کتابخانه روایات شیعه
و هذا بعيد من هذا النمط؛ و عميق من القول في هذا الموضع، لكنّ لطيف النظر يذهب إليه، و دقيق الفكر يوجب أنّه إذا لزم الإيثار في امرين كلاهما حق، لفضّل رضا اللّه على هوى وليّ من أوليائه.
إنّ استعمال الإيثار في خبر ورد لمكان حجّة، و استعبار واجب على خبر وقع لمعنى تقيّة و مكان مدافعة.
جعلنا اللّه ممّن يبصر رشده، و يهتدي سننه، و يجتهد في الدين بلغته و يبذل فيه طاقته، و يخشاه حق خشيته، و يراقبه مراقبة أهل طاعته، و يرغب في ثوابه و يخاف معاده، و ختم أعمالنا بالسعادة و الزلفى الحسنة.
و قد بيّنت الأخبار التي ذكرتها من طريق العدد، و كل ما وقع في عصر إمام من اشارة إلى رجل، أو دعاية 155 منه بغير حق، و استحالة مجاوزة العدد و تبديل الأسماء، بصحيح الأخبار عن الأئمّة الهادين عليهم السلام.
متوكلا على اللّه تعالى، و مستغفرا من التقصير، و مستعيذا به سبحانه أن أريد- بما تكلّفته- إلّا الاصلاح وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ
الامامة و التبصرة
1- باب الوصيّة من لدن آدم عليه السلام
1 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ وَ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ السَّرَّادِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَنَا سَيِّدُ النَّبِيِّينَ، وَ وَصِيِّي سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ أَوْصِيَاؤُهُ سَادَةُ الْأَوْصِيَاءِ.
إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لَهُ وَصِيّاً صَالِحاً، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ: إِنِّي أَكْرَمْتُ الْأَنْبِيَاءَ بِالنُّبُوَّةِ، ثُمَّ اخْتَرْتُ خَلْقِي وَ جَعَلْتُ خِيَارَهُمُ الْأَوْصِيَاءَ.
فَقَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ اجْعَلْ وَصِيِّي خَيْرَ الْأَوْصِيَاءِ.
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا آدَمُ، أَوْصِ إِلَى شَيْثٍ فَأَوْصَى آدَمُ إِلَى شَيْثٍ، وَ هُوَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ.
وَ أَوْصَى شَيْثٌ إِلَى ابْنِهِ شَبَانَ، وَ هُوَ ابْنُ نَزْلَةَ الْحَوْرَاءِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَزَوَّجَهَا ابْنَهُ شَيْثاً 156 .
وَ أَوْصَى شَبَانُ إِلَى مخلث 157 .
وَ أَوْصَى مخلث إِلَى محوق.
وَ أَوْصَى محوق الى عثميثا 158 .
وَ أَوْصَى عثميثا إِلَى أُخْنُوخَ، وَ هُوَ إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ أَوْصَى إِدْرِيسُ إِلَى نَاحُورَ.
وَ دَفَعَهَا نَاحُورُ 159 إِلَى نُوحٍ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ أَوْصَى نُوحٌ إِلَى سَامٍ.
وَ أَوْصَى سَامٌ إِلَى عَثَامِرَ.
وَ أَوْصَى عَثَامِرُ إِلَى برعثباشا 160 .
وَ أَوْصَى برعثباشا إِلَى يَافِثَ.
وَ أَوْصَى يَافِثُ إِلَى بَرَّةَ.
وَ أَوْصَى بَرَّةُ إِلَى حفسه 161 .
وَ أَوْصَى حفسه إِلَى عِمْرَانَ.
وَ دَفَعَهَا عِمْرَانُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ أَوْصَى إِبْرَاهِيمُ إِلَى ابْنِهِ إِسْمَاعِيلَ.
وَ أَوْصَى إِسْمَاعِيلُ إِلَى إِسْحَاقَ.
وَ أَوْصَى إِسْحَاقُ إِلَى يَعْقُوبَ.
وَ أَوْصَى يَعْقُوبُ إِلَى يُوسُفَ.
وَ أَوْصَى يُوسُفُ إِلَى بثريا 162 .
وَ أَوْصَى بثريا إِلَى شُعَيْبٍ.
وَ دَفَعَهَا شُعَيْبٌ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ أَوْصَى مُوسَى إِلَى يُوشَعَ بْنِ النُّونِ 163 .
وَ أَوْصَى يُوشَعُ إِلَى دَاوُدَ النَّبِيِّ.
وَ أَوْصَى دَاوُدُ إِلَى سُلَيْمَانَ.
وَ أَوْصَى سُلَيْمَانُ إِلَى آصَفَ بْنِ بَرْخِيَا.
وَ أَوْصَى آصَفُ إِلَى زَكَرِيَّا.
وَ دَفَعَهَا زَكَرِيَّا إِلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ أَوْصَى عِيسَى إِلَى شَمْعُونَ بْنِ حَمُّونَ الصَّفَا.
وَ أَوْصَى شَمْعُونُ إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا.
وَ أَوْصَى يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا إِلَى مُنْذِرٍ.
وَ أَوْصَى مُنْذِرٌ إِلَى سُلَيْمَةَ.
وَ أَوْصَى سُلَيْمَةُ إِلَى بُرْدَةَ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: وَ دَفَعَهَا إِلَيَّ بُرْدَةُ.
وَ أَنَا أَدْفَعُهَا إِلَيْكَ يَا عَلِيُّ.
وَ أَنْتَ تَدْفَعُهَا إِلَى وَصِيِّكَ، وَ يَدْفَعُهَا وَصِيُّكَ إِلَى أَوْصِيَائِكَ مِنْ وُلْدِكَ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ، حَتَّى تُدْفَعَ إِلَى خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدَكَ.
وَ لَتَكْفُرَنَّ بِكَ الْأُمَّةُ، وَ لَتَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ اخْتِلَافاً كَثِيراً شَدِيداً.