کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
8- عيون أخبار الرضا: الورّاق، عن عليّ، عن أبيه، عن الهرويّ، قال:
و اللّه ما دخل الرضا عليه السلام في هذا الأمر طائعا، و قد حمل إلى الكوفة مكرها، ثمّ اشخص منها على طريق البصرة و فارس إلى مرو. 17620
الأقوال:
9- قال السيّد المرتضى- رضي اللّه عنه- في كتاب تنزيه الأنبياء:
فإن قيل: كيف تولّى عليه السلام العهد للمأمون، و تلك جهة لا يستحقّ الإمامة منها، أو ليس هذا إيهاما 17621 فيما يتعلّق بالدين؟
قلنا: قد مضى من الكلام في سبب دخول أمير المؤمنين عليه السلام في الشورى ما هو أصل في هذا الباب، و جملته أنّ ذا الحقّ له أن يتوصّل إليه من كلّ جهة و [بكلّ] سبب، لا سيّما إذا كان يتعلّق بذلك الحقّ تكليف عليه، فإنّه يصير واجبا عليه التوصّل و التمحّل بالتصّرف، فالإمامة 17622 [ممّا] يستحقّه الرضا عليه السلام بالنصّ من آبائه عليهم السلام عليه، فإذا دفع عن ذلك و جعل إليه من وجه آخر أن يتصرّف، وجب عليه أن يجيب إلى ذلك الوجه، ليصل منه إلى حقّه.
و ليس في هذا إيهام، لأنّ الأدلّة الدالّة على استحقاقه عليه السلام للإمامة بنفسه تمنع من دخول الشبهة بذلك، و إن كان فيه بعض الإيهام، يحسنه 17623 دفع الضرورة إليه، كما حمّلته و آباءه عليهم السلام على إظهار مبايعة 17624 الظالمين، و القول بإمامتهم، و لعلّه عليه السلام أجاب إلى ولاية العهد للتقيّة و الخوف، لأنّه لم يؤثر الامتناع على من ألزمه ذلك و حمله عليه، فيفضي الأمر إلى المجاهرة و المباينة، و الحال لا يقتضيها، و هذا بيّن. 17625
10- أبواب: ما جرى بينه عليه السلام و بين المأمون بعد ولاية العهد
1- باب بعض ما جرى بينه عليه السلام و بين المأمون بعد ولاية العهد
الأخبار: الأئمّة: الرضا عليه السلام
1- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن معمّر بن خلّاد، قال:
قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام، قال لي المأمون: يا أبا الحسن، لو كتبت إلى بعض من يطيعك في هذه النواحي الّتي قد فسدت علينا.
قال: قلت له: يا أمير المؤمنين إن وفيت لي وفيت لك، إنّما دخلت في هذا الأمر الّذي دخلت فيه على أن لا آمر و لا أنهى، و لا اولّي و لا أعزل، و ما زادني هذا الأمر- الّذي دخلت فيه- في النعمة عندي شيئا، و لقد كنت بالمدينة و كتابي ينفذ في المشرق و المغرب، و لقد كنت أركب حماري و أمرّ في سكك المدينة و ما بها أعزّ منّي، و ما كان بها أحد [منهم] يسألني حاجة يمكنني قضاؤها له إلّا قضيتها له. [قال]: فقال لي: أفي لك. 17626
2- عيون أخبار الرضا: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعريّ، عن معاوية ابن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام:
قال لي المأمون [يوما]: يا أبا الحسن انظر بعض من تثق به تولّيه هذه البلدان الّتي قد فسدت علينا. فقلت له: تفي لي و أفي لك، فإنّي إنّما دخلت فيما دخلت، على أن لا آمر فيه و لا أنهى، و لا أعزل، و لا اولّي و لا اشير 17627 حتّى يقدّمني اللّه قبلك، فو اللّه إنّ الخلافة لشيء ما حدّثت به نفسي، و لقد كنت بالمدينة أتردّد في طرقها على دابّتي، و إنّ أهلها و غيرهم يسألوني الحوائج فأقضيها لهم، فيصيرون كالأعمام لي، و إنّ كتبي لنافذة في الأمصار، و ما زدتني في نعمة هي عليّ من ربّي. فقال: أفي لك. 17628
2- باب آخر في امتنان المأمون عليه عليه السلام في ولاية العهد و جوابه عن ذلك
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا: الحسين بن أحمد البيهقيّ، عن محمّد بن يحيى الصوليّ، عن محمّد بن يزيد المبرّد، قال: حدّثني الحافظ، عن ثمامة بن أشرس، قال:
عرض المأمون يوما للرضا عليه السلام بالامتنان عليه بأن ولّاه العهد، فقال له:
إنّ من أخذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لخليق أن يعطي به.
[و لعليّ بن الحسين عليه السلام كلام في هذا النحو]. 17629
2- كشف الغمّة: قال عمرو بن مسعدة: بعثني المأمون إلى عليّ عليه السلام لاعلمه بما أمرني به من كتاب في تقريظه 17630 فأعلمته ذلك، فأطرق عليه السلام مليّا و قال:
يا عمرو إنّ من أخذ برسول اللّه لحقيق أن يعطي به 17631 . 17632
3- باب أمره عليه السلام المأمون بالعفو و الشكر
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا: البيهقيّ، عن الصوليّ، قال: حدّثنا الغلّابيّ، عن أحمد ابن عيسى بن زيد: أنّ المأمون أمرني 17633 بقتل رجل، فقال: استبقني فإنّ لي شكرا.
فقال: و من أنت، و ما شكرك؟
فقال عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين انشدك اللّه أن تترفّع عن شكر أحد، و إن قلّ، فإنّ اللّه عزّ و جلّ أمر عباده بشكره فشكروه، فعفا عنهم. 17634
2- كشف الغمّة: قال الآبيّ: ادخل رجل إلى المأمون، أراد ضرب رقبته و الرضا عليه السلام حاضر، فقال المأمون: ما تقول 17635 يا أبا الحسن؟
فقال عليه السلام: أقول إنّ اللّه لا يزيد 17636 بحسن العفو إلّا عزّا، فعفا عنه. 17637
4- باب نادر
الأخبار: الأصحاب:
1- عيون أخبار الرضا: الهمدانيّ، عن عليّ، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمّد الحسنيّ، قال: بعث المأمون إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام جارية.
فلمّا ادخلت عليه، اشمأزّت من الشيب.
فلمّا رأى كراهيّتها، ردّها إلى المأمون، و كتب إليه بهذه الأبيات:
نعى نفسي إلى نفسي المشيب
و عند الشيب يتّعظ اللبيب
فقد ولّى الشباب إلى مداه
فلست أرى مواضعه تؤوب
سأبكيه و أندبه طويلا
و أدعوه إليّ عسى يجيب
و هيهات الذي قد فات منه
و تمنّيني به النفس الكذوب
و راع الغانيات 17638 بياض رأسي
و من مدّ البقاء له يشيب
أرى البيض الحسان يحدن عنّي
و في هجرانهنّ لنا نصيب
فإن يكن الشباب مضى حبيبا
فإنّ الشيب أيضا لي حبيب
سأصحبه بتقوى اللّه حتّى
يفرّق بيننا الأجل القريب 17639
11- أبواب: ما أجاب عليه السلام المأمون و غيره من المسائل
1- باب جوامع ما أجاب عليه السلام المأمون و الفضل بن سهل من المسائل
الأخبار: الأصحاب:
1- كشف الغمّة: رأيت خطّه عليه السلام في واسط سنة سبع و سبعين و ستّمائة جوابا عمّا كتب إليه المأمون:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، وصل كتاب أمير المؤمنين- أطال اللّه بقاءه- يذكر ما ثبت من الروايات، و رسم أن أكتب له ما صحّ عندي من حال هذه الشعرة و الخشبة الّتي لرحى المدّ 17640 لفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليها و على أبيها و على زوجها و بنيها.
فهذه الشعرة الواحدة شعرة من شعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا شبهة و لا شكّ.
و هذه الخشبة 17641 المذكورة لفاطمة عليها السلام لا ريب و لا شبهة.
و أنا قد تفحّصت و تحرّيت 17642 و كتبت إليك، فاقبل قولي، فقد أعظم اللّه لك في هذا الفحص أجرا عظيما، و باللّه التوفيق.
و كتب عليّ بن موسى بن جعفر عليهم السلام: و عليّ سنة إحدى و مائتين من هجرة صاحب التنزيل جدّي صلّى اللّه عليه و آله. 17643
2- كشف الغمّة: قال الآبيّ في نثر الدرّ: عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون، فقال: يا أبا الحسن الخلق مجبرون؟.
فقال: اللّه أعدل من أن يجبر، ثمّ يعذّب، قال: فمطلقون؟
قال: اللّه أحكم من أن يهمل عبده و يكله إلى نفسه.
اتي المأمون بنصرانيّ قد فجر بهاشميّة، فلمّا رآه أسلم، فغاظه ذلك، و سأل الفقهاء فقالوا: هدر الإسلام ما قبله، فسأل الرضا عليه السلام.
فقال: اقتله، لأنّه أسلم حين رأى البأس، قال اللّه عزّ و جلّ: «فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا باللّه وحده» 17644 إلى آخر السورة. 17645
3- عيون أخبار الرضا: تميم القرشيّ، عن أبيه، عن حمدان بن سليمان، عن عليّ ابن محمّد بن الجهم، قال:
حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام، فسأله المأمون عن الأخبار الموهمة لعدم عصمة الأنبياء عليهم السلام، فأجاب عليه السلام عن كلّ منها.
فكان المأمون يقول: «أشهد أنّك ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حقّا».
و قد كان يقول: «للّه درّك يا بن رسول اللّه»
و قد كان يقول: «بارك اللّه فيك يا أبا الحسن».
و قد كان يقول: «جزاك اللّه عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن».
فلمّا أجاب عليه السلام عن كلّ ما أراد أن يسأله، قال المأمون: لقد شفيت صدري يا بن رسول اللّه و أوضحت لي ما كان ملتبسا عليّ فجزاك اللّه عن أنبيائه و عن الإسلام خيرا.