوا عن ذلك فقهاءهم مثل أبي حنيفة و غيره من فقهائهم فقالوا: هذا شيء قد أشكل، و الصلاة فريضة واجبة فلتتوضّأ و لتصلّ، و ليمسك عنها زوجها، حتى ترى البياض، فإن كان دم الحيض لم تضرّها الصلاة، و إن كان دم العذرة كانت قد أدّت الفريضة. ففعلت الجارية ذلك.
و حججت في تلك السنة، فلما صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام فقلت: جعلت فداك إنّ لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا، فإن رأيت أن تأذن لي فآتيك فأسألك عنها؟
فبعث إليّ: إذا هدأت الرّجل 16285 و انقطع الطريق، فأقبل إن شاء اللّه.
قال خلف: فرعيت الليل، حتّى إذا رأيت الناس قد قلّ اختلافهم بمنى توجّهت إلى مضربه، فلمّا كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق فقال: من الرجل؟
فقلت: رجل من الحاجّ. فقال: ما اسمك؟ قلت: خلف بن حماد.
فقال: ادخل بغير إذن فقد أمرني أن أقعد هاهنا، فإذا أتيت أذنت لك.
فدخلت و سلّمت، فردّ عليّ السلام و هو جالس على فراشه وحده، ما في الفسطاط غيره فلمّا صرت بين يديه سألني و سألته عن حاله.
فقلت له: إنّ رجلا من مواليك تزوّج جارية معصرا لم تطمث، فلمّا افتضّها سال الدم، فمكث سائلا لا ينقطع نحوا من عشرة أيّام، و إنّ القوابل اختلفن في ذلك فقال بعضهنّ: دم الحيض. و قال بعضهنّ: دم العذرة. فما ينبغي لها أن تصنع؟
قال: فلتتّق اللّه فإن كان من دم الحيض فلتمسك عن الصلاة حتى ترى الطهر، و ليمسك عنها بعلها؛ و إن كان من العذرة فلتتّق اللّه و لتتوضّأ و لتصلّ، و يأتيها بعلها إن أحبّ ذلك.
فقلت له: و كيف لهم إن يعلموا ممّا هي حتى يفعلوا ما ينبغي؟
قال: فالتفت يمينا و شمالا في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد.
قال: ثمّ نهد 16286 إليّ فقال: يا خلف سرّ اللّه سرّ اللّه، فلا تذيعوه، و لا تعلّموا هذا الخلق أصول دين اللّه، بل ارضوا لهم ما رضي اللّه لهم من ضلال.
قال: ثم عقد بيده اليسرى تسعين 16287 ، ثمّ قال: تستدخل القطنة ثمّ تدعها مليّا، ثمّ تخرجها إخراجا رفيقا، فإن كان الدّم مطوّقا في القطنة فهو من العذرة، و إن كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض.
قال خلف: فاستخفّني الفرح، فبكيت، فلمّا سكن بكائي قال: ما أبكاك؟
قلت: جعلت فداك من كان يحسن هذا غيرك؟ قال:
فرفع يده إلى السماء و قال: و اللّه إنّي ما أخبرك إلّا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عن جبرئيل، عن اللّه عزّ و جلّ. 16288
3- أبواب سائر مناظراته عليه السّلام مع المخالفين، و جواباته عليه السّلام
1- باب مناظرته عليه السّلام مع نفيع الأنصاري
الكتب:
1- الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة: قال: قال نفيع الأنصاري لموسى بن جعفر عليهما السلام- و كان مع عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فمنعه من كلامه فأبى-: من أنت؟
فقال: إن كنت تريد النسب، فأنا ابن محمد حبيب اللّه، ابن إسماعيل ذبيح اللّه، ابن إبراهيم خليل اللّه؛ و إن كنت تريد البلد، فهو الذي فرض اللّه على المسلمين و عليك- إن كنت منهم- الحجّ إليه.
و إن كنت تريد المناظرة في الرتبة فما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفّاء لهم حين قالوا: «يا محمد أخرج إلينا أكفّاءنا من قريش» 16289 . فانصرف مخزيّا. 16290
2- باب مناظرته عليه السّلام مع عبد الصمد بن علي
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: علي بن إبراهيم- أو غيره- رفعه قال: خرج عبد الصمد بن علي و معه جماعة فبصر بأبي الحسن عليه السّلام مقبلا راكبا بغلا، فقال لمن معه: مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر فلمّا دنى منه قال له:
ما هذه الدابّة التي لا تدرك عليها الثأر، و لا تصلح عند النزال؟
فقال له أبو الحسن عليه السّلام: تطأطأت عن سموّ الخيل، و تجاوزت قمؤ العير، و خير الأمور أوسطها. فأفحم عبد الصمد، فما أحار جوابا. 16291
3- باب آخر و هو من الأول
الكتب:
1- الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة: قال: لقي عليه السّلام الرشيد حين قدومه إلى المدينة على بغلة فاعترض عليه في ذلك، فقال: تطأطأت عن خيلاء الخيل، و ارتفعت عن ذلّة العير، و خير الأمور أوسطها. 16292 *
* استدراك
باب مناظرته مع هندي حكيم في مجلس الرشيد
1- الصراط المستقيم لزين الدين النباطي البياضي: قيل: حضر مجلس
الرشيد هنديّ حكيم، فدخل الكاظم عليه السّلام، فرفع الرشيد مقامه، فحسده الهنديّ و قال: اغتنيت بعلمك عن غيرك، فكنت كما قال تعالى: « كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى » 16293 .
فقال عليه السّلام: أخبرني، الصور الصدفيّة إذا تكاملت فيها الحرارة الكلّية، و تواترت عليها الحركات الطبيعيّة، و استحكمت فيها القوى العنصريّة، صارت أخصاصا عقليّة، أم أشباحا و هميّة؟
فبهت الهنديّ و قبّل رأس الامام عليه السّلام و قال: لقد كلّمتني بكلام لاهوت، من جسم ناسوت.
فقال الرشيد: كلّما أردنا أن نضع أهل هذا البيت أبي اللّه إلّا أن يرفعه.
فقال عليه السّلام: « يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ » 16294 . 16295
4- أبواب مناظراته عليه السّلام في الصغر مع الأصحاب و جواباته عن مسائلهم و اعتراضاتهم
1- باب مناظرته عليه السّلام مع غلام له في الصغر
الأخبار: الأصحاب:
1- غيبة النعماني: أحمد بن سليمان بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن معاوية بن وهب قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام، فرأيت أبا الحسن موسى عليه السّلام- و له يومئذ ثلاث سنين- و معه عناق من هذه المكّية و هو آخذ بخطامها و هو يقول لها: «اسجدي» فلا تفعل ذلك- ثلاث مرات-.
فقال غلام له صغير: يا سيّدي قل لها تموت.
فقال موسى عليه السّلام: ويحك أنا أحيي و أميت؟! اللّه يحيي و يميت. 16296
2- باب جوابه عليه السّلام عن [سؤال] عيسى شلقان
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري و غيره،
عن عيسى شلقان، قال: كنت قاعدا فمرّ أبو الحسن موسى عليه السّلام و معه بهمة، قال:
فقلت: يا غلام ما ترى ما يصنع أبوك؟! يأمرنا بالشيء ثمّ ينهانا عنه، أمرنا أن نتولىّ أبا الخطّاب ثمّ أمرنا أن نلعنه و نتبرّأ منه.
فقال أبو الحسن عليه السّلام- و هو غلام-: إنّ اللّه خلق خلقا للإيمان لا زوال له، و خلق خلقا للكفر لا زوال له، و خلق خلقا بين ذلك أعارهم اللّه الإيمان يسمّون «المعارين» إذا شاء سلبهم، و كان أبو الخطّاب ممّن أعير الايمان.
قال: فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام فأخبرته ما قلت لأبي الحسن عليه السّلام و ما قال لي فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّه نبعة نبوّة. 16297
3- باب ما أجاب به أبا بصير عند إمامته عليه السّلام
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: العدّة، عن البرقي، عن أبيه، عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي بصير قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السّلام في السنة الّتي قبض فيها أبو عبد اللّه عليه السّلام فقلت: جعلت فداك مالك ذبحت كبشا، و نحر فلان بدنة؟
فقال: يا أبا محمد إنّ نوحا عليه السّلام كان في السفينة، و كان فيها ما شاء اللّه، و كانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت، و هو طواف النساء، و خلّى سبيلها نوح عليه السّلام.
فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الجبال: «إنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ». فتطاولت و شمخت، و تواضع الجوديّ- و هو جبل عندكم- فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل.