کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
4- و بإسناده عن سليمان بن عبّاد قال: لمّا أن لقى الحسين المسوّدة 16426 أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوّح به، و الحسين يملي عليه حرفا حرفا يقول: ناد فنادى:
«يا معشر الناس، يا معشر المسوّدة، هذا حسين ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ابن عمّه، يدعوكم إلى كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله». 16427
5- و بإسناده إلى أرطاة قال: لمّا كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخّ قال:
ابايعكم على كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و على أن يطاع اللّه و لا يعصى. و أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و على أن يعمل فيكم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و العدل في الرعيّة، و القسم بالسويّة، و على أن تقيموا معنا، و تجاهدوا عدوّنا.
فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا. و إن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم. 16428
6- و بإسناده عن أبي صالح الفزاري قال: سمع على مياه غطفان كلّها ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتفا يهتف و يقول:
ألا يا لقومي للسواد المصبح
و مقتل أولاد النبيّ ببلدح
ليبك حسينا كلّ كهل و أمرد
من الجنّ إن لم يبك من الإنس نوّح
فإني لجنّي و إنّ معرسي
لبالبرقة السوداء من دون زحزح
فسمعها الناس، لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين. 16429
7- عمدة الطالب: أبو نصر البخاري، عن محمّد الجواد بن علي الرضا عليهم السلام
أنّه قال: لم يكن بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ. 16430
3- باب آخر فيما وقع بعد قتله رضي اللّه عنه
الأخبار: الأصحاب:
1- مهج الدعوات: بإسناده عن أبي الوضّاح محمد بن عبد اللّه النهشلي قال:
أخبرني أبي قال: لمّا قتل الحسين بن علي صاحب فخّ- و هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن- بفخّ، و تفرّق النّاس عنه، حمل رأسه و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي. فلمّا بصر بهم، أنشأ يقول متمثّلا:
بني عمّنا لا تنطقوا الشعر بعد ما
دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله
فنقبل ضيما أو نحكّم قاضيا
و لكن حكم السيف فينا مسلّط
فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
و قد ساءني ما جرت الحرب بيننا
بني عمّنا لو كان أمرا مدانيا
فإن قلتم إنّا ظلمنا فلم نكن
ظلمنا و لكن قد أسأنا التقاضيا
ثمّ أمر برجل من الأسرى فوبّخه ثمّ قتله، ثمّ صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، و أخذ من الطالبيّين، و جعل ينال منهم، إلى أن ذكر موسى بن جعفر عليه السّلام فنال منه.
قال: و اللّه ما خرج حسين إلّا عن أمره، و لا اتّبع إلّا محبّته، لأنّه صاحب الوصيّة في أهل هذا البيت، قتلني اللّه إن أبقيت عليه.
فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و كان جريئا عليه: يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت؟ فقال: قتلني اللّه إن عفوت عن موسى بن جعفر، و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه
و علمه و فضله، و ما بلغني عن السفّاح فيه من تقريظه و تفضيله، لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا.
فقال أبو يوسف نساؤه طوالق، و عتق جميع ما يملك من الرقيق، و تصدّق بجميع ما يملك من المال، و حبس دوابّه، و عليه المشي إلى بيت اللّه الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج، لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده، و لا ينبغي أن يكون هذا منهم.
ثمّ ذكر الزيدية و ما ينتحلون، فقال: و ما كان بقي من الزيدية إلّا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم. و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه.
قال: و كتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام بصورة الأمر، فورد الكتاب. فلمّا أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فاطلعهم أبو الحسن عليه السّلام على ما ورد عليه من الخبر و قال لهم: ما تشيرون في هذا؟
فقالوا: نشير عليك- أصلحك اللّه- و علينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار، و تغيّب شخصك دونه، فإنّه لا يؤمن شرّه و عاديته و غشمه، سيّما و قد توعّدك و إيّانا معك.
فتبسّم موسى عليه السّلام ثمّ تمثّل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة و هو:
زعمت سخينة أن ستغلب ربّها
فليغلبنّ مغالب الغلاب
ثمّ أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته، فقال: ليفرخ روعكم إنّه لا يرد أوّل كتاب من العراق إلّا بموت موسى بن المهدي و هلاكه، فقال: و ما ذلك أصلحك اللّه؟ قال: قد- و حرمة هذا القبر- مات في يومه هذا و اللّه ( إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) 16431 سأخبركم بذلك:
بينما أنا جالس في مصلّاي بعد فراغي من وردي و قد تنوّمت عيناي، إذ سنح جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في منامي، فشكوت إليه موسى بن المهديّ، و ذكرت
ما جرى منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله.
فقال لي: «لتطب نفسك يا موسى» فما جعل اللّه لموسى عليك سبيلا. فبينما هو يحدّثني إذ أخذ بيدي و قال لي: قد أهلك اللّه آنفا عدوّك فليحسن للّه شكرك.
قال: ثمّ استقبل أبو الحسن عليه السّلام القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو.
فقال أبو الوضّاح: فحدّثني أبي، قال: كان جماعة من خاصّة أبي الحسن عليه السّلام من أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه، و معهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف و أميال. فإذا نطق أبو الحسن عليه السّلام بكلمة و أفتى في نازلة، أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك.
قال: فسمعناه و هو يقول في دعائه: «شكرا للّه جلّت عظمته»، ثمّ ذكر الدعاء،
قال: ثمّ أقبل علينا مولانا أبو الحسن عليه السّلام ثمّ قال: سمعت من أبي جعفر بن محمّد يحدّث، عن أبيه عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين عليهم السلام أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: «اعترفوا بنعمة اللّه ربّكم عزّ و جلّ، و توبوا إليه من جميع ذنوبكم، فإنّ اللّه يحبّ الشاكرين من عباده».
قال: ثمّ قمنا إلى الصلاة و تفرّق القوم فما اجتمعوا إلّا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهديّ، و البيعة لهارون الرشيد.
أقول: قد مرّ الخبر 16432 بإسناده و شرحه في باب أحواله عليه السّلام مع الهادي.
2- باب حال يحيى بن عبد اللّه بن الحسن 16433 ، و ما جرى بينه عليه السّلام و بينه
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: بإسناده عن عبد اللّه بن إبراهيم الجعفري، قال: كتب يحيى بن
عبد اللّه بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليه السّلام:
أمّا بعد: فإنّي اوصي نفسي بتقوى اللّه و بها اوصيك، فإنّها وصيّة اللّه في الأوّلين، و وصيّته في الآخرين.
خبّرني من ورد عليّ من أعوان اللّه على دينه و نشر طاعته، بما كان من تحنّنك 16434 مع خذلانك، و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك، و قديما ادّعيتم ما ليس لكم، و بسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم اللّه، فاستهويتم 16435 و أضللتم، و أنا محذّرك ما حذّرك اللّه من نفسه.
فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام: «من موسى بن أبي عبد اللّه جعفر و عليّ مشتركين 16436 في التذلّل للّه و طاعته إلى يحيى بن عبد اللّه بن الحسن.
أما بعد: فإنّي احذّرك اللّه و نفسي، و اعلمك أليم عذابه و شديد عقابه، و تكامل نقماته، و اوصيك و نفسي بتقوى اللّه، فإنّها زين الكلام، و تثبيت النعم.
أتاني كتابك تذكر فيه أنّي مدّع و أبي من قبل، و ما سمعت ذلك منّي، و ستكتب شهادتهم و يسألون، و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم.
فذكرت أنّي ثبّطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك، و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنّة، و لا قلّة بصيرة بحجّة، و لكن اللّه تبارك
و تعالى خلق الناس أمشاجا، و غرائب، و غرائز، فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما 16437 : ما العترف في بدنك؟ و ما الصهلج في الإنسان؟ ثمّ اكتب إليّ بخبر ذلك.
و أنا متقدم إليك احذّرك معصية الخليفة، و أحثّك على برّه و طاعته، و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار، و يلزمك الخناق من كلّ مكان، فتروّح إلى النفس من كلّ مكان و لا تجده، حتى يمنّ اللّه عليك بمنّه و فضله، و رقّة الخليفة- أبقاه اللّه- فيؤمنك و يرحمك، و يحفظ فيك أرحام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و السلام على من اتّبع الهدى « إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى » 16438 .
قال الجعفريّ: فبلغني أنّ كتاب موسى بن جعفر عليه السّلام وقع في يدي هارون، فلمّا قرأه قال: الناس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بريء ممّا يرمى به. 16439
3- باب حال سائر أقاربه و عشائره من أولاد عليّ و فاطمة صلوات اللّه عليهم و مظلوميتهم
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا: أحمد بن محمّد بن الحسين البزّاز، عن أبي طاهر الساماني 16440 ، عن بشر بن محمد بن بشر، عن احمد بن سهل بن ماهان، عن عبيد اللّه البزّاز النيسابوري- و كان مسنّا- قال: كان بيني و بين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة، فرحلت إليه في بعض الأيام، فبلغه خبر قدومي، فاستحضرني للوقت و عليّ ثياب السفر لم اغيّرها، و ذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر.
فلمّا دخلت عليه، رأيته في بيت يجري فيه الماء، فسلّمت عليه و جلست، فأتي بطست و إبريق فغسل يديه، ثمّ أمرني فغسلت يدي.
و احضرت المائدة، و ذهب عنّي أنّي صائم، و أنّي في شهر رمضان، ثمّ ذكرت فأمسكت يدي، فقال لي حميد: ما لك لا تأكل؟ فقلت: أيّها الأمير هذا شهر رمضان، و لست بمريض، و لابي علّة توجب الإفطار، و لعلّ الأمير له عذر في ذلك، أو علّة توجب الإفطار.
فقال: ما بي علّة توجب الإفطار، و إنّي لصحيح البدن. ثمّ دمعت عيناه و بكى.
فقلت له بعد ما فرغ من طعامه: ما يبكيك أيّها الأمير؟
فقال: أنفذ إليّ هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب. فلمّا دخلت عليه، رأيت بين يديه شمعة تتّقد، و سيفا أخضرا مسلولا، و بين يديه خادم واقف.
فلمّا قمت بين يديه، رفع رأسه إليّ، فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت:
بالنفس و المال. فأطرق، ثمّ أذن لي في الانصراف.
فلم ألبث في منزلي حتّى عاد الرسول إليّ و قال: أجب أمير المؤمنين. فقلت في نفسي: إنّا للّه، أخاف أن يكون قد عزم على قتلي، و إنّه لمّا رآني استحيا منّي. فعدت إلى بين يديه، فرفع رأسه إليّ، فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس و المال و الأهل و الولد. فتبسّم ضاحكا، ثمّ أذن لي في الانصراف.
فلمّا دخلت منزلي لم ألبث أن عاد الرسول إليّ فقال: أجب أمير المؤمنين.
فحضرت بين يديه، و هو على حاله. فرفع رأسه إليّ فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس و المال و الأهل و الولد و الدين. فضحك، ثمّ قال لي:
خذ هذا السيف و امتثل ما يأمرك به هذا الخادم.
قال: فتناول الخادم السيف و ناولنيه، و جاء به إلى بيت بابه مغلق، ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه، و ثلاثة بيوت أبوابها مغلقة.