کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
بالسنديّة: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّد رسول اللّه. ثمّ رفع منطقة 17212 كانت عليه، فظهر من تحتها زنّار 17213 في وسطه، فقال: اقطعه أنت بيدك يا بن رسول اللّه، فدعا الرضا عليه السلام بسكّين فقطعه، ثمّ قال لمحمّد بن الفضل الهاشميّ: خذ السنديّ إلى الحمّام، و طهّره و اكسه و عياله، و احملهم جميعا إلى المدينة.
فلمّا فرغ من مخاطبة القوم، قال: قد صحّ عندكم صدق ما كان محمّد بن الفضل يلقي عليكم عنّي؟ قالوا: نعم، و اللّه لقد بان لنا منك فوق ذلك أضعافا مضاعفة و قد ذكر لنا محمّد بن الفضل أنّك تحمل إلى خراسان! فقال: صدق محمّد، إلّا أنّي احمل مكرّما معظّما مبجّلا.
قال محمّد بن الفضل: فشهد له الجماعة بالإمامة، و بات عندنا تلك الليلة، فلمّا أصبح، و دعّ الجماعة و أوصاني بما أراد، و مضى و تبعته [أشيّعه] حتّى إذا صرنا في وسط القرية، عدل عن الطريق فصلّى أربع ركعات، ثمّ قال:
يا محمّد انصرف في حفظ اللّه غمّض طرفك، فغمّضته، ثمّ قال:
افتح عينيك ففتحتهما، فإذا أنا على باب منزلي بالبصرة، و لم أر الرضا عليه السلام.
قال: و حملت السنديّ و عياله إلى المدينة في وقت الموسم.
قال محمّد بن الفضل: كان فيما أوصاني به الرضا عليه السلام، في وقت منصرفه من البصرة أن قال [لي]: صر إلى الكوفة فاجمع الشيعة هناك، و أعلمهم أنّي قادم عليهم، و أمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكريّ.
فصرت إلى الكوفة، فأعلمت الشيعة أنّ الرضا عليه السلام قادم عليهم. فأنا يوما عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بي سلام خادم الرضا عليه السلام فعلمت أنّ الرضا عليه السلام قد قدم، فبادرت إلى دار حفص بن عمير، فإذا هو في الدار فسلّمت عليه، ثمّ قال لي:
احتشد 17214 في طعام تصلحه للشيعة
فقلت: قد احتشدت، و فرغت ممّا يحتاج إليه، فقال: الحمد للّه على توفيقك.
فجمعنا الشيعة فلمّا أكلوا، قال: يا محمّد، انظر من بالكوفة من المتكلّمين و العلماء فأحضرهم. فأحضرناهم فقال لهم الرضا عليه السلام:
إنّي اريد أن أجعل لكم حظّا من نفسي، كما جعلت لأهل البصرة، و أنّ اللّه قد أعلمني كلّ كتاب أنزله. ثمّ أقبل على جاثليق و كان معروفا بالجدل و العلم بالإنجيل.
فقال: يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلّقها في عنقه، إذا كان بالمغرب فأراد المشرق فتحها، فأقسم على اللّه باسم واحد من الخمسة أسماء أن تنطوي له الأرض، فيصير من المغرب إلى المشرق، أو من المشرق إلى المغرب في لحظة؟
فقال الجاثليق: لا علم لي بها، و أمّا الأسماء الخمسة فقد كانت معه، يسأل اللّه بها أو بواحد منها، فيعطيه اللّه جميع ما يسأله.
قال: اللّه أكبر إذا لم تنكر الأسماء، فأمّا الصحيفة فلا يضرّ، أقررت بها أم أنكرتها، اشهدوا على قوله.
ثمّ قال: يا معاشر الناس، أ ليس أنصف الناس من حاجّ خصمه بملّته و بكتابه و بنبيّه و شريعته؟ قالوا: نعم.
قال الرضا عليه السلام: فاعلموا أنّه ليس بإمام بعد محمّد إلّا من قام بما قام به محمّد حين يفضي الأمر إليه، و لا يصلح للإمامة إلّا من حاجّ الامم بالبراهين للإمامة.
فقال رأس الجالوت: و ما هذا الدليل على الإمام؟
قال: أن يكون عالما بالتوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن الحكيم، فيحاجّ أهل التوراة بتوراتهم، و أهل الإنجيل بإنجيلهم، و أهل القرآن بقرآنهم، و أن يكون عالما بجميع اللغات، حتّى لا يخفى عليه لسان واحد، فيحاجّ كلّ قوم بلغتهم، ثمّ يكون مع هذه الخصال تقيّا نقيّا من كلّ دنس، طاهرا من كلّ عيب، عادلا، منصفا، حكيما، رءوفا رحيما [حليما] غفورا، عطوفا، صدوقا، مشفقا، بارا، أمينا، مأمونا، راتقا، فاتقا.
فقام إليه نصر بن مزاحم، فقال:
يا بن رسول اللّه، ما تقول في جعفر بن محمّد عليهما السلام؟
قال: ما أقول في إمام شهدت أمّة محمّد قاطبة بأنّه كان أعلم أهل زمانه.
قال: فما تقول في موسى بن جعفر عليهما السلام؟
قال: كان مثله.
قال: فإنّ الناس قد تحيّروا في أمره! قال: إنّ موسى بن جعفر عليهما السلام عمّر برهة من الزمان، فكان يكلّم الأنباط بلسانهم، و يكلّم أهل خراسان بالدريّة، و أهل الروم بالروميّة، و يكلّم العجم بألسنتهم، و كان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود و النصارى، فيحاجّهم بكتبهم و ألسنتهم.
فلمّا نفدت مدّته، و كان وقت وفاته، أتاني مولى برسالته، يقول:
«يا بنيّ إنّ الأجل قد نفد، و المدّة قد انقضت، و أنت وصيّ أبيك، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لمّا كان وقت وفاته، دعا عليا عليه السلام، و أوصاه، و دفع إليه الصحيفة التي كانت فيها الأسماء التي خصّ اللّه بها الأنبياء و الأوصياء، ثمّ قال:
يا عليّ، ادن منّي، فغطّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله رأس عليّ عليه السلام بملاءة، ثمّ قال له:
أخرج لسانك. فأخرجه، فختمه بخاتمه، ثمّ قال:
يا عليّ، اجعل لساني في فيك فمصّه، و ابلع عنّي كلّ ما تجد في فيك، ففعل عليّ عليه السلام ذلك، فقال له:
إنّ اللّه قد فهمّك ما فهّمني، و بصّرك ما بصّرني، و أعطاك من العلم ما أعطاني إلّا النبوّة، فإنّه لا نبيّ بعدي.
ثمّ كذلك إمام بعد إمام، فلمّا مضى موسى عليه السلام علمت كلّ لسان و كلّ كتاب. 17215
8- باب معرفته عليه السلام بجميع اللغات
الأخبار: الأصحاب:
1- بصائر الدرجات: محمّد بن عيسى، عن أبي هاشم، قال: كنت أتغدّى معه، فيدعو بعض غلمانه بالصقلابيّة و الفارسيّة و ربّما يقول: غلامي هذا يكتب شيئا من الفارسيّة، فكنت أقول له: اكتب، فكان يكتب، فيفتح هو على غلامه. 17216
2- و منه: عبد اللّه بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفريّ، قال:
دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقال:
يا أبا هاشم كلّم هذا الخادم بالفارسيّة، فإنّه يزعم أنّه يحسنها.
فقلت للخادم: «زانويت چيست؟». فلم يجبني. فقال عليه السلام: يقول: ركبتك.
ثمّ قلت: «نافت چيست؟». فلم يجبني. فقال عليه السلام: يقول: سرّتك. 17217
3- عيون أخبار الرضا: أبي، عن سعد، عن محمّد بن جزك، عن ياسر الخادم، قال:
كان غلمان لأبي الحسن عليه السلام في البيت صقالبة و روم، و كان أبو الحسن عليه السلام، قريبا منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون 17218 بالصقلبيّة و الروميّة، و يقولون:
إنّا كنّا نفتصد 17219 في كلّ سنة في بلادنا، ثمّ ليس نفتصد هاهنا.
فلمّا كان من الغد، وجّه أبو الحسن عليه السلام إلى بعض الأطبّاء، فقال له: افصد فلانا عرق كذا، و افصد فلانا عرق كذا، و أفصد فلانا عرق كذا.
ثمّ قال: يا ياسر لا تفتصد أنت. قال: فافتصدت، فورمت يدي و احمرّت.
فقال لي: يا ياسر ما لك؟ فأخبرته.
فقال: أ لم أنهك عن ذلك؟ هلمّ يدك. فمسح يده عليها، و تفل فيها، ثمّ أوصاني أن لا أتعشّى. فكنت بعد ذلك ما شاء اللّه لا أتعشّى، ثمّ اغافل فأتعشّى فتضرب عليّ.
بصائر الدرجات: محمّد بن جزك (مثله).
المناقب لابن شهر اشوب: عن ياسر (مثله). 17220
4- عيون أخبار الرضا: أبي، عن سعد، عن البرقيّ، عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: كنت أتغدّى مع أبي الحسن عليه السلام، فيدعو بعض غلمانه بالصقلبيّة و الفارسيّة، و ربّما بعثت غلامي هذا بشيء من الفارسيّة فيعلمه، و ربّما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسيّة، فيفتح هو على غلامه. 17221
5- و منه: الهمدانيّ، عن عليّ، عن أبيه، عن الهرويّ، قال: كان الرضا عليه السلام يكلّم الناس بلغاتهم، و كان و اللّه أفصح الناس و أعلمهم بكلّ لسان و لغة، فقلت له يوما:
يا بن رسول اللّه إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها.
فقال: يا أبا الصلت، أنا حجّة اللّه على خلقه، و ما كان اللّه ليتّخذ حجّة على قوم و هو لا يعرف لغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام:
«أوتينا فصل الخطاب» فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات.
المناقب لابن شهر اشوب: الهرويّ (مثله). 17222
6- الخرائج و الجرائح: روي عن أبي إسماعيل السنديّ، قال: سمعت بالسند 17223 أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدللت على الرضا عليه السلام فقصدته، فدخلت عليه و أنا لا احسن من العربيّة كلمة، فسلّمت بالسنديّة فردّ عليّ بلغتي، فجعلت اكلّمه بالسنديّة، و هو يجيبني بالسنديّة.
فقلت له: إنّي سمعت بالسند أنّ للّه حجّة في العرب، فخرجت في الطلب.
فقال- بلغتي-: نعم أنا هو.
ثمّ قال: فسل عمّا تريد. فسألته عمّا أردته، فلمّا أردت القيام من عنده، قلت:
إنّي لا احسن من العربيّة [شيئا] فادع اللّه أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها.
فمسح يده على شفتي، فتكلّمت بالعربيّة من وقتي. 17224
7- المناقب لابن شهر اشوب:- في حديث طويل- عن عليّ بن مهران:
أنّ أبا الحسن عليه السلام أمره أن يعمل له مقدار الساعات [قال]: فحملناه إليه، فلمّا وصلنا إليه نالنا من العطش أمر عظيم، فما قعدنا حتّى خرج إلينا بعض الخدم، و معه قلال من ماء- أبرد ما يكون- فشربنا فجلس عليه السلام على كرسيّ، فسقطت حصاة.
فقال مسرور: «هشت» أي ثمانية.
ثمّ قال عليه السلام لمسرور: «در ببند» أي اغلق الباب. 17225
استدراك
(1) ألقاب الرسول و عترته لبعض قدماء أصحابنا: كان العالمون يتعجّبون منه، إذ وجدوه مطّلعا على كلّ لسان و لغة، يتكلّم بجميع ذلك، و كذلك كان آباؤه و أبناؤه إلى خاتم الأئمّة عليهم السلام، فقد علّمهم اللّه، كما علّم آدم الأسماء كلّها. 17226
9- باب معرفته صلوات اللّه و سلامه عليه بمنطق الطير
الأخبار: الأصحاب:
1- بصائر الدرجات: أحمد بن موسى، عن محمّد بن أحمد المعروف ب «غزال» عن محمّد بن الحسين، عن سليمان- من ولد جعفر بن أبي طالب- قال:
كنت مع أبي الحسن الرضا عليه السلام في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه، و أخذ يصيح و يكثر الصياح و يضطرب، فقال لي:
يا فلان، أ تدري ما يقول هذا العصفور؟
قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم.
قال: إنّه يقول: إنّ حيّة تريد أكل فراخي في البيت، فقم فخذ تيك النبعة 17227 ، و ادخل البيت، و اقتل الحيّة، قال:
فأخذت النبعة- و هي العصا- و دخلت البيت، فإذا حيّة تجول في البيت فقتلتها.
المناقب لابن شهر اشوب، و الخرائج و الجرائح: عن سليمان الجعفريّ (مثله). 17228
2- بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، قال: