کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

اثبات الوصية

كلمة الناشر ترجمة المؤلف‏ عقيدته‏ مؤلفاته‏ كتاب اثبات الوصية القسم الاول اتصال الحجج و الأنبياء من أبينا آدم الى سيدنا محمد [ص‏] مقدمة في بدء الخليقة جند العقل‏ جند الجهل‏ بدء الخليقة هبوط آدم [ع‏] فلما أفضى الأمر الى هبة اللّه عليه السّلام- و هو شيث بالعبرانية- قام ريسان (ابن نزلة الحورية) و اسمه أنوش عليه السّلام بأمر اللّه (جل و علا) فقام قينان بامر اللّه جل و عز فلما قبض اللّه تبارك و تعالى قينان عليه السّلام قام الحيلث بن قينان عليه السّلام بامر اللّه‏ فقام غنميشا بامر اللّه عز و جل على منهاج آبائه‏ فلما قبضه اللّه جل و علا قام بالامر بعده إدريس و هو هرمس و هو اخنوخ عليه السّلام بامر اللّه جل و عز و قام برد بن أخنوخ عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ فقام أخنوخ بن برد بن أخنوخ عليهم السّلام‏ فلما قضى و توفي قام بالأمر ابنه متوشلخ بن أخنوخ عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام لمك و هو ارفخشد بن متوشلخ عليه السّلام‏ فلما مضى لمك عليه السّلام قام نوح بن ارفخشد بأمر اللّه تبارك و تعالى‏ و قام سام بن نوح عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام ارفخشد عليه السّلام بأمر اللّه تعالى‏ فقام شالح عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام هود بن شالح بأمر اللّه جل و علا و قام فالغ بن هود عليهما السّلام بأمر اللّه جل جلاله بعد أبيه هود فقام يروغ بن فالغ عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام نوشا بن أمين عليه السّلام بالأمر لما اختاره اللّه‏ و قام صاروغ بن يروغ عليه السّلام مقام آبائه (صلوات اللّه عليهم) و قام تاجور بن صاروغ عليه السّلام و ولده بأمر اللّه جل و علا و قام تارخ و هو ابو ابراهيم الخليل (صلّى اللّه عليهما) بالأمر و إبراهيم (صلّى اللّه عليه) اختاره اللّه جل و علا لنبوّته‏ فقام إسماعيل بن إبراهيم بالنبوة و الأمر مقامه‏ و قام اسحاق بن إبراهيم بالأمر و النبوّة بعد أخيه إسماعيل‏ و قام يعقوب عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام يوسف عليه السّلام مقامه‏ قام ببرز بن لاوي بن يعقوب عليهم السّلام بأمر اللّه جلّ و عز و قام أحرب بن ببرز بن لاوي عليهم السّلام بأمر اللّه عزّ و جل‏ و قام ميتاح بن أحرب عليهما السّلام بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام عاق بن ميتاح عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام خيام بن عاق عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مادوم بن خيام عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام شعيب بالأمر بعد مادوم‏ يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام‏ فقام فينحاس ابنه (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه جل و علا فقام بشير بن فينحاس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام ابلث بن جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل على سبيل آبائه‏ فقام أحمر بن ابلث مقام أبيه‏ و قام محتان بن أحمر عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى مقام أبيه‏ و قام عوق (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه عز و جل مقام آبائه‏ و قام طالوت عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام داود صلّى اللّه عليه بأمر اللّه بعد طالوت‏ فقام سليمان (صلوات اللّه عليه) بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام آصف بن برخيا بأمر اللّه‏ و قام صفورا بن آصف عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام مبنه بن صفورا عليهما السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام هندو بن مبنه عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام أسفرا بن هندوا بأمر اللّه جل و تعالى‏ فقام رامين بن اسفر عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام اسحاق بن رامين بأمر اللّه جل جلاله مقام آبائه عليهم السّلام‏ و قام ايم بن اسحاق بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام زكريا عليه السّلام بأمر اللّه‏ فقام اليسابغ عليه السّلام بما أوصاه به زكريا عليه السّلام من أمر اللّه جل و علا و قام روبيل بن اليسابغ بأمر اللّه جل و عز و تدبير ما استودعه‏ بعث اللّه عز و جل المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام‏ و قام شمعون عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن زكريا عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام منذر بن شمعون بأمر اللّه جل‏ و قام دانيال عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام مكيخا ابن دانيال بأمر اللّه‏ فقام انشوا بن مكيخا بأمر اللّه تعالى‏ و قام رشيخا بن انشوا بأمر اللّه جل و علا و قام نسطورس بن رشيخا بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مرعيد بن نسطورس بأمر اللّه جل و عز و قام بحيرا عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام منذر بن شمعون بأمر اللّه‏ و قام سلمة بن منذر عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام برزة بن سلمة عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام أبي بن برزة عليه السّلام بأمر اللّه جل و تقدّس‏ و قام دوس بن أبي عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام أسيد بن دوس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عزّ و قام هوف عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن هوف- عليه‏ القسم الثاني اتصال الحجج و الاوصياء من سيدنا محمد [ص‏] حتى ولادة المهدي‏ مولد سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم‏ الوحي‏ حديث الدار تآمر قريش، و معجزاته [ص‏] المعراج‏ الهجرة و المبيت‏ الدعوة حجة الوداع‏ الوصية وفاة الرسول [ص‏] خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام‏ مولد الامام علي عليه السّلام‏ ايمان علي عليه السّلام‏ كفالة ابي طالب للنبي عليه السّلام‏ مولد علي عليه السّلام‏ علي ربيب الرسول‏ في الحوادث التي اعقبت وفاة النبي [ص‏] معجزات علي‏ رد الشمس للامام على عليه السّلام‏ كراماته الاخرى عليه السّلام‏ شهادة الامام علي عليه السّلام‏ الحسن السبط عليه السّلام‏ الحسين الشهيد عليه السّلام‏ علي السجاد عليه السّلام‏ محمد الباقر عليه السّلام‏ جعفر الصادق عليه السّلام‏ موسى الكاظم عليه السّلام‏ علي الرضا عليه السّلام‏ محمد الجواد عليه السّلام‏ علي الهادي عليه السّلام‏ الحسن العسكري عليه السّلام‏ قيام صاحب الزمان و هو الخلف الزكيّ بقيّة الله في أرضه و حجّته على خلقه المنتظر لفرج أوليائه من عباده عليه السّلام و رحمته و تحياته. الفهرست‏

اثبات الوصية


صفحه قبل

اثبات الوصية، ص: 58

ثم قال له: من يشهد لك بالرسالة؟

فقال: هذا الواقف على رأسك يعني أخاه هارون‏

فالتفت الى هارون فقال له: ما تقول؟

قال له: صدق هو رسول اللّه‏

فأمر فرعون فنزعت عنه ثياب الملك و الحلل التي كانت عليه‏

فبادر موسى فنزع إحدى المدرعتين فألبسها هارون فلما وقعت على جلده بكى عليه السّلام ثم كان من قصة موسى و السحرة ما قص اللّه به الى قوله‏ «فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى‏» (فروي) انّه لم يخف على نفسه و انما خاف على شيعته الفتنة.

و ألقى عصاه فتلقفت جميع ما عملوه من الحبال و العصي و كان فيما روي حمل مائتي بعير.

فلما رأى السحرة ذلك قالوا: ليس هذا سحرا، هذا أمر اللّه و إلا فأين أحمال مائتي بعير حملناها؟

قال: و سجدوا و آمنوا فقال لهم فرعون: آمنتم به قبل ان آذن لكم؟

فقالوا له: اقض ما أنت قاض.

و رجع فرعون و أصحابه مغلوبين و اشتدت المحنة على بني اسرائيل بعد ظهور موسى عليه السّلام و كانوا يضربون و يحمل عليهم الحجارة و الماء و الحطب فصاروا إلى موسى صلّى اللّه عليه فقالوا له: كنّا نتوقع الفرج فلما فرّج عنّا بك غلظت المحنة علينا.

فناجى موسى ربّه في ذلك.

فأوحى اللّه إليه: عرّف بني إسرائيل اني مهلك فرعون بعد أربعين سنة.

فأخبرهم بذلك فقالوا: ما شاء اللّه كان.

فأوحى اللّه إليه: عرّفهم اني قد نقصت من مدّة فرعون بقولهم «ما شاء اللّه كان» عشر سنين و اني أهلكه بعد ثلاثين سنة.

فقالوا: كلّ نعمة من اللّه.

فأوحى اللّه إلى موسى: فانّي قد نقصت من أيامه لقولهم «كلّ نعمة من اللّه» عشر سنين‏

اثبات الوصية، ص: 59

و انّي مهلكه بعد عشرين سنة.

فقالوا: لا يأتي بالخير إلّا اللّه.

فأوحى اللّه إليه: قد نقصت من أيامه بقولهم «لا يأتي بالخير إلّا اللّه» عشر سنين و انّي مهلكه بعد عشر سنين.

فقالوا: لا يصرف السوء إلّا اللّه.

فأوحى اللّه إليه: اني قد بترت عمره و محقت أيامه بقولهم «لا يصرف السوء إلّا اللّه»

فأخرج بني إسرائيل من مصر فعذّب موسى عليه السّلام فرعون قبل أن يخرج من مصر يوما بالقمل و يوما بالجراد و يوما بالضفادع و يوما بالدم و يوما بالريح الصفراء و يوما بالريح السوداء

ثم خرج موسى ببني إسرائيل نحو الأرض المقدّسة و اتبعه فرعون في جميع جنوده و جيشه و كان في خيله سبعون فرسا أبلق.

و كان من شيعة موسى قوم قد تبعوا فرعون طلبا لدنياه و هم من بني اسرائيل و قالوا:

هذا الذي قد كنّا نرجوه، رجعنا و صرنا مع موسى.

فلما خرج موسى عليه السّلام من مصر اتبعوه و اسرعوا في السير فأرسل اللّه إليهم ملائكة يضربون وجوههم و دوابهم حتى ردوهم الى عسكر فرعون فهلكوا فيمن هلك و نودوا:

حقّا على اللّه أن يصيركم مع من عشتم في دولته.

فلما قرب موسى عليه السّلام من البحر لحقه فرعون و جنوده فاشتد خوف بني إسرائيل و شكوا ذلك الى يوشع بن نون فصار الى موسى عليه السّلام فقال له: يا سيدي قد أدركنا فرعون فأي شي‏ء تأمر؟

فقال له: البحر يا يوشع.

فبادر الى البحر فاقتحمه بفرسه حتى كاد أن يغرق.

فلما رأى الماء قد غمره رجع الى موسى فقال له: أي شي‏ء تأمر؟

فقال له: البحر يا يوشع.

فاقتحمه ثلاث مرّات كان أن يغرق فيه.

اثبات الوصية، ص: 60

فقال موسى: و إله بني اسرائيل ما كذبت و لا كذبت.

فأوحى اللّه الى موسى‏ «أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ» فضربه‏ «فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» و تقدّم يوشع و كان فرسه يخطو على جدد الأرض الصلبة.

و روي انّه كان تحته برذون أشهب فأنجى اللّه بعظمته و قدرته موسى و من معه و غرق فرعون و جنوده و آل فرعون.

فلما خرج قوم موسى من البحر مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم فقالوا: يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة.

قال: انّكم قوم تجهلون.

فلما انتهى بهم الى الأرض المقدّسة قال لهم: يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب اللّه لكم.

قالوا: ان فيها قوما جبّارين و انا لن ندخلها حتى يخرجوا منها- يعنون العمالقة.

فحرّمها اللّه عليهم و رجعوا نحو مصر فتاهوا في أربعة فراسخ أربعين سنة فنزل عليهم المن و السلوى فهلكوا جميعا فيها إلّا يوشع بن نون و ابن عمه كالب بن يوحنا و هما اللذان قال اللّه في حقّهما: قال رجلان من الذين أنعم اللّه عليهما.

و كان معهم في التيه حجر يحمله أحدهم على كتفه و روي انّه كان يحمل على حمار فاذا وضعه «انبجست‏ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً» فيشربون فاذا أرادوا الرحيل بلع الماء و غاض و حمل الحجر معهم و إذا ولد لهم ولد انزل له القميص فطرح عليه فاذا اتسخ طرح في النار فيتنظف و لم يحترق. و كلّما طال المولود طال القميص معه.

و لما مضى موسى لميعاده و هو ثلاثون يوما عرّف موسى أصحابه ذلك.

فلما انقضت و تممها اللّه له بعشر، صنعوا في عشرة أيام ما صنعوا من أمر العجل.

و كان أصل ذلك السامري كاهنا يتنجم فرأى في نجومه ان بني اسرائيل يقطعون البحر فدخل معهم و لم يكن منهم و كان من قرية من أرض مدينة الموصل من قوم يعبدون البقر فنظر الى جبرئيل عليه السّلام لا يضع حافر فرسه على شي‏ء من الدواب الميتة و لا شجر قد سقط و مات و نخر إلا عاش. فلما رأى ذلك و هو لا يعلم انّه جبرئيل قبض قبضة من‏

اثبات الوصية، ص: 61

من تحت حوافر الفرس فصرّها في صرّة. فلما ابطأ موسى على قومه قال لهم هارون:

انّكم كنتم قد استعرتم حليا من آل فرعون و أخرجتموها معكم فاخرجوه و ارموا به و توبوا منه و تطهروا.

ففعلوا ما أمرهم به و رموا بالحلي فأخذه السامري و كان صائغا فصاغ منه عجلا جسدا ثم ادخل الصرّة التي أخذها من تحت الحوافر في فم العجل فاذا هو يخور و قال لهم: هذا «إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى‏» فعكفوا عليه.

فقام هارون خطيبا فيهم فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال لهم‏ «يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمْرِي. قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى‏»

فلما رجع موسى و خبر بالخبر قال له هارون ما قاله و أجابه بما قص اللّه به، فأخذ موسى العجل فوضع عليه المبارد حتى برد كلّه و ذراه في البحر فبادر بنو اسرائيل الى البحر ليطرحوا أنفسهم فيه ندامة على ما فعلوه و رجوعا و توبة فمنعهم.

و أمرهم أن لا يشربوا من النهر و كان خليجا من البحر.

فشربوا منه إلّا قليلا منهم فصار حول شفاههم من ذهب فعرف المخالفين منهم ثم قام موسى عليه السّلام خطيبا و ذكّرهم بأيام اللّه و جميل بلائه فأخذ بقلوب بني إسرائيل فقالوا له: يا نبي اللّه هل بقي نبي أعلم منك؟ فقال: لا.

فأوحى اللّه إليه: يا موسى هلّا وكلت العباد إلى علمي حين سألوك.

فروي انّه كان تحت المنبر في ذلك اليوم ألف نبي مرسل ثم جاءه جبرئيل عليه السّلام فأمره عن اللّه عز ذكره بطلب العلم و قال له: هو في مكان كذا و كذا.

فسأل موسى أن يعرفه مكانه فأعطى مكتلا فيه حوت مملوح و قيل له هذا زادك و هو يدلّك على المكان.

فخرج هو و فتاه يوشع فسارا حتى انتهيا الى عين فأخرج يوشع الحوت ليغسله في الماء فاضطرب في يده، و كان من العين نفق الى البحر و نسي الحوت فلما جاعا دعا موسى بالطعام فذكر الفتى يعني يوشع ما صنع الحوت.

اثبات الوصية، ص: 62

فقال له موسى: ذلك ما كنّا نبتغيه.

فارتدا على آثارهما قصصا، أي على آثار أقدامهما، فأخذا في جزيرة في البحر فاذا رجل عليه ثياب صوف قائم يصلّي فسلّم عليه موسى و جلس فلما انصرف من صلاته ردّ عليه السلام و قال له: من أنت يا عبد اللّه؟

قال: أنا موسى بن عمران صاحب بني اسرائيل.

و قال: اني سألت ربي أن اتبعك فأعلم من علمك.

قال له: يا موسى اني وكلت بأمر لا تطيقه.

ثم قص عليه العالم عليه السّلام ما كان و ما يكون حتى ذكر سيّدنا محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم ذكر له ما يصيبهم من المحن و ذكر القائم من ولده في آخر الزمان و ما يجري على يده من الخيرات و البركات.

و أقبل طائر «روي» انّه الجندب و انّه أصغر من العصفور و انّه الخطاف حتى وقع بالبحر فأخذ بمنقاره من ماء البحر فقال العالم لموسى عليه السّلام: هل رأيت الطائر و ما صنع؟.

قال: نعم.

قال له: ما علمي و علمك في علم محمّد و آل محمّد عليهم السّلام إلّا بمقدار ما أخذه هذا الطائر بمنقاره من البحر فهل تراه نقص من ماء البحر بما أخذه بمنقاره.

ثم كان بينهما من قصّة السفينة و الغلام و الجدار ما قص اللّه به.

و انزل اللّه- جلّ و عز- على موسى التوراة في شهر رمضان لست ليال مضين منه و أمره أن يأمر بني اسرائيل بالصوم و الإمساك عن جميع ما يؤكل و يشرب في يوم الجمعة. فتركوا الجمعة فأمسكوا يوم السبت. فحرّم اللّه عليهم فيه الصيد و قتل اللّه فيه عوج بن عناق على يدي موسى عليه السّلام و كان ولد في زمن آدم عليه السّلام.

فعند ذلك ملك كيخسرو خمسين سنة و قتل من بني اسرائيل ثمانية و عشرين ألف نبي و اختلف بنو اسرائيل فاختار منهم موسى سبعين رجلا و قد كانوا طالبوه و قالوا أرنا اللّه جهرة فأخذتهم الصاعقة. فماتوا.

و روي ان موسى مات بموتهم، فلذلك روي عن العالم عليه السّلام انّه قال: لا تجالسوا

اثبات الوصية، ص: 63

المفتونين فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم.

ثم أحيا اللّه موسى قبلهم فلما رآهم صرعى اغتم و قال: يا رب أصحابي أصحابي.

فأوحى اللّه إليه: اني ابدلك بهم من هم خير لك منهم.

قال: يا رب اني قد عرفتهم و عرفوني و وجدت ريحهم.

فبعثهم اللّه عز و جل له أنبياء.

ثم أخذ موسى بيد هارون و مضيا الى جبل طور سيناء فاذا هم ببيت على بابه شجرة فتدلت من الشجرة على موسى حلتان فأخذهما موسى و قال لهارون: انزع ثيابك و ادخل هذا البيت و البس هاتين الحلتين و نم على السرير الذي في البيت.

ففعل هارون ذلك فلما نام على السرير قبضه اللّه عز و جل إليه و ارتفع البيت المعمور و الشجرة و رجع موسى صلّى اللّه عليه الى بني اسرائيل فأخبرهم بذلك فكذّبوه و قالوا بل أنت قتلته.

فشكا ذلك إلى اللّه جلّ و تعالى فأمر اللّه الملائكة فنزلت بهارون على سرير بين السماء و الأرض حتى رأوه و علموا انّه مات و رفع.

و أمر اللّه موسى أن يستودع علم اللّه و نوره و جميع ما في يديه ابن عمه يوشع بن نون فاحضره و أوصى إليه و سلّم إليه التابوت و العلم و عرّف بني اسرائيل انّه هو القائم مقامه و ان عليهم فرض طاعته.

و مكث عليه السّلام ما شاء اللّه ثم مر برجل و هو يحفر قبرا فقال له أ لا أعينك على حفر هذا القبر.

فقال له الرجل: بلى.

فأعانه حتى حفر فأراد الحفّار أن يضطجع في اللحد لينظر كيف هو فقال له موسى:

أنا أضطجع فيه.

فاضطجع فرأى مكانه من الجنّة فقال: ربّ اقبضني إليك.

فقبض و دفن في ذلك القبر. و كان الذي يحفر القبر جبرئيل عليه السّلام في صورة آدمي.

فذلك قبر موسى و لا يعرف به أحد. و كان موته آخر يوم من أيام التيه.

اثبات الوصية، ص: 64

و روي انّه سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قبر موسى فقال: عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر.

و عاش موسى مائة و ستا و عشرين سنة و عاش هارون نحوا من ذلك و كان بين ابراهيم و بين موسى عليهما السّلام أربعمائة و ثمان و ستون سنة.

يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام‏

و خرج يوشع عليه السّلام و جمع أولاد بني إسرائيل الذين ولدوا في التيه معه و هم لا يعرفون الجبارين و لا العمالقة و لا يمتنعون من قتالهم فقاتل بهم العمالقة و فتح بيت المقدس و جميع مدائن الشام حتى انتهى الى البلقاء لأنّه قاتل فيها رجلا يقال له بالق فجعلوا يخرجون و يقاتلون و لا يقتل منهم أحد فسأله يوشع عن ذلك فقيل له ان في مدينته امرأة كاهنة تدّعي انّها منجمة تستقبل الشمس بفرجها ثم تحسب و تعرض عليها الخيل و الرجال و لا يخرج يومئذ الى الحرب رجل قد حضر أجله.

قال: فصلّى يوشع بن نون عليه السّلام ركعتين و دعا ربّه أن يحبس الشمس عنهم ساعة فأجابه و اخرت الشمس، فخرجت فاختلط عليها حسابها فقالت لبالق: انظر ما يعرض عليك يوشع و يلتمسه فاعطه فان حسابي قد اختلط عليّ.

فقال لها: انّه لا يكون صالح إلّا بقتال.

فقاتل يوشع فقتل أصحاب «بالق» قتلا ذريعا كثيرا لم يقتل مثله قبل. فسأل الصلح فأبى يوشع بن نون أن يفعل حتى يسلّم إليه المرأة.

فقالت: ادفعني إليه.

فدفعها فقالت: هل تجد فيما أوحي الى صاحبك موسى عليه السّلام قتل النساء؟.

قال: لا.

قالت: أ ليس إنمّا تدعوني الى دينك؟.

قال: بلى.

صفحه بعد