کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير العياشي


صفحه قبل

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 196

79- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ عاد إلى الحديث الأول الذي قطعناه‏ 2947 « قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ‏ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا » الذي بلته دموع عيني « فَأَلْقُوهُ عَلى‏ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً » لو قد شم بريحي « وَ أْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ‏ » و ردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم- و جهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر، وجد يعقوب ريح يوسف، فقال لمن بحضرته من ولده: « إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ‏ » قال: و أقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا و سرورا- بما رأوا من حال يوسف و الملك الذي أعطاه الله، و العز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، و كان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام، فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ألقى القميص‏ عَلى‏ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً و قال لهم: ما فعل ابن ياميل قالوا أخلفناه عند أخيه صالحا، قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك- و سجد لربه سجدة الشكر، و رجع إليه بصره و تقوم له ظهره، و قال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف و معهم يعقوب و خالة يوسف ياميل‏ 2948 فأحثوا السير فرحا و سرورا- فصاروا تسعة أيام إلى مصر 2949 .

80- عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قوله:

« سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي‏ » فقال: أخرهم إلى السحر قال: يا رب إنما ذنبهم فيما بيني و بينهم، أوحى الله إني قد غفرت لهم‏ 2950 .

81- عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: « أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي‏ » قال: أخرها إلى السحر ليلة الجمعة 2951 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 197

82- عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسى بن محمد بن الرضا عن موسى‏ قال لأخيه: إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل، فقال: أخبرني عن قول الله: « وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً » أ سجد يعقوب و ولده ليوسف قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: أما سجود يعقوب و ولده ليوسف فشكرا لله، لاجتماع شملهم- أ لا ترى أنه يقول في شكر ذلك الوقت: « رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ- وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ‏ » الآية 2952 .

83- عاد إلى الحديث الأول‏ 2953 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ فساروا تسعة أيام إلى مصر، فلما دخلوا على يوسف في دار الملك- اعتنق أباه فقبله و بكى، و رفعه و رفع خالته على سرير الملك، ثم دخل منزله فادهن فاكتحل- و لبس ثياب العز و الملك ثم خرج إليهم، فلما رأوه سجدوا جميعا له- إعظاما له و شكرا لله، فعند ذلك قال: « يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ‏ » إلى قوله: « بَيْنِي وَ بَيْنَ إِخْوَتِي‏ » قال:

و لم يكن يوسف في تلك العشرين سنة- يدهن و لا يكتحل و لا يتطيب و لا يضحك، و لا يمس النساء 2954 حتى جمع الله ليعقوب شمله: جمع بينه و بين يعقوب و إخوته‏ 2955 .

84- عن الحسن بن أسباط قال‏ سألت أبا الحسن في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف قال: في أحد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط، قال: نعم، و سألته عن يوسف و أخيه أ كان أخاه لأمه أم ابن خالته فقال ابن خالته‏ 2956 .

85- عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: « وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ‏ » قال: العرش السرير، و في قوله: « وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً » قال:

كان سجودهم ذلك عبادة لله‏ 2957 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 198

86- عن محمد بن بهروز عن جعفر بن محمد ع قال‏ إن يعقوب قال ليوسف حيث التقيا: أخبرني يا بني كيف صنع بك فقال له يوسف: انطلق بي، فأقعدت على رأس الجب فقيل لي انزع القميص فقلت لهم: إني أسألكم بوجه أبي الصديق يعقوب لا تبدوا عورتي و لا تسلبوني قميصي، قال: فأخرج علي فلان السكين، فغشي على يعقوب فلما أفاق قال له يعقوب: حدثني كيف صنع بك فقال له يوسف:

إني أطالب يا أبتاه لما كففت فكف‏ 2958 .

87- عن محمد بن مسلم قال‏ قلت لأبي جعفر ع: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله يعقوب شمله، و أراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة قال: عاش حولين، قلت: فمن كان يومئذ الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف فقال: كان يعقوب الحجة و كان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلى أرض الشام، فدفنه في بيت المقدس ثم كان يوسف بن يعقوب الحجة 2959 .

88- عن إسحاق بن يسار عن أبي عبد الله ع أنه قال‏ إن الله بعث إلى يوسف و هو في السجن- يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطاءين قال: جرمي، قال: فاعترف بجرمه، فأخرج فاعترف بمج لسه منها مجلس الرجل من أهله‏ 2960 فقال له: ادع بهذا الدعاء يا كبير كل كبير يا من لا شريك له و لا وزير، يا خالق الشمس و القمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير [عنيد] يا مغني البائس الفقير يا جابر العظم الكسير- يا مطلق المكبل‏ 2961 الأسير- أسألك بحق محمد و آل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا- و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب، قال: فلما أصبح دعاه الملك فخلى سبيله، و ذلك قوله: « وَ قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ‏ » 2962 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 199

89- عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ بينا رسول الله ص جالس في أهل بيته إذ قال: أحب يوسف أن يستوثق لنفسه، قال: فقيل بما ذا يا رسول الله قال لما عزل له عزيز مصر عن مصر لبس ثوبين جديدين أو قال: نظيفين، و خرج إلى فلاة من الأرض، 2963 فصلى ركعات فلما فرغ رفع يده إلى السماء- فقال:

« رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ- فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ » قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له: يا يوسف ما حاجتك فقال: «رب‏ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ‏ » فقال أبو عبد الله ع: خشي الفتن‏ 2964 .

90- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله « وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏ » قال: من ذلك قول الرجل: لا و حياتك‏ 2965 .

91- عن يعقوب بن شعيب قال‏ سألت أبا عبد الله ع « وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏ » قال: كانوا يقولون: نمطر نبؤ كذا و نبؤ كذا [لأعطى‏] 2966 و منهم أنهم كانوا يأتون الكهان- فيصدقو نهم بما يقولون‏ 2967 .

92- عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال‏ شرك لا يبلغ به الكفر 2968 .

93- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ شرك طاعة، قال الرجل لا و الله و فلان- و لو لا الله لوكلت فلان و المعصية منه‏ 2969 .

94 أبو بصير عن أبي إسحاق قال‏ هو قول الرجل لو لا الله و أنت ما فعل بي كذا و كذا- و لو لا الله و أنت ما صرف عني كذا و كذا، و أشباه ذلك‏ 2970 .

95- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ شرك طاعة و ليس بشرك عبادة- و المعاصي التي تركبون مما أوجب الله عليها النار شرك طاعة، أطاعوا الشيطان و أشركوا بالله في طاعته، و لم يكن بشرك عبادة، فيعبدون مع الله غيره‏ 2971 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 200

96- عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: « وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏ » قال: هو الرجل يقول: لو لا فلان لهلكت، و لو لا فلان لأصبت كذا و كذا، و لو لا فلان لضاع عيالي، أ لا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه و يدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لو لا أن الله من علي بفلان لهلكت قال: نعم لا بأس بهذا 2972 .

97- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما، فقالا: شرك النعم‏ 2973 .

98- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ شرك طاعة و ليس شرك عبادة في المعاصي التي يرتكبون- فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا في الله في الطاعة غيره، و ليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله‏ 2974 .

99- عن إسماعيل الجعفي قال: قال أبو جعفر ع‏ « قُلْ هذِهِ س َبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏ » قال: فقال: علي بن أبي طالب ع خاصة، و إلا فلا أصابني شفاعة محمد ع‏ 2975 .

100- عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الثاني قال‏ قلت: جعلت فداك- إنهم يقولون في الحداثة [في حداثة سنك‏] قال ليس شي‏ء يقولون، إن الله تعالى يقول « « قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏ » فو الله ما كان تبعه إلا علي و هو ابن تسع سنين‏ 2976 [و مضى أبي إلا] و أنا ابن تسع سنين، فما عسى أن يقولوا- قال: ثم كانت أمارات فيها و قبلها أقوام، الطريقان في العاقبة سواء، الظاهر مختلف، هو رأس اليقين إن الله يقول في كتابه: « فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏ » إلى قوله‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 201

« وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً » 2977 .

101 عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع‏ قوله: « قُلْ هذِهِ سَبِيلِي‏ » إلى « أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏ » قال: علي، و زاد قال: رسول الله ص و علي و الأوصياء من بعدهما 2978 .

102 عن أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله تعالى « حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ- وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا » مخففة: قال ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم- على صورة الملائكة 2979 .

103 عن ابن شعيب عن أبي عبد الله ع قال‏ وكلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة عين‏ 2980 .

104 عن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال‏ أما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب و ما كانوا إلا من الذين وكلهم الله إلى أنفسهم ليمن عليهم‏ 2981 .

105 عن محمد بن هارون عن أبي عبد الله ع قال‏ ما علم رسول الله أن جبرئيل من عند الله إلا بالتوفيق‏ 2982 .

106 عن زرارة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع كيف لم يخف رسول الله ص فيما يأتيه من قبل الله- أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان قال: فقال: إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا- أنزل عليه السكينة و الوقار، فكان [الذي‏] يأتيه من قبل الله- مثل الذي يراه بعينه‏ 2983 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 202

(13) من سورة الرعد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع قال‏ من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا- و إن كان ناصبيا، [فإنه لا يكون‏] 2984 أشر من الناصب و إن كان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب- و يشفع في جميع من يعرف من أهل بيته و إخوانه من المؤمنين‏ 2985 .

2- عن أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر ع قال‏ يا با لبيد إن في حروف القرآن لعلما جما- إن الله تبارك و تعالى أنزل: « الم ذلِكَ الْكِتابُ‏ » فقام محمد ص حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد- و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين- ثم قال:

صفحه بعد