کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
المفضّل بن قيس، قال: سمعت أبا الحسن الأول عليه السّلام و هو يحلف أن لا يكلّم محمد ابن عبد اللّه الأرقط أبدا فقلت في نفسي: هذا يأمر بالبرّ و الصلة و يحلف أن لا يكلّم ابن 16404 عمّه أبدا.
قال: فقال: هذا من برّي به، هو لا يصبر أن يذكرني و يعينني 16405 ، فإذا علم الناس ألّا اكلّمه لم يقبلوا منه، و أمسك عن ذكري فكان خيرا له. 16406
2- باب حال محمد بن إسماعيل، و علي بن إسماعيل ابني عمّه عليه السّلام.
الأخبار: الأصحاب:
1- رجال الكشي: روى موسى بن القاسم البجلي، عن عليّ بن جعفر قال:
سمعت أخي موسى عليه السّلام قال: قال أبي لعبد اللّه أخي: «إليك ابني اخيك فقد ملآني بالسفه فإنّهما شرك شيطان».- يعني محمد بن إسماعيل بن جعفر، و علي بن إسماعيل- و كان عبد اللّه أخاه لأبيه و أمّه. 16407
2- و منه: 16408 محمد بن قولويه القميّ قال: حدّثني بعض المشايخ- و لم يذكر اسمه- عن عليّ بن جعفر بن محمد عليه السّلام قال: جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر 16409 يسألني أن أسأل أبا الحسن موسى عليه السّلام أن يأذن له في الخروج إلى العراق، و أن
يرضى عنه، و يوصيه بوصية.
قال: فتجنّبت حتى دخل المتوضّأ و خرج، و هو وقت كان يتهيّأ لي أن أخلو به و أكلّمه. قال: فلمّا خرج قلت له: إنّ ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج إلى العراق، و أن توصيه. فأذن له عليه السّلام.
فلمّا رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل و قال: يا عمّ أحبّ أن توصيني.
فقال: أوصيك أن تتّقي اللّه في دمي. فقال: لعن اللّه من يسعى في دمك.
ثم قال: يا عمّ أوصني. فقال: اوصيك أن تتّقي اللّه في دمي.
قال: ثمّ ناوله أبو الحسن صرّة فيها مائة و خمسون دينارا فقبضها محمّد، ثمّ ناوله أخرى فيها مائة و خمسون دينارا فقبضها، ثمّ أعطاه صرّة أخرى فيها مائة و خمسون دينارا فقبضها، ثمّ أمر له بألف و خمسمائة درهم كانت عنده.
فقلت له في ذلك، و استكثرته.
فقال: هذا ليكون أوكد لحجّتي إذا قطعني و وصلته.
قال: فخرج إلى العراق، فلمّا ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل، و استأذن على هارون، و قال للحاجب: قل لأمير المؤمنين: إنّ محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بالباب.
فقال: الحاجب انزل أولا و غيّر ثياب طريقك وعد لأدخلك عليه بغير إذن، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت. فقال: أعلم أمير المؤمنين أنّي حضرت و لم تأذن لي.
فدخل الحاجب و أعلم هارون قول محمّد بن إسماعيل، فأمر بدخوله، فدخل و قال: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض: موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج، و أنت بالعراق يجبى لك الخراج؟! فقال: و اللّه؟! فقال: و اللّه.
قال: فأمر له بمائة ألف درهم فلمّا قبضها و حمل إلى منزله، أخذته الذبحة 16410 في
جوف ليلته فمات، و حوّل من الغد المال الذي حمل إليه. 16411
3- باب حال الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام
الأخبار: الأصحاب:
1- قرب الإسناد: الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح، قال: كنت مع الحسين بن زيد 16412 و معه ابنه عليّ إذ مرّ بنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فسلّم عليه، ثمّ جاز فقلت: جعلت فداك يعرف موسى قائم آل محمّد؟
قال: فقال لي: إن يكن أحد يعرفه فهو. ثمّ قال: و كيف لا يعرفه؟! عنده خطّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و إملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
فقال علي ابنه: يا أبة كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي؟
فقال: يا بنيّ إنّ عليّ بن الحسين عليه السّلام و محمد بن عليّ عليه السّلام سيّد النّاس و إمامهم، فلزم يا بنيّ أبوك زيد أخاه، فتأدّب بأدبه و تفقّه بفقهه.
قال: فقلت: فأراه يا أبة إن حدث بموسى حدث يوصي إلى أحد من إخوته.
قال: لا و اللّه ما يوصي إلّا إلى ابنه، أ ما ترى- أي بني- هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة إلّا في أولادهم. 16413
2- أبواب أحوال بني أعمامه من بني الحسن
1- أبواب أحوال الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن 16414 القتيل بفخ، و خروجه و شهادته
1- باب إخبار النبي صلّى اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام بشهادته
الأخبار: الأئمة:
الباقر عليه السّلام:
1- مقاتل الطالبيين: بإسناده عن محمّد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السّلام قال: مرّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بفخّ 16415 ، فنزل فصلّى [ركعة، فلمّا صلّى] الثانية بكى و هو في الصلاة، فلمّا رأى الناس النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يبكي بكوا.
فلمّا انصرف قال: ما يبكيكم؟ قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول اللّه.
قال: نزل عليّ جبرئيل لمّا صلّيت الركعة الاولى فقال لي: يا محمّد إنّ رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، و أجر [الشهيد] معه أجر شهيدين. 16416
الصادق عليه السّلام:
2- مقاتل الطالبيين: بإسناده عن النضر بن قرواش، قال: أكريت جعفر بن محمّد عليه السّلام من المدينة [إلى مكّة]. فلمّا رحلنا من «بطن مرّ» 16417 قال لي: يا نضر، إذا
انتهيت إلى فخّ فأعلمني.
قلت: أو لست تعرفه؟ قال: بلى و لكن أخشى أن تغلبني عيني.
فلمّا انتهينا إلى فخّ دنوت من المحمل، فإذا هو نائم، فتنحنحت فلم ينتبه، فحرّكت المحمل، فجلس فقلت: قد بلغت، فقال: حلّ محملي.
ثمّ قال: صل القطار. فوصلته. ثمّ تنحّيت به عن الجادّة، فأنخت بعيره فقال:
ناولني الإداوة و الركوة 16418 ، فتوضّأ و صلّى، ثمّ ركب، فقلت له:
جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا، أ فهو من مناسك الحج؟
قال: لا، و لكن يقتل هاهنا رجل من [أهل] بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنّة. 16419
الكاظم عليه السّلام:
3- مقاتل الطالبيين: بأسانيده عن عنيزة القصباني، قال: قال الحسين لموسى بن جعفر عليه السّلام، في الخروج. فقال له:
إنّك مقتول، فأجدّ الضراب، فإنّ القوم فسّاق، يظهرون إيمانا، و يضمرون نفاقا [و شركا] 16420 . فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون و عند اللّه عزّ و جلّ أحتسبكم من عصبة. 16421
2- باب آخر في خروجه و شهادته رضي اللّه عنه
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: بعض أصحابنا، عن محمد بن حسّان، عن محمد بن رنجويه، عن
عبد اللّه بن الحكم الأرمني، عن عبد اللّه بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن عبد اللّه بن المفضّل- مولى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب- قال: لمّا خرج الحسين بن علي المقتول بفخّ و احتوى على المدينة، دعا موسى بن جعفر عليه السّلام إلى البيعة فأتاه، فقال له:
يا ابن عمّ لا تكلّفني ما كلّف ابن عمّك 16422 عمّك أبا عبد اللّه عليه السّلام فيخرج منّي ما لا اريد، كما خرج من أبي عبد اللّه عليه السّلام ما لم يكن يريد. فقال له الحسين: إنّما عرضت عليك أمرا، فإن أردته دخلت فيه، و إن كرهته لم أحملك عليه، و اللّه المستعان. ثمّ ودّعه. فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام حين ودّعه:
يا ابن عمّ، إنّك مقتول، فأجدّ الضراب، فإنّ القوم فسّاق، يظهرون إيمانا، و يسرّون شركا، و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، أحتسبكم عند اللّه من عصبة.
ثمّ خرج الحسين، و كان من أمره ما كان، قتلوا كلّهم كما قال عليه السّلام. 16423
2- مقاتل الطالبيين: بأسانيده عن عنيزة القصباني، قال: رأيت موسى بن جعفر عليه السّلام بعد عتمة و قد جاء إلى الحسين صاحب فخّ، فانكبّ عليه شبه الركوع و قال: احبّ أن تجعلني في سعة و حلّ من تخلّفي عنك.
فأطرق الحسين طويلا لا يجيبه، ثمّ رفع رأسه، فقال: أنت في سعة. 16424
3- و بأسانيد اخرى: قال: قال الحسين: لموسى بن جعفر عليه السّلام في الخروج. فقال له:
إنّك مقتول فأجدّ الضراب، فإنّ القوم فسّاق يظهرون إيمانا، و يضمرون نفاقا و شركا فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و عند اللّه جلّ و عزّ أحتسبكم من عصبة. 16425
4- و بإسناده عن سليمان بن عبّاد قال: لمّا أن لقى الحسين المسوّدة 16426 أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوّح به، و الحسين يملي عليه حرفا حرفا يقول: ناد فنادى:
«يا معشر الناس، يا معشر المسوّدة، هذا حسين ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ابن عمّه، يدعوكم إلى كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله». 16427
5- و بإسناده إلى أرطاة قال: لمّا كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخّ قال:
ابايعكم على كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و على أن يطاع اللّه و لا يعصى. و أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و على أن يعمل فيكم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و العدل في الرعيّة، و القسم بالسويّة، و على أن تقيموا معنا، و تجاهدوا عدوّنا.
فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا. و إن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم. 16428
6- و بإسناده عن أبي صالح الفزاري قال: سمع على مياه غطفان كلّها ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتفا يهتف و يقول:
ألا يا لقومي للسواد المصبح
و مقتل أولاد النبيّ ببلدح
ليبك حسينا كلّ كهل و أمرد
من الجنّ إن لم يبك من الإنس نوّح
فإني لجنّي و إنّ معرسي
لبالبرقة السوداء من دون زحزح
فسمعها الناس، لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين. 16429