کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
الكافي: العدّة، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن معمّر (مثله). 17399
2- الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة، قال: كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام، احدّثه، و قد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال و الحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم 17400 فقال له:
السلام عليك يا بن رسول اللّه، رجل من محبّيك، و محبّي آبائك و أجدادك عليهم السلام.
مصدري من الحجّ، و قد افتقدت نفقتي، و ما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي و للّه عليّ نعمة، فإذا بلغت بلدي، تصدّقت بالّذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة، فقال له عليه السلام: اجلس رحمك اللّه، و أقبل على الناس يحدّثهم حتّى تفرّقوا، و بقي هو و سليمان الجعفريّ و خيثمة و أنا.
فقال: أ تأذنون لي في الدخول؟ فقال له سليمان، قدّم اللّه أمرك، فقام، فدخل الحجرة، و بقي ساعة، ثمّ خرج و ردّ الباب، و أخرج يده من أعلى الباب، و قال: أين الخراسانيّ؟ فقال: ها أنا ذا. فقال: خذ هذه المائتي دينارا، و استعن بها في مئونتك و نفقتك، و تبرّك بها و لا تصدّق بها عنّي، و اخرج فلا أراك و لا تراني، ثمّ خرج.
فقال [له] سليمان: جعلت فداك، لقد أجزلت و رحمت، فلما ذا سترت وجهك عنه؟
فقال: مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته.
أ ما سمعت حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة، و المذيع بالسيّئة مخذول، و المستتر بها مغفور له» 17401 .
أ ما سمعت قول الأول:
متى آته يوما لأطلب حاجة
رجعت إلى أهلي و وجهي بمائه
المناقب لابن شهر اشوب: عن اليسع. (مثله). 17402
3- إرشاد المفيد: ابن قولويه، عن الكلينيّ، عن عليّ بن محمّد، عن ابن جمهور، عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن أحمد بن عبيد اللّه 17403 ، عن الغفّاريّ، قال:
كان لرجل من آل أبي رافع، مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله- يقال له: فلان- عليّ حقّ، فتقاضاني، و ألحّ عليّ.
فلمّا رأيت ذلك، صلّيت الصبح في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ توجّهت نحو الرضا عليه السلام، و هو يومئذ بالعريض، فلمّا قربت من بابه، فإذا هو قد طلع على حمار، و عليه قميص و رداء، فلمّا نظرت إليه، استحييت منه، فلمّا لحقني وقف، فنظر إليّ فسلّمت عليه- و كان شهر رمضان-.
فقلت له: جعلت فداك، [إنّ] لمولاك فلان عليّ حقّ، و قد و اللّه شهرني، و أنا أظنّ في نفسي أنّه يأمره بالكفّ عنّي، و اللّه ما قلت له: كم له عليّ و لا سمّيت له شيئا، فأمرني بالجلوس إلى رجوعه.
فلم أزل حتّى صلّيت المغرب و أنا صائم، فضاق صدري و أردت أن أنصرف، فإذا هو قد طلع عليّ و حوله الناس، و قد قعد له السّؤال، و هو يتصدّق عليهم.
فمضى، فدخل بيته، ثمّ خرج فدعاني، فقمت إليه فدخلت معه، فجلس و جلست معه، فجعلت احدّثه عن ابن المسيّب [و كان أمير المدينة] 17404 و كان كثيرا ما احدّثه عنه.
فلمّا فرغت، قال: ما أظنّك أفطرت بعد، قلت: لا، فدعا لي بطعام فوضع بين يدي، و أمر الغلام أن يأكل معي، فأصبت و الغلام من الطعام.
فلمّا فرغنا، قال: ارفع الوسادة و خذ ما تحتها، فرفعتها فإذا دنانير، فأخذتها و وضعتها في كمّي، و أمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتّى يبلغوني منزلي.
فقلت: جعلت فداك، إنّ طائف بن المسيّب يدور، و أكره أن يلقاني و معي عبيدك، قال: أصبت، أصاب اللّه بك الرشاد، و أمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم.
فلمّا دنوت من منزلي و آنست، رددتهم و صرت إلى منزلي، و دعوت بالسراج و نظرت إلى الدنانير، فإذا هي ثمانية و أربعون دينارا، و كان حقّ الرجل عليّ ثمانية و عشرين دينارا، و كان فيها دينار يلوح، فأعجبني حسنه، فأخذته و قرّبته من السراج.
فإذا عليه نقش واضح: «حقّ الرجل عليك ثمانية و عشرون دينارا، و ما بقي فهو لك». و لا و اللّه ما كنت عرفت ما له عليّ على التحديد. 17405
4- عيون أخبار الرضا: قد مرّ في حديث إبراهيم بن العبّاس في باب جوامع مكارم أخلاقه عليه السلام: و كان عليه السلام كثير المعروف و الصدقة في السرّ، و أكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه. 17406
5- المناقب لابن شهر اشوب: يعقوب بن إسحاق النوبختيّ، قال: مرّ رجل بأبي الحسن الرضا عليه السلام، فقال له: أعطني على قدر مروّتك. قال عليه السلام: لا يسعني ذلك، فقال: على قدر مروّتي، فقال: إذا فنعم، ثمّ قال: يا غلام، أعطه مائتي دينارا.
و فرّق عليه السلام بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل:
إنّ هذا لمغرم، فقال: بل هو المغنم، لا تعدّنّ مغرما ما ابتغيت به أجرا و كرما. 17407
12- باب تواضعه مع شرف حسبه صلوات اللّه و سلامه عليه
الأخبار: الأصحاب:
1- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّه بن الصلت، عن رجل من أهل بلخ، قال:
كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان، فدعا يوما بمائدة له، فجمع عليها مواليه من السودان و غيرهم فقلت:
جعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة. فقال: مه، إنّ الربّ تبارك و تعالى واحد، و الامّ واحدة، و الأب واحد، و الجزاء بالأعمال. 17408
2- عيون أخبار الرضا: البيهقيّ، عن الصوليّ، عن محمّد بن موسى بن نصر الرازيّ، قال: سمعت أبي يقول:
قال رجل للرضا عليه السلام: و اللّه ما على وجه الأرض أشرف منك أبا.
فقال: التقوى شرّفتهم، طاعة اللّه أحظتهم.
فقال له آخر: أنت و اللّه خير الناس، فقال: هل لا تحلف يا هذا، خير منّي: من كان أتقى للّه عزّ و جلّ، و أطوع له. و اللّه ما نسخت هذه الآية «و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اللّه أتقيكم» 17409 . 17410
3- و منه: البيهقيّ، عن الصوليّ، عن أبي 17411 ذكوان، قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: سمعت عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يقول:
حلفت بالعتق ألّا أحلف بالعتق 17412 إلّا أعتقت رقبة و أعتقت بعدها جميع ما أملك إن كان يرى أنّه خير من هذا- و أومى إلى عبد أسود من غلمانه- بقرابتي من
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلّا أن يكون لي عمل صالح، فأكون أفضل به منه. 17413
4- المناقب لابن شهر اشوب: دخل الرضا عليه السلام الحمّام، فقال له بعض الناس: دلّكني [يا رجل] فجعل يدلّكه، فعرّفوه، فجعل الرجل يستعذر منه، و هو يطيّب قلبه و يدلّكه.
استدراك
(1) نور الأبصار: دخل- أي الرضا عليه السلام- يوما حمّاما، فبينما هو في مكان من الحمّام، إذ دخل عليه جنديّ، فأزاله عن موضعه، و قال: صبّ على رأسي يا أسود، فصبّ على رأسه، فدخل من عرفه، فصاح: يا جنديّ هلكت، أ تستخدم ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟! فأقبل الجنديّ يقبّل رجليه، و يقول: هلّا عصيتني إذ أمرتك، فقال:
إنّها لمثوبة و ما أردت أن أعصيك فيما اثاب عليه. ثمّ أنشأ، يقول:
ليس لي ذنب و لا ذنب لمن
قال لي يا عبد أو يا أسود
إنّما الذنب لمن ألبسني
ظلمة و هو الّذي لا يحمد 17414
(2) إتحاف السادة المتّقين: و كان له بنيسابور على باب داره حمّام، و كان إذا دخل الحمّام فرّغ له الحمّام، فدخل ذات يوم، فأطبق باب الحمّام و مرّ الحمّامي إلى قضاء بعض حوائجه. فتقدّم إنسان رستاقيّ إلى باب الحمّام و دخل و نزع ثيابه، فدخل الحمّام، فرأى عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، فظنّ أنّه بعض خدّام الحمّام. فقال له: قم فأحمل إليّ الماء، فقام عليّ بن موسى عليهما السلام و امتثل جميع ما كان يأمره. 17415