کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير العياشي


صفحه قبل

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 216

كان أو يكون- إلا كتبه في كتاب- فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه كان، و ما لم يشأ لم يكن‏ 3068 .

62- عن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » فقال: ي ا حمران إنه إذا كان ليلة القدر و نزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا- فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره- أو ينقص منه أو يزيد- أمر الملك فمحا ما يشاء ثم أثبت الذي أراد، قال: فقلت له عند ذلك: فكل شي‏ء يكون فهو عند الله في كتاب قال: نعم، قلت: فيكون كذا و كذا ثم كذا و كذا- حتى ينتهي إلى آخره- قال: نعم، قلت فأي شي‏ء يكون بيده [بعده‏] قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء تبارك و تعالى‏ 3069 .

63- عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ العلم علمان- علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه- و علم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد- يحدث فيه ما يشاء 3070 .

64- عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله كتب كتابا فيه ما كان و ما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه أثبت، و ما شاء كان، و ما لم يشأ منه لم يكن‏ 3071 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 217

65- عن الفضيل: قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء، و يثبت منها ما يشاء- لم يطلع على ذلك أحدا يعني الموقوفة، فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة- لا يكذب نفسه و لا نبيه و لا ملائكته‏ 3072 .

66- عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ع و أبو عبد الله ع‏ يا با حمزة إن حدثناك بأمر- أنه يجي‏ء من هاهنا فجاء من هاهنا- فإن الله يصنع ما يشاء، و إن حدثناك اليوم بحديث و حدثناك غدا بخلافه، فإن الله يمحو ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ‏ 3073 .

67- عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ العلم علمان- فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه- فأما علم ملائكته‏ 3074 فإنه سيكون لا يكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله، و علم عنده مخزون- يقدم فيه ما يشاء و يؤخر ما يشاء- و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء 3075 .

68- عن عمرو بن الحمق قال‏ دخلت على أمير المؤمنين ع حين ضرب على قرنه، فقال لي: يا عمرو إني مفارقكم، ثم قال: سنة [إلى‏] السبعين فيها بلاء قالها ثلاثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء فلم يجبني و أغمي عليه، فبكت أم كلثوم فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني- فإنك لو قد ترين ما أرى لم تبكي، إن الملائكة في السماوات السبع- بعضهم خلف بعضهم، و النبيون خلفهم، و هذا محمد ص أخذ بيدي و يقول: انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: بأبي و أمي قلت لي: إلى السبعين بلاء- فهل بعد السبعين رخاء فقال: نعم يا عمرو، و إن بعد البلاء رخاء، و « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » 3076 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 218

69- قال أبو حمزة فقلت لأبي جعفر: إن عليا كان يقول- إلى السبعين بلاء و بعد السبعين رخاء- و قد مضت السبعون و لم يروا رخاء فقال لي أبو جعفر: يا ثابت إن الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين ص اشتد غضب الله على أهل الأرض- فأخره إلى أربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، و كشفتم قناع الستر- فأخره الله و لم يجعل لذلك عندنا وقتا- ثم قال‏ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ- وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ 3077 .

70- عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان- فإذا أراد الله بقاء قوم- أمر الفلك فأبطأ الدور بهم- فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فإن الله يمحو ما يَشاءُ- وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ 3078 .

71- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع يقول‏ إن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و عنده أم الكتاب، و قال: لكل أمر يريده الله فهو في علمه- قبل أن يصنعه، و ليس شي‏ء يبدو له- إلا و قد كان في علمه- أن الله لا يبدو له من جهل‏ 3079 .

72- عن إبراهيم بن أبي يحيى‏ 3080 عن جعفر بن محمد ع قال‏ ما من مولود يولد- إلا و إبليس من الأبالسة بحضرته، فإن علم الله أنه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان، و إن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره- فكان مأبونا [و ذلك أن الذكر يخرج للوجه‏] فإن كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بكاء شديدا- إذا هو خرج من بطن أمه، و الله بعد ذلك يمحو ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ- وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ 3081 .

73- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى أهبط

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 219

إلى الأرض ظللا- من الملائكة على آدم، و هو بواد يقال له الروحاء، و هو واد بين الطائف و مكة [قال: فمسح على ظهر آدم‏] ثم صرخ بذريته و هم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي- فقال الله لآدم: انظر ما ذا ترى فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال: الله يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك- لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، و لمحمد بالنبوة- كما أخذت عليهم في السماء- قال آدم: يا رب و كيف وسعتهم ظهري ق ال الله: يا آدم بلطف صنعي و نافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق قال الله: أن لا يشركوا بي شيئا- قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم.

قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي، ع فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود و أكثر عمري- يا رب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة- أ ينفذ ذلك له قال: نعم يا آدم، قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فأنفذ ذلك له و أثبتها له عندك- و أطرحها من عمري! قال: فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة- و لم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلاثين سنة- و كانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر ع: فذلك قول الله « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت ع ليقبض روحه، فقال له آدم ع: يا ملك الموت قد بقي من عمري ثلاثون- فقال له ملك الموت أ لم تجعلها لابنك داود النبي و أطرحتها من عمرك- حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك- و عرض عليك أعمارهم- و أنت يومئذ بوادي الروحاء فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل- أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك- فأثبتها لداود في الزبور و محا ها من عمرك من الذكر قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: و كان آدم صادقا لم‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 220

يذكر [و لم يجهل جود الألفاظ] 3082 قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم- إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه‏ 3083 .

74- عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع‏ سئل عن قول الله: « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » قال: إن ذلك الكتاب- كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، و ذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب- لم يغن الدعاء فيه شيئا 3084 .

75- عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله ص‏ إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاث سنين- فيمدها الله إلى ثلاث و ثلاثين سنة- و إن المرء ليقطع رحمه- و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة- فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى- قال الحسين و: كان جعفر يتلو هذه الآية « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » 3085 .

76- عن بريد بن معاوية العجلي قال‏ قلت لأبي جعفر ع: « قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » قال: إيانا عنى و علي أفضلنا و أولنا- و خيرنا بعد النبي ص‏ 3086 .

77- عن عبد الله بن عطاء قال‏ قلت لأبي جعفر ع: هذا ابن عبد الله بن سلام [بن عمران‏] يزعم أن أباه الذي يقول الله: « قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » قال: كذب هو علي بن أبي طالب ع‏ 3087 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 221

78- عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قوله « قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » فقال: نزلت في علي بعد رسول الله ص و في الأئمة بعده و علي عنده علم الكتاب‏ 3088 .

79- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع‏ في قوله: « وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » قال: نزلت في علي ع، أنه عالم هذه الأمة بعد النبي ص‏ 3089 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 222

(14) من سورة إبراهيم‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة إبراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، و لا جنون و لا بلوى‏ 3090 .

2- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله « وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏ » قال: بآلائه يعني نعمه‏ 3091 .

3- عن أبي عمر المدائني قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه- و في رواية أخرى فأقر بها بقلبه- و حمد الله عليها بلسانه- لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة 3092 .

4- و في رواية أبي إسحاق المدائني‏ حتى يأذن الله له بالزيادة، و هو قوله: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ » 3093 .

5- و عن أبي ولاد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله- أ ليس إن شكرناه عليها و حمدناه زادنا- كما قال الله في كتابه: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ » فقال: «نعم من حمد الله على نعمه و شكره- و علم أن ذلك منه لا من غيره [زاد الله نعمه‏] 3094 .

صفحه بعد