کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير العياشي


صفحه قبل

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 222

(14) من سورة إبراهيم‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة إبراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، و لا جنون و لا بلوى‏ 3090 .

2- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله « وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏ » قال: بآلائه يعني نعمه‏ 3091 .

3- عن أبي عمر المدائني قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه- و في رواية أخرى فأقر بها بقلبه- و حمد الله عليها بلسانه- لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة 3092 .

4- و في رواية أبي إسحاق المدائني‏ حتى يأذن الله له بالزيادة، و هو قوله: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ » 3093 .

5- و عن أبي ولاد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله- أ ليس إن شكرناه عليها و حمدناه زادنا- كما قال الله في كتابه: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ » فقال: «نعم من حمد الله على نعمه و شكره- و علم أن ذلك منه لا من غيره [زاد الله نعمه‏] 3094 .

6- عن الحسن بن ظريف‏ 3095 عن محمد عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: « وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ‏ » قال الزارعون‏ 3096 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 223

7- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال:

قال أمير المؤمنين ع‏ إن أهل النار لما غلى الزقوم و الضريع‏ 3097 في بطونهم‏ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ‏ سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق و صديد 3098 يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ- وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ، وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ ، و حميم يغلي به جهنم منذ خلقت‏ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً 3099 .

8- عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر في قول الله: « وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ » قال: هو الثاني و ليس في القرآن [ شي‏ء] « وَ قالَ الشَّيْطانُ‏ » إلا و هو الثاني‏ 3100 .

9- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أنه إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا و سبعين كبلا 3101 فينظر الأول إلى زفر في عشرين و مائة كبل- و عشرين و مائة غل- فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله له العذاب- و أنا أغويت هذا الخلق جميعا فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب فيقال: ببغيه على علي ع فيقول له إبليس: ويل لك و ثبور لك، أ ما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته، و سألته أن يجعل لي سلطانا- على محمد و أهل بيته و شيعته فلم يجبني إلى ذلك، و قال: « إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ- إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ‏ » و ما عرفتهم حين استثناهم- إذ قلت: « وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ‏ » فمنتك به نفسك غرورا- فتوقف بين يدي الخلائق فقال له: ما الذي كان منك إلى علي و إلى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف فيقول الشيطان و هو زفر لإبليس: أنت أمرتني بذلك، فيقول له إبليس: فلم عصيت‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 224

ربك و أطعتني فيرد زفر عليه ما قال الله: « إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ- وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ‏ » إلى آخر الآية 3102 .

10- عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله « ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ- أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ » قال يعني النبي ص و الأئمة من بعده- هم الأصل الثابت- و الفرع الولاية لمن دخل فيها 3103 .

11- عن محمد بن يزيد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله « وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ » فقال: رسول الله ص أصلها- و أمير المؤمنين ع فرعها، و الأئمة من ذريتهما أغصانها، و علم الأئمة ثمرها، و شيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلا قلت: لا و الله قال: و الله إن المؤمن ليموت- فتسقط ورقة من تلك الشجرة، و إنه ليولد فتورق ورقة فيها، قال: قلت: « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها » قال: يعني ما يخرج إلى الناس من علم الإمام- في كل حين يسأل عنه‏ 3104 .

12- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن عليا ع قال‏ في رجل نذر أن يصوم زمانا قال: الزمان خمسة أشهر، و الحين ستة أشهر- لأن الله يقول: « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ‏ » 3105 .

13- عن الحلبي قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل- جعل الله عليه صوما حينا في شكر، قال: فقال قد سئل علي بن أبي طالب ع عن هذا- فقال: فليصم ستة أشهر، إن الله يقول « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها » و الحين ستة أشهر 3106 .

14- عن خالد بن جرير قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل- قال لله علي أن أصوم حينا و ذلك في شكر- فقال أبو عبد الله: قد أتى علي ع مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فإن الله يقول: « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ‏ » يعني ستة أشهر 3107 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 225

15- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد الله ع‏ « ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ » الآيتين قال هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه و لمن عاداهم، هو مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ- اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ 3108 .

16- عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا [فيأتيه‏] عند موته، يأتيه عن يمينه و عن يساره- ليصده عما هو عليه، فيأبى الله له ذلك، و كذلك قال الله « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ » 3109 .

17- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان- ملك عن يمينه و ملك عن يساره- و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل- الذي خرج من بين ظهرانيكم- يزعم أنه رسول الله ص فيفزع لذلك فزعة، و يقول إن كان مؤمنا: محمد رسول الله- فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم‏ 3110 فيها- و يفسح له في قبره‏ 3111 تسعة أذرع و يرى مقعده من الجنة و هو قول الله: « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » و إن كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول: إنه رسول الله فيقول: ما أدري فيخلى بينه و بين الشيطان‏ 3112 .

18- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أن الميت إذا أخرج من بيته- شيعته الملائكة إلى قبره، يترحمون عليه، حتى إذا انتهى إلى قبره- قالت الأرض له: مرحبا بك و أهلا و سهلا- و الله لقد كنت أحب أن يمشى علي مثلك- لا جرم لترى ما أصنع بك فيوسع له مد بصره- و يدخل عليه في قبره- قعيدا القبر [ملكا ال قبر و هما قعيدا القبر] منكر و

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 226

نكير فيلقى فيه الروح إلى حقويه‏ 3113 فيقعدانه فيسألانه- فيقولان له: من ربك فيقول الله، فيقولان: و ما دينك فيقول: الإسلام فيقولان: و من نبيك فيقول: محمد، فيقولان:

و من إمامك فيقول: علي فينادي مناد من السماء: صدق عبدي- افرشوا له في القبر من الجنة، و ألبسوه من ثياب الجنة، و افتحوا له في قبره بابا إلى الجنة حتى يأتينا و ما عندنا خير له- ثم يقولان: له نم نومة العروس- نم نومة لا حلم فيها.

و إن كان كافرا أخرجت له ملائكة- يشيعونه إلى قبره يلعنونه- حتى إذا انتهى إلى الأرض- قالت الأرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، أما و الله لقد كنت أبغض أن يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتى تلتقي جوانحه، و يدخل عليه ملكا القبر- و هما قعيدا القبر منكر و نكير، قال: قلت له جعلت فداك- يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة فقال: لا، فيقعدانه فيقولان له: من ربك فيقول: سمعت الناس يقولون، فيقولان: لا دريت فما دينك فيقول: سمعت الناس يقولون- و يتلجلج لسانه، فيقولان: لا دريت فمن نبيك فيقول: سمعت الناس يقولون- و يتلجلج لسانه فيقولان: لا دريت، فينادي مناد من السماء: كذب عبدي- افرشوا له في قبره من النار، و ألبسوه من ثياب النار و افتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا و ما له عندنا شر له، قال ثم يضربانه بمرزبة 3114 معهما- ثلاث ضربات ليس منها ضربة- إلا تطاير قبره نارا- و لو ضربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميما.

قال أبو عبد الله ع و يسلط الله عليه في قبره الحيات و العقارب- تنهشه نهشا 3115 و الشياطين تغمه غما يسمع عذابه من خلق الله- إلا الجن و الإنس، و إنه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم- و هو قول الله: « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » قا ل: عند موته « وَ فِي الْآخِرَةِ » قال: في قبره، « وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ » 3116 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 227

19- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان- ملك عن يمينه و ملك عن شماله، و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل- الذي خرج بين ظهرانيكم قال: فيفزع لذلك- فيقول إن كان مؤمنا. عن محمد تسألاني- فيقولان له عند ذلك: نم، نومة لا حلم فيها، و يفسح له في قبره خمسة [سبعة] أذرع، و يرى مقعده من الجنة، و إن كان كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل- الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول: ما أدري- و يخلى بينه و بين الشياطين، و يضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شي‏ء و هو قول الله: « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ » 3117 .

20- عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب ع قال‏ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا- و أول يوم من الآخرة- مثل له ماله و ولده و عمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: و الله إني كنت عليك لحريصا شحيحا فما عندك فيقول: خذ مني كفنك، فيلتفت إلى ولده فيقول: و الله إني كنت لكم محبا- و إني كنت عليكم لمحاميا فما ذا عندكم فيقولون: نؤديك إلى حفرتك و نواريك فيها، فيلتفت إلى عمله فيقول:

و الله إني كنت فيك لزاهد- و إن كنت علي ثقيلا فما عندك فيقول: أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك- حين أعرض أنا و أنت على ربك، فإن كان لله وليا- أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم رياشا 3118 فيقول: أبشر بروح و ريحان و جنة نعيم، قدمت خير مقدم فيقول: من أنت فيقول: أنا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنة و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يعجله.

فإذا أدخل قبره أتاه اثنان- هما، فتانا القبر يجزان أشعارهما- و يبحثان الأرض بأنيابهما، أصواتهما كالرعد العاصف- و أبصارهما كالبرق الخاطف- ثم يقولان: من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول: ربي الله و ديني الإسلام و نبيي محمد، فيقولان:

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 228

ثبتك الله فيما تحب و ترضى، و هو قول الله: « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ » ثم يفسحان له في قبره مد بصره- ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم‏ 3119 فإنه يقول الله:

« أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا ».

و أما إن كان لربه عدوا- فإنه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا و أنتنهم ريحا- فيقول:

أبشر بنزل من حميم، و تصلية جحيم و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يحبسه فإذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر- فألقيا أكفانه ثم قالا له: من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول: لا أدري، فيقولان: لا دريت و لا هديت- فيضربان يافوخة 3120 بمرزبة [ضربة] ما خلق الله من دابة إلا تذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتح له باب إلى النار ثم يقولان له: نم بشر حال فإنه من الضيق- مثل ما فيه القناة من الزج‏ 3121 حتى أن دماغه ليخرج ما بين ظفره و لحمه، و يسلط الله عليه حيات الأرض و عقاربها و هوامها، فتنهشه حتى يبعثه من قبره- و إنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر 3122 .

صفحه بعد