کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التوحيد (للصدوق)

[مقدمات التحقيق‏] [مقدمة الغفاري‏] [مقدمة المحقق‏] كلمات حول الكتاب‏ (كتاب التوحيد) كلمة المجلسيّ رحمه اللّه حول كتب المؤلّف‏ * (شروح الكتاب)* * (طبعاته)* عدد الأبواب و الأحاديث: مراجع التصحيح و رموزها [مقدمة المؤلف‏] 1 باب ثواب الموحدين و العارفين‏ 2 باب التوحيد و نفي التشبيه‏ 3 باب معنى الواحد و التوحيد و الموحد 4 باب تفسير إلى آخرها 5 باب معنى التوحيد و العدل‏ 6 باب أنه عز و جل ليس بجسم و لا صورة 7 باب أنه تبارك و تعالى شي‏ء 8 باب ما جاء في الرؤية 9 باب القدرة 10 باب العلم‏ 11 باب صفات الذات و صفات الأفعال‏ 12 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 13 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 14 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 15 باب تفسير قول الله عز و جل‏ إلى آخر الآية 16 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 17 باب تفسير قوله عز و جل‏ 18 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 19 باب تفسير قوله عز و جل‏ 20 باب تفسير قوله عز و جل‏ 21 باب تفسير قوله عز و جل‏ و قوله عز و جل‏ و قوله عز و جل‏ و قوله عز و جل‏ 22 باب معنى‏ عز و جل‏ 23 باب معنى الحجزة 24 باب معنى العين و الأذن و اللسان‏ 25 باب معنى قوله عز و جل‏ 26 باب معنى رضاه عز و جل و سخطه‏ 27 باب معنى قوله عز و جل‏ 28 باب نفي المكان و الزمان و السكون و الحركة و النزول و الصعود و الانتقال عن الله عز و جل‏ 29 باب أسماء الله تعالى و الفرق بين معانيها و بين معاني أسماء المخلوقين‏ 30 باب القرآن ما هو 31 باب معنى‏ 32 باب تفسير حروف المعجم‏ 33 باب تفسير حروف الجمل‏ 34 باب تفسير حروف الأذان و الإقامة 35 باب تفسير الهدى و الضلالة و التوفيق و الخذلان من الله تعالى‏ 36 باب الرد على الثنوية و الزنادقة 37 باب الرد على الذين قالوا 38 باب ذكر عظمة الله جل جلاله‏ 39 باب لطف الله تبارك و تعالى‏ 40 باب أدنى ما يجزئ من معرفة التوحيد 41 باب أنه عز و جل لا يعرف إلا به‏ 42 باب إثبات حدوث العالم‏ 43 باب حديث ذعلب‏ 44 باب حديث سبخت اليهودي‏ 45 باب معنى سبحان الله‏ 46 باب معنى الله أكبر 47 باب معنى الأول و الآخر 48 باب معنى قول الله عز و جل‏ 49 باب معنى قوله عز و جل‏ 50 باب العرش و صفاته‏ 51 باب أن العرش خلق أرباعا 52 باب معنى قول الله عز و جل‏ 53 باب فطرة الله عز و جل الخلق على التوحيد 54 باب البداء 55 باب المشيئة و الإرادة 56 باب الاستطاعة 57 باب الابتلاء و الاختبار 58 باب السعادة و الشقاوة 59 باب نفي الجبر و التفويض‏ 60 باب القضاء و القدر و الفتنة و الأرزاق و الأسعار و الآجال‏ 61 باب الأطفال و عدل الله عز و جل فيهم‏ 62 باب أن الله تعالى لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم‏ 63 باب الأمر و النهي و الوعد و الوعيد 64 باب التعريف و البيان و الحجة و الهداية 65 باب ذكر مجلس الرضا علي بن موسى ع مع أهل الأديان و أصحاب المقالات مثل الجاثليق و رأس الجالوت و رؤساء الصابئين و الهربذ الأكبر و ما كلم به عمران الصابي في التوحيد عند المأمون‏ 66 باب ذكر مجلس الرضا ع مع سليمان المروزي متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد 67 باب النهي عن الكلام و الجدال و المراء في الله عز و جل‏

التوحيد (للصدوق)


صفحه قبل

التوحيد (للصدوق)، ص: 156

معدوم فوجودنا الأرض مظلمة بالليل‏ 440 و وجودنا داخلها أيضا مظلما بالنهار يدل على أن تأويل قوله- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ هو ما قاله الرضا ع دون تأويل المشبهة فإنه عز و جل هاد لأهل السماوات و الأرض المبين لأهل السماوات و الأرض أمور دينهم و مصالحهم فلما كان بالله و بهداه يهتدي أهل السماوات و الأرض إلى صلاحهم و أمور دينهم كما يهتدون بالنور الذي خلق الله لهم في السماوات و الأرض إلى صلاح دنياهم قال إنه نور السماوات و الأرض على هذا المعنى و أجرى على نفسه هذا الاسم توسعا و مجازا لأن العقول دالة على أن الله عز و جل لا يجوز أن يكون نورا و لا ضياء و لا من جنس الأنوار و الضياء لأنه خالق الأنوار و خالق جميع أجناس الأشياء و قد دل على ذلك أيضا قوله- مَثَلُ نُورِهِ‏ و إنما أراد به صفة نوره و هذا النور هو غيره لأنه شبهه بالمصباح و ضوئه الذي ذكره و وصفه في هذه الآية و لا يجوز أن يشبه نفسه بالمصباح لأن الله لا شبه له و لا نظير فصح أن نوره الذي شبهه بالمصباح إنما هو دلالته أهل السماوات و الأرض على مصالح دينهم و على توحيد ربهم و حكمته و عدله ثم بين وضوح دلالته هذه و سماها نورا من حيث يهتدي بها عباده إلى دينهم و صلاحهم فقال مثله كمثل كوة و هي المشكاة فيها المصباح و المصباح هو السراج- فِي زُجاجَةٍ صافية شبيهة بالكوكب الدري في صفائه و الكوكب الدري هو الكوكب المشبه بالدر في لونه و هذا المصباح الذي في هذه الزجاجة الصافية يتوقد من زيت زيتونة مباركة و أراد به زيتون الشام لأنه يقال إنه بورك فيه لأهله و عنى عز و جل بقوله‏ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ أن هذه الزيتونة ليست بشرقية فلا تسقط الشمس عليها في وقت الغروب و لا غربية فلا تسقط الشمس عليها في وقت الطلوع بل هي في أعلى شجرها و الشمس تسقط عليها في طول نهارها فهو أجود لها و أضوأ لزيتها ثم أكد وصفه لصفاء زيتها فقال- يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ لما فيها من الصفاء فبين أن دلالات الله التي بها دل عباده في السماوات و الأرض على‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 157

مصالحهم و على أمور دينهم هي في الوضوح و البيان بمنزلة هذا المصباح الذي في هذه الزجاجة الصافية و يتوقد بها الزيت الصافي الذي وصفه فيجتمع فيه ضوء النار مع ضوء الزجاجة و ضوء الزيت و هو معنى قوله‏ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ و عنى بقوله عز و جل‏ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ يعني من عباده و هم المكلفون ليعرفوا بذلك و يهتدوا به و يستدلوا به على توحيد ربهم و سائر أمور دينهم و قد دل الله عز و جل بهذه الآية و بما ذكره من وضوح دلالاته و آياته التي دل بها عباده على دينهم أن أحدا منهم لم يؤت فيما صار إليه من الجهل و من تضييع الدين لشبهة و لبس دخلا عليه في ذلك من قبل الله عز و جل إذ كان الله عز و جل قد بين لهم دلالاته و آياته على سبيل ما وصف و إنهم إنما أتوا في ذلك من قبل أنفسهم بتركهم النظر في دلالات الله و استدلال بها على الله عز و جل و على صلاحهم في دينهم و بين أنه بكل شي‏ء من مصالح عباده و من غير ذلك عليم‏

2- وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ‏ فَقَالَ هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لَنَا- فَالنَّبِيُّ ص وَ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ مِنْ دَلَالاتِ اللَّهِ وَ آيَاتِهِ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا إِلَى التَّوْحِيدِ وَ مَصَالِحِ الدِّينِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

3- وَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ الْهِيتِيُّ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الذُّهَلِيِّ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع‏ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْتُ‏ مَثَلُ نُورِهِ‏ قَالَ مُحَمَّدٌ ص قُلْتُ‏ كَمِشْكاةٍ قَالَ صَدْرُ مُحَمَّدٍ ص قَالَ قُلْتُ‏ فِيها مِصْباحٌ‏ قَالَ فِيهِ نُورُ الْعِلْمِ يَعْنِي النُّبُوَّةَ قُلْتُ‏ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ قَالَ عِلْمُ رَسُولِ اللَّهِ ص صَدَرَ إِلَى قَلْبِ عَلِيٍّ ع قُلْتُ‏ كَأَنَّها قَالَ لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ

التوحيد (للصدوق)، ص: 158

تَقْرَأُ كَأَنَّها فَقُلْتُ فَكَيْفَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌ‏ 441 قُلْتُ‏ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ قَالَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا يَهُودِيٌّ وَ لَا نَصْرَانِيٌّ قُلْتُ‏ يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ قَالَ يَكَادُ الْعِلْمُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ‏ 442 قُلْتُ‏ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ قَالَ الْإِمَامُ فِي إِثْرِ الْإِمَامِ ع.

4- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ الْهِيتِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَبِيحٍ قَالَ حَدَّثَنَا ظَرِيفُ بْنُ نَاصِحٍ عَنْ عِيسَى بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ‏ قَالَ الْمِشْكَاةُ نُورُ الْعِلْمِ فِي صَدْرِ النَّبِيِّ ص- الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجَاجَةُ صَدْرُ عَلِيٍّ ع صَارَ عِلْمُ النَّبِيِّ ص إِلَى صَدْرِ عَلِيٍّ ع‏ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ قَالَ نُورٌ- لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ قَالَ لَا يَهُودِيَّةٍ وَ لَا نَصْرَانِيَّةٍ- يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ قَالَ يَكَادُ الْعَالِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَ- نُورٌ عَلى‏ نُورٍ يَعْنِي إِمَاماً مُؤَيَّداً بِنُورِ الْعِلْمِ وَ الْحِكْمَةِ فِي إِثْرِ إِمَامٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ ذَلِكَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.

فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله عز و جل خلفاءه في أرضه و حججه على خلقه لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم ع يدل على صحة ذلك قول أبي طالب في رسول الله ص‏

أنت الأمين محمد قرم أغر مسود

لمسودين أطايب كرموا و طاب المولد

أنت السعيد من السعود تكنفتك الأسعد

من لدن آدم لم يزل فينا وصي مرشد

فلقد عرفتك صادقا بالقول لا تتفند

ما زلت تنطق بالصواب و أنت طفل أمرد

.

يقول ما زلت تتكلم بالعلم قبل أن يوحى إليك و أنت طفل كما قال‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 159

إبراهيم ع و هو صغير لقومه- إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ‏ 443 و كما تكلم عيسى ع في المهد فقال- إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا. وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ‏ الآية. 444 و لأبي طالب في رسول الله ص مثل ذلك في قصيدته اللامية حين يقول-

و ما مثله في الناس سيد معشر

إذا قايسوه عند وقت التحاصل‏

فأيده رب العباد بنوره‏

و أظهر دينا حقه غير زائل‏

و يقول فيها-

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه‏

ربيع اليتامى عصمة للأرامل‏

تطيف به الهلاك من آل هاشم‏

فهم عنده في نعمة و فواضل‏

و ميزان صدق لا يخيس شعيرة

و ميزان عدل وزنه غير عائل‏

5- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الْجَبَلِيِّ عَنِ الْخَطَّابِ بْنِ عُمَرَ 445 وَ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيِّينَ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فَالْمِشْكَاةُ صَدْرُ نَبِيِّ اللَّهِ ص فِيهِ الْمِصْبَاحُ وَ الْمِصْبَاحُ هُوَ الْعِلْمُ فِي الزُّجَاجَةِ وَ الزُّجَاجَةُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ عِلْمُ النَّبِيِّ ص عِنْدَهُ.

16 باب تفسير قول الله عز و جل‏ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ‏ 446

1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِعَلَّانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ عِمْرَانُ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 160

بْنُ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الرَّقَّامِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ‏ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَنْسَى وَ لَا يَسْهُو وَ إِنَّمَا يَنْسَى وَ يَسْهُو الْمَخْلُوقُ الْمُحْدَثُ أَ لَا تَسْمَعُهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‏ وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا 447 وَ إِنَّمَا يُجَازِي مَنْ نَسِيَهُ وَ نَسِيَ لِقَاءَ يَوْمِهِ بِأَنْ يُنْسِيَهُمْ أَنْفُسَهُمْ كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏ 448 وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا 449 أَيْ نَتْرُكُهُمْ كَمَا تَرَكُوا الِاسْتِعْدَادَ لِلِقَاءِ يَوْمِهِمْ هَذَا..

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه قوله نتركهم أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه لأن الترك لا يجوز على الله عز و جل و أما قول الله عز و جل- وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ‏ 450 أي لم يعاجلهم بالعقوبة و أمهلهم ليتوبوا 451 .

17 باب تفسير قوله عز و جل‏ وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ‏ 452

1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ الْكُلَيْنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِعَلَّانٍ الْكُلَيْنِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيَّ ع عَنْ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 161

قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ‏ فَقَالَ ذَلِكَ تَعْيِيرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ أَ لَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ‏ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‏ وَ مَعْنَاهُ إِذْ قَالُوا إِنَّ- الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ‏ كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‏ إِذْ قَالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‏ بَشَرٍ مِنْ شَيْ‏ءٍ 453 ثُمَّ نَزَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَفْسَهُ عَنِ الْقَبْضَةِ وَ الْيَمِينِ فَقَالَ- سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ 454 .

2- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْعِجْلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَقَالَ يَعْنِي مِلْكَهُ لَا يَمْلِكُهَا مَعَهُ أَحَدٌ وَ الْقَبْضُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ الْمَنْعُ وَ الْبَسْطُ مِنْهُ الْإِعْطَاءُ وَ التَّوْسِيعُ كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اللَّهُ يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏ 455 يَعْنِي يُعْطِي وَ يُوَسِّعُ وَ يَمْنَعُ وَ يُضَيِّقُ وَ الْقَبْضُ مِنْهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي وَجْهٍ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 162

آخَرَ الْأَخْذُ 456 وَ الْأَخْذُ فِي وَجْهٍ الْقَبُولُ مِنْهُ كَمَا قَالَ‏ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ‏ 457 أَيْ يَقْبَلُهَا مِنْ أَهْلِهَا وَ يُثِيبُ عَلَيْهَا قُلْتُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ‏ قَالَ الْيَمِينُ الْيَدُ وَ الْيَدُ الْقُدْرَةُ وَ الْقُوَّةُ يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِقُدْرَتِهِ وَ قُوَّتِهِ- سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ .

18 باب تفسير قول الله عز و جل‏ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‏ 458

1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْمُعَاذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‏ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يُوصَفُ بِمَكَانٍ يَحُلُّ فِيهِ فَيُحْجَبَ عَنْهُ فِيهِ عِبَادُهُ وَ لَكِنَّهُ يَعْنِي إِنَّهُمْ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ لَمَحْجُوبُونَ.

19 باب تفسير قوله عز و جل‏ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا 459

صفحه بعد