کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير العياشي


صفحه قبل

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 3

و هو الفصل، ليس بالهزل، له ظهر و بطن، فظاهره حكمة 8 و باطنه علم، ظاهره أنيق و باطنه عميق، له تخوم و على تخومه تخوم‏ 9 لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى و منازل‏ 10 الحكمة- و دليل على المعروف لمن عرفه‏ 11 .

2- عن يوسف بن عبد الرحمن رفعه إلى الحارث الأعور قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقلت: يا أمير المؤمنين إنا إذا كنا عندك- سمعنا الذي نسد به‏ 12 ديننا، و إذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة- لا ندري ما هي قال: أ و قد فعلوها قال: قلت: نعم- قال: سمعت رسول الله ص يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمد سيكون في أمتك فتنة: قلت: فما المخرج منها فقال:

كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم، و هو الفصل ليس بالهزل، من ولاه من جبار فعمل بغيره قصمه الله‏ 13 و من التمس الهدى في غيره أضله الله- و هو حبل الله المتين، و هو الذكر الحكيم، و هو الصراط المستقيم لا تزيغه‏ 14 الأهوية، و لا تلبسه الألسنة و لا يخلق على الرد 15 و لا ينقضي عجائبه- و لا يشبع منه العلماء [هو الذي‏] لم تكنه‏ 16 الجن- إذ سمعته أن قالوا: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ، من قال به صدق، و من عمل به أجر، و من اعتصم به‏ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ ، هو الكتاب العزيز الذي‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ- وَ لا مِنْ خَلْفِهِ‏

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 4

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 17 .

3- عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال: خطب رسول الله ص يوم الجمعة بعد صلاة الظهر- انصرف على الناس- فقال: يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير- أنه لن يعمر من نبي- إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله- و إني لأظنني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني مسئول و إنكم مسئولون، فهل بلغتكم فما ذا أنتم قائلون قالوا: نشهد بأنك قد بلغت و نصحت و جاهدت، فجزاك الله عنا خيرا قال:

اللهم اشهد- ثم قال: يا أيها الناس أ لم تشهدوا أن لا إله إلا الله- و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق و أن النار حق و أن البعث حق من بعد الموت- قالوا: [اللهم‏] نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي- و أنا أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ ، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه- اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، ثم قال: أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض- و حوضي أعرض ما بين بصرى و صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة ألا و إني- سائلكم حين تردون علي عن الثقلين- فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني- قالوا: و ما الثقلان يا رسول الله قال: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيدي الله- و طرف في أيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تذلوا- و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير- أن لا يتفرقا حتى يلقياني و سألت الله لهما ذلك- فأعطانيه فلا تسبقوهم فتضلوا، و لا تقصروا عنهم فتهلكوا، فلا تعلموهم فهم أعلم منكم‏ 18 .

4- عن أبي عبد الله مولى بني هاشم عن أبي سخيلة قال: حججت أنا و سلمان الفارسي من الكوفة فمررت بأبي ذر فقال: انظروا إذا كانت بعدي فتنة و هي كائنة فعليكم بخصلتين، بكتاب الله و بعلي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله ص يقول لعلي: هذا أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيمة، و هو الصديق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحق و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب‏

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 5

المنافقين‏ 19 .

5- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: خطب رسول الله ص بالمدينة فكان فيما قال لهم «الحديث» 20 .

6- عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا به، و ما وجدتموه هلك من كان قبلكم فاجتنبوا 21 .

7- عن الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال: قال أبو عبد الله ع‏ لا يرفع‏ 22 الأمر و الخلافة إلى آل أبي بكر أبدا- و لا إلى آل عمر و لا إلى آل بني أمية، و لا في ولد طلحة و الزبير أبدا، و ذلك أنهم بتروا القرآن و أبطلوا السنن و عطلوا الأحكام‏ 23 .

8- و قال رسول الله ص‏ القرآن هدى من الضلالة، و تبيان من العمى، و استقالة من العثرة، و نور من الظلمة، و ضياء من الأحزان، و عصمة من الهلكة، و رشد من الغواية و بيان من الفتن، و بلاغ من الدنيا إلى الآخرة و فيه كمال دينكم فهذه صفة رسول الله ص للقرآن، و ما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار 24 .

9- عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، و قطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، و بها نوهت الكتب و يستبين الإيمان، و قد أمر رسول الله ص أن يقتدى بالقرآن و آل محمد، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، و الثقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربي، و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما- فلن تضلوا ما تمسكتم بهما 25 .

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 6

10- عن فضيل بن يسار قال‏ سألت الرضا ع عن القرآن فقال لي: هو كلام الله‏ 26 .

11- عن الحسن بن علي قال‏ قيل لرسول الله ص: إن أمتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك فقال: كتاب الله العزيز الذي‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ، من ابتغى العلم في غيره أضله الله- و من ولي هذا الأمر من جبار فعمل بغيره قصمه الله- و هو الذكر الحكيم و النور المبين و الصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم و نبأ ما بعدكم، و حكم ما بينكم و هو الفصل ليس بالهزل، و هو الذي سمعته الجن فلم تناهى أن قالوا «إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ» و لا يخلق على طول الرد، و لا ينقضي عبره و لا تفنى عجائبه‏ 27 .

12- عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين، فجعل خيرته في إحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في إحدى الأثلاث- ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف، ثم اختار من عبد مناف هاشم، ثم اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبد المطلب عبد الله، و اختار من عبد الله محمدا رسول الله ص، فكان أطيب الناس ولادة و أطهرها، فبعثه الله‏ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً ، و أنزل عليه الكتاب فليس من شي‏ء إلا في الكتاب تبيانه‏ 28 .

13- عن عمرو بن قيس عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة- إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله، و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل دليلا يدل عليه، و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا 29 .

14- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن القرآن فقال لي: لا خالق و لا مخلوق‏

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 7

و لكنه كلام الخالق‏ 30 .

15- عن زرارة قال‏ سألته عن القرآن أ خالق هو قال: لا قلت: أ مخلوق قال:

لا و لكنه كلام الخالق [يعني أنه كلام الخالق بالفعل‏] 31 .

16- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن جده ع قال‏ خطبنا أمير المؤمنين ع خطبة فقال فيها: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، أرسله بكتاب فصله و أحكمه و أعزه و حفظه بعلمه- و أحكمه بنوره، و أيده بسلطانه، و كلأه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة- أو يأتيه‏ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ- تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ، و لا يخلقه طول الرد و لا يفنى عجائبه من قال به صدق، و من عمل به أجر و من خاصم به فلح و من قاتل به نصر، و من قام به‏ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ ، فيه نبأ من كان قبلكم و الحكم فيما بينكم، و خيرة 32 معادكم أنزله بعلمه و أشهد الملائكة بتصديقه- قال الله جل وجهه‏ لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ- أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً» فجعله الله نورا يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ و قال: «فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» و قال: «اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ» و قال: «فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ- وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، و في تركه الخطاء المبين، قال: « فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى‏ »- فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا و الآخرة فالقرآن آمر و زاجر حد فيه الحدود، و سن فيه السنن، و ضرب فيه الأمثال، و شرع فيه الدين إعذارا من نفسه‏ 33 و حجة على خلقه، أخذ على ذلك ميثاقهم، و ارتهن عليه أنفسهم ليبين لهم ما يأتون و ما يتقون،

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 8

لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَ يَحْيى‏ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ‏ 34 .

17- عن ياسر الخادم عن الرضا ع‏ أنه سئل عن القرآن فقال: لعن الله المرجئة 35 و لعن الله أبا حنيفة 36 أنه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به، و حيث ما قرأت و نطقت فهو كلام و خبر و قصص‏ 37 .

18- عن سماعة قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله أنزل عليكم كتابه و هو الصادق البر، فيه خبركم و خبر من قبلكم و خبر من بعدكم، و خبر السماء و الأرض، و لو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم [من ذلك‏] 38 .

باب ترك رواية التي بخلاف القرآن‏

1- عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال‏ قال رسول الله ص في خطبة بمنى أو بمكة: يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته- و ما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله‏ 39 .

2- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي جعفر عن أبيه عن علي ص قال‏ الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، إن على كل حق حقيقة و على كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به، و ما خالف كتاب الله فدعوه‏ 40 .

3- عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، و ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به‏ 41 .

تفسير العياشي، ج‏1، ص: 9

4- عن أيوب بن حر قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ كل شي‏ء، مردود إلى الكتاب و السنة، و كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف‏ 42 .

5- عن كليب الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل‏ 43 .

6- عن سدير قال‏ كان أبو جعفر ع و أبو عبد الله ع لا يصدق علينا- إلا بما يوافق كتاب الله و سنة نبيه ص‏ 44 .

7- عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح ع قال‏ إذا كان جاءك الحديثان المختلفان- فقسهما على كتاب الله و على أحاديثنا، فإن أشبههما فهو حق و إن لم يشبههما فهو باطل‏ 45 .

في ما أنزل القرآن‏

1- عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ نزل القرآن على أربعة أرباع- ربع فينا، و ربع في عدونا، و ربع في فرائض و أحكام، و ربع سنن و أمثال و لنا كرائم القرآن‏ 46 .

2- عن عبد الله بن سنان: قال‏ 47 سألت أبا عبد الله ع عن القرآن و الفرقان، قال: القرآن جملة الكتاب و أخبار ما يكون، و الفرقان المحكم الذي يعمل به، و كل محكم فهو فرقان‏ 48 .

صفحه بعد